لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتفاضة ديسمبر، الدروس والعبر!! .. بقلم: بدر موسى
نشر في سودانيل يوم 23 - 12 - 2018

استمعت إلى تسجيل أرسله أحد الثائرين من قلب الأحداث في عطبرة، عبر فيه تعبيرا صادقا عن حزنه وإحساسه الإليم، بالأسى والعبرة لما آلت إليه الأحوال، وتصاعد جرائم واغتيالات العناصر الأمنية، المندسة وسط المتظاهرين، وقتلها وإصابتها بالرصاص الحي للمتظاهرين، وللشهيد، طالب الهندسة، الذي كان يشارك في المظاهرات، تقبل الله شهادته، وأكرمه بأضعاف ما قدم من تضحية، فقد جاد بأعز ما يجود به الإنسان، بالروح الطاهرة، والغالية، في سبيل تحرير هذا البلد العزيز، من قبضة المجرمين الذين اغتصبوه، ودمروه، وأهانوا شعبه الكريم، وأذلوه، وأذاقوه الأمرين، وهو الشعب النبيل، والعظيم، الجدير بكل التقدير، والإعزاز، والاحترام، والإكرام، لكونه، على أيسر التقدير، الشعب الذي حفظ اله له، ورعى، أصايل الطباع، وكريم الأخلاق، كما لم يحفظها ويراعاها لشعب على سطح الأرض! ولكن، وللأسف، من ارتكبوا هذه الفظائع في حقه، يجهلون قدره. كيف لا يجهلونه، وهم الذين شهد لهم تازبخهم وفعالهم، بأنهم من أراذل البشر، ومن حثالات المجتمع الإنساني، ومن المتاجرين بالدين، منزمثاصي الدماء، وسارقي قوت الأطفال، من عناصر وعصابات الإخوان المسلمين.
هذا التقرير المحزن والصادم للكثيرين، الذي سمعناه من عطبرة، يؤكد فداحة ومدي خبث ومكر هذه العصابة، التي جثمت على صدورنا، الذي يفوق سوء الظن العريض، كما قال عنهم الأستاذ محمود محمد طه.
فمما بدا الآن ظاهرا، هو أنهم قد خدعوا الشعب الثائر، خداعا متقنا، ومدروسا، ومخطط له تخطيطا دقيقا، ومكروا عليه، ثم غدروا بأبنائه الأبرياء والعزل، وسفكوا دمائهم الطاهرة، بمنتهى البرود، بعد أن أوهموهم بأن القوات المسلحة ستحميهم، من قوات الدعم السريع، وقوات الأمن، والشرطة، إذا تحركت لقتلهم!
ولحبك المؤامرة أكثر، وإحكامها، سربوا التصريحات المؤكدة، التي نسبت لحميدتي، والتي يؤكد فيها أن قوات الدعم السريع لن تتورط في قتل المتظاهرين، وتطارد العيال (والعوين)!
لقد انكشفت المؤامرة الآن، ووضحت تفاصيل الخطة الإجرامية التي حيكت وجهزت بعناية مسبقة، لخداع واستدراج المعارضين والمتظاهرين، للفتك بهم، وسفك دماءهم!
لقد ظل هذا، ولا يزال، هو الهدف المخطط له دائما، لكبح وإفشال أي محاولة للثورة ضد النظام، وإسقاطه بالوسائل السلمية. لم يكن هناك جيش وقوات مسلحة، أو ضباط أحرار، جاهزون لحماية المتظاهرين، من بطش ميلشيات الدعم السريع، والأمن والشرطة! كل هذه كانت، ولا تزال، بعض تفاصيل المؤامرة، والخطة المحكمة، والمسرحية التراجيدية، التي يلعب فيها كل عنصر دوره الذي تمرن عليه بمهارة وإحكام، فافترت مشاهد المأساة أمام أعيننا، وسالت الدماء الطاهرة، من ضحايا تآمر عصابة الإنقاذ، التي لا تعرف سبيلا غيرها، يبقيها جاثمة على صدر الشعب السوداني الحر، الكريم، ويبقيها مسيطرة على البلد، الذي ما زالوا يبيعونه قطعة قطعة، وبأبخس الأثمان، وبدراهم معدودة، ليراكموا بها ثرواتهم التي سرقوها، من ثروات شعبه الفقير، ووضوعها في حساباتهم المكدسة، السرية، والمعلنة، في مصارف ماليزيا، ودبي، وغيرها من بلاد الدنيا، التي لا تسأل المودعين والسارقين عن مصادر ما يودعون!
كان الواجب على الثائرين أن يتحسبوا للكثير مما حيك ضدهم. فلقد ظل البشير، في الآونة الأخيرة، يكرر دائما، ويعلن، إعجابه بما فعل نظام الأسد في سوريا، وكيف أنه استطاع أن يحكم قبضته الجائرة، ويستمر في حكم سوريا، بإبادته لمئات الآلاف من معارضيه، ودماره للبلاد، وتآمره ضد بلاده، مع دول ومعاقل الشر، مثل روسيا وإيران وحزب الله!
وكان من المفترض أن نتعلم من تصريحات البشير التي ظل يضرب فيها المثل بنموذج نظام الأسد الناجح في إحكام الإجرام، بأن هذا هو النموذج الذي صادف هواه، واستقر رأيه على اتباعه. فلقد بانت ملامح ما عزم عليه من تجهيزه لميلشيات حميدتي، مثلما جهز الأسد ميلشيات الشبيحة، والتي أغدق عليها بلا حدود، من حر مال الشعب، بعد أن كوش عليه بطباعة عملته، بلا حدود. وشرطه الوحيد هو أن تكون هذه الميلشيات رهن الإشارة، ومستعدة لقتل المعارضين لمجرد تلقيها الإشترة، وفي غمضة عين، بلا تردد ولا سؤال. وقام باختبارها وتجربتها في دارفور، التي استباحتها ميليشيات حميدتي، وولغت في دماء عشرات الآلاف من ابنائها الأبرياء بلا هوادة، باعتراف حميدتي المسجل، صوت وصورة على اليوتيوب!
ثم تم تأكيد تجربتها في سبتمبر 2013، حين اندست عناصر القتلة ببن المتطاهربن، وقتلوا مائتين منهم، بدم بارد، وبلا حساب ولا سؤال!
فهل يشك عاقل بعد هذا في الغرض من تكوين هذه الميلشيات من المرتزقة والمأجورين الشرهين للمال؟! أو يشك في استعدادهم لقتل المعارضين، حتى لو كانوا أمهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم وأبنائهم، في سبيل الحصول على المال، بعد أن اتسعت حلاقيمهم، وانفتحت شهيتهم له، وذاقوا حلاوته، وهم في الأساس فد تم تجميعهم من المجرمين وقطاع الطرق، والهمباتة، من الذين عاشوا من قبل في ضنك، وضيق، وكان زعيمهم حميدتي نفسه من سراق الحمير؟!
كيف لمثل هؤلاء أن يتركوا كل هذه الكنوز والأموال، التي انفتحت خزائنها أمامهم، مقابل تكليف بقتل من هم لا بعرفونهم من المتظاهرين، ونهب وقتل الأبرياء هو في الأساس من طبائعهم التي ترعرعوا وشبوا عليها، حتى ولو كان قتل بني جلدتهم وعشيرتهم؟!
أليس من الغفلة أن نصدق تعهدات حميدتي وتصريحاته بأنه لن يمس المتظاهرين؟!
وعلى هذا يمكننا أن نطبق نفس المعايير على قادة قوات الأمن والجيش والشرطة. ألم نقرأ تصريح قوش في مؤتمره الصحفي بالأمس عن تجارته بتوريد شحنات النفط ليوغندا، التي تبلغ حمولة الواحدة منها أربعين مليون دولار؟! من أين له بمثل عذا المتل؟!
وماذا عن بقيتهم من مليونيرات جهاز الأمن، الذين بلغت تسويات سرقات بعضهم مئات الملايين من الدولارات؟! هل سيتركوا كل هذا، لحماية الأبرياء من المتظاهرين، الذين خرجوا للقضاء على النظام الذي أغدق عليهم كل هذه البركات، أم أنهم سيتجهوا لسفك دماءهم حتى يستمر استثمارهم الناجح في حماية النظام، الذي مكنهم من خزائن الأرض الطاهرة؟!
وماذا عن ضباط الجيش؟! ولمن يكون ولاءهم، وهم الذين تم اختيارهم لدخول الكلية الحربية، على مدى الثلاث عقود الأخيرة، في الأساس من عناصر هذه الجماعة؟! أين تكمن مصالحهم المالية؟! وكيف جاز لأحد أن يصدق بأن بالجيش ضباط أحرار، لا يزال قلبهم على البلد، وعلى سلامة أبنائه، الذين ما خرجوا في المظاهرات إلا لاجتثاث شجرتهم الظليلة، وجماعة الأخوان المسلمين؟!
وأين هو البوليس الذي نتوقع حمايته للمتظاهرين؟! هل بقيت ببن قواته من لا يؤيدون أو ينتمون للنظام؟! وهل هو مسلح في الأساس بأكثر من الهراوات وصناديق البمبان؟!
إن هذا الذي حدث ما كان يجب أن يغيب عن بالنا، ولا نتحسب له. فهو من طبائع الأشياء، ومما يقود له التفكير السوي والسليم. فالواجب إذن علينا أن نعيد حساباتنا، ونجلس لنبحث عن سبيل التغيير الحقيقي والمأمون، ولا نسوق الناس في عمايا، كما نبهنا من قبل الأستاذ محمود محمد طه، في لقائه الصحفي بمندوبي مجلة (الجامعة)، قبل أسبوعين فقط من إستشهاده العظيم، في 18 يناير 1985، حيث قال:
(... ﺃﻧﺎ ﺍﻓﺘﻜﺮ ﺍﻧﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺠﻠﺴﻮﺍ، ﻳﺒﺤﺜﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ، ﻣﺎ ﻳﻤﺸﻮﺍ ﺳﺎﻛﺖ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﻳﺎ.. ﻧﺤﻦ ﻛﻨﺎ ﺑﻨﻘﻮﻝ ﺍﻧﻮ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﻣﻨﻮ؟ ﻟﻤﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﻛﺪﺍ، ﺑﻌﺾ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺠﻲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ! ، ﻟﻜﻦ ﺩﺍ ﺍﻛﺒﺮ ﺧﻄﺄ ﻳﻘﻮﻟﻮ ﺍﻧﺴﺎﻥ (ﺑﻴﻔﻬﻢ؟) .. ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻓﺘﻜﺮ ﺍﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺑﻴﺘﻚ ﻣﺎ ﺑﺘﻘﻮﻝ ﻛﺪﺍ.. ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺑﻴﺘﻚ ﺑﺘﺠﺘﻬﺪ ﻭ ﺗﻌﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻱ ﺣﺎﻝ ﻭﺍﺛﻖ ﻣﻦ ﺻﺤﺘﻬﺎ.. ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻛﺸﻒ ﺍﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ، ﺍﻧﺖ ﻋﻤﻠﺖ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻴﻚ.. ﻟﻜﻦ ﺍﻥ ﻧﺎﺧﺪ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺑﻌﻔﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺩﻱ، ﻭﻧﺘﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻏﻮﻏﺎﺋﻴﺔ ﺳﺎﻛﺖ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻔﻜﺮ.. ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﺍﻭﻝ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﺩﻋﻮﺗﻨﺎ ﺍﻧﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻔﻜﺮﻭﺍ ﻭﻳﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﺍﻟﺒﺘﺤﺮﺭﻫﻢ ﻭﺗﺤﺮﺭ ﺷﻌﺒﻬﻢ .
(... ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ: ﺍﻧﻮ ﻛﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪﻭ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻗﺪﺭ ﻭﻋﻴﻮ ﻫﻮ، ﻭﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺩﻭﻧﻮ: (ﻛﻠﻜﻢ ﺭﺍﻉ ﻭ ﻛﻠﻜﻢ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ). ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﺗﺠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ..
ﻧﺤﻦ ﺍﺗﺠﺎﻫﻨﺎ، ﺍﻳﺠﺎﺩ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.. ﺍﺗﻜﻠﻤﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻛﺪﺍ ﺍﻧﻮ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ.. ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻗﻮﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺟﺪﺍً، ﺷﻠﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻣﻦ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺿﺪﻩ.. ﻭ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ.. ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ.. ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻳﺮﺓ ﺳﻘﻄﺖ، ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ( ؟؟؟ ) ﻋﺸﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﺷﻨﻮ ( ؟؟؟ )..
ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ.. ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻻﺯﻡ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻜﺮﻳﺔ.. ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺟﻤﻌﺖ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﺗﻨﺎﻫﺾ ﺍﻟﻈﻠﻢ.. ﻫﺴﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻻﺯﻡ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ.. ﻣﺎ ﺑﺠﺘﻤﻊ ﺗﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻃﻔﺔ، ( ﺯﻱ ﺩﻳﻚ؟ )، ﻭ ﻣﺎﻓﻲ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻬﻮ ﻟﻮ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ( ؟؟؟ ).. ﻟﻜﻦ ﻻﺯﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ.. ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻳﻬﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻭ ﻳﺒﻨﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ.. ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻙ ﻛﺄﻧﻮ ﺍﻟﺨﺮﻃﺔ ﺟﺎﻫﺰﺓ، ﻟﺘﻨﺸﺊ ﺍﻧﺖ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ؟ ﺑﻨﺎﺀ ﺟﺪﻳﺪ.. ﻭﺩﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺒﺨﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﺎ ﻧﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻭﻻ ﻧﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺎﺕ، ﻻﻧﻬﺎ ﻣﻬﻤﻠﺔ ﻟﻠﻤﺬﻫﺒﻴﺔ، ﻭﻣﻬﻤﻠﺔ ﻟﻠﻔﻜﺮ....).
انتهى.
بدر موسى
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.