• صبر البرنس وعمل على إقناع زملائه اللاعبين بالصبر الجميل. • بل ذهب لأبعد من ذلك ودفع من جيبه لحلحلة بعض مشاكل النادي. • وبالمناسبة حينما فعل البرنس ذلك لم يكن صلاح إدريس قد استقال من الرئاسة. • لكن بعد أن بلغ السيل الزبى أطلق قائد الفرقة الهلالية صرخة مدوية. • أصدر هيثم مصطفى بياناً باسم زملائه اللاعبين. • رغم غرابة الأمر، حيث لم أسمع طوال حياتي بقائد فريق كرة قدم يصدر بيان مناشدة من النوع الذي أصدره البرنس، إلا أنني أُعجبت بالخطوة. • فبيان البرنس وزملائه - الذي جاء بعد أن صبر بعضهم على التلكؤ في صرف مستحقاتهم - يؤكد على الارتباط العميق بين هيثم وناديه. • تأسف هيثم على حال الهلال ومعاناته المالية الطويلة وتراكم استحقاقات اللاعبين وأفراد الجهاز الفني. • لكن ثمة سؤالاً يطرح نفسه بالحاح: من الذي تسبب في كل هذه المعاناة المالية التي يعاني منها الهلال؟ • ولماذا صبرتم يا هيثم حتى بلغ بكم الحال عدم توفر ما تقتاتون به؟! • لمصلحة من كل هذا الصبر الطويل؟! • وهل يعقل أن يعاني ناد تؤازره الملايين التي لا تبخل باقتطاع قيمة تذاكر المباريات أو حتى التدريبات ولو من قوتهم اليومي! • الجماهير تتدافع كل يوم وتدفع بسخاء وبعض الأقطاب كانوا يدعمون النادي بسخاء أيضاً في السابق، إلا أن السياسات الخطأ والإدارة السيئة أوصلت الهلال إلى ما هو فيه الآن. • كانوا يأتون بأنصاف محترفين أجانب يدفعون عليهم أموالاً هائلة لا يستحقونها. • وعاد الكثير من هؤلاء المحترفين إلى بلدانهم قبل أن يكملوا فترات قيدهم مع النادي، دون أن يحاسب أعضاء المجلس أنفسهم على ذلك الخطأ. • دعك من المحاسبة فهذا يحدث في بلدان غير بلدنا. • إلا أن أعضاء مجلس الهلال لم يستفيدوا من الخطأ، بل كرروه مرات ومرات. • صُرفت الكثير من الأموال في أوجه غير سليمة وكان يفترض أن تطالبوا بحقوقكم بكل قوة آنذاك، بدلاً من وقوفكم متفرجين على ذلك الإنفاق غير المرشد. • قلت ما قلته أعلاه حتى يستفيد الأهلة من دروس الماضي ولا يلقونها وراء ظهورهم كما تعودنا. • وغض النظر عن أخطاء الماضي، لابد أن ينتبه الأهلة لمناشدة البرنس. • لابد أن تتضافر الجهود من أجل توفير المال اللازم. • لكن لا تقولوا لنا رجل المال الفلاني قادر على الدفع. • فقد سبقه من دفع وها نحن نتحدث الآن عن تراكم الديون. • إذاً رجال المال يدفعون وفقاً لأمزجتهم ويصرفون على ما يتوافق مع أهوائهم. • لكننا نريد حلولاً لا تعيدنا للمربع الأول. • وهذا لن يتأتى إلا من خلال دعم جاد يهدف إلى توفير مصادر للتمويل، لا تحقيق مكاسب إعلامية آنية. • لا نريد رجل المال الذي يدفع لأجل الصور الفوتوغرافية وتصدر مانشيتات صحفنا الرياضية. • بل نرغب فيمن يدفع من أجل الكيان حقيقة. • ومن يدعم الكيان حقيقة لابد أن يفكر في إيجاد مصادر تمويل دائمة لا أن يربط كل شيء بوجوده هو شخصياً على رأس الهرم الإداري. • من السهل جداً القول أن فلاناً يحب الهلال ولذلك دعمه وهو خارج المجلس، وهو ما حدث مع رئيس الهلال السابق الذي اختلف الكثيرون مع أساليب إدارته للنادي. • دعم ثري واحد من خارج المجلس يكون في الغالب بهدف الدخول لهذا المجلس. • لكن إن توفرت للهلال قاعدة واسعة من الداعمين بغرض توفير مصادر الدخل الدائم نكون قد وصلنا لحل معقول. • ولابد أن يحسب دخل المباريات لا أن يتم تجاهله في كل مرة وكأن الهلال ناد بلا جمهور. • ويمكن أيضاً فرص رسوم معقولة على التدريبات التي تحضرها الجماهير الزرقاء حتى تساهم في تخفيف العبء المالي الذي يعاني منه النادي. • ويظل الخيار الأمثل والأفضل هو توجه جماهير الأزرق لنيل العضوية ودفع رسومها حتى تصبح هذه الجماهير شريكاً فعلياً في كل ما يخص النادي. • أما أن نسير المسيرات لفلان أو علان من الأشخاص من أجل توفير المال اللازم، فهذه والله مهزلة في نظري لا أكثر. • لا يمكن أن يعجز الملايين الذين يناصرون هذه الكيانات عن دعمها، وينتظرون الدعم من رجل واحد مهما علا شأنه. • هذا أعتبره إذلالاً لهذه الكيانات الكبيرة لا أكثر. • بدلاً من الركض وراء فلان أو علان لماذا لا يدفع كل واحد ممن يسيرون المسيرات رسوم العضوية في النادي! • هذا إن كان من يسيرون المسيرات هم جماهير هذه الأندية فعلاً. • لكن المشكلة أن بعض أصحاب المصالح هم الذين يحركون فئات محددة من الجماهير وفي نهاية الأمر تخرج مانشيتات الصحف بأن جماهير النادي الفلاني سيرت مسيرة لمكتب أو بيت الإداري العلاني. • نتمنى أن تجد مناشدة البرنس صداها. • الدولة نفسها مسئولة عن دعم الهلال في هذا الوقت لكونه يمثل البلد في الكونفدرالية. • لكن المهم هو أن نعي الدرس جيداً وأن نسعى جميعاً لما يكفي أنديتا شر الحاجة وأن نبتعد عن الاعتماد على الأفراد.