بسم الله الرحمن الرحيم بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس إستدعانى الزميل أحمد البلال الطيب إلى مكتبه وعندما دخلت عليه وجدت معه ضيف قدمنى إليه وقال لى : أعرفك بالعمدة وأريدك أن تجرى حوارا صحفيا معه ولعلمك هو مريض بالأيدز بينى وبينكم حاولت أن أهرب وقرأ أحمد أفكارى وقال لى لا تخف إنه لن يعاديك هو من الحاملين للفيروس والمتعاشين معه وبالفعل إجريت خبطة صحفية مع العمدة القادم من الأمارات العربية وبالتحديد من [ أبو ظبى ] وحكى لى أنه كان من المشهورين هناك فى كرة القدم , والإصابة بالأيدز كانت نتيجة لخطأ إرتكب فى المستشفى فقد نقلوا له دما ملوثا بالأيدز ولهذا هو ما زال يطالب السلطات الأماراتيه بتعويض وليس هو وحده معه عدة شخصيات من جنسيات مختلفة وجذبتنى قصته المثيرة كان يتحدث معى بإيمان عميق وكان فى كل مرة يستشهد بأيات قرأنية مؤثرة وأجريت معه حوارا نادرا فى الصحافة السودانية نشر الحوار وأثار ضجة كبيرة بدليل كثرة الإتصالات التى تلقيتها من شخصيات مختلفة ومعظمها كانت لقاءات خارج مبنى الصحيفة وشكى لى العمدة من عنت النظام والعراقيل التى وضعت فى طريقه أخبرنى أن النائب الأول المرحوم اللواء الزبير محمد صالح إلتقى به وأمر بإعطائه مكتب وسيارة مع الإستجابة لكل طلباته حتى يتمكن من إنشاء مكتب لمكافحة الأيدز وتنوير المجتمع السودانى بكيفية التعامل معه ولكن أزلام النظام أعداء الإنسانية كانوا يتكتمون على حقيقة الأرقام لقد ذكرت أن هنالك عدة إتصالات تمت معى خارج مبنى الصحيفة منهم الأخ عبد العزيز الموظف بمستشفى الخرطوم قال لى : هنالك أعداد موجودة فى مستشفى الخرطوم مخيفة ومعظمها من الشباب وهنالك شباب كثر من منطقة جبل أولياء هؤلاء الشباب الذين يذهبون إلى الجنوب ومن الجنوب يعودون مصابين بمرض الأيدز والحكومة تتستر على الأرقام وعلى الأخبار وأبلغنى العمدة بعد وفات الزبير طرق كل الأبواب لتنفيذ الوعود التى وعدها له حتى يتمكن من إنجاز مشاريعه ولكن إستجابة الحكومة السودانية كانت سلبية للغاية وطلب منى معاونته للقيام بمجهود ذاتى وفردى ووافقته على طول لأن هذا موضوع إنسانى فى المقام الأول وسودانى ذات صبغة وطنية ودينية وأخبرنى العمدة برغم مرضه هو يوميا يأتى من منزلهم فى بحرى الشعبية إلى الخرطوم راجلا مشيا على الأقدام وناشدت السلطات لمساعدته ولكن لا حياة لمن تنادى على كل حال إتفقنا العمدة وأنا أن نبدأ بلقاءات ببعض مدراء البنوك للمساعدة كما إتفقنا على إجراء ندوة جماهيرية فى نادى الهلال للتوعية وتبنت صحيفة الدار مشروع النادى ذهبنا العمدة وأنا لمقابلة الأستاذ / أحمد دولة سكرتير نادى الهلال يومها إلتقيناه فى مكتبه بالبنك وتحمس للمشروع حماسا كبيرا وبالفعل تمت الندوة فى نادى الهلال وآمتها جماهير غفيرة على رأسهم كابتن الهلال والفريق القومى مصطفى النقر وقدمت العمدة فى الندوة للحديث عن هذا الموضوع الهام وتجلى العمدة فى الندوة وفتحنا باب الأسئلة وحققت الندوة نجاحا منقطع النظير وللأمانة والتاريخ كنا فى الدار التى كان يرأس تحريرها يومذاك مبارك البلال أول من بدأ حملة مكافحة الأيدز وبعدها قدمت إستقالتى من أخبار اليوم والدار وسافرت إلى الخارج وكان قلبى وعقلى مع العمدة وعلمت مؤخرا أن مساعيه كللت بالنجاح تمكن من إنشاء مكتب لمكافحة الأيدز وحصل على سيارة وإستمر فى نشاطه لكن يد المون عاجلته من قبل أن يحقق كل أحلامه وهذه هى سنة الحياة كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذى الجلال والإكرام ، كل إبن أدم وإن طالت سلامته يوما على ألة حدباء محمول . سلام على العمدة فى قبره يشهد الله أنه كان مخلصا وكان صادقا فى سعيه بمثلما قدم نسأل الله أن يجعل سيئاته حسنات وأن يغسله بالماء والثلج والبرد وأن يحسن إليه بقدر ما جاهد من أجل أمته ، ووطنه وأن يجعله فى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود فى جنات النعيم مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وأن يلهم آله وذويه الصبر والسلوان وأن يجنب السودان المحن والإحن والفتن وإنا لله وإنا إليه راجعون. بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر / باريس