منذ تشكيل الحكومة الإنتقالية وحتى الآن، ظللنا نقدّم النصح لها ولقوى الحرية والتغيير بأن يستكملا مؤسسات الفترة الانتقالية بتشكيل المجلس التشريعي وتسمية الولاة المدنيين، لتعمل مؤسسات الدولة بشكل متكامل وتتمدد روح الثورة إلى الولايات، حتى يتحقق شعار حرية سلام وعدالة وينعكس في حياة الناس، وقلنا لا يجب ربط كل ذلك بالمفاوضات او انتظار الوصول ألى اتفاقيات، وأن حكومة ثورة مكتملة المؤسسات هي أقدر على تحقيق السلام وتنفيذه. وقلنا على الحكومة أن تنفّذ ما يمكن تنفيذه من استحقاقات السلام، سواء قامت مفاوضات أم لم تقم. وأن تتم إعادة تشكيل بعد الوصول إلى اتفاقيات السلام. لم يؤخذ بذلك النصح وتم تأجيل تشكيل المجلس التشريعي وتسمية الولاة المدنيين بحجة انتظار اتفاق سلام. ولم يؤخذ بنصح تنفيذ استحقاقات السلام التي ينتظرها المواطنون وليس المتفاوضين، ومنها أمان واستقرار المواطنين، ومنها في مناطق الانتاج في الريف، لهذا قام اعتصام نيرتتي كبداية ولن تتوقف الاعتصامات عندهم، وستكون هذه بداية الموجة الثانية لاعتصامات ثورة ديسمبر التي ربما ستعم مناطق أخرى كثيرة، إذا لم تسارع الحكومة بتنفيذ ما كان يمكن تنفيذه منذ وقت بعيد. ما بدأتها الحكومة من اجراءآت لمعالجة مطالب مواطني نيرتتي، يجب أن لا تتوقف عند ذلك، وإنما يجب أن تعمم المعالجة بحيث تستوعب الإشكاليات المماثلة والتي قد تقود مناطق أخرى إلى تبنّي نهج مواطني نيرتتي، ولعل هناك من الارهاصات ما تفيد بنذر اعتصام مماثل يتشكّل الآن في فتابرنو في ولاية شمال دارفور. كل ما سبق كوم، وسؤالي الآن والذي كنا نعرف أنه سيواجه الحكومة وقوى الحرية والتغيير في مرحلة مفصلية، ويضعهما في زاوية ضيّقة، كوم آخر، لأنهما لم يستبينا النصح الذي قلناه وقاله الكثيرون غيرنا، أكملوا تشكيل (المجلس التشريعي) وتسمية (الولاة المدنيين). تقول الأخبار أن توقيعاً وشيكاً لاتفاق سلام نسمّيه رقم (1) سيتم خلال أيام، السؤال هو: بأي مكيال إذن ستتعامل الحكومة في موضوع المجلس التشريعي وتسمية الولاة المدنيين، هل ستستكملهم، أم ستنتظر استكمال التفاوض الذي بدأ مع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة عبد العزيز الحلو؟ والذي سنسمّيه السلام (2)، وإذا توصل المتفاوضون في السلام (2) لاتفاق، هل ستنتظر الحكومة السلام (3) مع حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور؟ تعلمون أننا وغيرنا متفقون على جملة واحدة هي أن السلام يجب أن يكون (شاملاً) و( عادلاً) و(دائماً)، شاملاُ، يعني يجب أن يتضمن السلام (1، 2 و 3)، سنستمر في النصح بالتأكيد ولكن تجاهله، سيعجّل بتوقّفه. عبد الجبار دوسة عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.