إنه لشئ يدعو للأسف والقرف والحسرة والألم هذا المشهد الدرامي الدامي الذي نراه ونتابعه ويراه ويتابعه معنا جميع سكان المعمورة وأقصد بالطبع المشهد الإنتخابي السوداني وما يمور به ويموج من أهوال وفظائع يندى لها جبين كل من تبقى له ذرة من حياء أو كرامة أو شهامة أو أخلاق ، وجميع تلك الصفات الحميدة – المندثرة - وكما هو معلوم ظلت ومنذ بدء خليقة هذا الوطن مرادفة لمواطنيه حيثما رحلوا وكيفما استقروا خارج أو داخل حدود بلادهم المترامية الأطراف...ولكن تبددت كل تلك الصفات الحميدة للأسف وحل محلها أشياء أخرى دميمة وذميمة اكتسبناها بفعل أنانيتنا المفرطة وحبنا لكراسي حكم هذا الوطن المغلوب على أمره والذي يدعي الكل الحرص عليه وعلى أهله وهما من الجميع براء براءة الذئب من دم بن يعقوب... ما بال ساستنا وحكامنا السابقين واللاحقين- ياقوم - يتبارون في كيل التهم لبعضهم البعض وعلى هذا النحو من التردي والإنحطاط دون مراعاة لرأي سكان هذا العالم من حولنا فينا ؟ كيف وماذا سيكون موقف سكان هذا الكون من هذا الشعب الذي أنجب أمثال تلك القيادات الخاوية البالية التي أضحت لا يهمها((( برغم أن أغلبيتها تعدىالعمر الإفتراضي لممارسة رياضة المشي ناهيك عن حكم قطر بحجم بلاد السودان))) شئ سوى الوصول لسدة الحكم حتى لو كان هذا على أشلاء سمعة الوطن الذي ينتسبون إليه ويدعون حرصهم على تحسين صورته أمام العالم وإخراجه من بؤرة الإتهام برعاية الإرهاب وهم يمارسون أبشع أنواع الإرهاب اللفظي في مخاطبة بعضهم البعض وعلى هذا النحو الذي نراه ونشاهده يوميا عبر قنواتنا الفضائية بل وعبر العديد من القنوات الفضائية الأخرى والذي يجعل المرء يتمنى أن يكون باطن الأرض خير له من ظاهرها.... لقد رأينا في زمرة تلك المهازل الإنتخابية بعض المرشحين ممن ينطبق عليهم صفة الخائن الأعظم لوطنه يعطي دروسا عن الوطنية ويقدم الدلائل على تخوين البعض الأخر، ويجاهر بكل أنواع الشتائم والبذاءات أمام شاشات القنوات ضاربا أروع الأمثلة وأكملها في مراحل التدني والسقوط التي وصل إليها بعض أبناء هذا الشعب المسكين مما جعلنا بالفعل مسخرة أمام شعوب العالم – إننا بحق والله شعب متفرد في كل شئ ، متفرد في تواصله الإجتماعي ، ومتفرد جدا في خصامه السياسي الذي يبلع حد الفجور في الخصومة تماما كما نرى ونسمع في تلك الأيام الغبراء من حياتنا الإنتخابية ، متفرد حتى في تعاطيه للبهجة والمرح عبر مختلف ضروب الفن السوداني الذي انتشر بفضل تعدد القنوات السودانية وعرف من خلاله العالم من حولنا الكثير مما خفي عنه من الصفات الأخرى المجهولة للشخصية السودانية التي كانوا لايعرفون عنها سوى الجدية والرزانة والتي تلاشت بالطبع وذهبت مع ريح أول إنطلاقة لفضائية تلفزيون السودان قبل أن تنفرط بقية حبات العقد النضيد بدخول بقية القنوات الهزلية الأخرى، بل نحن متفردون والله حتى في تعاطينا في حبنا للرسول صلى الله عليه وسلم وذلك حين خصصنا قناة في هذا الشأن دون بقية العالمين نمارس فيها كل طقوس النصب والإحتيال و الدجل والشعوذة والرقص والرديح والفرفشة والغناء باسم تعظيم الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم... أوبعد كل هذا – ياقوم - أيحق لنا أن نستغرب أن تأتي مساجلاتنا الإنتخابية مبرأة من كل شق وطق ونحن الذين تجري في دمائنا – فيما يبدو – جينات عيوب كل تلك المتناقضات من الأوصاف والمزايا؟؟؟؟؟؟.... ودعوني أختم مقالي هذا – والذي عدت به للكتابة عبر تلك الجريدة الغراء بعد فترة طويلة جدا من الإنقطاع... وذلك بعد أن وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا من عمايل وأهوال ما يجري في بلادنا المغلوب على أمرها – سابقا ولاحقا – بتذكيركم بأن السياسة حقا.... هي لعبة قذرة.... لكننا والله في بلاد السودان جعلناها أكثر قذارة وأشدانحطاطا وصارمنظرنا البائس الحقير وباتت سمعتنا المتردية والملطخة مشهدا يسوء الناظرين.... وحسبنا الله ونعم الوكيل في جميع من أوصل بلادنا ( بأيد بعض بنيها وليس بسبب أمريكا وإسرائيل) لتلك الحالة الكريهة المزرية البغيضة الغير مشرفة التي هي عليها الأن...