تناولت في المقال الأول نموذج أحمد خير وفقاً لإفادة المخبر إدريس حسن و منهجه في القيادة و العمل و لم يجد منا الإشادة أو التقدير في كُليته و لقد طلبت ممن عاصره أو عمل معه أن يأتي بما يعرف عن هذا الوزير و إرثه –لفائدة الأجيال القادمة. ذكرت كيفية إختيار الوزراء و التنفيذيين في أمريكا و أضيف أهمية وجود حد أدني من المؤهلات مثل معرفة القراءة و الكتابة بلغتين علي الأقل و القدرة علي الإبانة و معرفة بالسياسات و طرائق إعدادها و بالعالم الخارجي و تأثيره علي مهامه الجديدة ....إلخ. في الحلقة الثانية من حوار إدريس حسن جاءت إفادته عن الوزير محمد عبد الجواد و رأيه الغريب في الوزارة "الوزارة عربية و كشك" !!! و لا أدري هل يعلم الوزير بأن الوزارة مسئولية عظيمة لخدمة الشعب في المجال المحدد و أن الوزارة هي سياسات توضع و أفكار مع رؤية ثاقبة و أهداف تُنجز في الوقت المحدد و بالمال المرصود. الوزير محمد عبد الجواد لديه قصة أُخري تنم عن جهل و عدم معرفة و ذلك برفضه للمعونة الأمريكية و التي تمثلت في نظام للإتصالات بالأقمار الصناعية و حدثت وقتها ضجة كبيرة حول المعونة الأمريكية و التجسس علي السودان و هي أمور تنم عن جهل فاضح بالمعرفة آنئذن –لقد بدأ عصر الفضاء و الرقمنة –ثورة في الإتصالات الفضائية و إستخدامات الأقمار الصناعية في مجالات شتي و ليس فقط في الإتصالات.البث التلفزيوني والإستشعار عن بعد و الإرصاد الجوي .وهي إستخدامات مهمة جداً لبلد في حجم السودان و لو أن الوزير كان يدري هذا و لو أنه كان قائداً لوفر علي بلادنا الكثير و لجنبنا بعض مما نعاني.وهكذا أضاع علي بلادنا فرصة في مواكبة ثورة الإتصالات و المعلومات- جهل فاضح و إنعدام للمعايير التي يتم بموجبها تعيين الوزراء و كبار المسؤلين في الدولة-وإذا عجزنا في الإبتكار كيف نعجز في التقليد؟ علينا في هذه الحالة أن نستعين بما يفعله الآخرون-خاصة أمريكا و التي نريد ضرابها إذا لاقيناها!!!!!،ففي أمريكا يتم إستجواب المرشح للوظيفة العامة –وزير- قاضي محكمة عليا –سفير ..بواسطة اللجنة المختصة في الكونجرس مثل لجنة الشئوون الخارجية أو لجنة العدل او لجنة الدفاع. يرفض كثير من الناس الوظيفة لانها تعرهم تماماً أمام الشعب.الآن نسمع بإستشهاد وزير و لا نعرف إسمه ،دعك لامن مؤهلاته و طرائق تفكيرهم و مدي معرفتهم بما هم مقبلون عليه!!وهكذا يأتي يافع لمنصب مساعد الرئيس و هو لا يدرك كبير علم أو معرفة في جغرافيا البلاد.و للأسف لا يتوقف الامر علي غياب القيادات و لكنه يتخطاها إلي غياب المؤسسات و تقاليد العمل – لقد تسنم القيادة بعد الإستقلال أفراد قليلو التجربة محدودي الخيال و المعرفة مما أسهم في ضاع السكة حديد و البريد مع النقل النهري و الإتصالات و مشروع الجزيرة و كثير من المؤسسات المهمة مثل التعاون و الذي نحتاجه الآن –كان للتعاون مركز للتدريب في منطقة جهاز المغتربين.كانت من مهامه ان يعمل علي تدريب الاتعاونيين ليس علي مستوي السودان و لكن علي مستوي الإقليم و للأسف تم السطو علي المبني و تحويله لغرض آخر بعد أن أصبحت المنطقة عامرة و جاذبة –لقد تم تشييد المبني بدعم دولي و كان به نزل للمتدربين و أنظر إلي أي جهة شئت،فستجد عجباً وتأكيداً لما ذكرت.هذا المثال ينبه إلي أهمية التدريب لضمان مستقبل أي مؤسسة و لقد تم إغفاله و إهماله بإيكال أمره إلي أفراد قليلي الخبرة و المعرفة .أيضاً الإرشيف في أي مؤسسة تم إهماله مما ساهم كذلك في ضياع ذاكرة المؤسسة و بذلك تم الإبحار في عماء شديد دون ذاكرة أو بوصلة و بدون رؤية للأمام و للمستقبل و زيارة لأي مؤسسة تؤكد هذه الحقائق-حيث نجد إرشيفاً لا يمكن الدخول إليه –دعك من التقليب في أوراقه و مركزاً للتدريب علي رأسه شخص يحتاج للتريب في أهمية التريب!! و أخيراً لا بد للإعلام من القيام بدوره و الباحثين كذلك عليهم رصد أقوال وأفعال المسؤلين و الوزراء و الدعوة للأخذ بما في العالم من تقاليد و نقلها للبلاد. هنالك بعض الوزراء و التنفيذيين يعتقدون بأن السلطة توقيع- يعني إمضاء و لله في لاخلقه شوؤن. Ismail Adam Zain [[email protected]]