اتفاقيه السلام الشامل التي وقعتها الحكومة السودانية في نيفاشا النيجيرية في التاسع من يناير 2005صحيح إنها أوقفت الحرب بين الشمال الجنوب , ولأكن الاتفاقية من نظر عدد كبير من السياسيين والعارفين بأمورها يعتبرونها جلها قنابل موقوتة الحدود والديون والعملة وتصدير النفط من الجنوب ومنطقة أبيى.. الخ . والأخيرة التي وصل حد الفصل فيها إلى المحكمة الدولية في لاهاي احد اكبر تلك القنابل.تابعنا في الأسبوع الماضي تعرض قوات الحكومة والينوميد إلى كمين من قبل الحركة الشعبية ,تارة الحركة تنفى وتارة أخرى تطلب التحقيق في الحادث. في احد مقالاتي المتواضعة السابقة كتبت عن السيناريوهات المتوقعة في جنوب البلاد, الإقتتال القبلي والعنف المسلح وتشعب الحركة إلى حركة قبلية .... الخ . نعم أدارت الحركة ملف الاستفتاء بحنكة واقتدار ونالت مرادها بتحقيق الانفصال الذي كان يتوقعه الجميع. وسارعت الحكومة وبادرت بالتهنئة لحكومة الجنوب وأعلنت باعترافها بحق الجنوب في الانفصال. والحركة تعلم ما يمثله لها الشمال من عمق إستراتيجي في ضخ البترول وتذويد الجنوب بالمواد التموينية والاستهلاكية , وعندما أوقفت الحكومة الحركة التجارية في الأسابيع الماضية تطايرت الأسعار ووصلت عنان السماء ووصل سعر قطعة الخبر في بعض مناطق أعالي النيل إلى الجنيه. وخسرت الحركة منصب الوالي في انتخابات جنوب كردفان وأخر المطاف خسرت أبيى بتصرف مقصود أو غير مقصود ؟ مبرر أو غير مبرر. الحركة كان من الأولى لها أن تضبط النفس وتنتظر المولود الجديد يطل على العالم بسلام وبعد ذلك تفتعل المشاكل بالرغم من أن ذلك متوقع. حادث أبيى في الأسبوع الماضي لم يكن بعلم قادة الحركة على حسب توقعى المتواضع, على الرغم من أنهم منقسمون بين القبلية, وما يعرف بأبناء المنطقة , والمتحدثون اللذين يطلقون التصريحات المعاكسة التي لا تصب في مصلحة الحركة. فعلى الحركة ومن باب سنة أولى سياسة أن تلملم الأوراق وتحجم من يصرحون التصريحات الغير مجدية, وتوجد الحلول بتدفق السلع التموينية إلى الجنوب من غير الشمال . وتتعامل مع ملف أبيى بالحكمة حتى تصل إلى بر الأمان. وإلا سوف تكون أبيى بذرة التوتر القادم. وإلا يا قادة الحركة عليكم أن ترجعوا وتدرسوا سنة أولى سياسة. والله من وراء القصد إبراهيم عبد الله احمد أبكر المملكة العربية السعودية تبوك – جامعة تبوك Ibrahim Abdallah [[email protected]]