علي وزن ( حالة الاتحاد) الرسالة السنوية التقليدية للرئيس الامريكي امام الكونغرس...نسأل نحن كذلك امام الشعب السوداني كيف حالة البيئية عندكم؟ فنقول الحالة لاتسر عدوي ولا حبيب فقد بلغت جدا من التدهور مبلغا يجعلنا مشفقين ونكتب باستمرار عن هذه الحالة عسي ولعل تجد الاهتمام من اهل الشأن خاصة المجلس السيادي صاحب القرار. وادارة البيئة عموما ليس بالعمل الهين وتعتبر من اكثر الوزارات حساسية في العالم لاسباب كثيرة في طليعتها الاهتمام المتعاظم بأمر البيئة عالميا حتي اصبح لها مؤتمرات ومنظمات واحزاب سياسية بسبب ما تواجه من مخاطر تهدد وجود الكائن الحي مثل الاحتباس الحراري والتغير المناخي والكوارث والأعاصير والفيضانات.. كما انها ' اي الادارة البيئية، تعتبر من أكثر المهام تعقيدا وعبئا ثقيلا على القائمين بأمرها...ففي فرنسا مثلا اصبح المثل الشائع ان تكون وزيرا للبيئة فتلك هي المهمة المستحيلة! : وتشير الإحصائيات الفرنسية بأن اقصر الفترة التي يقضيها الوزراء في مناصبهم كانت من نصيب وزارة البيئة؛ وان عدد الوزراء الذين تعاقبوا علي هذا المنصب في السنوات العشر الأخيرة قد بلغ ( 13) وزيرا كان معظمهم من الكفاءات العلمية واصحاب خبرة ورغم ذلك يفشلون في إدارتها : فاذا كان ذلك ( حال البيئة ) وإدارتها في المجتمعات والدول الغربية المتطورة...فكيف يكون الحال في السودان واضعين في الاعتبارات الفروق الشاسعة ما بين السودان والدول الغربية ان كان ذلك في طبيعة البيئة ومكوناتها والامكانيات المسخرة لها و مستوي الوعي الذي يتمتع به المو اطن العادي في تلك الدول.. كل ذلك يعطينا مؤشرات قوية بضرورة مراجعة حالنا في قلة امكانياتنا بل وعدم اهتمامنا بشئون البيئة...مما انعكس سلبا علي كل مظاهر الحياة في السودان خاصة المجالات الحيوية المرتبطة بالصحة والعافية ... ويؤكد هذا الفشل وقلة اهتمامنا بشئون البيئة التقرير الاممي الذي صدر عن برنامج الاممالمتحدة للبيئة عام ( 2012) بالتعاون مع برنامج المعونة البريطانية الذي ذكر بان السودان يجابه تحديات بيئية خطيرة ابرزها ازالة الغابات وتدهور التربة وفقدان التنوع البيئي والنزاعات علي الموارد الطبيعية وغيرها..وان هذا التحدي سوف يتضخم من خلال ظاهرة الاحتباس الحراري والتغي المناخي لقد جرت في السودان عدة محاولات أشكالا وانواعا من الادارة البيئية منها الاتحادي ممثلا في( وزارة البيئة والغابات والتنمية العمرانية) او الولائي ممثلا في (المجلس الاعلي للبيئة والترقية الحضرية ) في ولاية الخرطوم دون غيرها من الولايات...وكلها تجارب فاشلة بشهادة الواقع البيئي الذي نراه الان في كل السودان. ان العودة الي ( المجلس الاعلي للبيئة ) لادارة شئون البيئية في الفترة القادمة...ومهما يحدث فيه من تعديل او تجميل هو عودة لتجريب الفشل مرة اخري( فلن يصلح العطار ما أفسده الدهر). ان السودان مواجه بقضايا ومشاكل بيئية كبيرة ومطالب في ذات الوقت بتحقيق مستويات عالية من الخدمات ذات العلاقة بشئون البيئة ولن يتحقق ذلك الا من خلال منظومة متكاملة تأخذ في الاعتبار كل المتغيرات البيئية في السودان وتعمل على إدارتها بفلسفة ورؤية واستراتيجية علمية ذات منهج علمي إجرائي قابل للقياس ...ولن يتم ذلك الا من خلال اما وزارة مركزية ذات صلاحيات كاملة...او من خلال مفوضية عليا لا تقل قوة ومسئولية عن اي وزارة مركزية في ادارة هذا المرفق الخدمي الهام. f.4u4f@hotmail com