بسم الله الرحمن الرحيم افق اخر يد على برج الحمام ... وأخرى على الدوشكا ... !!! بقلم: عادل عبد الرحمن عمر العديد من المحللين أدلوا بدلوهم بشأن قصف مدينة " كادوقلي " بدوشكا المتمردين المنتمين لحكومة الجنوب دماً ولحماً وتاريخاً بالرغم من اتفاق التعاون بين دولتي السودان لم يطبق بعد والأجواء الصافية التي خلفها مما حقن أملاً جديداً في اوردة الناقمين على الاتفاق .... الذين يرون ان الاتفاق جمعهم ثانية بأناس لفظهم الاستفتاء الذي افضى للانفصال الذي تمخض عن جنس خال من الشوائب ( العكّرة ) على زعم ( فريق ) محدود يسعى الى تطبيق الشريعة الاسلامية بهذا المفهوم حيث ( التجزئة ) التي حدثت جعلت نسبة المسلمين تفوق التسعين بالمائة ... متناسين مشكلات السودان المتراكمة التي تحتاج لوجه الاسلام الحضاري الذي يتبلور في معان سامية وصلتها الحضارة الغربية بعد حروب دامية شاملة أسلمتها لمعايير راقية في حقوق الانسان والكرامة والحرية والمساواة . اما ( الفريق ) الاخر الشاذ ايضاً يسعد لبعض الانفلات الامني وسط كادوقلي حتى يخلط الأوراق في اتفاقية التعاون ( الهشة ) والتي تحاول ان تثبت ارجلها في ارض غير ممهدة .... حيث ( التربص ) مرافق للاتفاقية التي تحرسها حتى الان ارادة القيادتين في البلدين .... وتجد ما دون القيادة العليا من لا يعجبه هذا التوازن والبحث عن المصالح التي تقي الاتفاقات من الكيد والمحاولات اليائسة سواء من قطاع الشمال او من جهات واحزاب اخرى تساند النقاء العرقي والابتعاد عن ( الترلة ) مثقوبة الاطارات . قضية جنوب كردفان والنيل الازرق ... تحتاجان الى ( فرفرة ) مولانا احمد هارون الذي ناهض قذائف الدوشكا بمؤتمر كادرقلي الذي جمع الشتات الحزبي في تلك المنطقة على فهم متقدم ... ( لا لسيطرة حزب واحد ... ثم لا للحرب ... ثم نعم للحوار ) تبدو هذه شعارات براقة ولكن ما توصل له المؤتمرمن مقترحات لا يمكن لأي تسوية قادمة حتى مع حاملي السلاح ان تتجاوزها لانها ببساطة مست المشكلة بجوانبها كافة ... حيث ادخال طيف واسع من ابناء المنطقة الذين يرفضون لغة السلاح ومن غير المنتمين للحزب الحاكم ... وبينهم من اساطين المعارضة للمؤتمر الوطني ... حيث الوالي يدرك ان المعارضة وان تطاولت جداً وجه اخر لعملة الحكم الصالح ولذا الاختلاف لا يفسد للود قضية . وفي اعتقادي ان نجاح مؤتمر كادوقلي رغم القصف خرج بتوصيات هامة وعاجلة دفعت للقيادة السياسية بالبلاد لتنظر فيها سريعاً ... لان سلامة التقدير تكمن في امتلاك الفعل والمبادرة أسوأ العواقب للحركات التي تمتلك مشروع نهضوي ان تترهل بفعل الحكومات التي جاءتها بفعل ثوري خلاّق سواء بفعل حناجر الشعوب الهادرة او على اسنة الرماح بعد ما ذاقت الويلات من سيطرة حكومات باطشة ... هذا ليس مسوغاً على التغيير على ظهر دبابة الذي اثر فيما بعد تحولاً ديمقراطياً مدنياً قد يعيب عليه البعض انه طال انتظاره !!! اتفاقية التعاون بين دولتي السودان .... ذكر فيها الكثير وتحتاج دائماً الى سعة افق لتجاوز عقبات التفاصيل وتربص المتربصين بها .... اما ما حدث في كادوقلي مؤخراً ما هو الا اختباراً بسيطاً لصمود اتفاقية التعاون وفي اعتقادي ان النجاح كان حليف هذا الاختبارالذي تعقبه امتحانات قاسية وصعبة للغاية بالرغم من فشل المؤتمر الوطني في اطلاق التصريحات المتسرعة والعاجلة التي تنم عن عدم نضج كاف... فمثلاً عرض سلفاكير للتوسط بين حكومة السودان وقطاع الشمال الذي قوبل بالرفض من غير ابداء اسباب ، مع ان الوقت مناسب للغة دبلوماسية ترتدي شكل المناخ المتاح عقب اتفاقية ... نعلم ان الوقت غير ملائم للواسطة ولكن مفردات الرفض ايضاً غير مريحة في وقت يحتاج الى شكل ندي للغة .... رغم تورط قطاع الشمال في الدماء والخيانه الوطنية وتجاوزه للقضايا المناطقية الى قضايا قومية كبرى ... يمكن ان تعالج ضمن مشروع الجمهورية الثانية على طريقة الحزب الحاكم او الاصلاح السياسي في مفردات المعارضة بطوائفها كافة . المهم ان تواصل مجموعة مؤتمر كادوقلي فعلها المثابر حتى يؤتى اكله .... سواء محاربة الروتين القاتل في التعامل مع القضايا الساخنة .... او في انتظار قطار التفاوض الذي لم يستو بعد على الجودي .... لاسباب يدركها الثلاثي ( مالك ، الحلو ، ياسر ) ... لكن هناك اشارة يجب على حكومة الجنوب مراعاتها .... ان تخرج من الكلام ( المعلب ) الدبلوماسي لتطرح على طاولة التفاوض او اجهزة الاعلام لعرض التدابر التي قامت بها إزاء فك الارتباط بين الفرقتين التاسعة والعاشرة والجيش الشعبي لدولة الجنوب ... ندرك ان قضية فك الارتباط بين الفرقتين التاسعة و العاشرة من الجيش الشعبي لدولة الجنوب ... شائكة ومعقدة لكن تواصل الدوشكا وسط كادوقلي لا تعبر عن قوة قطاع الشمال بقدر ما تبين ان الحبل السري ما زال متيناً لم يقطع بعد الولادة " القيصرية " !!!! islam al sudanee [[email protected]]