نشرت صحيفة "الغارديان" اللندنية اليوم المقال التالي: أين جورج كلوني وشركائه الآن أن السودان بحاجة إليهم؟ ذلك هو سؤال مقال رأيٍ في صحيفة الغارديان هذا الأسبوع. ونجيب بالقول أولا لقد تعلمنا أن العمل من وراء الكواليس يحقق أكثر من مجرد التسمية والفضح. لكن أيضا نعلم أن غياب التصريحات العلنية، من قبلنا والآخرين الذين تربطهم علاقة طويلة مع دارفور والسودان بشكل أوسع، وجنوب السودان، يعني أننا لم نفعل شيئًا رداً على القمع الوحشي للنظام السوداني للاحتجاجات المتصاعدة في جميع أنحاء البلاد. هذه بالفعل لحظة حرجة في تاريخ السودان الدامي. فشعب السودان يقود التظاهرات المشروعة المطالبة بالتغيير، ودورنا هو دعم قضية الحقوق الإنسانية لشعب السودان، من خلال استخدام إستراتيجية تكتيكية في أوروبا والولايات المتحدة وأفريقيا تركز على نقاط رئيسية فاعلة. ومع كثافة المظاهرات في الشهر الماضي، عمل فريقنا بشكل مستمر، مع مسؤولين في حكومات في جميع أنحاء العالم، لاتخاذ إجراءات لإخضاع نظام البشير للمساءلة لمسؤوليته المباشرة عن الجرائم الذي وقعت. غير أن تحركاتنا الكثيرة في تنفيذ الاستراتيجية لا تتم بشكل علني. لدعم الجهود السودانية من أجل التغيير، عملنا بجهد، خلف الكواليس لوقف عملية الحكومة الأمريكية لإزالة نظام الرئيس عمر البشير من الدول الراعية لقائمة الإرهاب. فمثل هذه الخطوة سترفع العقوبات المتبقية وتجعل الحكومة السودانية مؤهلة لأن تُشْطَبْ عنها الديون بشكل كبير. والديون واحدة من نقاط الضغط القليلة التي يتمتع بها المجتمع الدولي على نظام الخرطوم. أيضا عملنا على إشراك إدارة ترامب والكونجرس الأمريكي في تعليق عملية تطبيع العلاقات مع نظام البشير، الذي لا تنحصر انتهاكاته لحقوق الإنسان في قتل المتظاهرين فقط، بل في تنفيذ الإبادة الجماعية. وقد أرسلنا ممثلين لنا إلى أوروبا وإلى مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، لتوضيح أبعاد جرائم نظام الخرطوم. على مدار أكثر من 12 عامًا، استثمرنا ملايين الدولارات في الجهود المبذولة لمعالجة أزمات السودان. أطلقنا مشروع "ساتنيل ستالايت" لمراقبة الفظائع الجماعية لنظام الخرطوم، وبواسطته تمكنا من الكشف عن أدلة على وجود مقابر جماعية، صواريخ صينية الصنع، تحركات خفية لقوات مسلحة في خرق واضح لاتفاقات وقف إطلاق النار، والعديد من الأعمال الأخرى المزعزعة للاستقرار نفذها نظام السودان. لكن مع مرور الوقت، أدركنا أن تسمية النظام وفضحه، وفضح تسببه في ابادة جماعية، لم يكن لذلك كله الأثر الكافي على سياسات الحكومات في أوروبا وأمريكا وأفريقيا، لذلك قررنا اتباع نهج جديد. اكتشفنا أن نقطة ضعف هذا النظام المشين تتركز في الكم الهائل من الأموال التي سرقها من شعبه وأخرجها إلى خارج البلاد، في حسابات خفية وأصول عقارية وشركات قابضة، واستخدام جزء منها لشراء آلية القمع التي تستخدمها قواته الأمنية حاليا لقتل المتظاهرين لإسكات الاحتجاجات. لذلك قررنا أن نلاحق فساد النظام الهائل، والتدفقات المالية غير المشروعة من خلال إنشاء منظمة تدعى "ذا سينتيناري" تهدف إلى جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لهم لنهب الموارد الطبيعية للبلاد لملء جيوبهم وتمويل قمعهم. لقد استغرقت عمليات كشف سرقات نظام البشير وقتاً طويلاً، لأن نظامه كان أكثر تطوراً في طمس مسارات الأموال غير المشروعة، بما في ذلك التلاعب وإساءة استخدام أنظمة حكمه الخاصة المعيبة. ونحن نؤمن بأن كشف سرقة نظام البشير الهائل لموارد شعبه، وتواطؤ النظام المالي الدولي في هذا الجهد، يشكل الطريقة الأكثر أهمية التي يمكننا من خلالها دعم الناشطين السودانيين على الأرض، وهم يقودون الحملة من أجل العدالة وحقوق الإنسان. لكن معظم أعمالنا في هذا الصدد ليست عامة. نحن نقدم الأدلة مباشرة إلى البنوك العالمية لمساعدتهم على الوقاية من غسيل الأموال من خلال النظام المالي الدولي، كما نقدم ملفات للحكومات، بما في ذلك إلى وزارة الخزانة الأمريكية مؤخرًا لدعم العقوبات في ظل نظام "ماقنسكي الشامل" الجديد. هذه لحظة محفزة لشعب السودان. نحن، وفريقنا الذي يضم خبراء سودانيين، نعمل جميعنا، بكل ما في وسعنا، لدعم تطلعات شعب السودان، من أجل الانتقال السلمي للتخلص من ثلاثة عقود من الدكتاتورية البشعة العنيفة. https://www.theguardian.com/commentisfree/2019/jan/24/clooney-and-prendergast-were-not-silent-on-sudan-were-going-after-the-regimes-loot