ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    أكوبام كسلا يعيد قيد لاعبه السابق عبدالسلام    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    البرهان: لن نضع السلاح حتى نفك حصار الفاشر وزالنجي وبابنوسة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    يوفنتوس يجبر دورتموند على التعادل    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتفاضة ديسمبر، الدروس والعبر!! .. بقلم: بدر موسى
نشر في سودانيل يوم 23 - 12 - 2018

استمعت إلى تسجيل أرسله أحد الثائرين من قلب الأحداث في عطبرة، عبر فيه تعبيرا صادقا عن حزنه وإحساسه الإليم، بالأسى والعبرة لما آلت إليه الأحوال، وتصاعد جرائم واغتيالات العناصر الأمنية، المندسة وسط المتظاهرين، وقتلها وإصابتها بالرصاص الحي للمتظاهرين، وللشهيد، طالب الهندسة، الذي كان يشارك في المظاهرات، تقبل الله شهادته، وأكرمه بأضعاف ما قدم من تضحية، فقد جاد بأعز ما يجود به الإنسان، بالروح الطاهرة، والغالية، في سبيل تحرير هذا البلد العزيز، من قبضة المجرمين الذين اغتصبوه، ودمروه، وأهانوا شعبه الكريم، وأذلوه، وأذاقوه الأمرين، وهو الشعب النبيل، والعظيم، الجدير بكل التقدير، والإعزاز، والاحترام، والإكرام، لكونه، على أيسر التقدير، الشعب الذي حفظ اله له، ورعى، أصايل الطباع، وكريم الأخلاق، كما لم يحفظها ويراعاها لشعب على سطح الأرض! ولكن، وللأسف، من ارتكبوا هذه الفظائع في حقه، يجهلون قدره. كيف لا يجهلونه، وهم الذين شهد لهم تازبخهم وفعالهم، بأنهم من أراذل البشر، ومن حثالات المجتمع الإنساني، ومن المتاجرين بالدين، منزمثاصي الدماء، وسارقي قوت الأطفال، من عناصر وعصابات الإخوان المسلمين.
هذا التقرير المحزن والصادم للكثيرين، الذي سمعناه من عطبرة، يؤكد فداحة ومدي خبث ومكر هذه العصابة، التي جثمت على صدورنا، الذي يفوق سوء الظن العريض، كما قال عنهم الأستاذ محمود محمد طه.
فمما بدا الآن ظاهرا، هو أنهم قد خدعوا الشعب الثائر، خداعا متقنا، ومدروسا، ومخطط له تخطيطا دقيقا، ومكروا عليه، ثم غدروا بأبنائه الأبرياء والعزل، وسفكوا دمائهم الطاهرة، بمنتهى البرود، بعد أن أوهموهم بأن القوات المسلحة ستحميهم، من قوات الدعم السريع، وقوات الأمن، والشرطة، إذا تحركت لقتلهم!
ولحبك المؤامرة أكثر، وإحكامها، سربوا التصريحات المؤكدة، التي نسبت لحميدتي، والتي يؤكد فيها أن قوات الدعم السريع لن تتورط في قتل المتظاهرين، وتطارد العيال (والعوين)!
لقد انكشفت المؤامرة الآن، ووضحت تفاصيل الخطة الإجرامية التي حيكت وجهزت بعناية مسبقة، لخداع واستدراج المعارضين والمتظاهرين، للفتك بهم، وسفك دماءهم!
لقد ظل هذا، ولا يزال، هو الهدف المخطط له دائما، لكبح وإفشال أي محاولة للثورة ضد النظام، وإسقاطه بالوسائل السلمية. لم يكن هناك جيش وقوات مسلحة، أو ضباط أحرار، جاهزون لحماية المتظاهرين، من بطش ميلشيات الدعم السريع، والأمن والشرطة! كل هذه كانت، ولا تزال، بعض تفاصيل المؤامرة، والخطة المحكمة، والمسرحية التراجيدية، التي يلعب فيها كل عنصر دوره الذي تمرن عليه بمهارة وإحكام، فافترت مشاهد المأساة أمام أعيننا، وسالت الدماء الطاهرة، من ضحايا تآمر عصابة الإنقاذ، التي لا تعرف سبيلا غيرها، يبقيها جاثمة على صدر الشعب السوداني الحر، الكريم، ويبقيها مسيطرة على البلد، الذي ما زالوا يبيعونه قطعة قطعة، وبأبخس الأثمان، وبدراهم معدودة، ليراكموا بها ثرواتهم التي سرقوها، من ثروات شعبه الفقير، ووضوعها في حساباتهم المكدسة، السرية، والمعلنة، في مصارف ماليزيا، ودبي، وغيرها من بلاد الدنيا، التي لا تسأل المودعين والسارقين عن مصادر ما يودعون!
كان الواجب على الثائرين أن يتحسبوا للكثير مما حيك ضدهم. فلقد ظل البشير، في الآونة الأخيرة، يكرر دائما، ويعلن، إعجابه بما فعل نظام الأسد في سوريا، وكيف أنه استطاع أن يحكم قبضته الجائرة، ويستمر في حكم سوريا، بإبادته لمئات الآلاف من معارضيه، ودماره للبلاد، وتآمره ضد بلاده، مع دول ومعاقل الشر، مثل روسيا وإيران وحزب الله!
وكان من المفترض أن نتعلم من تصريحات البشير التي ظل يضرب فيها المثل بنموذج نظام الأسد الناجح في إحكام الإجرام، بأن هذا هو النموذج الذي صادف هواه، واستقر رأيه على اتباعه. فلقد بانت ملامح ما عزم عليه من تجهيزه لميلشيات حميدتي، مثلما جهز الأسد ميلشيات الشبيحة، والتي أغدق عليها بلا حدود، من حر مال الشعب، بعد أن كوش عليه بطباعة عملته، بلا حدود. وشرطه الوحيد هو أن تكون هذه الميلشيات رهن الإشارة، ومستعدة لقتل المعارضين لمجرد تلقيها الإشترة، وفي غمضة عين، بلا تردد ولا سؤال. وقام باختبارها وتجربتها في دارفور، التي استباحتها ميليشيات حميدتي، وولغت في دماء عشرات الآلاف من ابنائها الأبرياء بلا هوادة، باعتراف حميدتي المسجل، صوت وصورة على اليوتيوب!
ثم تم تأكيد تجربتها في سبتمبر 2013، حين اندست عناصر القتلة ببن المتطاهربن، وقتلوا مائتين منهم، بدم بارد، وبلا حساب ولا سؤال!
فهل يشك عاقل بعد هذا في الغرض من تكوين هذه الميلشيات من المرتزقة والمأجورين الشرهين للمال؟! أو يشك في استعدادهم لقتل المعارضين، حتى لو كانوا أمهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم وأبنائهم، في سبيل الحصول على المال، بعد أن اتسعت حلاقيمهم، وانفتحت شهيتهم له، وذاقوا حلاوته، وهم في الأساس فد تم تجميعهم من المجرمين وقطاع الطرق، والهمباتة، من الذين عاشوا من قبل في ضنك، وضيق، وكان زعيمهم حميدتي نفسه من سراق الحمير؟!
كيف لمثل هؤلاء أن يتركوا كل هذه الكنوز والأموال، التي انفتحت خزائنها أمامهم، مقابل تكليف بقتل من هم لا بعرفونهم من المتظاهرين، ونهب وقتل الأبرياء هو في الأساس من طبائعهم التي ترعرعوا وشبوا عليها، حتى ولو كان قتل بني جلدتهم وعشيرتهم؟!
أليس من الغفلة أن نصدق تعهدات حميدتي وتصريحاته بأنه لن يمس المتظاهرين؟!
وعلى هذا يمكننا أن نطبق نفس المعايير على قادة قوات الأمن والجيش والشرطة. ألم نقرأ تصريح قوش في مؤتمره الصحفي بالأمس عن تجارته بتوريد شحنات النفط ليوغندا، التي تبلغ حمولة الواحدة منها أربعين مليون دولار؟! من أين له بمثل عذا المتل؟!
وماذا عن بقيتهم من مليونيرات جهاز الأمن، الذين بلغت تسويات سرقات بعضهم مئات الملايين من الدولارات؟! هل سيتركوا كل هذا، لحماية الأبرياء من المتظاهرين، الذين خرجوا للقضاء على النظام الذي أغدق عليهم كل هذه البركات، أم أنهم سيتجهوا لسفك دماءهم حتى يستمر استثمارهم الناجح في حماية النظام، الذي مكنهم من خزائن الأرض الطاهرة؟!
وماذا عن ضباط الجيش؟! ولمن يكون ولاءهم، وهم الذين تم اختيارهم لدخول الكلية الحربية، على مدى الثلاث عقود الأخيرة، في الأساس من عناصر هذه الجماعة؟! أين تكمن مصالحهم المالية؟! وكيف جاز لأحد أن يصدق بأن بالجيش ضباط أحرار، لا يزال قلبهم على البلد، وعلى سلامة أبنائه، الذين ما خرجوا في المظاهرات إلا لاجتثاث شجرتهم الظليلة، وجماعة الأخوان المسلمين؟!
وأين هو البوليس الذي نتوقع حمايته للمتظاهرين؟! هل بقيت ببن قواته من لا يؤيدون أو ينتمون للنظام؟! وهل هو مسلح في الأساس بأكثر من الهراوات وصناديق البمبان؟!
إن هذا الذي حدث ما كان يجب أن يغيب عن بالنا، ولا نتحسب له. فهو من طبائع الأشياء، ومما يقود له التفكير السوي والسليم. فالواجب إذن علينا أن نعيد حساباتنا، ونجلس لنبحث عن سبيل التغيير الحقيقي والمأمون، ولا نسوق الناس في عمايا، كما نبهنا من قبل الأستاذ محمود محمد طه، في لقائه الصحفي بمندوبي مجلة (الجامعة)، قبل أسبوعين فقط من إستشهاده العظيم، في 18 يناير 1985، حيث قال:
(... ﺃﻧﺎ ﺍﻓﺘﻜﺮ ﺍﻧﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺠﻠﺴﻮﺍ، ﻳﺒﺤﺜﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ، ﻣﺎ ﻳﻤﺸﻮﺍ ﺳﺎﻛﺖ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﻳﺎ.. ﻧﺤﻦ ﻛﻨﺎ ﺑﻨﻘﻮﻝ ﺍﻧﻮ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﻣﻨﻮ؟ ﻟﻤﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﻛﺪﺍ، ﺑﻌﺾ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺠﻲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ! ، ﻟﻜﻦ ﺩﺍ ﺍﻛﺒﺮ ﺧﻄﺄ ﻳﻘﻮﻟﻮ ﺍﻧﺴﺎﻥ (ﺑﻴﻔﻬﻢ؟) .. ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻓﺘﻜﺮ ﺍﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺑﻴﺘﻚ ﻣﺎ ﺑﺘﻘﻮﻝ ﻛﺪﺍ.. ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺑﻴﺘﻚ ﺑﺘﺠﺘﻬﺪ ﻭ ﺗﻌﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻱ ﺣﺎﻝ ﻭﺍﺛﻖ ﻣﻦ ﺻﺤﺘﻬﺎ.. ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻛﺸﻒ ﺍﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ، ﺍﻧﺖ ﻋﻤﻠﺖ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻴﻚ.. ﻟﻜﻦ ﺍﻥ ﻧﺎﺧﺪ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺑﻌﻔﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺩﻱ، ﻭﻧﺘﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻏﻮﻏﺎﺋﻴﺔ ﺳﺎﻛﺖ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻔﻜﺮ.. ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﺍﻭﻝ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﺩﻋﻮﺗﻨﺎ ﺍﻧﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻔﻜﺮﻭﺍ ﻭﻳﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﺍﻟﺒﺘﺤﺮﺭﻫﻢ ﻭﺗﺤﺮﺭ ﺷﻌﺒﻬﻢ .
(... ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ: ﺍﻧﻮ ﻛﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪﻭ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻗﺪﺭ ﻭﻋﻴﻮ ﻫﻮ، ﻭﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺩﻭﻧﻮ: (ﻛﻠﻜﻢ ﺭﺍﻉ ﻭ ﻛﻠﻜﻢ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ). ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﺗﺠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ..
ﻧﺤﻦ ﺍﺗﺠﺎﻫﻨﺎ، ﺍﻳﺠﺎﺩ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.. ﺍﺗﻜﻠﻤﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻛﺪﺍ ﺍﻧﻮ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ.. ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻗﻮﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺟﺪﺍً، ﺷﻠﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻣﻦ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺿﺪﻩ.. ﻭ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ.. ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ.. ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻳﺮﺓ ﺳﻘﻄﺖ، ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ( ؟؟؟ ) ﻋﺸﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﺷﻨﻮ ( ؟؟؟ )..
ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ.. ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻻﺯﻡ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻜﺮﻳﺔ.. ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺟﻤﻌﺖ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﺗﻨﺎﻫﺾ ﺍﻟﻈﻠﻢ.. ﻫﺴﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻻﺯﻡ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ.. ﻣﺎ ﺑﺠﺘﻤﻊ ﺗﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻃﻔﺔ، ( ﺯﻱ ﺩﻳﻚ؟ )، ﻭ ﻣﺎﻓﻲ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻬﻮ ﻟﻮ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ( ؟؟؟ ).. ﻟﻜﻦ ﻻﺯﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ.. ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻳﻬﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻭ ﻳﺒﻨﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ.. ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻙ ﻛﺄﻧﻮ ﺍﻟﺨﺮﻃﺔ ﺟﺎﻫﺰﺓ، ﻟﺘﻨﺸﺊ ﺍﻧﺖ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ؟ ﺑﻨﺎﺀ ﺟﺪﻳﺪ.. ﻭﺩﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺒﺨﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﺎ ﻧﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻭﻻ ﻧﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺎﺕ، ﻻﻧﻬﺎ ﻣﻬﻤﻠﺔ ﻟﻠﻤﺬﻫﺒﻴﺔ، ﻭﻣﻬﻤﻠﺔ ﻟﻠﻔﻜﺮ....).
انتهى.
بدر موسى
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.