بقلق بالغ نتابع, ويتابع قطاع واسع من شعبنا, الانتهاكات الفظة و المستمرة و المتزايدة لحقوق التعبير و التنظيم التي يرتكبها منسوبو النظام في حق جامعة الخرطوم. و يثير انزعاجنا الاستخدام المتهور و الغليظ للقوة المفرطة في مواجهة الطلاب الذين يحاولون تنظيم حركتهم الاحتجاجية المشروعة على ما يجري من اخفاقات في كافة جوانب الحياة الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية، و يحرصون على التعبير بمسئولية و في حدود القوانين القائمة عن سخطهم ورفضهم لمظاهر الاخفاق و القشل بأكثر الطرق تحضراً و عقلانية و سلمية. طالت الانتهاكات حرم الجامعة التي يهمنا جميعا بقاءه متمتعاً بحقه الضروري في الاستقلال و الطمأنينة كما كفله الدستور بما يضمن له مناخاً أكاديمياً حراً و محصناً ضد كافة أشكال الوصاية و الهيمنة و التدجين، ضماناً لنموه و تطوره المعافى، و تعزيزاً لقدرته على الابداع في انتاج المعرفة الموضوعية سلاحاً لسوداننا في معركة النهوض و التنمية. ولذلك فاننا نعلن رفضنا الحازم و المبدئي لكل تغول على استقلال الجامعة و لجم حريتها كساحة للابداع الفكري و الابتكار العلمي، و ندين بشدة هذه الأفعال الصبيانية التي تتم بترتيب من أجهزة الحكومة و دعمها و مباركتها، و نهيب بالسلطات تحمل مسئوليتها القانونية في حماية الحرم الجامعي و ضمان حريته. و طالت الانتهاكات حرية و أمن و طمأنينة الطلاب في داخل مباني الجامعة و داخلياتها على نحو غير مسبوق، حيث دأبت مجموعة من المحسوبين على الحكومة و المستقويين بسلطانها على اقتحام الجامعة و الداخليات و الاعتداء على طلابها و طالباتها مستخدمين مختلف الاسلحة مما تسبب في الحاق الأذى الجسدي بعدد كبير من الطلاب. هذا بالاضافة الى اعتقال و اختطاف العديد من الطلاب و حبسهم في أماكن مجهولة في ازدراء وقح لكافة القوانين و الشرائع و الأعراف. و في هذا الصدد، نحذر من مغبة هذه الأفعال و أثرها على استقرار الجامعة و ثقة أولياء الأمور في قدرة الجامعة على ضمان سلامة الطلاب. و طالت الانتهاكات هيئة التدريس من اساتذة الجامعة الأجلاء، حيث داست هذه المجموعة، بتشجيع واضح من الحكومة، على كافة تقاليد احترام الأستاذ الجامعي و توقيره، و لم تتورع من اقتحام مكاتب الأساتذة و التطاول على كل من احتج على هذا السلوك الهمجي، و بل وصل الأمر ضرب و الحاق الأذى بأحد اساتذة مدرسة العلوم الادارية في نهار يوم الأحد الموافق 24 يونيو المنصرم مما قاد الى توقف جميع أساتذة المدرسة عن التدريس لمدة ثلاثة أيام، كما تجرأت هذه المجموعات، التي لاشك أنها تضمر شراً نحو الجامعة، في نهار الأحد الموافق 8 يوليو الجاري على استفزاز و مخاشنة نفر كريم من أساتذة كلية الهندسة من بينهم نائب عميد الكلية و رئيس قسم الهندسة الكيمائية. نحن في الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق و الحريات ندين بشدة هذه الانتهاكات و ننبه الجهات التي تقف خلفها بأننا لن نألو جهداً في فضح و تعقب المنتهكين و جلبهم الى ساحات العدالة لمحاسبتهم على ما أقترفوا من جرائم نعتقد أنها جد خطيرة و مفزعة في حق جامعتنا الأم و طلابها و أساتذتها. فاروق محمد إبراهنيم رئيس الهيئة السودانية للدفاع عن الحقةق والحريات 10 يوليو 2012