قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان يوم الخميس انها ستتعامل مع الحكومة التي ستشكل بعد الانتخابات التي أجريت هذا الشهر لكن تزوير الانتخابات جرد الحزب الحاكم من أي شرعية. ويبين رد فعل الحركة وهي الفصيل السياسي الرئيسي في جنوب السودان أن أي استمرار في تحالفها مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم سيشوبه التوتر. وقادت الحركة الشعبية لتحرير السودان حملة لمقاطعة الانتخابات في الشمال مستشهدة بعمليات تزوير على نطاق واسع وبالصراع في دارفور. وتهيمن الحركة على الحكومة في الجنوب شبه المستقل وتبدو على وشك تحقيق فوز كاسح في الانتخابات هناك. ونالت المقاطعة من مصداقية الانتخابات التي يفترض أن تحول الدولة المنتجة للنفط الى الحكم الديمقراطي بعد سنوات من الحرب الأهلية. وقال ياسر عرمان كبير مسؤولي الحركة في الشمال لرويترز ان الحركة الشعبية لتحرير السودان واثقة من ان حزب المؤتمر الوطني زور الانتخابات في الشمال لكنها ستتعامل مع الحكومة التالية كحكومة أمر واقع. وأضاف أنه ما من أحد يملك القدرة على الغاء النتائج لكن الشعب والاحزاب لن تتعامل معها على انها نتائج شرعية. وتابع أن الحزب الحاكم الذي يتزعمه الرئيس عمر حسن البشير اخترق النظام القضائي في البلاد الامر الذي يعني انه لا يمكن الطعن في صحة النتائج. وتشير النتائج الاولية الى فوز كاسح للحزب الحاكم في الشمال. ورفض ربيع عبد العاطي القيادي الكبير في حزب المؤتمر الوطني تصريحات عرمان ووصفها بانها "ضغط سياسي" وقال ان سالفا كير رئيس الحركة الشعبية وافق على تشكيل حكومة ائتلافية. وقال لرويترز ان الحزب غير منزعج من أي وجهات نظر أخرى وان المصدر الوحيد للاتفاق هو سالفا كير. ونفى عرمان التوصل الى أي اتفاق من هذا النوع. وقال ان النتائج النهائية لم تعلن بعد وبالتالي كيف يمكن ابرام هذا الاتفاق. وسيشغل كير المرجح أن يفوز برئاسة الجنوب منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية. وعندها سيشكل الطرفان حكومة ائتلافية ترتب لاستفتاء العام المقبل من المتوقع أن يصوت فيه الجنوب للانفصال. وشكل الجانبان ائتلافا بعد اتفاق السلام الموقع عام 2005 والذي أنهي أكثر من عقدين من الحرب الاهلية التي حصدت أرواح مليوني شخص. لكن العلاقات ليست سلسة. وقالت ماجي فيك من مشروع (اناف) ومقره الولاياتالمتحدة "لا أتوقع فترة وردية بعد الانتخابات". وأضافت ان هناك فرصة للتلاعب بالقوانين قبل الاستفتاء مع احتمال سيطرة حزب المؤتمر الحاكم على الاغلبية في البرلمان. وحث المجتمع الدولي الجانبين على التعاون للاتفاق على ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وتحديد المواطنة وغيرها من القضايا الرئيسية قبل اجراء الاستفتاء. وحذرت الحركة الشعبية لتحرير السودان من انها لن تقبل أي محاولة من جانب حزب المؤتمر الوطني لعرقلة الاستفتاء