الخرطوم، 8 يوليو 2011 السيد وزير الخارجية، لقد اختتمت للتو اجتماعًا مفيدًا. كما تعلمون أنني في طريقي إلى جوبا. شعرت أنه من المهمّ أن أحضر إلى الخرطوم ولو لمدّةٍ قصيرةٍ. تمرُّ بلادُكم بهذه الحظة التارخيّة. فغدًا سينال جنوبُ السودان استقلاله. إن إجراءَ الاستفتاء ورغبة الحكومة السّودانية قبول النتيجة لأمرٌ يتطلب الشجاعة والقيادة. إنني أعلم أن الانفصالَ أمرٌ مؤلمٌ عاطفيًا وماليًّا، لكنني أعتقد أن السودان سيكون له مستقبلٌ زاهرٌ وسيستمر في أداء دورٍ رياديٍّ في المنطقة. سيعيش شعب الشمال وشعب الجنوب في دولتين مختلفتين إلا أن مستقبلهم سيظل مترابطا بدرجةٍ كبيرةٍ. فالروابط الثقافيّة والسياسية والتجاريّة تفرض على الطرفين مواجهة المستقبل كشركاء لا كأعداء. فدولة حيوية في جنوب السودان تتطلب وجود شمالٍ حيويٍّ، والعكس صحيحٌ. إننا نعتمد كذالك على روح الشراكة بين الأممالمتحدة والسودان لأننا نتعامل مع تحدياتٍ مشتركةٍ في المنطقة. وأؤآد لكم أن الأممالمتحدة ووكالاتها وإدارة عمليات حفظ السلام على استعداد لتقديم الدعم إذ تواجهون تحديات ما بعد الانفصال الماثلة أمامكم. وبعض تلك التحديات كنية، وفي هذا الصدد فإنني قلق جدا بشأن العنف الدائر في جنوب كردفان وأثره على المدنيين. لذلك حثثت ، مرة أخرى، حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان (الشمال) على أن يجعلا الاتفاق على وفق لإطلاق النار أولوية. وقد حثثت حكومة السودان، فضلا عن ذلك، على وضع كليات تضمن استمرار العمليات الإنسانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حيث يحتاج موظفو الأممالمتحدة كذلك إلى الوصول غير المقيد إلى المدنيين الذين يحتاجون إلى المساعدة. إن اتفاق 20 يونيو بشأن أبيي خطوة إيجابية اتخذتها حكومتكم وحكومة جنوب السودان من اجل استباب الأمن في المنطقة لحين الوصول إلى حل دائم. وإذ نستعد لنشر قوات إثيوبية ضمن قوة الأممالمتحدة المؤقتة لأبيي، وهو ترتيب مؤقت، فإن على الطرفين أن يقدما التنازلات السياسية اللازمة لحل المسألة حلا دائما. وقد حثثت حكومة السودان مرة أخيرة على الموافقة على تمديد تفويض بعثة الأممالمتحدة في السودان إلى أن يهدأ الوضع على أقل تقدير، فنحن لا نستطيع تحمل أي ثغرة في هذه المرحلة الحرجة. وأنني أحث حكومة السودان والحرآة الشعبية لتحرير السودان (الشمال) بشدة على أن تبديا ذات النمط القيادي الذي وضع حداً للحرب الأهلية بين الشمال والجنوب وأن ينهيا على الفور هذه المواجهات الجديدة وآافة الأعمال العدائية ويحلا كل النزاعات المعلقة عبر الحوار. والآن حان الوقت لكل السودانين، من الشمال ومن الحنوب، ليجتمعوا معا ويشكلوا مستقبلهم المشترك.