لا يخفى على أحد تزايد إهتمام فتياتنا في السنوات الأخيرة بأدوات الزينة والتبرج واشتغالهن بذلك بشكل لافت أسوة بالمرأة في الغرب والتي تعتبر أدوات الزينة والتبرج جزء لا يتجزأ من شكلها العام حتى تبدو جميلة وجذابة أمام الناس سواء أكان ذلك بتغطية عيوب فيها ، أو إظهار جمال هو في النهاية جمال مزيف يزول بزوال المؤثر. للأسف فقد تسللت إلينا هذه الموجه الكاسحة من ثقافة التجميل وخبرائه فظهرت مراكز التجميل بأشكالها المتعددة وإعلانات تبشر بتييض البشرة وإستخدام كل أنواع (الميك اب) التي تحيل المرأة إلى كشكول من الألوان . حقيقة ما كنت أتمناه - وبالطبع كل إبن بلد - هو أن لا تقع المرأة السودانية فريسة لهذه اللجة من البهرجة التي تشوه جمالها الأصيل وتفقدها تميزها على الأخريات للتدليل على ذلك شاهدت إعلانا في التلفاز لإحدى هذه المراكز التي تعمل في هذا المجال وهي تقوم بتزيين عروس وتضمن ذلك تبييض الوجه مع عمل إضافات على العيون والجفون والخدود ثم عمد الإعلان بعد ذلك إلى عرض صورة للعروس قبل وبعد عملية التجميل ، بدت فيها العروس وبكل أمانة أجمل وأروع بكثير في هيئتها الأولى قبل التزيين . أرجو أن لا يفهم من حديثي هذا إنني أحارب مراكز التجميل في ذاتها فالتزين في حد ذاته كما نعلم هو أمر مشروع ومباح للمرأة ، لكن ما أتمناه من تلك المراكز أن تستلهم من تراثنا السوداني في هذا المجال وأن تعمل على تطوير أدواته فيصبح لها تميزها على المراكز الأخرى وللتدليل على ذلك يكفينا فقط أن نلقي نظرة على صور نسائنا في الحقب السابقة لنرى كيف كان جمالهن الطبيعي يفعل فعله الرجال فيتسابق الشعراء إلى نظم الإشعار ودونكم هذه الكم الهائل من الأغاني عن المرأة السودانية وجمالها. حقيقة إن جمال المرأة السودانية لا يحتاج إلى تزكية من أحد ولوننا الأسمر هو الأبهى فأرجو أن لا نهرب منه فهو الذي يمنح شخصيتنا تميزها على الأخرين وله خواصه الفريدة التي قد لا يعلمها الكثيرون ، ألم تسمعوا حسن عطيه يغني حبو زي النيل جاري في وجداني في الملامح عربي وفي الجمال سوداني يابنات بلادي الرائعات نصيحة لوجه الله : حافظن على جمالكن الطبيعي وأعلمن أن الجمال الحقيقي هو جمال الروح . لابأس من الزينة ، لكن لا تسرفن فيها فإن ذلك يفسد ما جبلتن عليه من جمال فطري زانه الحياء والرقة رونقا لا نجد له نظيرا عند الأخرين .. تحياتي