دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة السودانية: نحن في الشدة بأس يتجلى!    السودان: بريطانيا شريكةٌ في المسؤولية عن الفظائع التي ترتكبها المليشيا الإرهابية وراعيتها    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    البطولة المختلطة للفئات السنية إعادة الحياة للملاعب الخضراء..الاتحاد أقدم على خطوة جريئة لإعادة النشاط للمواهب الواعدة    شاهد بالفيديو.. "معتوه" سوداني يتسبب في انقلاب ركشة (توك توك) في الشارع العام بطريقة غريبة    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تقدم فواصل من الرقص المثير مع الفنان عثمان بشة خلال حفل بالقاهرة    شاهد بالفيديو.. وسط رقصات الحاضرين وسخرية وغضب المتابعين.. نجم السوشيال ميديا رشدي الجلابي يغني داخل "كافيه" بالقاهرة وفتيات سودانيات يشعلن السجائر أثناء الحفل    شاهد بالصورة.. الفنانة مروة الدولية تعود لخطف الأضواء على السوشيال ميديا بلقطة رومانسية جديدة مع عريسها الضابط الشاب    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    موظفة في "أمازون" تعثر على قطة في أحد الطرود    "غريم حميدتي".. هل يؤثر انحياز زعيم المحاميد للجيش على مسار حرب السودان؟    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    معمل (استاك) يبدأ عمله بولاية الخرطوم بمستشفيات ام درمان    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    انتدابات الهلال لون رمادي    المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار فكري مع المفكر والرئيس السابق للشؤون الدينية والاوقاف بتركيا ورئيس معهد التفكر الإسلامي
نشر في سودانيل يوم 19 - 12 - 2019


أنقرة /تركيا
منذ فترة أنا بعيد عن السياسة و المناصب الرسمية، و أهتم بمشاكل الأمة من ناحية فكرية و علمية.
في دراسة الماجستير أنا ركزت على حركة جديدة في قازان بروسيا فقبل إعلان الشيوعية كان فيها صحوة إسلامية، و صحوة فكرية كبيرة.
في روسيا عدد كبير من المسلمين يريدون ان يؤسسوا هويتهم الإسلاميه من جديد بعد الإنهيار السوفيتي يعني بعد إنهيار الشيوعية.
نحن كأمة إسلامية فقدنا فرصة كبيرة لم نجتهد لما يجب فعله بعد إنهيار الإيدلوجية الشيوعية في هذه العوالم، بينما مشاريع العولمة كانت جاهزه، وحتى واتيكان كان جاهزا ، ولكن نحن كمسلمين لم نكن جاهزين.
الأزهر فقد دوره، و الرابطة في السعودية، و الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة تحولت لمشروع آخر، و لهذه الأسباب نحن للأسف كأمة لم ننجز دورنا تجاه إخواننا في هذه البلاد بعد إنهيار الإيدلوجية الشيوعية.
مسلمو روسيا ذوي الأصول التركية بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي لم يجدوا من يتحدث معهم بلهجاتهم،لكن المبشرين المسيحيين من كوريا الشمالية هم كانوا يتحدثون معهم بلهجاتهم ، وأنا صادفتهم في هذه المناطق .
السلفية أعلنوا بأن أجدادهم قبوريين، وقبل ان يعرفوا كلمه التوحيد ركزوا على حرمة زيارة القبور، وقبل ان يعرفوا كلمه التوحيد
تعرفوا على قميص الزي العربي، واللحية، والعمامة وهكذا.
السلفيه الحديثة كأيدلوجيه إذا دخلت إلى مكان لا تنشئ بل تخرب، تخرب القديم ولا تنشئ جديد، فهم بقوا بين الخرافه والجرافه، ولكن تحول الجرافه إلى خرافه.
حركة غولان أنشأت جيل جديد بعيد عن انتمائتهم للأمة، و بعيد عن بلادهم، و بعيد عن الأمة الإسلامية، و وضع في كل مكان إنتماءات لجماعتهم فقط
في عالمنا الإسلامي خلطنا بين الثقافات و العادات و السنة، و مشكلتنا ليست الجهل فقط،بل اللامنهجية.
لآبد من منهجية كاملة لفهم الدين وتطبيقه،حتى نأسس العلاقة بين الدين والحياة، بين العقل والوحي، بين الماضي والحاضر، بين القديم والجديد، بين النص والواقع، وحتى بين الشرق والغرب، وبين الاسلام و الأديان الأخرى.
المسلمون وقعوا حيارة بسبب اللامنهجيه، و
"معهد التفكر الإسلامي"يركز علي علوم المنهجية، نريد تلقيح المفهوم من ناحية الأصول، والمنهج، والمقاصد(مقاصد التشريع، مقاصد التكوين، و مقاصد الخلق، والكون، والتنزيل، و مقاصد العمران، وبعد هذا مقاصد القران و السنة).
أيضا المشكلة الكبيرة في العالم الإسلامي "التدين المغشوش"، التدين المغلوط، التدين المنقوص الذي لايوجد فيه أخلاق،و لا سلوك، ولا فيه روح.
في المعهد شعاراتنا: التجديد في الفكر، إحياء العلوم، الإصلاح في المنهج، الإنشاء من جديد في الاخلاقيات.
عندما كنت رئيسا للشؤون الدينية إهتممنا بالعالم الإسلامي و كانت لنا علاقات واسعه و قسمناه لخمسة (آسيا الوسطى، دول بلقان،أقسام في أوربا، آسيا الباسفيك،امريكا اللاتينية،).
الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أللهم أشرح صدري ويسر لي أمري و أحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا أنك أنت العليم الحكيم.
أخي القارئ، و أختي القارئة، نحن اليوم نلتقي بعلم من اعلام الفكر الإسلامي التركي، رجل كانت له إجتهادته و تجربته و خبرته إبان عمله كرئيس للشؤون الدينية في تركيا، و من هذا المنظور منظور الخبرات المتراكمة وددنا أن نلتقيه حتى نزود الجيل النابت بالتراث الفكري الإسلامي التركي ، و نعلم كل العلم أن الشباب في أمس الحاجة لأمثال هؤلاء العلماء و
المفكرين ليتزودوا بخبرته و تجربته، و كنا نقول دائما اسأل مجرب و لا تسأل طبيب ، و الرجل صاحب تجربة و خبرة، و حتي لا نطيل عليكم نعطي القوس لباريها :
عثمان المجمر : سعادة الدكتور نكون شاكرين و مقدرين لو زودتم القارئ بنبذة عن سيرتكم الذاتية ؟
محمد غورماز : نعم، بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ربي يسر و لا تعسر، ربي يسر بالخير.
بداءاً أحييكم و جميع القراء بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، و أهلاً بكم في بيتكم و بلدكم.
في الحقيقة أنا منذ فترة رجل بعيد عن السياسة و عن المناصب الرسمية، و أهتم بمشاكل الأمة من ناحية فكرية و علمية، و أن شاء الله سوف نجري هذا الحوار على هذه المبادئ، مبادئ فكرية، ثقافية ، علمية.
أنا أسمى محمد غورماز من مواليد غازي عنتاب في حدود سورية، أنهيت دراستي الابتدائية في بلدي، و بداية درست في مدارس الشرقية على مناهج قديمة، و بعدها التحقت بثانوية "العلماء و الخطباء" في تركيا، و هذه الثانوية من النماذج التي لا مثيل لها في العالم ، و فخامة الرئيس أردوغان أيضاً تخرج من هذه الثانوية، و بعدها التحقت بالجامعة الإسلامية، و بعد إنهاء دراستي في هذه الثانوية التحقت بجامعة انقرا في "كلية الإلهيات" كلية العلوم الإسلامية نحن نسميها كلية الإلهيات، و بعد انتهاء دراستي في هذه الكلية مباشرةً بدأت ماستر في قسم الحديث، و في نفس السنة بمنحة دراسية ذهبت لمصر، و مكثت فيها سنة كاملة في جامعة القاهرة، و تعرفت على كل الشيوخ الكبار في مصر، و منهم الرجل الفاضل الذي كتبت عنه و لا يمكن أن أنسى ابدا الشيخ محمد الغزالي، و أنا صليت معه صلاة عيد الأضحى، و قبلت يديه، و طلبت منه أن أزوره في بيته، فمسك بيدي و ذهبنا سويا لبيته، و هذا لا يمكن أن أنساه في حيآتي أبدا.
و في دراسة الماجستير أنا ركزت على حركة جديدة في قازان بروسيا، لاسيما في بداية هذا العصر فقبل إعلان الشيوعية كان فيها صحوة إسلامية، و صحوة فكرية كبيرة جداً و في دراسة الماجستير أنا ركزت على هذه المنطقة، و لذلك أنا أهتم بشؤون المسلمين في روسيا.
و بعد ذلك أكملت دراسة الدكتورة في انقرا في عام 1995 تحت عنوان"إشكالية المنهج في فهم السنة و الأحاديث النبوية الشريفة"، لأننا في عالمنا الإسلامي خلطنا بين الثقافات و العادات و السنة، و في الأسبوع الماضي ترجم المحتوي باللغة الإنجليزية.
و بعد إنهاء الدكتوراة ذهبت للندن، و مكثت فيها لمدة سنة، و في جامعة سوس في لندن إجتهدت فيها كأستاذ محاضر، و بعد عودتي ساهمت في تأسيس بعض المؤسسات العلمية و الفكرية في تركيا حتى سنة 2000.
و بعدها و منذ بداية حكومة فخامة الرئيس أردوغان في البداية كان قد طلبوا مني أن ارأس رئاسة الشؤون الدينية ، و حينها كان سني صغيراً، فهم قاموا بإرسال ثلاثة أسماء لرئيس الجمهورية و لكنه لم يقبلني و قبل الشيخ الأستاذ علي، و هو رجل فاضل، و كان قد طلب مني أن أكون نائبه، و لمدة سبعة سنة أنا كنت نائب رئيس الشؤون الدينية في جمهورية تركيا ، و كنت قد أسست علاقات واسعة لهذه المؤسسة مع كل جوانب الأمة من المشارق و المغارب، و في 2010 صرت رئيس الشؤون الدينية.
و في الحقيقة أنا عايشت مراحل صعبة، مراحل ظهور داعش، و مواسيم الشتاء العربي، و احتلال غاشم فاشل في تركيا، و في ليلة الإنقلاب أيضا أنا كنت رئيس الشؤون الدينية ، و حينها كنت قد أعلنت الصلاة على النبي في المأذان حتى ندعو الناس في الميادين ضد الإنقلاب، و بعد سنة من الإنقلاب أنا غادرت المنصب ، و الآن أسست هذا المعهد، معهد التفكر الإسلامي، يركز على دراسة العلوم و المقاصد و هكذا.
عبير المجمر : لقد تحدثتم عن المعهد "معهد التفكر الإسلامي"، هل لكم ان تحدثون بصوره كاملة وشامله عن دوره وأهدافه و إنجازاته؟
محمد قرماز : أختي الكريمة في الحقيقه من خلال تجربتي في العالم الإسلامي مع الشؤون الدينيه رأيت في العالم الإسلامي المشكلة الكبيرة ليست فقط الجهل، والان نحن نعيش أزمة المعلومات فالوصول للمعلومه الان أصبح شيء بسيط.
ولكن المشكلة الكبيرة هي اللامنهجيه ، لا توجد منهجية كاملة لفهم الدين وتطبيقه، لا نستطيع أن نأسس العلاقة بين الدين والحياة، بين العقل والوحي، بين الماضي والحاضر، بين القديم والجديد، بين النص والواقع، وحتى بين الشرق والغرب، وبين الاسلام و الأديان الأخرى.
كل هذا يحتاج الى فكرة شاملة للمنهجيه، إلى الأصول، و في تركيا أيضا توجد "اللامنهجيه" ، فالمسلمون قد وقعوا حيارى بسبب اللامنهجيه، لذلك نحتاج إلى منهج شامل وكامل، ولأجل ذلك نحن أسسنا هذا المعهد "معهد التفكر الإسلامي"، حيث نركز على علوم المنهجية، نحن نريد تلقيح المفهوم من ناحية الأصول، والمنهج، والمقاصد أيضاً، وعندما أتحدث عن المقاصد فإننا لا نركز على مقاصد الشريعة فقط فهذا خطأ ، نقصد مقاصد التشريع فعلينا أن نفهم مقاصد التكوين، و مقاصد الخلق، والكون، والتنزيل، و مقاصد العمران، وبعد هذا مقاصد القران و السنة.
ويمكن ايضا أن نركز على مقاصد التشريع، فالشريعة لبقاء الإنسان فقط يعني الحلال والحرام، ولكن الاسلام جاء لإبقاء الإنسان مين البشرية للإنسانية، و في هذا المجال نحن نحتاج للأخلاق، وأيضا المشكلة الكبيرة في العالم الإسلامي "التدين المغشوش"، وهذا التدين المغشوش كلمة صدرت من الشيخ الغزالي.
التدين المغشوش، التدين المغلوط، التدين المنقوص الذي لا توجد فيه أخلاق، لا فيه سلوك، ولا يوجد فيه روح، وفي المعهد نحن نركز على هذه المواضيع، و هناك قسمين : 1_قسم الدراسات،2_ و قسم البحوث، نحن مؤسسه جديدة ،و لنا أيضا علاقات مع العالم الإسلامي، و عندي أمل كبير أن شاء الله في أن ننشئ الكثير وعندنا أربعة شعارات :_ الاولى التجديد في الفكر، _ والثانية إحياء العلوم، _والثالثة الإصلاح في المنهج، _والرابعة الإنشاء من جديد في الاخلاقيات.
عثمان المجمر : هذا يقودني الى سؤال حيوي ماهي علاقة المعهد بالعالم الخارجي والعالم الاسلامي؟
نعم، في العالم الاسلامي نحن عندما كنت رئيساً للشؤون الدينية، قسمنا العالم الإسلامي لخمسة مناطق :
1_ الاولى منطقة آسيا حيث حوالي 30 مليون مسلم يعيشون في داخل روسيا، ،2_ و أيضا في دول اسيا الوسطى كردستان، تركمانستان، أذربيجان ، و دول القوقازيا.. إلخ ، وفي هذه المناطق يعيش 200 مليون مسلم، وهم يريدون ان يؤسسوا هويتهم الإسلاميه من جديد بعد الإنهيار السوفيتي يعني بعد إنهيار الشيوعية، ولنا علاقات مع هذه المناطق.
2_ثانيا "دول البلقان" نحن عشنا معهم كدولة واحدة لمدة 500 سنة في ألبانيا، وكوسوفو، و صربيا، والبوسنة، و مقدونيا، و بلغاريا، 3_وهناك أيضا قسم في اوروبا، و بعض المعاهد الصغيرة لنا علاقات جيدة معهم.
َو في أوروبا كما تعرفون يوجد أكثر من ثلاثين مليون مسلم يعيشون فيها، وأنتم كذلك تعيشون في أوروبا، و عدد الجالية التركية في أوروبا اكثرث من خمسة ملايين، لاسيما في ألمانيا، وهولندا، و أيضا فرنسا ، وفي كل مكان في العالم.
4_وكذلك في مناطق أخرى " آسيا الباسفيك" ،
الهند، وباكستان، وبنجلاديش، وأيضا ماليزيا، واندونيسيا، و هناك بعض المؤسسات الفكريه العلميه النابغه.
وفي وظيفتي الأخيرة أهتممت بعالم آخر في:
5_ امريكا اللاتينية، في البرازيل، و في الارجنتين حيث هناك حوالي سبعة ملايين مسلم، ولكن من ناحية علمية، أيضاً هناك ثلاث مؤسسات لنا علاقات جيدة معهم:
1_ واحدة في المغرب العربي يرأسها الشيخ أحمد الريسوني "مركز المقاصد"،2_ و في قطر "مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق" ،3_ و مركز إستارك في ماليزيا وهكذا.
عثمان المجمر : كمفكر إسلامي صاحب تجربة، كيف تنظرون لدور الدعوة الإسلامية بعد غروب شمس الشيوعية؟
على غورماز : في الحقيقه نحن فقدنا الفرصة الكبيرة، فنحن كأمة إسلامية لم نجتهد لما يجب فعله بعد إنهيار الإيدلوجية الشيوعية في هذه العوالم، بينما مشاريع العولمة كانت جاهزه، وحتى واتيكان كان جاهزا ، ولكن نحن كمسلمين لم نكن جاهزين ، ويمكن أن أضرب لكم مثلاً : نحن الأتراك في روسيا مسلمين كثيرين هم جذورهم أتراك، ولكن بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي نحن لم نجد أحد لكي يتحدث معهم بلهجاتهم، و في تركيا أيضا.
ولكن المبشرين المسيحيين من كوريا الشمالية هم كانوا يتحدثون بلهجاتهم ، وأنا صادفتهم في هذه المناطق في "كفكازيا" و في كل مكان، و من العالم الإسلامي ذهب إلى هذه البلاد مشروعين :
1_المشروع السلفي، وهم أعلنوا بأن أجدادهم قبوريين، وبدأ النقاش بين الجيل الجديد والقديم، وقبل ان يعرفوا كلمه التوحيد هم ركزوا على حرمة زيارة القبور، وبعد أن تعرفوا على سنن الهدى من المصطفى هم تعرفوا على قميص الزي العربي، واللحية، والعمامة وهكذا.
وحتى حرب الشيشان من أجل هذا بدات، أن حرب البوسنة كانت من أجل هذا أيضا، يعني أنا أستثني السلفية علمياً ، لكن السلفية الحديثة كأيدلوجيه إذا دخلت إلى مكان لا تنشئ بل تخرب، تخرب القديم ولا تنشئ جديد، فهم بقوا بين الخرافه والجرافه، ولكن حولوا الجرافه إلى خرافه، هل تعلمون معنى الجرافة؟ في عام 1971 صدرت فتوى من شيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه، وقال هو في فتوى لا يجوز تعظيم المباني القديمه لأنها تؤدي الى الشرك ويجب هدمها، وهم هدموا بالجرافه اكثر من 5000 آثار قديمه حتى بعضها من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مثل دار الأرقم.
وفي الحقيقه هذا رمز بلدية مكه في وسطها جرافة الخرافة المقدسه التي هدمت الخرافات، ولكن تحولت الجرافة الى الخرافة، وهدموا هذه المباني، وماذا بنوا مكان هذه المباني القديمة؟ تحولت مكة إلى مانهاتن،
وهذا المشروع في الحقيقه إذا وصل بعض الشيوعية فشل.
2_و الثاني هو مشروع ذهب من تركيا و هو مشروع حركه غولان، وهذه فتحت مدارس في كل مكان، ولكن مالك بن نبي، هو يتحدث في كتبه ويقول : الإستعمار أن أراد أن يخرش هو يؤسس المدارس لكي ينشئ المستعمرين الجدد.
وفي الحقيقه حركه غولان فشلت في هذه البلاد و أنشأت المدارس، و نشأ جيل جديد بعيداً عن انتمائاتهم للأمة، و بعيداً عن بلادهم، و بعيداً عن الأمة الإسلامية، و وضع في كل مكان إنتماءات لجماعتهم فقط، و هذه كانت مشكلة كبيرة و لا تزال.
نحن للآن نتحدث عن مسلمين في الصين، حسب التعداد الرسمي يعيش فيها 25 مليون، لكن الحقيقة أكثر من مائة مليون مسلم يعيشون في الصين، و لا توجد عندهم اي علاقة مع العالم الإسلامي، و أيضا الأزهر فقد دوره، و الرابطة في السعودية، و الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة تحولت لمشروع آخر، و لهذه الأسباب نحن للأسف كأمة لم ننجز دورنا تجاه إخواننا في هذه البلاد بعد إنهيار الإيدلوجية الشيوعية.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.