Illusions VS Delusions & Hallucinations اطلعت حديثاً على رسالة ماجستير في علم النفس الاكلينيكي تم إنجازها في احدى الدول العربية ، وتمت اجازتها بتقدير امتياز .. وقد ساءني الخلط في هذه الرسالة ما بين مفاهيم الخدع الحسية Illusions والضلالات Delusions ؛ وقد ساءني أكثر مرور هذا الخلط على المشرف على الرسالة ، وكذلك على لجنة مناقشة الرسالة على الرغم من بساطة وسهولة التفرقة بينهما ووضوح الخلط .. ولعلهم لم يقرأوها جيداً .. ولما لهذه المفاهيم من أهمية تشخيصية ؛ خاصة فيما يتعلق بتشخيص الاضطرابات السيكوتية Psychotic Disorders يأتي هذا المقال لتوضيح الفرق بينهما ، وبإضافة مفهوم الهلاوس Hallucinations إليهما .. اوكي .. خلينا نبدأ بالأسهل وهو الخدع الحسية Illusions .. وخلينا نقول بدايةً أن جميع حواسنا الخمسة الأساسية ( البصر ، السمع ، الشم ، الذوق ، واللمس) عرضةً وقابلةً للخداع ؛ مع أن الخداع البصري Visual Illusions هو الأكثر شيوعاً. بالنسبة للخداع السمعي ، أكيد مرت بك خبرة أن تسمع من ينادي اسمك وانت تستمع للراديو أو بعض الأغاني .. وفي الخداع اللمسي أكيد مرت بيك خبرة الإحساس بأن حشرة ما تزحف على رجلك أو كتفك ، ولا شيء .. وفي الخداع الشمي احساسك المفاجئ برائحة ما لا يشتمها من حولك .. وبالنسبة للخداع الذوقي فحدث ولا حرج .. هل مرت بك خبرة أن أكلت قراصة بالدمعة بإحساس وذوق إنك بتاكل في بيتزا من Pizza Hut (والله جد .. وكان مكضبني أسأل الشيف الفنانة أميرة بت بت عمتي). وفيما يتعلق بالخداع البصري ، جميعنا يعلم عن السراب Mirage الذي يبدو كالماء للباحث عنه في الصحراء .. وربما أغلبنا يعرفون عن الخداع البصري الذي تقدمه Muller-Lyer Optical Illusion حيث تقدم لك صورة خطوط سهمية ، مفتوحة ومغلقة الأسهم ويطلب منك أن تحدد أيها أطول ، فيبدو لك أن الخطوط ذات الأسهم المفتوحة هي الأطول ، في حين ان الخطوط متساوية الطول. ويمكن لنا القول بأن السمة الأساسية لما يطلق عليه الخدع الحسية Illusions هو أنها جميعها ترتبط بشيء موجود فعلاً ، ولكنه يدرك perceived أو يفسر Interpreted خطأً .. والسمة الأخرى المميزة هي أنها تلعب دوراً أساسياً في تسليتنا عبر من نسميهم بالحواة والذين يعتمدون عليها في خداع حواسنا ، ومن ثم تسليتنا. والسمة الثالثة هي أننا جميعاً عرضة وقابلين للوقوع تحت الخداع الحسي دون مدلول مرضي .. يعني عادي ( إلا إذا كان يومك من الصباح للمساء مكبس بالانخداع الحسي !) .. وآخر ما نقول عن الخدع الحسية هو أنها تتأثر بعدة مؤثرات منها التشابه Similarity والتقارب Proximity والسرعة Speed ، ومدي القابلية الذاتية للانخداع Personal Liability or Readiness. نجي بعد كده للأخطر ال Delusions ، والترجمة المتداولة لها "ضلالات" (وأسجل هنا ترددي في قبول هذه الترجمة ، وذلك استناداَ إلى أن الكلمة قد وردت في القرآن الكريم بمدلولات مختلفة حسب السورة والآية والسياق .. فهي تشير الى السوء أو القبح أو البطلان " الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" ؛ وبمعني الكفر " ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل" ؛ وبمعني المعصية " ومن يعص الله ورسوله فقد ضل سواء السبيل" ؛ وبمعنى النسيان " أن تضل إحداهما" .. وهكذا ، ولكن "ضلالات هي الترجمة الشائعة). المهم هو ان مفهوم الضلالات يشير إلى اعتقادات خاطئة لا ارتباط لها بالواقع الموضوعي .. يتمسك بها الفرد ولا يمكن مجادلته بشأنها مهما قدم له من أدلة مضادة لها ، كما لا يمكن تفسيرها بربطها بثقافة الفرد أو دينه أو مستوى ذكائه. والضلالات كما نعرف من السمات والأعراض المميزة للاضطرابات السيكوتية Psychotic Disorders ، ويقسمها البعض إلى نوعين : الغريبة Bizarre ومثالها قناعة الفرد بأن كائنات فضائية تتحكم في عقله وسلوكه عبر مجسات غير مرئية أوصلتها به ؛ وغير الغريبة Non-bizarre بمعنى إمكانية حدوثها رغم خطأها ، ومثالها قناعة الفرد بأن ال CIA أو المافيا أو الشرطة تراقبه ليلاً ونهاراً .. ومع وجود عدة أنماط من الضلالات فإن أكثر الضلالات شيوعاً هي ما يشار إليها باسم ضلالات الاضطهاد Persecutory Delusions ، ويكون معها الفرد على قناعة بأنه مغشوش أومتجسس عليه ، أو أن هناك من يتابعه ويرغب في تسميمه أو حقنه بالمخدرات ، وبالطبع فإن وجود هذه الضلالات يوحي بشيزوفرانيا الاضطهاد Paranoid Schizophrenia . وتشير العديد من الدراسات إلى أن الضلالات قد ترتبط بحالات نيورولوجية ، ولكنها أكثر ارتباطاً بالاضطرابات العقلية ، بما في ذلك : Schizophrenia, Schizoaffective disorders, Schizophreniform disorder, Shared psychotic disorder, Brief psychotic disorder, Bipolar disorder, Substance induced psychosis, and Dementia. نأتي الآن إلى الهلاوس Hallucinations وهذه يمكن تعريفها بأنها إدراكات Perceptions تحدث في غياب المثيرات الخارجية التي يفترض أن ترتبط بها أو تثيرها. وللهلاوس أنواع ترتبط بالحواس ، فهنالك الهلاوس البصرية Visual Hallucinations وترتبط بالهذيان Delirium وبعض الحالات المرضية أكثر من ارتباطها بالحالات السايكاترية. وهناك الهلاوس السمعية Auditory H. وتكثر في الاضطرابات السايكاترية وبخاصة الشيزوفرانيا. وهنالك الهلاوس الشمية ويكثر حدوثها كمؤشر لقرب حدوث النوبة الصرعية لدى المصابين بالصرع ، وكذلك كثرة حدوثها قد تكون مؤشراً لوجود ورم دماغي. وهنالك أيضاً الهلاوس اللمسية Tactile H. وترتبط أكثر بحالة الانسحاب من الكحوليات ولدى مدمنى الكوكايين. ويمكن لنا أن نضيف أيضا بعض الهلاوس المرتبطة بالنوم .. Hypnagogic H. وتحدث عند الذهاب للنوم ، وأيضاً Hypnopompic H. وتحدث عند القيام من النوم أو انتهائه .. والله أعلم. أوكي .. طولت عليكم .. مش ؟ تستاهلو .. -- Dr. Tayfour S. Albeely عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.