ماذا قال دكتور جبريل إبراهيم عن مشاركته في مؤتمر مجموعة بنك التنمية الإسلامي بالرياض؟    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    الصليب الأحمر الدولي يعلن مقتل اثنين من سائقيه وإصابة ثلاثة من موظفيه في السودان    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    شاهد بالفيديو.. في مشهد خطف القلوب.. سيارة المواصلات الشهيرة في أم درمان (مريم الشجاعة) تباشر عملها وسط زفة كبيرة واحتفالات من المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الترابي يقلب الصفحة ويخرج عصا .. لقد انتهت مسرحية المفاصلة

"نحن كأجيال متأخرة ما علينا إلاّ التواضع لرغبات القواعد"، هذا آخر ما قاله الشيخ حسن الترابي.
ولكن صحيفة المجهر تدعي أنها فجرت خبطة صحفية بتاريخ 13.03.2013 بالخبر التالي: (كشفت مصادر عليمة داخل أروقة (المؤتمر الشعبي) أن قيادة الحزب وافقت على الترتيبات الجارية لعقد لقاء القمة المرتقب بين الرئيس "عمر البشير" وزعيم الحزب الشيخ الدكتور "حسن الترابي". وقالت مصادر قريبة من "الترابي" ل (المجهر) أمس إن زعيم الإسلاميين التأريخي لن ينفي خبر الترتيب للقائه مع "البشير" كما كان يحدث في المرات السابقة. وأكدت المصادر أن ترتيبات الحوار مع الرئيس قد تجاوزت بعض القيادات المتطرفة داخل المؤتمر الشعبي، وأن الأمر ماض إلى نهاياته ما دام الرئيس "البشير" راغباً في إتمام حوار وطني حقيقي باتجاه الإجماع. وكانت (المجهر) قد انفردت في عددها الصادر أمس الأول (الجمعة) بخبر شروع (الوطني) و(الشعبي) في ترتيبات لعقد لقاء قريب بين "البشير" و"الترابي").
ماذا قصدنا بالعصا؟ هذه مسبة قذفها الأستاذ علي إسماعيل العتباني في وجه الشيخ حسن الترابي إنه يدخل عصا ويخرج عصا .. كانت عبارته هذه ضمن رده على مقالتي في صحيفة الرأي العام عام 2003م، بعنوان: "أتركوا هذا الرجل يقول ما يشاء"، وقصد الأستاذ علي بالعصي لعبة الأطفال "الشليل وينو" جين يدخلون ويخرجون العصي في كوم التراب!!
تهمة مسرحية المفاصلة ربما أكون أنا الوحيد الذي تشبث بها. فعند حدوث الانقسام عام 1999م كان هنالك شك من الجميع – خاصة من دول الخليج، ولكن الشك مات في مهده. ولا تستغرب أيضا أنني كنت معجبا بالشيخ الترابي وقتها فكنت أدافع عنه دفاع المستميت!! ولكن بالتدريج وضحت لي الرؤية ليس فقط فيما يتعلق بمسرحية المفاصلة، بل أتضح لي أن الشيخ الترابي إخواني سلفي قطبي وهابي متقنع، برع في لبس قناع التجديد الديني وخدع الشعب السوداني طيلة عقود.
سألت أحد العارفين بخبايا الخرطوم هل الهندي عز الدين مؤتمر وطني؟ فكان جوابه لي صاعقا، قال: موش مؤتمر وطني .. ده أمن!! يقصد أمنجي. لقاء البشير والترابي إذن ليس خبطة صحفية ولا يحزنون، خطوة كنت أتوقعها منذ وقت طويل، فالمجهر وصاحبها حالهما مثل حال بقية الصحف التابعة للمؤتمر الوطني يمارسون خديعة الشعب السوداني والمعارضة الحقيقية.. وهذه شهادة مني لله يا الهندي!!
لقد كررت كثيرا في مقالاتي إن المفاصلة مسرحية!! الآن حان إنهاء هذه المسرحية، ولقد تابعت الشيخ الترابي حين قال في نوفمبر من العام الماضي في ندوة بدار صحيفة الشروق القطرية: "تجنبت معركة مع البشير خوفا على الإسلام، لو وقعت لكانت شبيهة بمعارك الصحابة" أيقنت منها أن المسرحية قاربت من الانتهاء، وقال وهو يقدم كتابه: السياسة والحكم .. النظم السلطانية بين الأصول وسنن الواقع": "أنه فضّل السجن على المواجهة". عندها ضحكت من ذكاء الرجل. الرجل سجن نفسه لكتابة هذا الكتاب، وغيره من الكتب، مثل التفسير التوحيدي للقرآن.
وما مرت خمس أشهر من ندوة صحيفة الشروق بالدوحة حتى قال أخيرا: نحن كأجيال متأخرة ما علينا إلاّ التواضع لرغبات القواعد!! وهكذا سيسدل الستار على نهاية مسرحية 1999م، وستدفن بمقابر أحمد شرفي، في غفلة من الشعب السوداني الذي قطعا لن يحضر مراسيم الدفن!!
لماذا انتهت المسرحية الآن؟
أولا لم تعد أمريكا تطارد الإخوان المسلمين وهي حجة الترابي في تبريره لهدم المعبد الليبرالي الديمقراطي، بل قام تحالف قوي ما بين واشنطون والأخوان. ولكن الأهم من رضا واشنطون على الإخوان المسلمين، هو أن الشيخ الترابي سلم زمامه للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي يقوده القرضاوي ودولة قطر. ولم يتبقى للترابي كي يسدل الستار على مسرحية المفاصلة سوى معالجة الصعوبات الداخلية.
أهم هذه الصعوبات هي ما ترتبت عن انفصال الجنوب اقتصاديا مثل فقدان الشمال حصة كبيرة من بترول الجنوب واهتزاز الاقتصاد السوداني، وسياسيا صعوبة كيفية التعامل مع "تركة" الحركة الشعبية لتحرير السودان أو ما يسمى بقطاع الشمال ومعه الحركات المسلحة الدارفورية والنيل الأزرق وجنوب كردفان.
كيف خرج الترابي من هاتين الأزمتين؟
واشنطون كانت تضغط على النظام السوداني بإستمرار لا يكل عبر وكيليها القطري والسعودي، إضافة لمطرقة أوكامبو، لدقع وإجبار السودان كي يأخذ مقعدا في السيرك القطري السعودي، وكان ثمار هذا الضغط مشاركة الشيخ حسن الترابي في التآمر على إسقاط وتدمير ليبيا ثم سوريا. التآمر ضد سوريا يعني ثلاثة أشياء: 1) فك الارتباط السوري الإيراني، وسحق حزب الله وسحب حماس من المظلة الإيرانية، 2) تقسيم سوريا وإنهاء الملكية الأردنية وجعل الأردن وطنا للفلسطينيين، وهكذا إنهاء القضية الفلسطينية، 3) الاستفراد لاحقا بإيران وضربها.
ولقد وافق الشيخ حسن الترابي على هذه الشروط الثلاثة وإلا لن يجد نظامه دعما من السعودية وقطر لا اقتصاديا ولا حتى سياسيا، ولا أمل هنالك في دولة الأمارات الثرية التي ترى نظام الخرطوم شرا مستطيرا. تعنت نظام الخرطوم قد يدفع وكلاء واشنطون سرا إلى دعم الحركات المسلحة والمعارضة السودانية بشكل عام!! وفعلا دعمت قطر ماديا الهجوم على هجليج وأزبد عمر البشير وأرعد وسب أمير قطر في جلساته الخاصة، ولكنهم بلعوا كل شيء لصالح نظامهم – هذه مؤكدة وليست تحليلا!! وهنا ركب الشيخ الترابي موجة الخيانة الإقليمية، معللا خيانته بأسلوب عقلاني، حين أقنع نفسه بركوب الموجة الإسلامية التي يصنعها ويمولها "الربيع القطري"!! فالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين يسعى لكي تكون هنالك حكومة إسلامية واحدة لكل من مصر، وليبيا، والسودان، وتونس، وسوريا إن سقطت!!
من ضمن الشروط الثلاثة أعلاه، شرط قطع العلاقة مع إيران!! العلاقة ما بين السودان وإيران أقل من اعتيادية، وكل تلك المزاعم التي يطلقونها هي من صنع المؤتمر الوطني تارة لابتزاز دول الخليج، وتارة من قبل السلفيين والبعثيين الخ. وعلى سبيل المثال لا الحصر تذكر تلك الموجة الصحفية الدعائية المضللة (تكتيك غطائي) عند زيارة أحمد نجادي للخرطوم في سبتمبر 2011م زعمت إنه أتى لنشل ترسانة السلاح الليبي في جيبه لتهريبه لحماس!! فكر الآن وانظر أين ذهب جل السلاح الليبي؟ نحو تركيا ولبنان ليعبر الحدود نحو صدر الشعب السوري!! وأنظر أين موقع حماس الآن؟ حماس تدرب القتلة لذبح الشعب السوري!! وأكدنا في وقته في بعض المقالات أن جزءً كبيرا من السلاح الليبي أيضا وصل إلى أيادي الإرهابيين السلفيين في ليبيا وتونس والجزائر ومالي!!
نفذ الشيخ الترابي كل طلبات قطر والسعودية للحصول على الدعومات المالية التي تنقذ الجنيه السوداني من السقوط من حالك – ما عدا قطع العلاقة مع إيران، لأنه لا شيء هنالك يمكن قطعه!! وعند زيارة البوارج الحربية الإيرانية لبورتسودان أنزعج ضياء الدين بلال انزعاجا شديدا – ووبخ المؤتمر الوطني بأدب أن الطبخة (مع السعودية وقطر) قد تفسد بسبب هذه الزيارة، وهذا يؤكد لك أن بعض رؤساء التحرير على علم ببعض الخطوط والأسرار أكثر من غيرهم تحت مسمى التنوير، لكي يجيدوا سبك المانشيتات!! رئيس التحرير يتلقى مرتبا ما بين ستة إلى تسعة ألف دولار في الشهر.
وبعد أن عجزوا من حل إشكالية قطاع الشمال وحلفائه العسكريين بالعنف العسكري، وتأرجحت القضية بين شد وجذب، قرر الشيخ الترابي أن يكسب أولا حكومة الجنوب إلى صفه، فكانت الزيارة الأخيرة للبشير وفد شملت ثلاث وستين عضوا حملتهم ثلاث طائرات!! أثمرت الزيارة عن صلح نسبي وضخ بترول الجنوب عبر الأنابيب مما يعني رفع الضغط الاقتصادي قليلا عن عبء المؤتمر الوطني ولكنه أجل حسم قضية المشاغبين في دارفور، والنيل الأزرق وجبال النوبة لأمر في نفس بن يعقوب!! لم لا يستفيد الشيخ الترابي من تنظيم القاعدة لحل إشكالية التنظيمات المسلحة؟
إرهاصات نشوء جيش سلفي جهادي انفجرت في حفل تأبين بن لادن الذي أقامه منبر الطيب مصطفي (للعلم توفى بن لادن عام 2001م)!! والزبير محمد الحسن يصرح أن الجيش السوداني يضم في صفوفه طابور خامس، وأنه يدعو لتأسيس جيش إسلامي. أكثر ما يميز الزبير محمد الحسن قدرته على التكتم وحفظ الأسرار والطاعة لرؤسائه المباشرين في التنظيم أو الدولة!! الزبير محمد حسن شاهد على كل الفساد المالي وصمت!! فهو مُجَرَب!! هذه لا تتوفر مثلا في غازي!! فكيف بالله يحلم غازي أن يكون على رأس التنظيم القطبي، ويستأمنوه على أسرار "الصندوق الأسود"!! ثم إرهابيو القاعدة في ليبيا على فركة كعب من دارفور يقتلهم الملل ونجحوا في مالي، وتجري سعودة النظام التشادي على قدم وساق منذ 1990م. هل يأتي اليوم الذي يقاتل أبناء دارفور تنظيم القاعدة؟ هل سنسمع ب "نكاح الجهاد" من عبد الحي يوسف، وكأن يفتى محمد عثمان صالح بجواز أن يسمح المجاهد الانتحاري أن يلوط به المجاهدون حتى يوسع دبره لحشو أكبر كمية من المتفجرات في إسته؟ أي والله يلاط به في الله كما يظنون – لعنهم الله وأخذاهم!! أدخل على وصلة اليوتيوب وقناة صفا وأسمع بأذنك وشاهد بعينك فتوى الوهابي:
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=Flrk6aAvj-s
http://www.syrianow.sy/index.php?d=2&id=75565
ما هو رأي الشيخ الترابي الفقهي في "نكاح الجهاد" و "لواط الجهاد"؟؟
ثم هنالك حدثان ضخمان – باع الشيخ الترابي السودان للسعودية؛ 365 مشروع وفرصة استثمارية جهزها مصطفى ويكيليكس للمستثمرين السعوديين!! الشيخ صالح كامل مبسوط أن قوانين الاستثمار الأجنبي على يد م. ويكليكس صارت جيدة ومغرية!! لقد صدق وعد م. ويكليكس للبرتو فيرنانديز إنهم مستعدون للتخلي عن سوريا وإيران من أجل رضا أمريكا وإسرائيل، وتمت الصفقة فعليا: باعوا سوريا وأنبرشوا للسعودية وقطر!! يا ترى ماذا في قوانين الاستثمار من بنود جديدة أنبسط منها الشيخ صالح!! قطعا هي من أسرار "الصندوق الأسود". يمكننا الاستنتاج ليس فقط أن يخرج المستثمر السعودي بكامل أرباحه بالعملة الصعبة فحسب، بل أيضا من حقه أن يصدر ما ينتجه في السودان إلى بلاده!! كم؟ 60% أو 70% من حجم الإنتاج؟ وما هي الفائدة التي سوف يجنيها الشعب السوداني إذا لا يستطيع استهلاك هذا المنتج؟ هكذا حولوا السودان إلى مزرعة خاصة لأمراء وشيوخ السعودية بثمن بخس، فالمستثمرون بالشراهة للمال حيث كامل النفط السعودي لا يكفيهم، بينما نصف الشعب السعودي يعيش في فقر مدقع وجوعان وأصبح حقا من طبقة الشحاذين على يد أمراء آل سعود وشيوخهم.
لكن الأخطر في فضية الاستثمارات السعودية والأهم – هي أن الحكومة السعودية بقطاعها الخاص ستضع يدها على امتيازات البحث عن البترول في السودان بينما وضعت قطر يدها على قطاع المعادن ومنها الذهب قطعا، أبسط يا عم كملي!!
دخول السعودية في قطاع البترول السوداني هو الذي عجل بالشيخ الترابي كي يلغي مسرحية المفاصلة.
وبشيء من التوازن مقابل الشقيق السعودي سحبوا الجانب الليبي لكي يدخل أيضا في قطاع البترول!!
الآن الشيخ الترابي يمكنه أن يتنفس!! هل انتهت القضية؟ كلا.
بما أن الشيخ الترابي وحزبه الهلامي المؤتمر الشعبي من المعارضين شكليا منذ نهاية عام 1999م، أي منذ ثلاث عشر سنة وهو يدعو لإسقاط النظام، وبما أنه من المفترض أن يثور الشعب السوداني ويسقط نظام المؤتمر الوطني، هيأ الشيخ الترابي بخفية ثورة داخلية في حزبه. فبدلا من أن ينقلب الشعب والمعارضة الحقيقية على النظام، انقلب الشيخ الترابي على حزبه وعلى النظام.
أغلق الشيخ الترابي دار حزبه في شارع أوماك وأخرج المولود المتوقع بعد حمل عمره ثلاث عشر سنة، الشعبي: الحوار مع الحكومة أفضل من إسقاط النظام
(أكد حزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان أن الحوار بين الحكومة والقوى السياسية المعارضة أفضل من الدعوة إلى إسقاط الحكومة في حال توفر الحريات، داعياً إلى التعاون بين كافة الأطراف بما يمكن الجميع من طرح آرائهم بحرية تامة، وأقر الحزب بإمكانية توحيد الحركة الإسلامية مرة أخرى إذا ما توفرت حسن النوايا والنظرة الواقعية للحركة.
ولم يستبعد نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي المهندس عبد الله حسن أحمد في تصريح عقد لقاء مباشر بين المؤتمر الوطني والشعبي، مؤكداً عدم ممانعتهم من الجلوس مع الوطني دون وساطة باعتبار أنهم يعرفون بعضهم البعض جيداً، وأضاف "لا يوجد ما يمنع أن يطرح النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه والقيادي بالحزب د.علي الحاج، مبادرة للحوار الوطني"، مشيراً إلى أن الحكومة السودانية أعلنت من خلال أجهزة الإعلام أنها تريد التفاوض مع المعارضة وأنهم من جانبهم لا يمانعون من قبول مبدأ التفاوض.
قال نائب الأمين العام للشعبي أن الأوفق للقوى المعارضة والحكومة أن يتم التفاوض بينهما حول كافة قضايا السودان وهو ما اعتبره أفضل من الدعوة إلى إسقاط الحكومة، وزاد "الآن أصبح لدينا أمل أن نتفاوض مع الحكومة") أ.ه..
كيف انقلب الشيخ الترابي على حزبه وعلى النظام؟
سينقلب على نفسه!! بدلا من أن يقطف الشعب السوداني الثمرة، سيقطفها الشيخ الترابي!! هذا هو أصل وأساس التكتيك الذي يجري أمام أرنبة أنوفنا. الرعيل الأول من الإسلاميين "المهاجرين والبدريين" الذين حكموا ثلاث وعشرين سنة سيتم إزاحتهم وتغييرهم بعد أن تحولوا إلى فئة لصوص!! ويمكن الاستنتاج أن كل إرهاصات الحراك التحتي مثل "قائمة الألف" الاحتجاجية، ومجموعة "السائحون"، وما لا أدري الخ هي من بنات أفكار الشيخ الترابي، وهم يمثلون الجيل الثاني أي جيل "التابعين" وربما اُختِيروا بعناية شديدة تمهيدا لتصعيدهم سدة الحكم ولكي يحلوا محل "المهاجرين والبدريين". ويلعب الدكتور نافع (بعلم الترابي طبعا) الدور الأساسي في مراقبة وتنقية وتنقيح وتنخيل الإسلامويين عبر قوائم تحتوي وتشير إلى من هو نظيف ومن هو متلوث لص!! لذا كان كل "المهاجرين والبدريين" في رعب دائم من الدكتور نافع على نافع، ولأنهم ملوثون بداء اللصوصية لم يستطيعوا مواجهته إلا بأسلوب الخداع والإشاعات السالبة المغرضة!! قوة د. نافع ليست قوة ذاتية فقط، وإنما مستمدة من كونه يمسك "القلم" – أعطاه له الشيخ الترابي. مناحرات علي عثمان مع د. نافع جلها تصب في إنقاذ من يمكن إنقاذه من اللصوص حتى لا تشمله قائمة د. نافع السوداء. إذا وضعك نافع في قائمته، لن تنال وظيفة في الدولة قط.
لذا يقال، أن أولاد نافع (غير البيولوجيين) أنظف يدا من أولاد علي عثمان، هذه النقطة فاتت على المعارضة التي تجيد طلي ديكور المسرح بلون واحد!!
مع من سيتحاور المؤتمر الوطني؟ هل سيتحاور المؤتمر الوطني مع المعارضة الحقيقية أم سيتحاور مع الشيخ الترابي؟ الجواب: سيتحاور مع الشيخ الترابي.
أي سيتحاور الشيخ الترابي مع الشيخ الترابي!! بهذه اللعبة الذكية يتضح أيضا ليس فقط الترابي سينقلب على نفسه، أو سيقطف الشيخ الترابي الثمرة، بل أيضا سيتحاور مع نفسه!! المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي كرتان يمتلكهما الشيخ الترابي، أي كرتاه!! والمؤتمر الشعبي ليس بحزب .. بل محض لافتة.
ما هي الخلاصة وماذا ننصح أهلنا السودانيين الطيبين؟
يجب ألا يسمح الشعب السوداني أو المعارضة السودانية كأن يستمر الشيخ الترابي إلى ما لا نهاية في ألاعيبه البهلوانية، لأن القادم سيكون أخطر من السابق. أولا لا ضمان كأن لا يسقط جيل "التابعين" الجدد (السائحون الخ) في مستنقع اللصوصية كما سقط الصحابة "المهاجرين" حواري جعفر النميري و"البدريين" أمثال ود بدر والعبيد فضل المولى الخ!!
عفوا تستحضرني الآن نكتة!! قصة الصحابي ثعلبة بن بلتعة من أشهر القصص في تاريخ المسلمين. ضغط ثعلبة على رسولنا الكريم أن يدعو له بالثراء والبنين والرفاه!! يا ثعلبة أفضل لك ما أنت فيه!! أصر ثعلبة. فدعا له نبينا العظيم، صلى الله عليه وآله، وفعلا اغتنى ثعلبة إذ صارت بهائمه لا يحدها بصر!! بعدها صار لا يأتي لمسجد الرسول سوى الجمعة، ثم أسقط الجمعة – مشغول بغنمه!! ثم صار لا يدفع الزكاة!! فحذره أخوانه الصحابة أن رسول الله غضب – فسارع لكي يدفع بزكاته فرفضها النبي، فكان ثعلبة في النار!!
الطريف، ولأن ثعلبة بن بلتعة من البدريين، وإنه من البدريين لا يشك في ذلك اثنان، ولأن البدريين كما يزعم أحفاد معاوية جميعهم مرضي عنهم وفي الجنة حتى الذين في الضفة الأخرى من معركة بدر أمثال أبي سفيان وولده. ألف أحفاد معاوية وثعلبة المعاصرين كتابا يروجون له بإخلاص وبحرص شديدين، فحواه: أن قصة ثعلبة مختلقة. لإنه بدري!! دفاعا عن القاعدة الأموية البدرية إذ في نظر منظري البلاط جميع البدريين مرضي عنه!! أما أن تؤلف أنت كتابا أو تقول أن شيخ قريش "أبو طالب" مؤمن، وحقا هو مؤمن وكان يخبئ إيمانه بنبوة بن أخيه وبرسالته، يكفرونك بل ربما يقتلونك!!
لا علينا!! أين نحن الآن؟ نعم، لا ضمان كأن لا يحذو "التابعين" حذو من سبقهم من الصحابة "المهاجرين والبدريين" حذو النعل للنعل، أي أن يصبحوا من فئة لصوص!! خاصة أن الشريكين السعودي والقطري سينزلان بثقليهما في السودان، وستنفجر آبار البترول، ولأن بعوض السلفية الوهابية لا يتغذى إلا على الدم الأسود، سيصبح "النظام الإسلاموي" في السودان أكثر شراسة، سيُحيل السودان وشعبه إلى امتداد للمهلكة السعودية. علاقة "الشراسة والبترول" هي علاقة طردية، ابتداءً بماركوس الفلبيني ومرورا بالشاه رضا بهلوي وانتهاءً بأمراء وشيوخ آل سعود وآل الثاني. أنظر الآن كيف يسرح ويمرح السلفيون والسروريون في السودان وسطوتهما في ازدياد يعطيها لهما النظام القائم.
لقد قلنا في بداية هذه المقالة إن الشيخ حسن الترابي إخواني سلفي قطبي وهابي متقنع، برع في لبس أقنعة التجديد الديني وخدع الشعب السوداني. لقد جر الشيخ حسن الترابي بمكر وبدهاء الحركة الإسلامية والشعب السوداني وأسقطهما في حِجْر السلفية الوهابية. هذه حقيقة غير قابلة للدحض!! انظر إلى زيادة ونمو عدد أتباع السلفية والسرورية الوهابية في السودان الآن وحجم أصولهم المادية والاقتصادية وعلاقة الجميع بالسعودية وقطر، ولا تنظر إلى فرقعات الترابي مثل حديث الذبابة ورأيه في إمامة المرأة الخ على إنه شيء تجديدي!! عليك أن تسأل من الذي جلب بن لادن وقاعدته للسودان؟ من فتح للسروريين الباب على مصراعيه في السودان؟ من الذي يمجد الداعر الملك فيصل ويسفه جمال عبد الناصر؟ الجواب: الشيخ الترابي!! لا عمر البشير ولا حتى نافع.
وبما أن الحركة الإسلاموية في السودان تتبع ظلال وخط سيد قطب التكفيري (لاحظ كيف الترابي وحواريه يكررون عبارة "أسلمة الشعب السوداني وكل شيء")، وتتبع الحركة في أساليبها التنظيمية والسرية النظام الماسوني، ويتعمد أصحاب الحركة ليس عدم الشفافية فقط، بل أيضا يجيدون الصمت والفرار من مواجهة قضايا فقهية وإسلامية بعينها!! المسائل التي يصمتون عليها كثيرة، مثل هل الوهابية السلفية من الخوارج أم لا؟ هل تستهدف الوهابية ضرب المذاهب الأشعرية أم لا؟ هل ما يجري في العالم العربي والإسلامي من سفك دماء المسلمين من جوهر الدين أم لا؟ ما هو رأيهم آل سعود يدمرن كل الآثار التاريخية النبوية في مكة والمدينة بينما يتركون آثار اليهود من خيبر الخ قائمة؟ ولم نسمع رأيهم في آل سعود يزورون الكتب والمصادر الإسلامية؟ ولم نسمع رأي الشيخ الترابي في بن تيمية وتلاميذه: لا يوجد رأي!! ما رأيه في سيد قطب؟ لا يوجد. الأسئلة عديدة .. ولكن يثيرني الفضول أن أسمع رأي الشيخ الترابي الفقهي في "نكاح الجهاد" و "لواط الجهاد"، وأترك دم الشعب السوري الذي في رقبته جانبا!! فبعد أن جلس الترابي في دار الأمة القومي مؤيدا للإرهابيين السلفيين وعصابات الناتو، ومنددا بنظام بشار الأسد، صمت الرجل وأزلامه!! هكذا يهربون!! هذا غيض من فيض، ولكن يستحضرني سؤال واحد ذو أهمية للشعب السوداني وللمعارضة السودانية: هل الإسلام علماني أم لا؟
أقولها بكل قوة – الإسلام علماني!! وأتحدى الشيخ الترابي في هذه المسألة!! العلمانية – secular or secularism في منبعها الأوروبي التاريخي لا تعنى سوى: بيعة الشعب!! ولكن كلاب آل سعود ومن يقتاتون من كلأ آل سعود حوروا معناها إلى الكفر والإلحاد وفصل الدين عن الدولة، ثم صمتوا!!
لكي تستأسد عائلة آل سعود بغنيمة البترول ألحقوا ب "العلمانية الكافرة" الإنتخاب الشعبي الديمقراطي. فشعب أرض الحرمين مثلا لا يحق له أن يقرر من هو الوالي، ولا يحق له السؤال أين يذهب ريع البترول!! وفسروا كفر "الإنتخاب العلماني الكافر" بحجج لا تقنع معيز أبو دليق: لا يجوز في نظرهم أن ينتخب الجاهل، والسكران، والزاني، واللص، والمنافق الخ الوالي!! فاختيار والي المسلمين هو حكر لقلة "راشدة" ولو كان واحدا (تأسيا لبيعة عمر لأبي بكر)، انتخاب الوالي هو حكر لأهل الحل والعقد!! ماذا فعل الترابي!! سجن نفسه لكي يؤلف: "السياسة والحكم .. النظم السلطانية بين الأصول وسنن الواقع"، الرجل في خلوته الاختيارية داخل السجن خج كتابي "الأحكام السلطانية" لكل من الماوردي الشافعي وأبي يعلى الفراء الحنبلي – (كلا من الكتابين يحمل نفس الاسم والمؤلف الأخير سرق الكتاب وعنوانه من الأول بعد أن فرغه من كلام الشافعية وحشاه بخرافات الحنابلة) وخرج علينا الترابي بشيء كتاب هجين، أكون كذابا لو قلت أنني فهمت فيه شيء!!
الترابي يتعلم على رأس الشعب السوداني الحلاقة!! ثم يقدم كتابه هدية لسلاطين الخليج، فاختياره صحيفة الشروق لكي تنشر الكتاب ثم طبعه في قطر له مغزى كبير!! الترابي شيخ السلاطين!!
لذا على المعارضة السودانية وكتاب المعارضة، كائنا من كان، ألا يكتفوا بالقول كأن: نرغب في "دولة مدنية علمانية". هذا استخدام سيء، يعكس عدم فهم للإسلام وللمصطلح. ويهزم المعارضة من ضربة البداية!! بل عليهم القول: "نرغب في دولة مدنية لأن الإسلام علماني"!! هكذا يجب أن تجروا الشيخ حسن الترابي من أذنيه!! وعلى الجميع أن يفتح الكتب والمصادر!!
فضح زبانية وزبائن آل سعود على أنهم قاموا بتحريف "مدلول العلمانية" وإثبات هذا التضليل والتحوير والتزوير فقهيا وعلميا وفكريا، يضرب تجار الدين السودانيين في مقتل. يسحب منهم أهم كرت على الإطلاق!! انظر لهؤلاء الخرقاء، ونجادل بالمثال التالي: إذا كان الشيخ الترابي يستطيع أن يفصل الدهنة (الشحمة) من اللحمة، يمكنه عندئذ الإدعاء أن انتخاب كل الشعب (بيعة كل الشعب) (العلمانية) للحاكم تفصل الدين عن الدولة!!
لم أرى في حياتي ابتذالا مثل ابتذال لفظة فصل الدين عن الدولة. فهل حين يذهب البشير إلى مكتبه يترك الدين في بيته؟ وعكس ذلك هل لو سمحنا مثلا لسعد أحمد سعد ولعبد الحي يوسف أن يكتبا دستورا إسلاميا كما يحلو لهما ويزعمان – فهل يعني ذلك أن الدولة والشعب أصبحا إسلاميين؟ قطعا لا. رفع شعار دستور إسلامي كذبة كبيرة. إذا رغبت أن تقيم دولة إسلامية حقيقية عليك أن تعطي الشعب حريته وأن تبسط أركان العدل عبر تطبيق القانون على الجميع صغيرا أو كبيرا، وأن تفصل السلطات الثلاثة، وأن تعين الشعب باقتصاد قوي، ثم تُطبَع له كل كتب التراث الإسلامي السني – والجميع يفتح الكتب يحاور ويجادل!! غير ذلك وكما نرى ونشاهد هو خدعة مبتذلة وجبنة قديمة!! كيف يطلب هؤلاء المتاعيس دستورا إسلاميا ومثل الدكتور (!؟) نور الدائم الحبر لا يستطع تفسير سورة الأنفال؟
لاحظ نحن قلنا تُطبَع كل كتب التراث الإسلامي السني - هذه ليست صدفة، طباعة كل كتب التراث الإسلامي السني طبعة شعبية رخيصة هو فعل نقيض لما يفعلونه عن عمد حين يضعون الدين في كاسيت على لسان شخص أبله مثل محمد سيد حاج ينعق في الأسواق، أو يضعون سماعات صوت بقوة 300 وات في المآذن الخ. هذا هو تصورهم للدولة الإسلامية!! قطعا لن يطبعوا كل كتب التراث الإسلامي السني طبعة شعبية رخيصة، ولن يفعلوها، وإلا تحول كل الشعب السوداني للمذهب الشيعي، أي والله!! هذه ليست نكتة أو خبث مني، بل هي الحقيقة فهم لا يطبعونها عن عمد وتقصد، وقد أعتاد سواد الجمهور السني ليس فقط على عدم وجود مصادر التراث السني فحسب، بل أعتاد على جهله أيضا!! أحد جرائم وزيف صاحب المشروع الإسلامي الحضاري الشيخ الترابي كونه لم ينفذ هذه الفكرة!! لو نفذها لدخل التاريخ، لكنه مع الأسف فضل أن يكون أحد شيوخ السلاطين وما أكثرهم في العالم العربي والإسلامي!!
تذكر دائما أن المطلوب هو: دولة مدنية لأن الإسلام علماني!!
والمطلوب أن يفسر الشيخ الترابي وحواريه ويجيبوا على كافة الأسئلة التي نطرحها وغيرها من الأسئلة وعلى الصحفيين أن يتقوا الله ويتركوا النفاق!! والمطلوب أن يحدد الشعب السوداني السياسة الخارجية لدولة السودان وليس كأن يحددها تنظيم بعينه خلف ظهر الشعب أو يحددها بعض الأفراد المرتشين، والمطلوب في عجالة أن يفسر الترابي وحركته لماذا وقف و(مؤتمراه) مع القتلة والمجرمين وسفاكي الدماء ضد الشعب السوري ونظامه القومي الوطني التقدمي المقاوم لإسرائيل والاستكبار العالمي، والمطلوب، والمطلوب .. هل أنا بأحلم؟ قطعا لن أجد ولن تجدوا إجابة طبقا لطبيعة منظومة سيد قطب السرية، وكما أخذكم الرجل في رحلة مع ذبابة وأطاح بعقولكم الصغيرة وأقام بذبابته السودان والعالم العربي وأقعده، ربما يأخذكم في مستقبل الأيام في رحلة أخرى على جناح بعوضة بن تيمية!!
فهل فهم الترابي أن المطلوب هو أن يتواضع لرغبة الشعب وليس أن يتواضع لرغبة قواعده السرية التي بناها في ليل بهيم لكي يرث الحكم للمرة الثنية؟ المطلوب تسليم مقاليد السودان للشعب السوداني – غير ذلك هو خداع في خداع. والمؤمن لا يلدغ من نفس الجحر مرتين!!
شوقي إبراهيم عثمان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.