إكتمال الترتيبات اللوجستية لتأهيل استاد حلفا الجديدة وسط ترقب كبير من الوسط الرياضي    تواصل دورة شهداء معركة الكرامة بمدينة رفاعة    كساب والنيل حبايب في التأهيلي    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    كأس العالم.. أسعار "ركن السيارات" تصدم عشاق الكرة    تقارير تكشف ملاحظات مثيرة لحكومة السودان حول هدنة مع الميليشيا    شاهد بالفيديو.. على طريقة "الهوبا".. لاعب سوداني بالدوري المؤهل للممتاز يسجل أغرب هدف في تاريخ كرة القدم والحكم يصدمه    شاهد.. المذيعة تسابيح خاطر تعود بمقطع فيديو تعلن فيه إكتمال الصلح مع صديقها "السوري"    شاهد بالفيديو.. البرهان يوجه رسائل نارية لحميدتي ويصفه بالخائن والمتمرد: (ذكرنا قصة الإبتدائي بتاعت برز الثعلب يوماً.. أقول له سلم نفسك ولن أقتلك وسأترك الأمر للسودانيين وما عندنا تفاوض وسنقاتل 100 سنة)    رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية يهاجم تسابيح خاطر: (صورة عبثية لفتاة مترفة ترقص في مسرح الدم بالفاشر والغموض الحقيقي ليس في المذيعة البلهاء!!)    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك    شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    البرهان يؤكد حرص السودان على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع برنامج الغذاء العالمي    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    رونالدو: أنا سعودي وأحب وجودي هنا    رئيس مجلس السيادة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار فكري مع المفكر والرئيس السابق للشؤون الدينية والاوقاف بتركيا ورئيس معهد التفكر الإسلامي
نشر في سودانيل يوم 19 - 12 - 2019


أنقرة /تركيا
منذ فترة أنا بعيد عن السياسة و المناصب الرسمية، و أهتم بمشاكل الأمة من ناحية فكرية و علمية.
في دراسة الماجستير أنا ركزت على حركة جديدة في قازان بروسيا فقبل إعلان الشيوعية كان فيها صحوة إسلامية، و صحوة فكرية كبيرة.
في روسيا عدد كبير من المسلمين يريدون ان يؤسسوا هويتهم الإسلاميه من جديد بعد الإنهيار السوفيتي يعني بعد إنهيار الشيوعية.
نحن كأمة إسلامية فقدنا فرصة كبيرة لم نجتهد لما يجب فعله بعد إنهيار الإيدلوجية الشيوعية في هذه العوالم، بينما مشاريع العولمة كانت جاهزه، وحتى واتيكان كان جاهزا ، ولكن نحن كمسلمين لم نكن جاهزين.
الأزهر فقد دوره، و الرابطة في السعودية، و الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة تحولت لمشروع آخر، و لهذه الأسباب نحن للأسف كأمة لم ننجز دورنا تجاه إخواننا في هذه البلاد بعد إنهيار الإيدلوجية الشيوعية.
مسلمو روسيا ذوي الأصول التركية بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي لم يجدوا من يتحدث معهم بلهجاتهم،لكن المبشرين المسيحيين من كوريا الشمالية هم كانوا يتحدثون معهم بلهجاتهم ، وأنا صادفتهم في هذه المناطق .
السلفية أعلنوا بأن أجدادهم قبوريين، وقبل ان يعرفوا كلمه التوحيد ركزوا على حرمة زيارة القبور، وقبل ان يعرفوا كلمه التوحيد
تعرفوا على قميص الزي العربي، واللحية، والعمامة وهكذا.
السلفيه الحديثة كأيدلوجيه إذا دخلت إلى مكان لا تنشئ بل تخرب، تخرب القديم ولا تنشئ جديد، فهم بقوا بين الخرافه والجرافه، ولكن تحول الجرافه إلى خرافه.
حركة غولان أنشأت جيل جديد بعيد عن انتمائتهم للأمة، و بعيد عن بلادهم، و بعيد عن الأمة الإسلامية، و وضع في كل مكان إنتماءات لجماعتهم فقط
في عالمنا الإسلامي خلطنا بين الثقافات و العادات و السنة، و مشكلتنا ليست الجهل فقط،بل اللامنهجية.
لآبد من منهجية كاملة لفهم الدين وتطبيقه،حتى نأسس العلاقة بين الدين والحياة، بين العقل والوحي، بين الماضي والحاضر، بين القديم والجديد، بين النص والواقع، وحتى بين الشرق والغرب، وبين الاسلام و الأديان الأخرى.
المسلمون وقعوا حيارة بسبب اللامنهجيه، و
"معهد التفكر الإسلامي"يركز علي علوم المنهجية، نريد تلقيح المفهوم من ناحية الأصول، والمنهج، والمقاصد(مقاصد التشريع، مقاصد التكوين، و مقاصد الخلق، والكون، والتنزيل، و مقاصد العمران، وبعد هذا مقاصد القران و السنة).
أيضا المشكلة الكبيرة في العالم الإسلامي "التدين المغشوش"، التدين المغلوط، التدين المنقوص الذي لايوجد فيه أخلاق،و لا سلوك، ولا فيه روح.
في المعهد شعاراتنا: التجديد في الفكر، إحياء العلوم، الإصلاح في المنهج، الإنشاء من جديد في الاخلاقيات.
عندما كنت رئيسا للشؤون الدينية إهتممنا بالعالم الإسلامي و كانت لنا علاقات واسعه و قسمناه لخمسة (آسيا الوسطى، دول بلقان،أقسام في أوربا، آسيا الباسفيك،امريكا اللاتينية،).
الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أللهم أشرح صدري ويسر لي أمري و أحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا أنك أنت العليم الحكيم.
أخي القارئ، و أختي القارئة، نحن اليوم نلتقي بعلم من اعلام الفكر الإسلامي التركي، رجل كانت له إجتهادته و تجربته و خبرته إبان عمله كرئيس للشؤون الدينية في تركيا، و من هذا المنظور منظور الخبرات المتراكمة وددنا أن نلتقيه حتى نزود الجيل النابت بالتراث الفكري الإسلامي التركي ، و نعلم كل العلم أن الشباب في أمس الحاجة لأمثال هؤلاء العلماء و
المفكرين ليتزودوا بخبرته و تجربته، و كنا نقول دائما اسأل مجرب و لا تسأل طبيب ، و الرجل صاحب تجربة و خبرة، و حتي لا نطيل عليكم نعطي القوس لباريها :
عثمان المجمر : سعادة الدكتور نكون شاكرين و مقدرين لو زودتم القارئ بنبذة عن سيرتكم الذاتية ؟
محمد غورماز : نعم، بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ربي يسر و لا تعسر، ربي يسر بالخير.
بداءاً أحييكم و جميع القراء بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، و أهلاً بكم في بيتكم و بلدكم.
في الحقيقة أنا منذ فترة رجل بعيد عن السياسة و عن المناصب الرسمية، و أهتم بمشاكل الأمة من ناحية فكرية و علمية، و أن شاء الله سوف نجري هذا الحوار على هذه المبادئ، مبادئ فكرية، ثقافية ، علمية.
أنا أسمى محمد غورماز من مواليد غازي عنتاب في حدود سورية، أنهيت دراستي الابتدائية في بلدي، و بداية درست في مدارس الشرقية على مناهج قديمة، و بعدها التحقت بثانوية "العلماء و الخطباء" في تركيا، و هذه الثانوية من النماذج التي لا مثيل لها في العالم ، و فخامة الرئيس أردوغان أيضاً تخرج من هذه الثانوية، و بعدها التحقت بالجامعة الإسلامية، و بعد إنهاء دراستي في هذه الثانوية التحقت بجامعة انقرا في "كلية الإلهيات" كلية العلوم الإسلامية نحن نسميها كلية الإلهيات، و بعد انتهاء دراستي في هذه الكلية مباشرةً بدأت ماستر في قسم الحديث، و في نفس السنة بمنحة دراسية ذهبت لمصر، و مكثت فيها سنة كاملة في جامعة القاهرة، و تعرفت على كل الشيوخ الكبار في مصر، و منهم الرجل الفاضل الذي كتبت عنه و لا يمكن أن أنسى ابدا الشيخ محمد الغزالي، و أنا صليت معه صلاة عيد الأضحى، و قبلت يديه، و طلبت منه أن أزوره في بيته، فمسك بيدي و ذهبنا سويا لبيته، و هذا لا يمكن أن أنساه في حيآتي أبدا.
و في دراسة الماجستير أنا ركزت على حركة جديدة في قازان بروسيا، لاسيما في بداية هذا العصر فقبل إعلان الشيوعية كان فيها صحوة إسلامية، و صحوة فكرية كبيرة جداً و في دراسة الماجستير أنا ركزت على هذه المنطقة، و لذلك أنا أهتم بشؤون المسلمين في روسيا.
و بعد ذلك أكملت دراسة الدكتورة في انقرا في عام 1995 تحت عنوان"إشكالية المنهج في فهم السنة و الأحاديث النبوية الشريفة"، لأننا في عالمنا الإسلامي خلطنا بين الثقافات و العادات و السنة، و في الأسبوع الماضي ترجم المحتوي باللغة الإنجليزية.
و بعد إنهاء الدكتوراة ذهبت للندن، و مكثت فيها لمدة سنة، و في جامعة سوس في لندن إجتهدت فيها كأستاذ محاضر، و بعد عودتي ساهمت في تأسيس بعض المؤسسات العلمية و الفكرية في تركيا حتى سنة 2000.
و بعدها و منذ بداية حكومة فخامة الرئيس أردوغان في البداية كان قد طلبوا مني أن ارأس رئاسة الشؤون الدينية ، و حينها كان سني صغيراً، فهم قاموا بإرسال ثلاثة أسماء لرئيس الجمهورية و لكنه لم يقبلني و قبل الشيخ الأستاذ علي، و هو رجل فاضل، و كان قد طلب مني أن أكون نائبه، و لمدة سبعة سنة أنا كنت نائب رئيس الشؤون الدينية في جمهورية تركيا ، و كنت قد أسست علاقات واسعة لهذه المؤسسة مع كل جوانب الأمة من المشارق و المغارب، و في 2010 صرت رئيس الشؤون الدينية.
و في الحقيقة أنا عايشت مراحل صعبة، مراحل ظهور داعش، و مواسيم الشتاء العربي، و احتلال غاشم فاشل في تركيا، و في ليلة الإنقلاب أيضا أنا كنت رئيس الشؤون الدينية ، و حينها كنت قد أعلنت الصلاة على النبي في المأذان حتى ندعو الناس في الميادين ضد الإنقلاب، و بعد سنة من الإنقلاب أنا غادرت المنصب ، و الآن أسست هذا المعهد، معهد التفكر الإسلامي، يركز على دراسة العلوم و المقاصد و هكذا.
عبير المجمر : لقد تحدثتم عن المعهد "معهد التفكر الإسلامي"، هل لكم ان تحدثون بصوره كاملة وشامله عن دوره وأهدافه و إنجازاته؟
محمد قرماز : أختي الكريمة في الحقيقه من خلال تجربتي في العالم الإسلامي مع الشؤون الدينيه رأيت في العالم الإسلامي المشكلة الكبيرة ليست فقط الجهل، والان نحن نعيش أزمة المعلومات فالوصول للمعلومه الان أصبح شيء بسيط.
ولكن المشكلة الكبيرة هي اللامنهجيه ، لا توجد منهجية كاملة لفهم الدين وتطبيقه، لا نستطيع أن نأسس العلاقة بين الدين والحياة، بين العقل والوحي، بين الماضي والحاضر، بين القديم والجديد، بين النص والواقع، وحتى بين الشرق والغرب، وبين الاسلام و الأديان الأخرى.
كل هذا يحتاج الى فكرة شاملة للمنهجيه، إلى الأصول، و في تركيا أيضا توجد "اللامنهجيه" ، فالمسلمون قد وقعوا حيارى بسبب اللامنهجيه، لذلك نحتاج إلى منهج شامل وكامل، ولأجل ذلك نحن أسسنا هذا المعهد "معهد التفكر الإسلامي"، حيث نركز على علوم المنهجية، نحن نريد تلقيح المفهوم من ناحية الأصول، والمنهج، والمقاصد أيضاً، وعندما أتحدث عن المقاصد فإننا لا نركز على مقاصد الشريعة فقط فهذا خطأ ، نقصد مقاصد التشريع فعلينا أن نفهم مقاصد التكوين، و مقاصد الخلق، والكون، والتنزيل، و مقاصد العمران، وبعد هذا مقاصد القران و السنة.
ويمكن ايضا أن نركز على مقاصد التشريع، فالشريعة لبقاء الإنسان فقط يعني الحلال والحرام، ولكن الاسلام جاء لإبقاء الإنسان مين البشرية للإنسانية، و في هذا المجال نحن نحتاج للأخلاق، وأيضا المشكلة الكبيرة في العالم الإسلامي "التدين المغشوش"، وهذا التدين المغشوش كلمة صدرت من الشيخ الغزالي.
التدين المغشوش، التدين المغلوط، التدين المنقوص الذي لا توجد فيه أخلاق، لا فيه سلوك، ولا يوجد فيه روح، وفي المعهد نحن نركز على هذه المواضيع، و هناك قسمين : 1_قسم الدراسات،2_ و قسم البحوث، نحن مؤسسه جديدة ،و لنا أيضا علاقات مع العالم الإسلامي، و عندي أمل كبير أن شاء الله في أن ننشئ الكثير وعندنا أربعة شعارات :_ الاولى التجديد في الفكر، _ والثانية إحياء العلوم، _والثالثة الإصلاح في المنهج، _والرابعة الإنشاء من جديد في الاخلاقيات.
عثمان المجمر : هذا يقودني الى سؤال حيوي ماهي علاقة المعهد بالعالم الخارجي والعالم الاسلامي؟
نعم، في العالم الاسلامي نحن عندما كنت رئيساً للشؤون الدينية، قسمنا العالم الإسلامي لخمسة مناطق :
1_ الاولى منطقة آسيا حيث حوالي 30 مليون مسلم يعيشون في داخل روسيا، ،2_ و أيضا في دول اسيا الوسطى كردستان، تركمانستان، أذربيجان ، و دول القوقازيا.. إلخ ، وفي هذه المناطق يعيش 200 مليون مسلم، وهم يريدون ان يؤسسوا هويتهم الإسلاميه من جديد بعد الإنهيار السوفيتي يعني بعد إنهيار الشيوعية، ولنا علاقات مع هذه المناطق.
2_ثانيا "دول البلقان" نحن عشنا معهم كدولة واحدة لمدة 500 سنة في ألبانيا، وكوسوفو، و صربيا، والبوسنة، و مقدونيا، و بلغاريا، 3_وهناك أيضا قسم في اوروبا، و بعض المعاهد الصغيرة لنا علاقات جيدة معهم.
َو في أوروبا كما تعرفون يوجد أكثر من ثلاثين مليون مسلم يعيشون فيها، وأنتم كذلك تعيشون في أوروبا، و عدد الجالية التركية في أوروبا اكثرث من خمسة ملايين، لاسيما في ألمانيا، وهولندا، و أيضا فرنسا ، وفي كل مكان في العالم.
4_وكذلك في مناطق أخرى " آسيا الباسفيك" ،
الهند، وباكستان، وبنجلاديش، وأيضا ماليزيا، واندونيسيا، و هناك بعض المؤسسات الفكريه العلميه النابغه.
وفي وظيفتي الأخيرة أهتممت بعالم آخر في:
5_ امريكا اللاتينية، في البرازيل، و في الارجنتين حيث هناك حوالي سبعة ملايين مسلم، ولكن من ناحية علمية، أيضاً هناك ثلاث مؤسسات لنا علاقات جيدة معهم:
1_ واحدة في المغرب العربي يرأسها الشيخ أحمد الريسوني "مركز المقاصد"،2_ و في قطر "مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق" ،3_ و مركز إستارك في ماليزيا وهكذا.
عثمان المجمر : كمفكر إسلامي صاحب تجربة، كيف تنظرون لدور الدعوة الإسلامية بعد غروب شمس الشيوعية؟
على غورماز : في الحقيقه نحن فقدنا الفرصة الكبيرة، فنحن كأمة إسلامية لم نجتهد لما يجب فعله بعد إنهيار الإيدلوجية الشيوعية في هذه العوالم، بينما مشاريع العولمة كانت جاهزه، وحتى واتيكان كان جاهزا ، ولكن نحن كمسلمين لم نكن جاهزين ، ويمكن أن أضرب لكم مثلاً : نحن الأتراك في روسيا مسلمين كثيرين هم جذورهم أتراك، ولكن بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي نحن لم نجد أحد لكي يتحدث معهم بلهجاتهم، و في تركيا أيضا.
ولكن المبشرين المسيحيين من كوريا الشمالية هم كانوا يتحدثون بلهجاتهم ، وأنا صادفتهم في هذه المناطق في "كفكازيا" و في كل مكان، و من العالم الإسلامي ذهب إلى هذه البلاد مشروعين :
1_المشروع السلفي، وهم أعلنوا بأن أجدادهم قبوريين، وبدأ النقاش بين الجيل الجديد والقديم، وقبل ان يعرفوا كلمه التوحيد هم ركزوا على حرمة زيارة القبور، وبعد أن تعرفوا على سنن الهدى من المصطفى هم تعرفوا على قميص الزي العربي، واللحية، والعمامة وهكذا.
وحتى حرب الشيشان من أجل هذا بدات، أن حرب البوسنة كانت من أجل هذا أيضا، يعني أنا أستثني السلفية علمياً ، لكن السلفية الحديثة كأيدلوجيه إذا دخلت إلى مكان لا تنشئ بل تخرب، تخرب القديم ولا تنشئ جديد، فهم بقوا بين الخرافه والجرافه، ولكن حولوا الجرافه إلى خرافه، هل تعلمون معنى الجرافة؟ في عام 1971 صدرت فتوى من شيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه، وقال هو في فتوى لا يجوز تعظيم المباني القديمه لأنها تؤدي الى الشرك ويجب هدمها، وهم هدموا بالجرافه اكثر من 5000 آثار قديمه حتى بعضها من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مثل دار الأرقم.
وفي الحقيقه هذا رمز بلدية مكه في وسطها جرافة الخرافة المقدسه التي هدمت الخرافات، ولكن تحولت الجرافة الى الخرافة، وهدموا هذه المباني، وماذا بنوا مكان هذه المباني القديمة؟ تحولت مكة إلى مانهاتن،
وهذا المشروع في الحقيقه إذا وصل بعض الشيوعية فشل.
2_و الثاني هو مشروع ذهب من تركيا و هو مشروع حركه غولان، وهذه فتحت مدارس في كل مكان، ولكن مالك بن نبي، هو يتحدث في كتبه ويقول : الإستعمار أن أراد أن يخرش هو يؤسس المدارس لكي ينشئ المستعمرين الجدد.
وفي الحقيقه حركه غولان فشلت في هذه البلاد و أنشأت المدارس، و نشأ جيل جديد بعيداً عن انتمائاتهم للأمة، و بعيداً عن بلادهم، و بعيداً عن الأمة الإسلامية، و وضع في كل مكان إنتماءات لجماعتهم فقط، و هذه كانت مشكلة كبيرة و لا تزال.
نحن للآن نتحدث عن مسلمين في الصين، حسب التعداد الرسمي يعيش فيها 25 مليون، لكن الحقيقة أكثر من مائة مليون مسلم يعيشون في الصين، و لا توجد عندهم اي علاقة مع العالم الإسلامي، و أيضا الأزهر فقد دوره، و الرابطة في السعودية، و الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة تحولت لمشروع آخر، و لهذه الأسباب نحن للأسف كأمة لم ننجز دورنا تجاه إخواننا في هذه البلاد بعد إنهيار الإيدلوجية الشيوعية.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.