مثل تلك (التي شيرتات) التي قام المؤتمر الوطني بطباعة الشعار الانتخابي وصورة البشير عليها وتوزيعها في الاحياء والمدن كانت هناك (تي شيرتات) اخرى و(شالات) وزعتها بعض الدوائر المعارضة في عدد من احياء الخرطوم بطريقة حذرة وهي تنوي ترتيب عمل تظاهري تكون ساعة صفره هي لحظة اعلان النتيجة النهائية .. وبين شالات الوطني وشالات بعض القوى المعارضة كانت الخرطوم قد قررت حالة من الصمت تجاه الحدث .. فلم تكن هناك ساعة صفر وبالمقابل لم يكن هناك احتفاء واسع بحجم الفوز وبحجم اكتساب الشرعية وبحجم تحصل الانقاذ على (القرين كارت) بعد عشرين عاما من الحكم في السودان .. فهل كان الغاء الاحتفالات مقابل الغاء المظاهرات ..؟ ان عدد من القيادات السياسية للمؤتمر الوطني كانت قد قادت عملية اتصال بعدد من احزاب المعارضة المنسحبة والمتحفظة ..وطالت الجلسة بين الصادق المهدي وغندور ومندور والخضر في راكوبة الامام .. الصمت في مقابل الصمت ..والهدوء في مقابل التهدئة .. الخرطوم لم تطلق ابواق السيارات بنسبة عشرة بالمائة من ابواق الليل الصافرة في شوارع الخرطوم حين ينتصر فريق الهلال او المريخ على خصمه في دوري ال16 الافريقي .. وكانت اطرف النكات التي تبادلتها الهواتف الجوالة يوم النتيجة الانتخابية والذي صادف يوم اعلان نتيجة الامتحانات لشهادة الاساس72 بالمائة والبشير 68 بالمائة فكانت الطرفة تحكي عن مسطول قيل له ان نسبة امتحانات الاساس في احدى المدارس 86 بالمائة اي عكس نسبة الرئيس فرد متسائلا بسرعة (ليه كلهم ادوا الشجرة ولاشنو..؟) وسرت النكتة في شبكة الجوالات اسرع من نبأ الانتخابات فالشعب السوداني لم يعد يهتم كثيرا بامور السياسة .. سالت احدهم لماذا فاز البشير فقال لي لانه (مابتفلهم زي الباقين) ..واستطلعت اخر فقال لي (انا احب رقصة البشير بعد نهاية خطابه للجماهير) ..وثالث وجدته لاعلم له بالخبر رغم مضي نحو سبع ساعات على اعلانه ..!! لم يعد شعبنا يهتم كثيرا بأي شئ يثير النقاش او (يوجع الراس) سوى هلال مريخ ..في موسم الانتصارات وليس الهزائم ..!!!!! jamal abbass [[email protected]]