ومن مجرَّد النقرات الأولى من مناقير طليعة (أسراب جية النوارس)، مات المهزول، واستسلمت اللبؤة، وقد كانت نقرات مناقير الفوج الأوَّل من النوارس، وفقاً لمن شهدوا الوقيعة، كانت نقراتُ جَسٍ وخفيفة للغاية، بحيث لم تصدق تلك الطلائع السرعة التي فاضت بها روحُ الأسد المهزول. أمَّا اللبؤة، فقد أخضعها بياطرة الغابة لتخديٍرٍ قصير المدى، بحيث يتسنى إيداعها، لهم ولفنيين، بأمان في محميَّة أعدت خصيصاً لتلك السُلالة، لتكون مستقرها ومستقر أشبالها النهائي الجديد. ولاحقاً، أتيحت الفرصة للراغبين، من منسوبي تلك الفصيلة الجرباء، بعد إكتمال العلاج وإعادة التأهيل، فرصةً للتدرب على ألعابِ السيرك والبهلوان. أما البقية، التي رفضت أو شقَّ عليها الترويض، فقد أودعت مرةً أخرى في، أقفاص جنينة خرطوم الفيل The Khartoum ZOO))، التي عمرت من جديد، ورجعت كما كانت في الماضي، وأحسن. وأختفت ضباع وذئاب وكلاب العرين، فجأءةً، وغابت عن أنظار الجميع، ولكن، جاءت أخبارها بعد حين، وفقاً لثقاة، رووا بأنها، وفي البداية، انطلقت هائمةً على وجهها، ثُمَّ وهنت فلاذت بالصحارى، والخلا... وتمزقت فصائل العرين الكلبيَّة في الأرض، وذهب جمعها أيدي سبأ، وفرقَّت شملَهُ الأيامُ. (نهاية كتابي: ريحة الموج والنوارس). عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.