حينما تظهر نتيجة الشهادة السودانية فى هذا التوقيت من كل عام تغيب اسماء كابكر وجون وادم واوشيك من قائمة المائة الاوائل من النتيجة ،وبالتالى غياب الجهات التى ينتمون اليها جنوبا وشرقا وغربا من قائمة الولايات الاولى ،وبذا مصير ابكر وادم وجون دبلومات وسيطة وعالية، وفى احسن الاحوال كليات بكالريوس نظرية ككليات الادارة والاقتصاد والمحاسبة ..الامر الذى يعنى انه عند التخرج لايتم توظيفهم وبالتالى سيصبحون فاقدا تربويا، او ان يتم توظيفهم فى احسن الاحوال، فى وظائف هامشية لا علاقة لها بما تلقوه من علوم فى جامعاتهم،ويرجع مراقبون عدم توظيفهم الى الفساد الادارى المستشرى فى الخدمة المدنية . وكالعادة تلتحق اسماء ( معينة) بكليات الطب والهندسة وغيرها من الكليات التى تسمى كليات مرموقة ،وعندما يتخرجون فان غالبهم يتم توظيفه،لحاجة الدولة لوظائفهم اساسا. ويفسر ذلك الدكتور ابكر ادم اسماعيل فى جدليته الموسومة بجدلية المركز والهامش بانه "تدخل اللغة واللون في تقسيم العمل (الرسمي) فكل من لديه (لكنة) محروم من العمل في أماكن معينة مثل الأجهزة الإعلام والعلاقات العامة بسبب (الأحادية الرسمية للغة العربية) واحتقار اللغات الأخرى خوفاً من إبراز وجه السودان (غير الحضاري!) وهذا بالإضافة لتقلص أعداد (الملكونين) عامة في مؤسسات التعليم العالي وما يستتبعها من وظائف، بسبب اشتراط النجاح في اللغة العربية لمنح الشهادة السودانية ،ومن ثم تضاؤل فرص هؤلا فى عملية ال(الوصول الى السلطة)" ولان الحكومة الاتحادية تنفق اقل من 1.8%من الناتج القومى للبلد على التعليم وبالمقابل تنفق اكثر من 40%على الامن والدفاع .من كل موازنة عامة للبلد، فان من الطبيعى ان يكون جميع الطلاب الاوائل من مدارس خاصة ونموذجية وهى( مدارس خاصة مقننة)لان الطلاب الذين يلتحقون بها، معظمهم فى الاساس خريجو مدراس اساس خاصة ،الامر الذى يعنى ان الاسماء(المعينة)هى التى تلتحق ايضا بالمدارس النموذجية التى تبدو وكانها مدارس حكومية، وبالتالى هم الذين يلتحقون بالكليات المرموقة. مركز وهامش وتستاسد ولاية الخرطوم كالعادة بالمرتبة الاولى من حيث عدد الطلاب الاوائل والمدارس الاولى ،وبالطبع ليس الاوائل من كل ولاية الخرطوم الامر الذى يعنى ان ليست كل ولاية الخرطوم التى يعتبر اكثر من نصف سكانها من سكان الهامش ، اما ولاية غرب دارفور فان نصف الجالسون للشهادة السودانية لم يجتازوا الامتحان ،والنصف الذى اجتاز الامتحان فى الغالب ستكون( شهاداتهم مقدودة ) لان نسبة النجاح فى المدارس الحكومية اقل من 40%،الامر الذى يعنى ان نصفهم سيقدمون للدبلومات النظرية التى كانت فى السابق تقبل( بالشهادة المقدودة)و تم الغاءها فى هذا العام ، مايعنى ان معظمهم سيكون فاقدا تربويا .وهو امر متوقع فى ظل ظروف الحرب التى يعيشها الاقليم منذ ما يقرب العشرة اعوام. اما ولاية شرق الاستوائية التى اتت فى المرتبة الاولى ، حيث بلغت نسبة النجاح فيها اكثر من 99% هذا العام ،الا اننا اذا نظرنا للامر من زاوية اخرى فنجد ان الجالسون للامتحان عددهم فقط 462 فى ولاية بلغت تعداد سكانها وفقا للتعداد السكانى الاخير حوالى المليون نسمة التى رفضتها حكومة الجنوب والحركة الشعبية التى تعتقد ان عدد سكانها اكثر من ذلك وتعتقد ان فى مدينة توريت فقط توجد بها حوالى 60000نسمة ،وهنالك من ينظر الى هذه النتيجة من زاوية اخرى بان الولاية الخارجة لتوها من الحرب ومازالت تعانى من هجمات جيش الرب ان تحتل المرتبة الاولى .وهو ما اعتبروه امرا ايجابيا zinab salih [[email protected]]