عذراً إن كان العنوان صادماً، لكن محصلة السنين المٌرة، تقول : نحن في حاجة ماسة لخوض حرب أخرى! حرب مختلفة عن حروبنا العبثية التي خُضناها، أو أجبرنا تجار الحروب على خوضها، بعد أن عبأوا عقول البسطاء بمفاهيم متخلفة وتوجهات مناقضة لمسيرة الحياة الطبيعية الناعمة بالأمن والإستقرار والتنمية والرفاه للجميع . . ! وجعلوا الرفاه، حكراً على فئة بعينها من الناس، وليس كل الشعب الذي أثقلوا كاهله بمتاعب الحياة وعناءها . . ! الآن، بعد أن تغلب شعبنا على نزعة الشر وتوجه الظلام وعقلية الدمار والخراب، التي مثلها النظام السابق، وما سبقه من إنظمة عقِيمة وخرِبة . ثورتنا! ثورة وعي تفرض علينا أن نخوض حرب جديدة بوسائل مختلفة، ليس من بينها دبابة أو صاروخ أو بندقية، بل نخوضها بالقلم والريشة، والطرابيش والسبورة، والمحاريث في الحقول، ضد الجهل والفقر والأمية والتخلف والخرافات والأوهام والظلم والظلام والجهوية والعنصرية والتراخي والكسل والفساد واللامبالاة . حرب شاملة ضد هذه المعيقات، بعقولنا وسواعدنا وخيالاتنا وخياراتنا السمحة في الحياة، لكي نبقي أبواب الحياة مفتوحة . . والأحلام حية . . بالوعي واليقظة والعمل والعطاء المتواصل. فالحياة جديرة أن نعمل من أجلها لكي نبنيها ونشكلها بالطريقة التي ترضي خياراتنا وتحقق طموحاتنا. . والأحلام جديرة بأن نكافح من أجلها في كل ميادين الحياة، بثقة تشد من أزرنا . . وتشحذ إرادتنا لنخوض حرب البناء والتعمير والتنمية والإنتاج لنفجر طاقات بلادنا التي لا عد ولا حصر لها. فقط تحتاج منا مزيداً من الوعي والعزم والإصرار، تحقيقاً للشعار الذي رفعه شباب الثورة الذي يقول: حنبنيهو البنحلم بيهو. نعم حنبنيهو بالبنحلم بيهو، ونحن نعيش نشوة ربيع الثورة بأمل كبير، وإرادة قوية، وتفاؤل واعد بالمستقبل، كل يوم يطّل علينا هو صباح جديد يحمل إلينا الخير والسعادة ويزيدنا ثقة بإنفسنا بعد أن حررنا بلادنا من ظلام الإستبداد والطغيان . هذا الإنجاز العظيم الذي إنتظاره بصبر جميل، ونصر حققناه بتضحيات جسام ونضالات جسورة أزالت عن وجه بلادنا مظاهر الذل والهوان الذي مثله النظام الإنقاذ، الذي كان يستجدي القريب والبعيد . . !! هذا الإنجاز الذي داوى جراحات وأحزان وهموم شعبنا المعلم على إمتداد خارطة الوطن الغني بإنسانه وخيراته وثرواته وأخلاقه وقيمه، الآن يستبشر الشعب بالحياة وتزداد ثقته في نفسه يوماً بعد آخر بأنه قادر على التغلب على المعاناة والفقر وحياة البؤس، بمزيد من العمل والجهد والعطاء والتفاني ونكران الذات والتكافل والمبادرات الخلاقة . . وبذلك نكون قد خضنا أشرف وأنبل حرب ضد الفقر والجوع والتخلف والظلم والمظالم والظالمين. ثورة ديسمبر العظيمة، أكدت، إنه لا شيء يستطيع، أن يهزم إرادة الشعب. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.