كان وليم أندريه أحد نجوم.. الرياضة ..والفن.. الذين أسروا قلوب الشباب وامتلكوا أفئدتهم..وهاموا بها حبا وعشقا..في سبعينات القرن الماضي...ونال شهرة واسعة وسط معجبيه .. ولد وليم في ( الخرطوم ).. في أسره عرفت بالتسامح والعلاقات الإنسانية .. وعاش وسط هذه البيئة التي تعشق التواصل الاجتماعي.. وتنمى روح المحبة والسلام وسط أفرادها .. وكان لذلك دور كبير في تشكيل شخصيته وحبه للحياة وللناس من حوله .. وكان لوالدته الفضلى ( مريم زودي) القدح المعلى في إضفاء هذه الروح الجميلة وسط الأسرة لما عرف عنها من عشق للناس والحياة. نبغ وليم اندريه كلاعب كرة سلة منذ وقت مبكر.. وقد كان لارتباط الأسرة بمدارس كمبونى والتي عرف عنها الاهتمام برياضة كرة السلة.. وتنمية حبها وسط الطلبة الدارسين بالمدرسة الأثر الأكبر في حبه لهذه الرياضة ..ولقد كانت هذه الرياضة تجد حماسا كبيرا من قبل الطلبة على كافة مراحل الدراسة ..وكانت ملاعب المدرسة تشهد تنافسا كبيرا ومثيرا بين اللاعبين . كما كان معظم أفراد الأسرة في الخرطوم يميلون إلى هذه اللعبة ( جوزيف ..فايز .. حبيب اسطمبوليه ..الراحلة آمال . شاديه ..كاترينا ) وكانوا يشكلون لوحة فنيه جميله ... كما كان امتد عشق هذه اللعبة لأبناء خؤولته ..الراحل عادل وعزيز وعماد عوض زودي.. على بعد مئات الكيلومترات في قضروف سعد. وقد كان من الطبيعي أن تجد العدد الأكبر من اللاعبين الذين كانوا يشكلون أعمدة النادي الكاثوليكي لكرة السلة في ذلك الوقت من مدارس كمبونى .. وقد أبدع وليم اندريه في هذة الرياضة أيما أبداع .. ولقد بلغ قمة النبوغ عندما شارك مع الفريق القومي في البطولة العربية لكرة السلة التي أقيمت بالكويت في عام 1975 مع أفذاذ لعبة كرة السلة في السودان في ذلك الوقت . ولقد توج هؤلاء الأبطال أعناقهم بالذهب محتلين المركز الأول رافعين اسم السودان عاليا فوق الجميع..وتم اختياره كأفضل لاعب بالدورة... كما تفتقت موهبته الموسيقية في وقت مبكر أيضا من خلال ارتباطه ببيئة تلعب الموسيقى دورا محوريا في حياتها ..فعشق هذا الفن وهام بحبه..فإضافة لما كان يتمتع به من إحساس مرهف ..وأذن موسيقيه .. أخضع نفسه إلى طلب العلم والدراسة في هذا المجال ..مما جعل منه مغنيا رائعا طالما أسعد جيل الشباب ..والكبار .. وكانت من ضمن أعضاء فرقته الشهيرة شقيقه الأكبر جوزيف ( بوب) وأخيه حبيبنا الغالي ( ملاكو) .. ولقد كان لهذه الفرقة بصمه واضحة في تقريب هذا الفن الجميل لمجتمع الخرطوم ..الذي كان يذخر في تلك الفترة بالفرق الموسيقية ذائعة الصيت .. وعلى رأسها فرقة الفنان المبدع شرحبيل أحمد والفنان كمال كيله .. لم يكن وليم مجرد شاب يسعى إلى مجد شخصي هنا أو هناك .. بل كان يمثل قيمة إنسانيه ..وصاحب رسالة فنية نبيلة عنوانها الوطن.. والأمل .. والفرح .. كان حلما جميلا افتقدناه في ليلة اختفى فيها القمر..وردد فيها الشباب قولة الشاعر .كان لي نجم وان النجم غاب ..كان لي نهر شديد الانسياب.. كان لوليم أيضا الكثير من المواقف التي تعكس صلابة شخصيته.. واعتزازه بنفسه وكرامته ..كما كان يؤمن بالقيم الإنسانية التي يجب أن تسود في المجتمع.. غاب( وليم أندريه ) عن دنيانا .. وترك لنا رائعته الخالده التي طالما عطر بها سماوات الخرطوم .. في زمان الفن الجميل ..لنجتر ذكراها كلما عاودنا الحنين إلى تلك الأيام الطيبة : كفاية مزاح وخلى الليل يكون صباح بدور ارتاح وأضمد في فؤادي جراح وأفرح بيك ذي يوم داك أعوض بيك شبابي الراح بدور أرتاح عاش وليم أندريه متمتعا بمواهب متعدده ..ورحل مخلفا ذكرى طيبه فى قلوب عشاقه ومعجبيه ...يرحمه الله.. [email protected]