هدد الاطباء المبعوثين بالاعتصام يوم الاثنين القادم امام السفارة السودانية بالقاهرة ومشكلتهم معروفة ومعلومة ولا تحتاج لشرح او تكرار. خصوصا وأنهم تلقوا وعودا كثيرة بحلها بدأ من السفير مرورا بنائب الرئيس فى 8 فبراير الماضى لدى زيارته للقاهرة وتبرعه للجالية السودانية بمبلغ مليون دولار امريكى..ووعد الوزير كمال عبد اللطيف والذى تبرع بتذكرتين لممثلى الاطباء للحضور للخرطوم ومعالجة الامر...والذى يبدو أن علاجه اصبح كعلاج السرطان فى مراحله المتاخرة . وبعد غد السبت يشرف القاهرة رئيس لجنة ترشيح البشير والذى ينظم له احتفال والوفد المرافق له بباخرة السرايا الفخمة الرابضة على ضفاف نيل القاهرة وهذا الاحتفال بالطبع سيكلف مبلغ وقدره وبالطبع سيكون هؤلاء الاطباء المبتعثين ممثلين فى هذا الاحتفال كما فى زيارة الرئيس ونائبه وكل الاحتفالات التى تقام ، وسيتحدث ممثل المؤتمر الوطنى بحماسة امام رئيس اللجنة كما تحدث امام رئيس الجمهورية لدى زيارته مصر بأن كل الحضور يؤيدون ترشيح البشير لرئاسة الجمهورية وبالطبع سيحصل الاطباء على وعد بحل مشكلتهم وبحماسة من القائميين على الامر وبعد انفضاض الحفل يبدأ الاطباء فى اللهث وراء سراب الوعود وسيلها الذى لاينقطع وخطابات التهديد بايقافهم من قبل الاشقاء المصريين لاتنقطع. هذا هو السيناريو لكن السؤال الذى لاينقطع هو لماذا يتعرض هؤلاء الاطباء لتلك المرمطة والبهدلة فى وجود هذا الكم الهائل من الاتفاقات والبرتوكلات بين البلدين خصوصا تلك التى تسمى باتفاق الحريات الأربع ذات الاتجاه الواحد الذى يصب فى الجانب المصرى؟؟ اذا كانت هناك حقا اتفاقيات بين الجانبين متكافئة لا اعتقد أن مشكلة مثل هذه تقف حجر عثر امام السفارة السودانية او حتى ما يسمى باللجنة الوزارية المشتركة اذ كان من الممكن ان يتم علاج الامر باتصال على اعلى مستوى من الجانب السودانى بتأجيل هذه المبالغ او تقسيطها على الاقل وهذا امر طبيعى اذا كانت تلك الاتفاقات متكافئة. لكن بما أنه لاتكأفؤ فى تلك الاتفاقيات على ارض الواقع واحاديتها فهذا الذى يحدث غير مستغرب، ناهيك عن ما يعانيه هؤلاء الطلاب وغيرهم من ما يسمى بالموافقة الامنية والتى دونها لايحق لطالب سواء كان فى الدراسات العليا او فى الجامعات او المدارس أن يواصل مسيرته فى دور التعليم المصرية دون الحصول عليها. كل هذا يحدث مع وجود نلك الاتفاقيات والعلاقات الخصوصية بين البلدين والتى لا تعدو سواء انها احاديث اعلامية لا وجود لها فى ارض الواقع...ولعل النائب الاول وغيره من المسئوليين الذين يزورون مصر استمعوا لمئات الشكاوى من المقيميين بمصر..ووعدوا مئات الوعود الا أن وعودهم تذهب أدراج الرياح كل مرة. وهناك الكثير من الامثلة والمواقف التى اجرينا حولها تحقيقات صحفية فيما يتعلق فى امر العلاقات بين البلدين والتى احيانا تخضع لمزاج موظف .. لكن العيب فى نظامنا وليس فى الحكومة المصرية فاذا كانت حكومتنا او ممثليها بجمهورية مصر العربية حريصين على مصالح من يمثلونهم و يجلسون على سدة وظائفهم باسمهم ويحصلون على رواتبهم وامتيازاتهم من الضرائب التى يدفعونها لما كان حدث مثل هذا الموقف للمبعوثيين الذين اتوا للتخصص فى المجالات التى تحتاجها البلد ، خصوصا انهم يعلمون كم التكاليف من العملات الحرة التى تصرف للعلاج فى الخارج. لماذا لايقوم المؤتمر الوطنى بحل مشكلة هؤلاء الاطباء من امواله ؟؟ اليست دعاية انتخابية افضل من اقامة تلك الاحتفالات وما يصرف فيها؟؟ بالمناسبة ما دور المستشار الثقافى بالسفار ة حيال هذا الامر؟؟ عبد الغفار المهدى