كلام الناس *لم يكن الافطار الرمضاني الذي درج الامام الصادق المهدي واسرته الممتدة وحزبه على اقامته بمنزله بحي الملازمين بامدرمان الذي اقيم امس الخميس الموافق 21 رمضان الجاري اتكاءة رمضانية كما وصفه في كلمته المفتاحية عقب الافطار وانما كان بحق كان مؤتمرا جامعا التأمت في رحابه كل رموز العمل السياسي والمجتمعي بكل الوان طيفهم واتجاهاتم وجهاتهم. *صحيح انه لم يقدم طرحا جديد وان وزع على الحاضرين مشروع اتفاقية السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل - 11 يوليو 2012 - الاانه اكد موقفهم الثابت الداعم للحل السياسي السلمي الديمقراطي القومي الذي ظل يبشر به الامام الصادق المهدي منذ سنوات الانقاذ الاولى. *لن نتحدث هنا عن مشروع اتفاقية السلام والتحول الديقراطي على اهميته فهذا يحتاج الى كلام منفصل بمشيئة الله لكن لابد من التوقف عند بعض الاشارات المهمة التي جاءت في كلمته الواضحة التي ارتجلها وهو يبدأ بمباركة ماتم من اتفاق بين حكومتي دولتي السودان حول النفط. * الاشارة الاولى جاءت في تاكيده على ان السلام العادل والتحول الديقراطي انما يستوجب استكمال الاتفاق الذي تم بين دولتي السودان لمعالجة كل القضايا العالقة واستكمال سلام دارفور وتحقيق السلام في جنوب كردفان والنيل الازرق وحول ابيي ومعالجة الاختناقات السياسية والاقتصادية والامنية الحالية الحالية بمعالجة اسباب وتداعيات النزاعات القائمة التي تهدد السلام ووحدة السودان الباقي واستقراره ومستقبله. *الاشارة الثانية المهمة لخصها الامام في عبارة مفتاحية عندما قال ان هذا الحل يحتاج الى(صبة) سياسية بكل مكونات الصبة السياسية لبناء الدولة السودانية المدنية الفدرالية التي تحقق المساواة بين المواطنين وتؤكد ان الشعب مصدر السلطات وان المواطنة اساس الحقوق. *لهذا اوضح الامام للذين يراهنون الى ان التغيير الذي بدأ بالتبلورفيما صار يوصف بالربيع العربي انما جاء لصالح اجندتهم ان عليهم ان يدركوا ان التغيير المنشود جماهيريا انما يستهدف قيام الحكم الراشد الذي تتكامل فيه المرجعية الدينية مع المرجعية المدنية والديمقراطية القائمة على التعددية السياسية. *هكذا كانت الاشارة الثالثة مؤكدة ضرورة التوفيق بين المرجعية الدينية والدولة المدنية الديمقراطية التي تحمي التعايش السلمي بين كل مكونات الصبة السياسية بمختلف الوان طيفها العقدي والسياسي والاثني والثقافي. *هذه خطوط عريضة لخارطة المخرج السلمي الديمقراطي القومي التي تستوجب استمرار الحوارالجاد مع دولة جنوب السودان لاستكمال ماتم الاتفاق عليه مع الالتنزام باستحقاقات السلام في كل ربوع السودان باستيعاب مكونات الصبة السياسية والمجتمعية بلا عزل او اقصاء خاصة في المناطق التي مازالت محل نزاع ، دون مماطلة تضيع الوقت والفرص وتضيق مساحة الامل في المخرج السلمي الديمقراطي