ان الصراع على المياه في العالم العربي من القضايا الهامة والاساسية، والتي ترتبط ببقاء الحياة، واستقرارها. لذا لابد من القاء نظرة سريعة ومختصرة لاوضاع الحياة المائية في العالم العربي في ظل العراك الغربي المهيمن بواسطة لاعبين ممتازين مجاورين للدول العربية كاسرائيل واثيوبيا وتركيا ودول البحيرات العظمى في افريقيا ،رغم وجود المياه في دول الصراع،مع العلم ان الازمة تنبع من تلك الدول التي توجد بها المياه والتي تتحكم فيها دول المنبع بالاصل والتي تدار بواسطة الغرب كما اسلفت الذكر، جميع تلك الدول لها علاقة مباشرة بالكيان الصهيوني،فالسودان ومصر والعراق وسوريا دول تعيش حالة عدم الاستقرار المائي ثم حالة الانهيار الاجتماعي والثقافي والسياسي والتي تعاني منها تلك الدول جعلت دول الهيمنة تستطيع أن تحرك اصدقائها في المنطقة لكي يكونوا لاعبين مهمين للغاية،فتركيا واثيوبيا تربطهما علاقات وطيدة بكل من الكيان الصهيوني وامريكا ثم ان حالة الهيجان التي تعاني منها دول حوض النيل أخيراً ورفضها لكافة الاتفاقيات القديمة للمياه (نيريرى) جعل كل من مصر والسودان في وضع يحسد عليهم وخاصة ان مصر تعاني من كثافة سكانية متزايدة وتحتاج الى مزيد من المياه،أما عوامل أنتشار صراع المياه في بعض الدول العربية فيرجع الى ندرة(محدودية)المياه العربية،وهدر المياه العربية ،بالاضافة الى أن الدوافع الأستعمارية في صراعات العالم الحالية وهي مورد المياه وليس البترول كما يحلو للبعض تسميته،بالإضافة الى المآرب السياسية التي تصنعها الدول الأستعمارية بايد دول صغيرة لتنفيذ مخططاتها الأستعمارية (اسرائيل، يوغندا، تركيا، ايران، أثيوبيا ارتريا) ،وظاهرة الزيادة السكانية المخيفة في الدول العربية ،وتأثير بعض العوامل الطبيعية (الجفاف،التصحر،الأعاصير،الكوارث،الفيضانات)، وصناعة الحروب والمجاعات (الفقر المائي)، وظاهرة التلوث المائي،وظاهرة الأحتباس الحراري أو أرتفاع درجة حرارة الأرض. هناك بعض الدول العربية تئن من شدة العطش كدول منطقة الخليج العربي و الجزيرة العربية، ومويتانيا، وسوريا، والاردن،وليبيا،وهنالك العديد من المعالجات لهذه القضية والتي جرت عبر مشروع انابيب السلام التركي،واما من نموذج المشروعات العربية المشتركة الناجحة في الوطن العربي فهو مشروع كنانة،من المشاريع الزراعية العربية الأفريقية العتيقة في القارة الأفريقية،مشروع الجزيرة،بوجود المياه يمكن ان نحرك عجلات التنمية في جانب الثروة الحيوانية،والسياحة العربية(السياحة المائية)،والثروة السمكية، والثروة الغابية والبرية،كما يجب أن تكون هناك تنمية على نطاق السدود كما هو الحال في السودان واثيوبيا حتى تعم التنمية المحلية وتخرج ثمارها الى الدول المجاورة(سد مروي،سد الالفية الاثيوبي). لابد لنا من الاهتتمام بمسالة صناعة المياه والتي تعتبر من الصناعات الحديثة حتى لا ندخل في نفق الحرب المائية،هناك بعض المعالجات التي لجأت إليها الدول المعنية لحل مشكلة المياه لنأخذ على سبيل المثال تجربة المملكة العربية السعودية والتي كانت في هذا المضمار(تحلية المياه)على رغم من تكلفتها العالية الا ان السعودية تعتبر من ضمن الدول الخمسة في العالم في عوالم التحلية. اما بعد انفصال جنوب السودان وتكوين دولتهم الجديدة،كان لابد ان تكون مطالبة بحقهم في مياه نهر النيل ،كما نجد لاسرائيل نيات كبيرة حول مياه النيل ومن ضمنها تشجيع الزراعة على الطريقة الاسرائيلية،ونقل المياه عن طريق الطائرات الى اسرائيل رغم انها مكلفة لكن من اجل معالجة شح المياه كان لابد من ذلك. في كل عام من يوم (22/مارس)يحتفل العالم باليوم العالمي للمياه الذي أقرته الأممالمتحدة وفي نفس الوقت تتعالى صيحات الجميع من الأفراد والمهتمين في هذا المنحى بالإضافة الى المنظمات الدولية والمحلية والمجتمع المدني للتوضيح للجميع بضخامة القادم،فالحروب القادمة كما ذكرها العديد من المختصين هي حروب المياه بعد أن اصبح البترول من قبيل المصادر الأقل في ميادين الصراع وخاصة بعد ظهور البترول في العديد من الدول الأفريقية وخاصة أن الولاياتالمتحدة تنوي استيراد البترول من أفريقيا في الأعوام المقبلة حسب التصريحات الأخيرة لها،بألإضافة الى أزدياد أعداد سكان البلدان النامية وبخاصة دول الشرق الأوسط المتمثلة في سوريا والعراق وتركيا ومصر والسودان وفلسطين المحتلة والتي تعتبر دول محورية في هذه القضية لان جميع أنهار تلك الدول منابع ميائها تحت رحمه دول غير عربية(مرتفعات الحبشة البحيرات العظمى تركيا) لذا كان الصراع أكيد وفائق رغم وجود العديد من القوانين والأتفاقيات الخاصة بالمياه الا أنها لا تعدو عبارة عن نقاط أو بنود فضفاضة لا تخدم مصالح الصراع حول المياه (قواعد هلنسكي 1966م أتفاقية استخدام المجاري المائية في الاراضي غير الملاحية 1997م) أن السؤال الذي يطرح نفسه دائماً أين دور قوانيين الأممالمتحدة في ظل صراع المياه الحالي ؟؟ مع العلم بان إسرائيل تصول وتجول وهي تسرق المياه العربية(جبل الشيخ ذو القمم الجليدية) في سوريا،والليطاني في لبنان،وادي نهر الأردن وغيرها00 أن المظاهر الثابتة حتى الأن في صراع المياه هي ظهور العديد من الدول المدعومة من الولاياتالمتحدة وإسرائيل لكي تثير القلاقل وزعزعة الامن في المنطقة،وذلك بهيمنتها على المياه العربية عن طريق وكلاء لها في المنطقة تركيا وأثيوبيا ودول منطقة البحيرات العظمى الأفريقية حيث تعمل تركيا على تقليل كميات المياه الواردة الى سوريا عن طريق نهر الفرات وأيضا تكيل بالمكيالين للعراق بسبب المياه ، أما أثيوبيا نجدها تقيم علاقات دبلوماسية وعسكرية كبيرة مع كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل مع العلم بان الأخيرة أقامت العديد من المشاريع الزراعية و الكهربائية والسدود على منابع النيل بمرتفعات الحبشة من اجل الضغط على مصر والسودان ضاربة بذلك عرض الحائط لكل المعاهدات القديمة1929م و1959م كما أن دول البحيرات العظمى الأفريقية تمارس نفس التوجه الأثيوبي تجاه مصر والسودان مع العلم أنها غير مستفيدة أطلاقاً من المياه الضخمة التي تمتلكها في أي من المشاريع (لا في الشرب ولا في الكهرباء ولا السدود)رغم الكثافة السكانية للدول المحيطة بالبحيرات العظمى أما أسرائيل فهي البعبع المصنوع في قلب الوطن العربي وهي أيضا الطفل المدلل للامبراطورية الأمريكية وهي تعمل ليلاً ونهاراً من أجل سرقه المياه العربية من أجل زيادة عدد المستوطنين الجدد(المستعمرين) من اليهود القادمين من أوربا والأتحاد السوفيتي باقامة المشاريع الزراعية الضخمة وذلك عبر جر المياه من سيناء(كما كانت تنوي أنذاك أبان عهد السادات) أوغيره من الأعتبارات.أتمنى أن يكون اليوم العالمي للمياه من كل عام ليس الغرض منه تهويل أو تدويل هذه القضية المصيرية وأصدار التقارير وأنما من أجل التنبيه للعالم أجمع قبل أن يقع الفاس على الرأس ahmed idres [[email protected]]