[email protected] قال الأستاذ أبو هريرة حسين، رئيس جهاز الناشئين أثناء حلقة تلفزيونية أنهم سوف يغيرون مفاهيم كرة القدم في البلد خلال أربع إلى خمس سنوات. وجدد أبو هريرة وعده للسيد رئيس الجمهورية وجميع السودانيين بأن يبدأ السودان في تصدير اللاعبين بدلاً من استيرادهم وقال أن السودانيين مؤهلون لذلك، مؤكداً أنهم سيسعون لتصدير لاعبي الكرة السودانيين إلى البرازيل نفسها! استند الرجل في حديثه على الموهبة السودانية التي قال أنها لا تتوفر للاعبين آخرين. وبالرغم من عدم اتفاقي مع أبي هريرة في أن الموهبة السودانية لا تتوفر لدى الآخرين، خاصة البرازيل المعروفة بمواهبها الكروية الاستثنائية، إلى أنني أقول للأستاذ راجينك يا أبا هريرة. ولا ننكر أن البنية التحتية ضرورية وبدونها لا يمكن أن نحدث أن نقلة نوعية في مجال الكرة. لكن البنية التحتية وحدها لا تكفي. بل أن تطويرها دون أن تصاحبه تحولات جذرية في مجالات أخرى يكون مضيعة للمال. وأذكر الأستاذ أبو هريرة بأنه قال أيضاً أنهم زاروا العديد من البلدان وتعرفوا على ما يقوم به الآخرون في هذا المجال وأشار للخبراء الألمان الذين يدربون النشء في بعض البلدان مثل مصر. فماذا فعلتم أنتم يا أبا هريرة بخلاف هذه الملاعب الجميلة التي قمتم بتشييدها؟! هل جلبتم خبرات أجنبية في مجالي التدريب والإدارة؟ هل منعتم رئيس اتحاد الكرة من الاستفراد بالرأي؟ هل بينتم لكافة العاملين في هذا الوسط أن العملية تضامنية وأن التعاون بين كافة الأطراف ضرورة حتى ننطلق من المربع الأول الذي لم نتزحزح عنه منذ عقود طويلة؟ هل استطعتم كمسئولين عن الرياضة أن توضحوا لسعادة الدكتور شداد أن الانضباط لا يعني استصغار الكل والتلاعب بمنتخب البلاد؟ بمناسبة الدكتور شداد فقد كنت من أشد المؤيدين لسياساته لكن ما ظل يقوم به في الفترة الأخيرة دفعني لتغيير رأيي. وهل أنتم راضون عن أداء صحافتنا الرياضية؟ قلت يا أبا هريرة أنكم تسعون إلى تعاون الأسرة معكم حتى تتوفر المعينات للنشء ويتم تشجيعهم على تعلم فنيات كرة القدم وهذا حديث طيب وجميل. لكن ماذا عن الإدارة؟ ألا ترون أن إدارات كرة القدم عندنا تعاني من تخلف مريع؟ ألا تعتقدون أن الناشئين الذين تصرفون عليهم كل هذه الأموال إن تعلموا أساسيات كرة القدم الصحيحة دون أن يرافق ذلك تحولاً في مفاهيم الإداريين سنكون كمن يحرث في البحر؟ شخصياً لا أرى أي مستقبل مشرق لكرة القدم السودانية ما لم نتخل عن أساليب الإدارة المتخلفة المتبعة حالياً، وما لم تتخل صحافتنا الرياضية عن انقسامها بين ناديين لا ثالث لهما. قد تجتهدون مع النشء ، لكنهم ما أن يشبوا عن الطوق ويتجهوا للأندية الكبيرة ستطربهم للألقاب الرنانة التي تطلقها عليهم صحافتنا الرياضية. وفي نهاية الأمر سيقع هؤلاء الناشئون كضحايا للتسيب والفوضى التي تعم أنديتنا وفي نهاية الأمر سيصبحون مثل نجوم الكرة الحاليين. تكبر زائف و تغيير في المشية مع ارتداء البرمودات وحمل الموبايلات، وتسكع في الطرقات وجلوس تحت ظلال الأشجار حتى يراهم المارة ويقولوا هذا النجم الفلاني وذاك اللاعب العلاني. لا أقول كلاماً نظرياً، بل أستند على تجارب عايشناها منها منتخب الناشئين الذي شرفنا في إيطاليا. إلا أن أولئك الناشئين بعد أن تحولوا للأندية الكبيرة عجزوا عن تحقيق أي انجاز سواءً مع أنديتهم أو مع منتخب البلاد. نخلص من ذلك إلى أننا في حاجة لأساليب إدارية متطورة ومواكبة وصحافة رياضية موضوعية ومحايدة وبدون ذلك ستضيع كل جهودكم سدىً.