لعلكم تتذكرون حديثنا ذاك الطويل عن الملامح الاولى من حياة صاحبكم والتي احاول من خلالها -وهذا هو غرضي -ان اشجع الناس على الكتابة حتى تتعود هذه الاجيال على العملية الابداعية كنّا قد بدانا بها هذه الذكريات والعوده لتلك الايام ليس للتكرار ولكن للتذكر فقد طال علينا الامد وتوقفنا لظروف حالت دون الاستمرار وتذكرون اننا قد عرجنا فيها على بداية الصبا وهذه الفتره العمرية تعد من اهم الفترات في حياة الانسان حيث يتحول الفرد من مُلقّن الي متلقي ومستوعِب وهنا تكمن الخطوره وتلاحظ ان الطفل كثير السؤال قد حدثتكم عنه وانا في قريتنا وبين اسرتي وقضينا فيها من السنوات الثلاث في حي بري الدرايسة العريق في كل شي والتي كانت ازعم بحق انها كانت من انضر سنوات عمري.. لا تجد احداً قط في هذه الدنيا مهما بلغ ذكاؤه سعيد بالامتحانات فهل ياترى مع التغيير الجيوغرافي والديمقراطي يفكر الناس في حلول بديلة لهذه الامتحانات والتي تمثل عند الاسر السودانية خاصة ساحات معارك مع عيالهم ومع انفسهم الشهادة الوسطى بمدرسة بري الاميرية والحقيقة زولكم كان عايد وعايد دي دلع ساي في ذلك الوقت بعد ان شحنّا بالمفيد من المواد والمعلومات وبعد النتيجة حُوِّلتُ الي مدرسة الكاملين الاهلية الوسطى وهل بيدي حيله ام كان لي راي خاصة وانا مازلت في نهايات الصبا وبدايات سنين الشباب والامم المتحدة تقول اني مازلت طفلا ولكن لا احبو.. وكما اسلفت فقد كنّا اول دفعة لمدرسة بري ابو حشيش الاولية وثاني دفعة لو حسبنا الاعادة..الدراسة ايامنا كانت ممتعة جداً وكنا من الاوائل في الصف الرابع ولكن رقم ذلك لم نتمكن من احراز المجموع الذي يؤهلنا للدخول بمدرسة بري الاميرية اضافة للمنافسة الشديدة لاربعين مقعداً لكل الطلاب الممتحنين.. حكاية ان تكون من العشرة الاوائل دي مابتوكل عيش فالامتحانات غير وفيها نوع من التكنيك وليست شطارة واعني هنا الاجابات والحاله النفسية وعدم الخوف وهذه تربك الممتحن ويقع في خطأ الشاطر ولن يكون لك بالتالي حظ او قل جواز مرور للدخول لمدرسة اميرية وسطى عريقة متل مدرسة بري الاميرية والتي كانت هي المدرسة الحكومية الوسطى الوحيدة لكل احياء البراري والتي كنّا نحسبها كلية جامعية لعراقتها وجمال بنيانها وفخامة معاملها اضافة الى ذلك الزي المدرسي الراقي والذي كان عبارة عن رداء كاكي وقميص ابيض نص كم وعليه شعار المدرسة هذه المدرسة كانت تقع في حي كوريا وتجاور نقطة البوليس والمسجد اما امتداد ناصر فلم يظهر للوجود ولا حتى حي الرياض.. والعجيب ان هذه الارض الخلاء بين بري والجريف غرب كانت رملية التربة ولا تنمو فيه الا حشائش السنمكه ودوة ضرب النار التي يتدرب عليها مستجدي الشرطه وقد كنّا نسمع اصوات بنادقهم وهي ترمي رصاصها على اهداف وهمية.. الحياة في بري على ايامنا كانت رغده بمعنى الكلمة برغم بساطتها والنَّاس هناك كانوا في غاية التجانس رغم تباين سحناتهم ولكن يغلب عليهم العرق النوبي خاصة في بري المحس اما بقية الاحياء فقد استقر فيها اسر ذات اصول قبلية اخرى كالدناقلة وبعض الكنوز.. كانت محطة بري من اهم المحطات في حياتي لاسباب عديدة اهمها انها خلقت فيني الكثير من الثقة والمعرفة وكانت العتبة الاولى لولوج عالم المراهقة بكل تبعاتها والتي ستبدأ في مدينة الكاملين والتي التحقت بمدرستها الوسطى ومن غير اختياري فقد قبلت بمدرسة الاتحاد الوسطى بالخرطوم ولكن تدخل سيد يوسف كالعاده لانتقل إليها وافارق بري فراق الحبيب لمحبوبته ويبدو ان اخونا يوسف ضرب اخماس في اسداس ورأى ان وجودي في مدرسة الاتحاد الوسطى مرهق لعدة اسباب اهمها رهق السكن والمواصلات وزحمة العاصمة وغيرها، ولكني تعلمت من تجربة بري الكثير كما اسلفت واهمها ارتباطاتي بأهل امي هنا والتي امتدت الي الان.. نواصل ان شاء الله مع حبي وتقديري.. عثمان يوسف خليل عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.