جامعة بحر الغزال [email protected] بدات مسيرة التعليم العالى فى الحنوب فى عام 1975م بصدور قرار من وزارة التعليم العالى بانشاء جامعة جوبا (فى عهد د. منصور خالد, و كانت وقتها وزارتىالتعليم العام و التعليم العالى فى وزارة واحدة, بعد تعثر لازم فكرة فصل وزارة التعليم العالى التى انشئت اول مرة فى عام 1972م). بدات الدراسة فى جوبا فى عام 1977م بكليات قليلة و اعداد محدودة من الكلاب (اقل من 200 طالب فى العام) يتم استيعابهم من خلال مكتب القبول وفق منافسة قومية. و فى بداية التسعينات تم تاسيس جامعتى بحر الغزال و اعالى النيل. و تم مؤخرا انشاء جامعة رومبيك و التصديق بانشاء جامعات توريت و غرب بحر الغزال و جامعة الشهيد جون قرنق التذكارية.. كانت الدراسة و حتى اوائل التسعينات تتم فى الجنوب. مع ازدياد وتيرة الحرب الاهلية فى الجنوب و انتقالها للمدن بدات رحلة نزوح الجامعات الى الشمال, فى الخرطوم تجديدا. مع توقيع اتفاقية نيفاشا فى عام 2005م, بدات ترتفع نبرة اعادة الجامعات الى الجنوب. و حتى الان تمت عودة عدد مقدر من الكليات و الطلاب و العاملين فى الجامعات الثلاث . الا انه حتى الان تتبقى اعداد غير قليلة من الكليات, قد يشكلون ازمة امام الجهات المختصة فى الاسابيع المقبلة, خصوصا انهم صاروا مثل من مات يوم الهول, لا احد يهتم به, كم اوصف امير الشعراء موت الاديب المنفلوطى الذى صادف محاولة اغتيال فاشلة للزعيم سعد زغلول: اخترت يوم الهول يوم وداع و نعاك فى عصف الريح الناعى اذن لا مناص من اجتراح نقاش واسع حول البدائل و الحلول لمصير الالاف من الطلاب و العاملين و الاساتذة الشماليين, بعضهم الان فى يدرسون و يعملون فى الخرطوم و بعضهم يعمل منذ فترات مختلفة فى الجنوب الحلول المتاحة, نظريا, هى: 1. توزيع الطلاب و العاملين و الاساتذة على الجامعات الاخرى, بحسب الرغبة, او التوزيع لجغرافى, او القرعة ان دعا الامر. ما يقف عقبة امام هذا الخيار هو العوامل التالية: ا. قدرة مواعين الجامعات الاخرى على استيعاب طلاب او عاملين جدد ب. اختلاف المناهج و تباينها بين الجامعات, خصوصا فى الكليات التطبيقية. ج. هذا الحل ليكون عمليا و ممكنا يجب ان يتم توزيع الطلاب على جميع الجامعات فى كل الولايات الشمالية, الامر الذى قد يرتب تكاليف و صعوبات جديدة على طلاب هم من مواطنى العاصمة او قاموا بتوفيق اوضاعهم فى الخرطوم لعدة سنوات د. سوف تكون هناك مقاومة شديدة من قبل الجامعات الاخرى لاستيعاب اى طلاب جدد, خوفا من اضافة اعباء ادارية او اكاديمية اضافية عليهم (و دوننا هنا تجربةاستيعاب العائدين من الخارج فى بداية التسعينات بعد ان انهت السلطات منحهم). خصوصا ان مؤسسات التعليم العالى عندنا ظلت و لمدى طويل (تتمتع ) بقدرات خرافية على الجمود و عدم المرونة 2. انشاء جامعة جديدة,هناك ارض مساحتها واسعة فى الكدرو تخص جامعة جوبا, يمكن ان يصلح مقرا مناسبا للجامعة. هذه الجامعة يمكن ان تقدم تسهيلات خاصة للطلاب الجنوبيين الراغبين فى الدراسة فيها الان و فى المستقل,عربونا للصداقة بين الدولتين. يبدو حتى الان ان هذا هو الحل الاسهل و الاقل تكلفة. فالاصول و الموارد موجودة, ن و الاستاف, اكاديمى و ادارى موجود و (مسكن) فى اضابير الخدمة المدنية, و لا ينقص سوى الارادة السياسية لاتخاذ القرار 3. بالنسبة للطلاب قد يمكن الوصول لاتفاق مع سلطات دولة الجنوب الوليدة لاستيعاب الطلاب الحاليين لحين اكمال دراستهم, اما وفق بروتوكول كالذى ينظم البعثات مع الدول الاخرى, او كمقابل لاستمرار الطلاب الجنوبيين فى بقية الجامعات الشمالية. و تخفيفا للامر على الدولة الجديدة يمكن ان يشمل هذا الاتفاق طلاب السنتين النهايئة و قبل النهائية فقط. الامر الذى يقف عقبة فى وجه هذا الحل هو صعوبة وجود من يقبل من ابناء الجنوب بالبقاء فى ارض الشمال, خصوصا فى ظل الاحتقان الناشئ من الشحن العنصرى الضار الذى تتولى كبره صحف و اجسام سياسية معروفة. 4. احد الخيارات العاجلة الان هو ضرورة التاكد من وجود اجهزة ادارية لتملا اى فراغ ادارى نتيجة لمغادرة الاداريين الجنوبيين خلال الفترة الانتقالية المنتهية فى يوليو القادم, لتسيير العمل اليومى و تلبية احتياجات الطلاب و العاملين (مرتبات, اجازات, ترقيات, استخراج شهادات, امتحانات الملاحق.......الخ). ان الامر لجد خطير و هو يتعلق بمصائر الالاف من طلاب و عاملين. و لو كانت هناك اجهزة ادارية و نقابية معافاة و (بصيرة) لتمت معالجة مثل هذا الامور بوضع البدائل منذ وقت مبكر. لكن للاسف الكل فى هذه الارض المنكوبة باهلها لا يفكر الا بعد وقوع المقدور, لا فرق فى ذلك بين ربة البيت الامية و بين محاضن التفكير العلمى و البحث الاكاديمى الذى يتوخى الحلول للمشاكل حتى قبل ان تنشا!!