على الرغم مما اثير حول الظروف التي صاحبت عودة العميد عبدالعزيز خالد الى البلاد بعد قرابة عقدين من الصدام المسلح و غير المسلح ضد النظام الحاكم ، الا ان عبدالعزيزا – على الاقل عندي – ظل يمثل انموذجا للوطني الذي جعل داره واهله وراء ظهره وقدم عليهم مصلحة بلاده ، فامضى ثلث عمره المديد في منازلة النظام الغاشم الحاكم . وقد عرفت الرجل والتقيته بمنزل الصديق انور ادهم المحامي بلندن في النصف الاول من تسعينات القرن الماضي ، وقد اذداد اعجابي بالرجل من خلال ما عرفته عنه من صديقي العزيز ورفيق دربه وعمره العميد عصام الدين ميرغني طه . من حق العميد عبدالعزيز خالد ان يعتقد انه مؤهل لحكم السودان ، ما دام رجلا مثل المشيرعمر البشير قد حكمه سفاحا عشرون سنة ( السفاح = غير الشرعي ) وها هو – اي عمر البشير – يستعد ورفاقه نافع وغندور ومندور ومسار ونهار و...... بقية العصبة يستعدون لحكم البلاد والعباد حكما حلالا بلالا لاربعين سنة قادمة بعد ان استطاع ان ينجح في حمل كل من الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني في حفر قبريهما وقبر حزبيهما بيديهما ، ولكن ، دعنا نعود للعميد ابا خالد ، قلنا من حق الرجل ان يعتقد ان جماهير الشعب السوداني ستمنحه الاغلبية اللازمة لحكم البلاد ، وانا شخصيا قد عاهدت نفسي بان امنح صوتي – ان كان للصوت قيمة – للعميد عبدالعزيز خالد ، فقد آليت على نفسي بالا امنح صوتي لاي مرشح من حزب الامة وفروعه والاتحادي وفروعه والوطني والشعبي وان اهرب منها مجتمعة كما يهرب السليم من الاجرب ، ففي انتخابات 1985م منحت صوتي لمرشح حزب الامة الدكتور صلاح عبدالرحمن علي طه ( طيب الله ثراه ) على الرغم من انه لا تربطني بحزب الامة صلة رحم ولا دم ولا نسب ، ولكن ( غرر ) بنا الصادق المهدي بوعود انتخابية لم تر النور حتى كتابة هذه السطور فيما رأى النور كل ما وعدنا بعدم فعله . مع عشمي في حكم عبدالعزيز ، ومع تحفظي وحرجي في ان امنح صوتي لحزب حربي ( قوات التحالف ) – لا يستوي ان يكون لحزب له برنامج سياسي للحكم ان يستلهم اسمه من اعمال عسكرية او حربية ( كتائب القسام ) الا انني كنت موقن ان حظ عبدالعزيز في هذه الانتخابات لن يكون بافضل من حظ السيدة فاطمة عبدالمحمود . لا اعتقد – كما لا اعتقد ان احدا في هذه الدنيا الفانية – يمكنه ان يدرك السبب الذي جعل العميد عبدالعزيز خالد يتمسك بموقفه في عدم الانسحاب من مضمار السباق للرئاسة ليصبح مثله مثل حاتم السر مساهما في اكساب نظام الانقاذ الوطني لشرعية انكرها عليه غالبية ابناء الشعب السوداني بمقاطعتهم لانتخابات اطلقت فيها صافرة النهاية قبل ان تبدأ المباراة . لقد كتب عبدالعزيز نهاية محزنة لمشواره السياسي القصير ، وها هو يجد نفسه اخيرا في مركب واحدة مع العميد صلاح كرار ، فقد جمعهما الظلم ووحدتهما كلمة حق لم تستبن الا لهما ، فها هو العميد عبدالعزيز – تماما كما يفعل العميد صلاح كرار – يشتكي من تزوير الانتخابات ، اما نحن فقد عشنا حتى يأتي علينا زمان تشتبه علينا فيه صورة العميد البطل من العميد السفاح . لقد نذرت على نفسي الا اعطي صوتي في الانتخابات القادمة – ان وجدت - لأي كائن كان سوى السباح العالمي المعروف سلطان كيجاب