يحمد للدكتور فيصل القاسمى برنامجه المتفرد الاتجاه المعاكس الذى له الفضل فى انعاش روح الديمقراطية والحواربين شعوب الشرق الاوسط التى لم تحظى ببرامج مشابهة فى قنواتها الفضائية الوطنية و المحلية , حلقة يوم الثلاثاء 16 يناير جائت ملبية لرغبات الشعوب السودانية التى انهكها اللهث وراء الانعتاق و التحرر من قبضة الانقاذيين المتدكترة و المتجبرة , كان ممثل النظام كعادة رصفائه متعنتاً مقاطعاً غير ملتزماً بضوابط الحوار و ادبياته كما وجه له القول ممثل المعارضة الاستاذ حسنين وذكره بذلك ايضاً مقدم البرنامج عدة مرات بان سلوكه فى مقاطعة الطرف الاخر اثناء الحوار هو ديدن عناصر النظام , لقد اسهب حاج ماجد كثيرا فى تعداد ما انجزه نظامه من سدود وجسور وطرق و اسفلت ونسى ان الهدف والمستهدف بالتنمية هو كينونة الانسان السودانى الذى فقد وجدانه و ماء وجهه وماله و اصبحت هذه المبانى ذات الطبقات العلوية ملك لعناصر النظام ومحتكرة على من يواليه فقط و لم يكترث هذا الدباب للارواح التى راحت نتاج استغلالهم للدين والعرق فى السياسة وشئون الحكم اسوأ استغلال كما ادلى بذلك الاستاذ على محمود الذى اثبت وبالارقام تجاوزات النظام و منتفعيه من بيع لمشاريع وطنية لا يحق لاى نظام كان التصرف فيها ما لم يكن هذا النظام له نواب ينوبون عن الشعب حقيقة وليس شكلا ثم من بعد ذلك يمكن ان يتخذ قرار بيع اى سنتيمتر مربع من ارض الوطن من بعد اجماع و تخويل من هذا المجلس النيابى المنتخب حقا وحقيقةً, لقد احتفظ الاستاذ بحزمة من الاوراق التى تحوى بدقة فائقة ما انتهكه النظام تجاه المال العام لقد اعاد هذا البرنامج للمشاهد السودانى الثقة فى نفسه و التيقن من مقدرته فى القيام بالتغيير الذى هو ملهمه و رائده من بين شعوب المنطقة , لا توجد سلطة مطلقة تفعل ما تشاء و تفتك بشعبها دون ان يردعها رادع و يتمشدق ممثليها امثال سوارليصفوا للناس قيام ثورة بانه مجرد حلم فى خيال رئيس الجبهة الوطنية العريضة الذى قضى سنين عمر سوار فى معترك الحياة السياسية السودانية , ان العقلية التى ادت الى تمرد قرنق وبولاد و خليل وعبد الواحد و عقار و عرمان وخروجهم من الوطن و تفضيلهم لخيار العيش تحت ظل البندقية والجبال ليس بالامر السهل ولا المستسهل كما يراه رموز الانقاذ , ان الثورة يصنعها الغبن و الاحساس بالتجاهل و التقتيل والتصفيات التى تتم بحق المواطن السودانى الضعيف الذى ان كان له ذنب فذنبه انه قال انه يريد ان ياكل ويسد الرمق و يريد ان يحفظ عفاف كريماته اللائى ضربن فى الارض هجرة فى كل عواصم البلاد المجاورة ليقتتن من اجسادهن و شرفهن , لقد حدث ولاول مرة فى تاريخ شعبنا العفيف ان تتساوى المرأة السودانية مع نساء من جنسيات أخرى فى اسواق تجارة الرقيق الابيض و الاسمر , لقد انتشر الفساد فى البر والبحر و اصبح رموز النظام لا يكترثون لمن ينصحهم و اصبحوا يستهترون بمن يتحدث عن هم الوطن وكأنهم جئ بهم من بلاد الواق الواق ليحكموا هذا الشعب ويتعاملوا معه بطريقة تشعرك بانهم لا علاقة تربطهم به لا دماً ولا جغرافية . اذا كان اهل الحكم فى السودان يرون بذات العين التى يرى بها ممثلهم فى برنامج الاتجاه المعاكس فان هذا دليل قاطع على حتمية بزوغ فجر الربيع السودانى و لا اظن ان عاقلاً يقوم بتقديم محام غير ملم بأسس و ابجديات القانون ليقوم بواجب الدفاع عنه , لقد اوضحت مداخلات و اطروحات الحاج ماجد سوار ان المحطة التى كان عليها الانقاذيين فى العام 1989 ما زالت هى هى لم تتغير , كلهم يتفقون على تحدى المواطن المسكين و يقهرونه حتى عبر المساحات الاعلامية التى تتاح لهم لا يحترمون عقله و يعتبرونه هلاما و يثقون فى ان صمته هذا سيستمر , لكن المؤشرات الاخيرة التى برزت على ساحة الحراك السياسى هى خير دليل على قرب انهيار ملك الانقاذيين واولها التململ الذى حدث اخيراً فى اوساط الحزب الذى اختاروا له افضل الرموز وهى الشجرة واحسن الاوصاف (حزب قائد لوطن رائد) و لم يختارو له الخيرين من ابناء الشعب السودانى , فحولوا البلاد الى مرتع خصب لعضوية هذا الحزب المسيطر حيث اصبح من ينتمى اليه و يحوز على عضويته تهب له الاراضى و الثروات تماما كما حدث ايام الاقطاعيين ابان العصور المظلمة فى اوربا , هذا المسلك جعل افراد الشعب ينقسمون الى صنفين صنف سيوبر يتمتع برفاهية لا يتمتع بها حتى مواطن اسكندنافيا واخر مسحوق ومغضوب عليه فاقد لوعيه نتيجة للقهر والتجويع المتعمد الى ان اصبح لا يميز بين الخير والشر و بذلك اصبح طيعاً فى يديهم الى حين تغشاه صدمة واقعه المرير التى تجعله يفيق الى وعيه. الملاحظ لنهايات الطواغيت يجدها كلها ذات ملمح واحد و دونكم العقيد الذى كان ولاخر لحظة من ايامه يوهم نفسه بانه له اتباع و مؤيدين سوف ينبتون من الارض ليشدوا له الجرذان الى ان صدم عندما وجد نفسه وجها لوجه مع الثوار و عندها ندم حيث لا ينفع الندم وحيث لم تنفعه توسلاته لشباب فى سن احفاده , الطغيان غشاوة تحجب الرؤية عن الدكتاتور ولا تسمح له بان يرى الا ما يراه المطبلون و المدلسون للحقائق والمزينون له الباطل , فعلى قيادة الحزب الحاكم ان تعيد النظر فى نهجها و ظلمها للانسان السودانى بان تعيد له كرامته و تدعوا الناس الى كلمة سواء لا تصنيف و لا تفضيل لمواطن سودانى على آخر و ان تفعل ما يمليه عليها الواجب الوطنى بحل الحكومة الحالية و تشكيل حكومة انتقالية من كل الوان الطيف السياسى تعقبها انتخابات حرة حقيقة ونزيهة حقاً ويتم عقد مؤتمر دستورى فى هذه الفترة الانتقالية يكون شامل وجامع لكل الاحزاب والتنظيمات السياسية ليضع دستور وطنى يأخذ فى الاعتبار رفاهية الفرد السودانى الذى يسكن الريف والمدينة وتكون هذه هى الغاية والهدف الاعلى وان لا يترك لاى نزعة عصبية عرقية ولا دينية ان تكون ملهمة لروح هذا الدستور الذى بالضرورة ان يعترف بكرامة الانسان السودانى كحقيقة واقعة وليس نظرية عابرة من اجل الاستهلاك والاستهبال.. [email protected] 00971555666428