الدكتور امين حسن عمر ، وصف اتهامات رئيس حكومة جنوب السودان الفريق سلفا كير ميارديت المتكررة بدعم الخرطوم مليشات الجنوبيين ب " الساذجة " وهو يرى ان تصريحات سلفا الأخيرة في واشنطون ما هى الا محاولة مكشوفة لإسدال الستار على دعم النظام في جوبا للمتمردين في النيل الأزرق وجنوب كردفان ! وقال د. امين - هذا الرجل فقد القدرة على القيادة ولا يدري إلى أين يقود دولته الجديدة – وذكر ايضا أن سلفا كير لا يتمتع بصفات رجال الدولة .. حتى قال " أمثال سلفا قد يكونون قادة في حركات رفض وتمرد، ولكنهم ليسوا في قامة رجال الدولة " انتهى حديث الدكتور امين حسن عمر ! اذن امين – مسح – بسلفاكير غباش الارض ، بعد ان حسبه في قائمة الفاشلين في إدارة شئون دولتهم ! وقبل ايام قليلة تداولت مواقع الكترونية بأن هناك محاولات من جوبا لإختراق الخرطوم امنياً وزعزعة استقرارها.. فهل جوبا حقيقة تحتاج فعلياً لإرسال جواسيسها الى الخرطوم لأخذ معلومات استخبارية ؟ نرى ماذا قال العميد " حسن بيومي " .. ( انه لا يمكن بأي صورة من الصور ان تفكر حكومة الجنوب بهذه الكيفية لغياب الكادر المؤهل ) لكنه عاد وقال ( يمكن ان يحدث ذلك بطريقة غير مباشرة عن طريق الاطراف ذات المصلحة التي قد تسعى لإحداث الاختراق الامني المطلوب ) والتجسس ونعلم ان التجسس اصبح متاحا الان وسهلاً في ظل الانفتاح الالكتروني وتوفر التقنيات الحديثة التي تساعد على ذلك . ولكن لماذا تتجسس جوبا على الخرطوم ؟ اعتقد انها لا تحتاج الى ذلك ، واذا حاولت ستفشل في مهمتها ! يحدث عادة في الخرطوم – تكاتف قوي – بين الشارع والحكومة حال حدوث أي اختراق امني .. والامثلة كثيرة لذلك ، يكفي مثالا ما حدث ساعة محاولة اجتياح قوات العدل والمساواة لأمدرمان في العام 2008م ونجاح الاجهزة الامنية المختلفة في إعادة الامور الى نصابها في ساعات معدودة ! ان الوضع في السودان الان يختلف كثيرا عما كان عليه سابقا ، لذلك من الصعب جدا على دولة الجنوب ان تحدث اختراق امني يمكنها من تمرير اجندات تخدم مصالح ( صهيوامريكية ) ، وصدقت توقعات الخبراء في ان تقود التطورات السياسية بين البلدين الى حرب في النيل الازرق وجنوب كردفان وتوترات في ابيي ، الا ان عودة الحرب الشاملة رغم كثرة التكهنات لم تعد بندا لدى الخرطوموجوبا ، وذلك لسعى دؤوب وبرعاية دولية لتجاوز ما يسمى بالقضايا العالقة والمتمثل في البترول والديون الخارجية وابيي ، هذا الى جانب تعقيدات على الصعيد الاقتصادي والسياسي والعسكري ! والامين العام للامم المتحدة ، بان كي مون – يتخبط – هنا وهناك ، ويدعو الى ما اسماه " ضبط النفس " ودعوة الطرفين الى الامتناع عن استخدام العنف واللجوء الى الحل السلمي بالحوار ، وقال بوجهه الآخر ان وجود الجيش السوداني في منطقة ابيي عبارة عن احتلال ، والذي لا يعرفه كى مون أن الجيش موجود شمال حدود 1956م وهي الحدود الفاصلة بين الشمال والجنوب والتي أقرتها اتفاقية السلام الشامل. وقال العبيد " الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية " أن وجود الجيش في منطقة آبيي هو أمر طبيعي وان أي قوات أجنبية أخرى هى من توصف بأنها قوات احتلال . واكد أن ابيي شمالية وان حقائق الجغرافيا والتاريخ تقول ذلك وان أي حديث غير هذا يجافي الحقيقية. ودعا مروح ، الناطق الرسمي الأمين العام بان يكون أكثر دقة في إطلاق الأوصاف مشيرا إلي أن وجود جيش الحركة الشعبية في بحر العرب يمكن أن يوصف بأنه احتلال ! ان واشنطن تحاول بأي وسيلة إخراج " الدولة حديثة الولادة " من الوضع الحرج الذي تعيشه، ومن مضاعفاته بعد عملية الولادة ! فقد عقدت الإدارة الأمريكية مؤتمراً خاصاً باسم " المؤتمر الدولي الخاص بدولة جنوب السودان " وحشدت له أطرافاً دولية عديدة، لتشخيص علل وأمراض المولودة الحديثة ومحاولة تجنيبها المخاطر ، وناقش المؤتمر فرص الاستثمار الخاصة في قطاعات مثل النفط والطاقة المتجددة وتقنية المعلومات والزراعة والبنية التحتية للنقل والمياه النظيفة والصرف الصحي وخدمات بناء القدرة والخدمات المالية. المهم في هذا المؤتمر، سعي الحكومة الأمريكية لإيجاد مخارج وأطواق نجاة وليس البحث عن فرص الاستثمار في الجنوب .. فقط انقاذ ما يمكن إنقاذه ! فقد نصح الرئيس الامريكي باراك اوباما أن – يحسّن – علاقته بدولة الشمال ، لكنه لم يفعل بحسب توجيهات ( متطرفون ) داخل صفوف الحركة الشعبية – يكنون – كل العداء للشمال والجلابة عموما " كما يقولون! وسلفاكير لا يملك قراراً ذاتياً ، تجده كل يوم هو في شأن ! احيانا مع امريكا ، واخرى مع اسرائيل ! ولم يضع – طوبة واحدة – منذ استقلال دولته في اتجاه تنميتها وتعميرها حتى يأتيه الزوال فجأة وهو يهم بالركوع في حضرة ( صهيو أمريكا ) . فقد كان خيرا لسلفاكير ان يخصص ما ينفقه على الحركات الدارفورية من مال وسلاح للتعليم والصحة في دولته ليتقي شر السؤال وإستجداء الغير ، فالنظريات الحديثة تقول ان ( لكل شئ مقابله ) بمعنى انه ليس هناك شيئاً ب( بلاش ) فكل مل تأخذه وتظنه – مجانا – ستدفع عليه ثمنا مضاعفا وغالياً في مقبل الايام ، وهذا ما يثير مخاوف الاحرار من ابناء دولة الجنوب ودعوتهم لتغيير نظام سلفاكير والإطاحة به بين ضحية وعشاها . Ali Car [[email protected]]