د. الشفيع خضر سعيد يكتب: الدور العربي في وقف حرب السودان    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    نقل طلاب الشهادة السودانية إلى ولاية الجزيرة يثير استنكار الأهالي    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    اللواء الركن (م(أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: موته وحياته سواء فلا تنشغلوا (بالتوافه)    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    دبابيس ودالشريف    منتخبنا المدرسي في مواجهة نظيره اليوغندي من أجل البرونزية    بعثة منتخبنا تشيد بالأشقاء الجزائرين    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    دقلو أبو بريص    أكثر من 80 "مرتزقا" كولومبيا قاتلوا مع مليشيا الدعم السريع خلال هجومها على الفاشر    كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    حملة في السودان على تجار العملة    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتفاضة ديسمبر، الدروس والعبر!! .. بقلم: بدر موسى
نشر في سودانيل يوم 23 - 12 - 2018

استمعت إلى تسجيل أرسله أحد الثائرين من قلب الأحداث في عطبرة، عبر فيه تعبيرا صادقا عن حزنه وإحساسه الإليم، بالأسى والعبرة لما آلت إليه الأحوال، وتصاعد جرائم واغتيالات العناصر الأمنية، المندسة وسط المتظاهرين، وقتلها وإصابتها بالرصاص الحي للمتظاهرين، وللشهيد، طالب الهندسة، الذي كان يشارك في المظاهرات، تقبل الله شهادته، وأكرمه بأضعاف ما قدم من تضحية، فقد جاد بأعز ما يجود به الإنسان، بالروح الطاهرة، والغالية، في سبيل تحرير هذا البلد العزيز، من قبضة المجرمين الذين اغتصبوه، ودمروه، وأهانوا شعبه الكريم، وأذلوه، وأذاقوه الأمرين، وهو الشعب النبيل، والعظيم، الجدير بكل التقدير، والإعزاز، والاحترام، والإكرام، لكونه، على أيسر التقدير، الشعب الذي حفظ اله له، ورعى، أصايل الطباع، وكريم الأخلاق، كما لم يحفظها ويراعاها لشعب على سطح الأرض! ولكن، وللأسف، من ارتكبوا هذه الفظائع في حقه، يجهلون قدره. كيف لا يجهلونه، وهم الذين شهد لهم تازبخهم وفعالهم، بأنهم من أراذل البشر، ومن حثالات المجتمع الإنساني، ومن المتاجرين بالدين، منزمثاصي الدماء، وسارقي قوت الأطفال، من عناصر وعصابات الإخوان المسلمين.
هذا التقرير المحزن والصادم للكثيرين، الذي سمعناه من عطبرة، يؤكد فداحة ومدي خبث ومكر هذه العصابة، التي جثمت على صدورنا، الذي يفوق سوء الظن العريض، كما قال عنهم الأستاذ محمود محمد طه.
فمما بدا الآن ظاهرا، هو أنهم قد خدعوا الشعب الثائر، خداعا متقنا، ومدروسا، ومخطط له تخطيطا دقيقا، ومكروا عليه، ثم غدروا بأبنائه الأبرياء والعزل، وسفكوا دمائهم الطاهرة، بمنتهى البرود، بعد أن أوهموهم بأن القوات المسلحة ستحميهم، من قوات الدعم السريع، وقوات الأمن، والشرطة، إذا تحركت لقتلهم!
ولحبك المؤامرة أكثر، وإحكامها، سربوا التصريحات المؤكدة، التي نسبت لحميدتي، والتي يؤكد فيها أن قوات الدعم السريع لن تتورط في قتل المتظاهرين، وتطارد العيال (والعوين)!
لقد انكشفت المؤامرة الآن، ووضحت تفاصيل الخطة الإجرامية التي حيكت وجهزت بعناية مسبقة، لخداع واستدراج المعارضين والمتظاهرين، للفتك بهم، وسفك دماءهم!
لقد ظل هذا، ولا يزال، هو الهدف المخطط له دائما، لكبح وإفشال أي محاولة للثورة ضد النظام، وإسقاطه بالوسائل السلمية. لم يكن هناك جيش وقوات مسلحة، أو ضباط أحرار، جاهزون لحماية المتظاهرين، من بطش ميلشيات الدعم السريع، والأمن والشرطة! كل هذه كانت، ولا تزال، بعض تفاصيل المؤامرة، والخطة المحكمة، والمسرحية التراجيدية، التي يلعب فيها كل عنصر دوره الذي تمرن عليه بمهارة وإحكام، فافترت مشاهد المأساة أمام أعيننا، وسالت الدماء الطاهرة، من ضحايا تآمر عصابة الإنقاذ، التي لا تعرف سبيلا غيرها، يبقيها جاثمة على صدر الشعب السوداني الحر، الكريم، ويبقيها مسيطرة على البلد، الذي ما زالوا يبيعونه قطعة قطعة، وبأبخس الأثمان، وبدراهم معدودة، ليراكموا بها ثرواتهم التي سرقوها، من ثروات شعبه الفقير، ووضوعها في حساباتهم المكدسة، السرية، والمعلنة، في مصارف ماليزيا، ودبي، وغيرها من بلاد الدنيا، التي لا تسأل المودعين والسارقين عن مصادر ما يودعون!
كان الواجب على الثائرين أن يتحسبوا للكثير مما حيك ضدهم. فلقد ظل البشير، في الآونة الأخيرة، يكرر دائما، ويعلن، إعجابه بما فعل نظام الأسد في سوريا، وكيف أنه استطاع أن يحكم قبضته الجائرة، ويستمر في حكم سوريا، بإبادته لمئات الآلاف من معارضيه، ودماره للبلاد، وتآمره ضد بلاده، مع دول ومعاقل الشر، مثل روسيا وإيران وحزب الله!
وكان من المفترض أن نتعلم من تصريحات البشير التي ظل يضرب فيها المثل بنموذج نظام الأسد الناجح في إحكام الإجرام، بأن هذا هو النموذج الذي صادف هواه، واستقر رأيه على اتباعه. فلقد بانت ملامح ما عزم عليه من تجهيزه لميلشيات حميدتي، مثلما جهز الأسد ميلشيات الشبيحة، والتي أغدق عليها بلا حدود، من حر مال الشعب، بعد أن كوش عليه بطباعة عملته، بلا حدود. وشرطه الوحيد هو أن تكون هذه الميلشيات رهن الإشارة، ومستعدة لقتل المعارضين لمجرد تلقيها الإشترة، وفي غمضة عين، بلا تردد ولا سؤال. وقام باختبارها وتجربتها في دارفور، التي استباحتها ميليشيات حميدتي، وولغت في دماء عشرات الآلاف من ابنائها الأبرياء بلا هوادة، باعتراف حميدتي المسجل، صوت وصورة على اليوتيوب!
ثم تم تأكيد تجربتها في سبتمبر 2013، حين اندست عناصر القتلة ببن المتطاهربن، وقتلوا مائتين منهم، بدم بارد، وبلا حساب ولا سؤال!
فهل يشك عاقل بعد هذا في الغرض من تكوين هذه الميلشيات من المرتزقة والمأجورين الشرهين للمال؟! أو يشك في استعدادهم لقتل المعارضين، حتى لو كانوا أمهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم وأبنائهم، في سبيل الحصول على المال، بعد أن اتسعت حلاقيمهم، وانفتحت شهيتهم له، وذاقوا حلاوته، وهم في الأساس فد تم تجميعهم من المجرمين وقطاع الطرق، والهمباتة، من الذين عاشوا من قبل في ضنك، وضيق، وكان زعيمهم حميدتي نفسه من سراق الحمير؟!
كيف لمثل هؤلاء أن يتركوا كل هذه الكنوز والأموال، التي انفتحت خزائنها أمامهم، مقابل تكليف بقتل من هم لا بعرفونهم من المتظاهرين، ونهب وقتل الأبرياء هو في الأساس من طبائعهم التي ترعرعوا وشبوا عليها، حتى ولو كان قتل بني جلدتهم وعشيرتهم؟!
أليس من الغفلة أن نصدق تعهدات حميدتي وتصريحاته بأنه لن يمس المتظاهرين؟!
وعلى هذا يمكننا أن نطبق نفس المعايير على قادة قوات الأمن والجيش والشرطة. ألم نقرأ تصريح قوش في مؤتمره الصحفي بالأمس عن تجارته بتوريد شحنات النفط ليوغندا، التي تبلغ حمولة الواحدة منها أربعين مليون دولار؟! من أين له بمثل عذا المتل؟!
وماذا عن بقيتهم من مليونيرات جهاز الأمن، الذين بلغت تسويات سرقات بعضهم مئات الملايين من الدولارات؟! هل سيتركوا كل هذا، لحماية الأبرياء من المتظاهرين، الذين خرجوا للقضاء على النظام الذي أغدق عليهم كل هذه البركات، أم أنهم سيتجهوا لسفك دماءهم حتى يستمر استثمارهم الناجح في حماية النظام، الذي مكنهم من خزائن الأرض الطاهرة؟!
وماذا عن ضباط الجيش؟! ولمن يكون ولاءهم، وهم الذين تم اختيارهم لدخول الكلية الحربية، على مدى الثلاث عقود الأخيرة، في الأساس من عناصر هذه الجماعة؟! أين تكمن مصالحهم المالية؟! وكيف جاز لأحد أن يصدق بأن بالجيش ضباط أحرار، لا يزال قلبهم على البلد، وعلى سلامة أبنائه، الذين ما خرجوا في المظاهرات إلا لاجتثاث شجرتهم الظليلة، وجماعة الأخوان المسلمين؟!
وأين هو البوليس الذي نتوقع حمايته للمتظاهرين؟! هل بقيت ببن قواته من لا يؤيدون أو ينتمون للنظام؟! وهل هو مسلح في الأساس بأكثر من الهراوات وصناديق البمبان؟!
إن هذا الذي حدث ما كان يجب أن يغيب عن بالنا، ولا نتحسب له. فهو من طبائع الأشياء، ومما يقود له التفكير السوي والسليم. فالواجب إذن علينا أن نعيد حساباتنا، ونجلس لنبحث عن سبيل التغيير الحقيقي والمأمون، ولا نسوق الناس في عمايا، كما نبهنا من قبل الأستاذ محمود محمد طه، في لقائه الصحفي بمندوبي مجلة (الجامعة)، قبل أسبوعين فقط من إستشهاده العظيم، في 18 يناير 1985، حيث قال:
(... ﺃﻧﺎ ﺍﻓﺘﻜﺮ ﺍﻧﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺠﻠﺴﻮﺍ، ﻳﺒﺤﺜﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ، ﻣﺎ ﻳﻤﺸﻮﺍ ﺳﺎﻛﺖ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﻳﺎ.. ﻧﺤﻦ ﻛﻨﺎ ﺑﻨﻘﻮﻝ ﺍﻧﻮ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﻣﻨﻮ؟ ﻟﻤﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﻛﺪﺍ، ﺑﻌﺾ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺠﻲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ! ، ﻟﻜﻦ ﺩﺍ ﺍﻛﺒﺮ ﺧﻄﺄ ﻳﻘﻮﻟﻮ ﺍﻧﺴﺎﻥ (ﺑﻴﻔﻬﻢ؟) .. ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻓﺘﻜﺮ ﺍﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺑﻴﺘﻚ ﻣﺎ ﺑﺘﻘﻮﻝ ﻛﺪﺍ.. ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺑﻴﺘﻚ ﺑﺘﺠﺘﻬﺪ ﻭ ﺗﻌﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻱ ﺣﺎﻝ ﻭﺍﺛﻖ ﻣﻦ ﺻﺤﺘﻬﺎ.. ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻛﺸﻒ ﺍﻧﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ، ﺍﻧﺖ ﻋﻤﻠﺖ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻴﻚ.. ﻟﻜﻦ ﺍﻥ ﻧﺎﺧﺪ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺑﻌﻔﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﺩﻱ، ﻭﻧﺘﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻏﻮﻏﺎﺋﻴﺔ ﺳﺎﻛﺖ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻔﻜﺮ.. ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﺍﻭﻝ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﺩﻋﻮﺗﻨﺎ ﺍﻧﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻔﻜﺮﻭﺍ ﻭﻳﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﺍﻟﺒﺘﺤﺮﺭﻫﻢ ﻭﺗﺤﺮﺭ ﺷﻌﺒﻬﻢ .
(... ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ: ﺍﻧﻮ ﻛﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪﻭ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻗﺪﺭ ﻭﻋﻴﻮ ﻫﻮ، ﻭﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺩﻭﻧﻮ: (ﻛﻠﻜﻢ ﺭﺍﻉ ﻭ ﻛﻠﻜﻢ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ). ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﺗﺠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ..
ﻧﺤﻦ ﺍﺗﺠﺎﻫﻨﺎ، ﺍﻳﺠﺎﺩ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.. ﺍﺗﻜﻠﻤﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻛﺪﺍ ﺍﻧﻮ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ.. ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻗﻮﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺟﺪﺍً، ﺷﻠﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻣﻦ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺿﺪﻩ.. ﻭ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ.. ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ.. ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻳﺮﺓ ﺳﻘﻄﺖ، ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ( ؟؟؟ ) ﻋﺸﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﺷﻨﻮ ( ؟؟؟ )..
ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ.. ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻻﺯﻡ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻜﺮﻳﺔ.. ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺟﻤﻌﺖ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﺗﻨﺎﻫﺾ ﺍﻟﻈﻠﻢ.. ﻫﺴﻊ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻻﺯﻡ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ.. ﻣﺎ ﺑﺠﺘﻤﻊ ﺗﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻃﻔﺔ، ( ﺯﻱ ﺩﻳﻚ؟ )، ﻭ ﻣﺎﻓﻲ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻬﻮ ﻟﻮ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ( ؟؟؟ ).. ﻟﻜﻦ ﻻﺯﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ.. ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻳﻬﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻭ ﻳﺒﻨﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ.. ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻙ ﻛﺄﻧﻮ ﺍﻟﺨﺮﻃﺔ ﺟﺎﻫﺰﺓ، ﻟﺘﻨﺸﺊ ﺍﻧﺖ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ؟ ﺑﻨﺎﺀ ﺟﺪﻳﺪ.. ﻭﺩﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺒﺨﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﺎ ﻧﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻭﻻ ﻧﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺎﺕ، ﻻﻧﻬﺎ ﻣﻬﻤﻠﺔ ﻟﻠﻤﺬﻫﺒﻴﺔ، ﻭﻣﻬﻤﻠﺔ ﻟﻠﻔﻜﺮ....).
انتهى.
بدر موسى
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.