يوم وقف الشهيد عبدالعظيم مشرعا صدره للرصاص..وهو يعلم أنه ذاهبا لملاقاة الموت.. فدا... لهذا النيل العظيم.. وطمعا في أن تشرق شمس الحرية على ربوع هذا البلد الكريم .... هذه البلاد تحررت يوم... رفع الشهيد محجوب يديه العاريتين أمام زحف الطغاة ليحمي.. أخواته.. وراء ظهره... وهو يعلم أن في ذلك مواجهة لآلة الموت الغشيم ... وكان يدرك ساعتها أن الحياة تقاس بالمعنى.. والقيمة... ولا تحسب بالدقائق والثواني... وأستحضر في ساعته الأخيرة هذه أنها لو مضت وأنقضى معها عمره والأيام...فأن وجوده الذي فني بحكم المادة... سيبقى بحساب القيمة.. خالدا في وجدان كل سودانيا... و سودانية ... عاش معه وبعده... مع كل شهقة نفس... من عبير الحرية..يتنشقون أنسامه . ومع كل خفقة قلب في دنيا تحكم بالعدل وتحيا بالكرامة... هذه البلاد تحررت يوم انطلق الشهيد الدكتور بابكر... تاركا خلفه عز وجاه لو شاء لتمرغ فيه إلى أجل قد يقصر وقد يطول كغيره ممن آثروا سلامة النفس وراحة الجسد.... ولكن جسده كان يختلف فهو يحمل بين جنباته روح وثابة تعشق السلام..وعقلا مستنير يعرف الحق ويطلبه . وقلبا يبحث عن العدالة.. ويجلها ... في مناصرة كل مستضعف في بلده... وكل كسير خاطر مهموم ... وكل مهيض الجناح...مكسوف البال .. مظلوم... يحلم بوطن بالجميع ويسع الجميع.... حمل هذا الروح الجميل... إلى مهاوي الردى على قول الشاعر... طمعاً في أن يكون خطوة في رحلة الإنعتاق من ربقة الظلم وقيود الهوان... وهو الطبيب الطيب... المضحي بشبابه بحياته....بنعيمه ...بعزه.. ومجده.. ونجاحه... لعيون صبح يوشك أن يطل... مودعا ليال ...يابسة... عجاف... وهو يعلم أن كل ذاك قربان تهون...لأجله الحياة... وهي الغالية العزيزة.... و ثمنا تبذل دونه المهج... وتسترخص الأرواح.... هذه البلاد تحررت عندما.. قتلت أجهزة الأمن.. الشهيد الأستاذ... أحمد الخير عوض الكريم بخشم القربة... بطريقة.. بشعة كانت ترسل للأمة رسالة تقول أننا في حكومة الإنقاذ والمؤتمر الوطني ... ما عاد لدينا... من نفعله لكم غير الاستهانة بكم والحط من قدركم.. ولتفهموا هذا بكل جلاء ها نحن نستهدف فيكم القيمة الأخلاقية... ونغتالها بطريقة... تؤكد أننا بها نغتال الأخلاق في شخص المدرس... ورمزيته التى تقول.... أنما الأمم الأخلاق مابقيت.... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا...... فأغتيال المدرس أعدام للفضيلة والأخلاق... وذهاب لحياة الأمم في ميدان الحضارة والمدنية.... وهذا الفعل الشنيع وضعنا في المحك بين خيارين.. الموت والعدم الحضاري... أو الحياة والحرية.. فكان ردنا... حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب. هؤلاء الشهداء وأمثالهم دفعوا الثمن.. وهو حياتهم ودمهم....لهذه السلعة الغالية الثمينة.... وهي.. الكرامة... والقيمة الانسانية... والحرية.... ووعدنا بأستلامها عنهم.. ولن نخلف الوعد... وسنفعل ونحن نتغنى مع الهادي آدم.. وغدا تأتلق الجنة.. أنهارا وظلا... وغدا ... ألقاك...يا يوم الحرية.. والعدالة.. والسلام وغدا سنعيش الحاضر... ..الذي نحلم به.. .. ومعه الحب... والأمن.. والسلام وغدا ننسى كل القهر الذي سقونا كأساته وكل المر الذي سامونا عذاباته... و الآلام... ودمتم عمر البشاري عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.