AbdelRahman AlMihaidi [[email protected]] الرئيس الامريكي السابق بوش بعد أحداث 11 سبتمبر صرح تصريحاً أصبح يجري مجرى الأمثال عندما شرع سيفه لمحاربة الإرهاب ومحور الشر حسب قوله ( من ليس معنا فهو ضدنا ) ، من غير لف أو دوران وبالواضح الصريح ( عديل كدة ) وبالتالي استقطب العديد من الدول لمجاراته في سياساته إما خوفاً أو طمعاً أو تفاديا لغضبه وهروبا من الضد . وما يلفت النظر في هذا التصريح هو صيغة الجمع فهو عندما قال معنا كان يقصد أمريكا وكل أمريكي داخلها أو خارجها ليس جماعة حزبه فقط ، ومن منطلق القوة والتكبر والجبروت شعر كل الامريكان بالفخر والاعتزاز فهم في مأمن لأنه لا يمكن أن يعمل أي أحد ضد مصلحة نفسه حتى ولو كان به مس من الجنون ، بل وطبقوا المثل المعروف " أنا وأخي على إبن عمي ، وأنا وإبن عمي على الغريب" . وكما هو حادث هذه الايام في السودان من إستعار لحرب الانتخابات والتصريحات المصاحبة للحملات ، ففي أمريكا وبين الجمهوريين والديمقراطيين قبيل انتخابات الرئاسة كل منهما يستعمل جميع الاسلحة - المسموح بها شرعا وقانونا – ضد الآخر وبدون أي رحمة أو هوادة ولكن بدون أي ضرب تحت الحزام ، وأي كلمة أو إتهام أو تجريح في شخص مرشح من غير إثبات ودليل قاطع ينعكس ذلك على صاحبه سلباً ومن هنا يأتي حرص كل من المتحاربين لتحري سمو ودبلوماسية بل يمكننا قول تهذيب لغة التصريحات والبحث عن مثالب الطرف الآخر إذا ما وجدت لإظهارها على الملأ لحرمانه من أصوات الناخبين . وعندما يأتي اليوم الفاصل لإعلان النتائج بفوز أحد مرشحي الحزبين بالرئاسة ينصرف جميع أعضاء الحزبين الفائز والخاسر قريري الأعين ومرتاحي البال ليقينهم بأن الفائز سيعمل على خيرهما وما فيه مصلحتهما معا كما أسلفنا وهم في غاية الإطمئنان بأن سهام الرئيس وجماعته لن توجه ضد الطرف الخاسر . ومناسبة المقدمة هذه هي تصريحات الكثيرين من مرشحي الاحزاب وأعضاء المؤتمر الوطني وعلى رأسهم الرئيس نفسه إذ صرح في جوبا بقطع أصبع كل من تمتد يده لاتفاقية السلام ولو فرضنا فعلا هناك من فعلا امتد أصبعه ألا يوجد بند في القانون يمكنه محاكمته وفقا له ، ليس ذلك وحسب بل أن قطع الأصبع كعقاب لجريمة ما لم يرد حتى في الشريعة لو كنا نطبقها ، وفي لقاء آخر يتبرأ من أصوات شاربي الخمر والتي هي غذاء بحت في ثقافة وعرف شريحة كبيرة من مواطني الرئيس وبلد الرئيس . وإحدى مفكرات المؤتمر الوطني في لقاء حاشد تصرح بمحاربتهم للمنافقين والمنافقات وتهدد بأنهم سيأتون رسمياً وشرعياً هذه المرة فيما معناه ( يا قاعدين يكفيكم شر الجايين ) وهل يعني ذلك أن واحد وعشرون سنة مرت لم يكونوا فيها شرعيين ؟!!! ولماذا لم تشمل الحرب تهديد المختلسين والسارقين والناهبين ودونكم تقرير المراجع العام والذي حوى فقط من وافقوا على المراجعة !!، ودونكم أيضا نحن رابع "الطيش" في كشف الفساد الدولي . وآخر يصف مجموعات من غير المؤتمر الوطني بأنهم (عواليق) ويأتي الوصف مع قوله عملنا معهم عشرين سنة . طبعاً انطبقت عليهم الصفة عندما أصبحوا في الجانب الآخر ، فلماذا عملت معهم طيلة هذه المدة وهم بهذه الصفة؟. وعليه هل نقول لكل الأطراف المتوقع خسارتها في الانتخابات القادمة ولمن معهم وجماعتهم والمنسوبين إليهم ( أخيرتشوفوا ليكم بلد غير السودان ؟؟ ) أو إستعدوا وهيئوا أنفسكم للإفتراس كما رسم عزالدين رسام الكاريكاتير المشهور أول أيام ثورة مايو ، عندما رسم نمر مفترس يحمل وجه الرئيس نميري ويبرز أنيابه ومخالب أقدامه وهو في شكل هجوم وبتعليق " النميري جاكم " . كما يجب أن نتساءل في حالة لم تكن من المتنفذين في المؤتمر الوطني فهل ينطبق عليك بالضرورة كل أو أي من الأوصاف أو محتوى أي من التصريحات السابقة ؟ وهل ستنام قرير العين هانيها في حالة إذا ما فاز المؤتمر الوطني في الانتخابات وهو لا شك فاعل وأنت رجل القاعدة ( مش القاعدة ديييك ) وأنت من ينتظر المكافأة على الصوت حسب تصريحات المرشحين بمجانية في التعليم والعلاج وتوفير سكن مناسب ووظيفة ومعيشة هنية ورضية؟ ( سلامتك وعينك ما تشوف إلا النور) . وتساؤل آخر حتى لو كنت أدليت بصوتك للمؤتمر الوطني وأنت من العامة فهل تضمن أن لا تكون في زمرة من ينطبق عليهم القول ( وجرم جره سفهاء قوم فحل بغير جارمه العقاب ) بإعتبارنا للمقولة التي ورد ذكرها في صدر المقال ( من ليس معنا فهو ضدنا ) . ولكن في المقابل كما يقول فيصل القاسم في برنامج الاتجاه المعاكس . ألم يقل الترابي على جماعة المؤتمر الوطني بأنهم سفهاء . وكذلك ألم يقل مبارك الفاضل أن دكتور نافع دكتور بيطري "عشان كدة لا يفهم إلا في الحمير" . وكذلك الصادق المهدي بإستعماله كلمة (إنقاذيين) فُهِم منها عكس ما تعنيه أي سخرية واستفزاز ، وكلمات اخرى تم بموجبها عدم إذاعة خطابه في الاذاعة . إذا رأي أي منا أن يكون مستقلا حراً أو أعجبه برنامج لحزب ما فمنحه صوته ( الأمانة ) ولم يقدر لذلك الحزب الفوز هل سننام قريري العين ونحن مطمئنون بأن يشملنا خير من جلس على مقعد الرئاسة أو سيكون حالنا تمني الانحشار ولو من باب دعابة وطرافة دعاء عبدالمنعم قدور (أخو السر)حينما جاري المدحة الشهيرة لأولاد حاج الماحي "شوقك شوى الضمير" مختزلاً العمر كله في أمنية داخل قصيدة أسماها "يا رب فطرة في ميز الضباط" والتي من ضمن أبياتها – طباخهم القدير ، يعجبك في التحمير - ويهمنا قوله من ضمن القصيدة ( يا ربي يا كبير - معاهم اتحشر - بريدك يا البشير ) . عبدالرحمن أحمد المهيدي – السعودية - الجبيل