الحديث عن الفساد والمفسدين بالارض ليس جديدا ، فكتب التاريخ مكتظ بالرويات والاحداث ، لم تسلم دولة او نجى شعب وقوم منها ، الا ان الفساد الذى يعم الجنوب يختلف كماَ ونوعا ، حتى اننا يمكن ان نطلق عليه فساد القرن . فاذا كان حجم فساد النظام الحاكم بمصر كما يصرح المراقبين بانه كان عبارة عن بعض الفلل التى لم يتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة ، بالنسبة لفخامة الرئيس المخلوع حسنى مبارك ، وثروة زوجته التى نسى البعض دورها فى محو الامية فى عمل اطلقت عليه القراة للجميع ، لم تختلس هذه السيدة التى انشات اكبر مستشفى سرطان للاطفال فى العالم العربى واكبر مكتبة فى العالم بالاسكندرية لتؤكد للبشيرية بان مصر حقيقة هى ام الدنيا كما يطلق عليها ابنائها الاوفياء ، لم يتجاوز رصيدها 4 ملاين دولار ، من يدرى ربما كان لعمل تنوى القيام به من اجل ارضى الكنانة ؟ كان هذا حجم فساد اذا ما صح التعبير لدى من يريدون هذا الاسم ، كان كل هذا الحجم فى ثلاثة عقود فقط ، كرئيس دولة سكانها يعادل سكان الجنوب اى دولتنا الوليدة ثمانية اضعاف . اما وبجنوبنا الحبيب الوليد الذى مازال يحبو ، فكل هذا الحجم من الفساد قد نجده بحساب وزير واحد ، اما الحديث عن الفساد فقد صار اغنية يتغنى بها الكبار فقط عند المناسبات والخطب لكسب ود الشعب الذى يعتبرونه غافلاً ،عليه الاستماع والتصفيق وترديد عبارة SPLA واييييي، جنوب السودان وايييييييي اما من يزيد عن ذلك ويتحدث عن الفساد بشرح اكبر واوضح بذكر بعض اسماء قديسى الجيش الشعبى والحركة الشعبية ، فسيكون مصيره مصير الاستاذ دينق اثوى فستخطفك )المافيا الجنوبية( التى تتحكم بمداخل ومخارج العاصمة جوبا وتعود معاقا او مصاباً اذا حالفك الحظ وابتسمت لك السماء ، هذا اذا ما كان لك ظهر تستند عليه ، او ستغادر الجنوب بلا عودة الابن الضال تحت ضغط وتحديد حياتك واسرتك من قبل عصابة المفسدين اما ان لم يكن لك فلا تخاطر ان لم تكن فاطر كما هى الحكمة بسوق الصعود والسفه . حٌكى أن الفريق شرطة جورج كانقور وليس جورج اتور حتى لا تختلط عليك الامور بالطابور عزيزى القارئ ، حدثت هذه الرواية عندما كان نائباً ثانية متماشياً لرئيس الجمهورية المعمر البشير ، فقد جلس الفريق ذات يوم بمنزله الكائن بالخرطوم وسط آهله شامخاً كنخلة بين الافنان باسقة يتجازب اطراف الحديث مع أبناء جلدته ، كعادة كبار المسئولين الجنوبين الذين يتجاوزون البرتكولات بكيلومترات علامة التواضع ، بداء الفريق كانقور يشخص ويفحص الازمة السودانية ، والجميع جالس ما بين مندهش وآخر مكتف الفم يتابع الحديث بقلق وهّم ، كالتلاميذ بمدرسة ابتدائية بحصة الجغرافية عن القولد والصديق ، اوضح الطبيب عفواً الفريق مشيراً باختصار سبب الازمة بعد ان استخدم كل السمعات والمجاهر والكشافات . وصل الفريق كانقور لنتيجة مذهلة وهو ان الازمة السودانية حينذاك تتلخص فى شئ واحد هو السياسة اللعينة لقد ترك الجميع اعمالهم وواجباتهم وانخرطوا بالسياسة . الطبيب ترك البحث العلمى عن الامراض وإيجاد ادوية لها وانخرط بالسياسة ، الطالب والتلميذ بدلاً من استذكار دروسهم تركوا الدراسة وولجو الى السياسة ، وبداء يعدد جميع المهن وانخراطها بابسياسة ، ولم يترك حتى الشماسة وستات الشاى والتسالى اللاتى تحدثن عن ارتفاع الاسعار، واثناء سرده رفع آحد الحضور يده قائلاً ، سيدى لقد نسيت شيئاً ، فسأله عما نسى فرد اضف الى ذلك حتى الشرطى الذى بخدمة المواطن ترك واجبه الشرطى وانخرط بعالم السياسة ، انفجر الجميع ضحكاً بما فيهم الفريق شرطة نائب رئيس الجمهورية انذاك . هذه هى ازمتنا ومشكلتنا المستعصية بالجنوب ، نريد ان نتحدث عن عيوب الآخرين الصغيرة تاركين مالنا من جبال عالية ، ترى الوزير او المسئول الجنوبى يتحدث عن الفساد والكساد بالشمال وهو اكبر المفسدين بالارض. كان يامكان.... باحدى القرى السودانية بالسودان القديم ، مجنون يتخوف من الاغنام يقضى نهاره هارباً منها كلما راها بطريقه ،لايدرى سكان القرية من اين ياتى واين يقيم ولكنه يجدونه بالسوق سائراً متغنياَ كل صباح ، تخيل السكان بان الجن الكلكى الذى يسكنه لابد ان يكون له علاقة من قريب او من بعيد بالغنم ، كما لاحظ السكان أختفاء آحدى الاغنام كل ليلة من القرية ، اعتبروا ان هنالك حيوان مفترس يزور القرية ليلاً . الا ان واحد من شباب القرية لم يقتنع بذلك وبداء يتشكك بالمجنون فقال العديد من الذين عرفوه انه يخاف الاغنام فكيف يسرقها ؟ امجنون أنت مثله ؟ ترصد ذلك الشباب تحركات المجنون وتبعه ليلاً دون ان يدرى واندهش حينما وجده يذبح احدى الاغنام ويسلخها ، عندمت عاد ليخبر آهل القرية لم يصدقه آحد واعتبروه كاذباً بالرغم منما راته عينه . فكم من وزير يسبح بالنهار ويلعن ويسب الفساد والمفسدين ، مرتديناً ثياب الدين و الواعظين ، و ليلا ياخذ السكين ليذبح ويسلخ اموال المساكين واذا ما راه آحد وجاء ليخبر الجنوبين اعتبروه كاذباً ، فقديسى اقصد قادة الجيش الشعبى والحركة لا يخطئون