حلت بعين وبركة ماء كانت لعصافير تستقي منها كما تشاء وأغنام تأتيها كل مساء فتجلس القرفصاء تتداعب بعد طول عناء في هجير الشمس بحثا عن الغذاء ويحكي بعضها لبعض قصصا عجاب وأشياء فصولها باقيات منذ الصيف حتى الشتاء قصص الحب الجميل انتهت بأجمل لقاء *** وثمة أيد بيضاء تزرع الحسن والجمال فيخرج الزهر يعطر الأجواء وتداعبه الرمال فيمرح في الفضاء ويسبح في العين ذات النقاء ثم يسلم نفسه للأحلام بعد العناء حين يداعبه قمر السماء *** لكن الوحش أتى في ليلة دهماء بفكرة عمياء النفط خير من الماء سفك الدماء وقتل الأبرياء هي معنى الحياة وطريق النماء والصغار غطت في نوم عميق تحلم بالربيع القادم حاملا كل خير ورخاء لكنه خابت الآمال لم يأت الربيع كما كان الرجاء بل صحا الصغار على زلزال هز الأرجاء وبراكين من سيول سوداء ودماء تدفق في العراء فماتت الأشجار واحتمى الصغار بالأسوار فبلغت القلوب الحناجر ومات الصغار وهم أحياء يعلوهم الغبار وعلا الصياح والنداء ودوت وامعتصماه ولكن لا مجيب فقد تحول كل حي إلى أشلاء *** ووقف الوحش منتصرا ولبس بذلة النبلاء ودعا الكل لإعادة البناء لكنه لم يجبه أحد غير جيشه ذي الطاعة العمياء فدعاهم للحياة فكانوا عطشى فطلبوا الماء أين البركة أين العين أين مطر السماء فوجد البركة غطت نفطا ودماء فشربوا منها إلا قليلا منهم ظل يندب حظه واأسفاه وأسفاه ووقف الوحش منكسرا ومات وهو يجري ويلهث من أجل قطرة ماء فيا للمأساء يا للمأساء عمر بشير ابوعاقلة-مكة المكرمة