عاشت مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور ثاني أكبر مدن السودان، وأكبر المدن التجارة خلال الأيام الخمسة الماضية، حالة فوضى عارمة، صاحبها رعب وهلع وخوف وسط المواطنين، وربما أدت إلى فقدان ذاكرة لبعض الأطفال، والنساء، سببها من هم المنوط بهم بسط الأمن والاستقرار والطمأنينة، ليس في المدينة فحسب، بل في ربوع البلد كافة. وذلك عندما تحوَّل اختلاف في وجهات النظر أو في الإجراءات المتبعة بين الأجهزة الأمنية إلى حرب استخدمت فيها شتى أنواع الاسحلة وأودت بحياة عدد من المواطنين الابرياء، ومن بينهم مسببي الارهاب بجانب عدد كبير من الجرحى بالمستشفيات. وبكل تأكيد لم تنحصر الخسائر في تلك الارقام المعلنة فقط. رغم متابعتي اللصيقة لما جرى بالمدينة واستماعي للروايات المتعددة من الاطراف المختلفة حول الاسباب الجوهرية لاشتعال المدينة، لم اقتنع بوجود اسباب منطقية تقود إلى تلك الأحداث، اللهم إلا اذا كانت الأحداث تُدار (بالرموت كنترول). كما كشفت الأحداث ان الجهات المعنية لا تولي أدنى اهتمام بانسانية انسان المنطقة، حيث ارتفعت مساحات التلاوم بين الاطراف كافة، خاصة ان هناك رواية تشير إلى ان سوء في ادارة الوقود الذي ارتفعت اسعاره بولايات دارفور بصورة جنونية لعدم وصول الطوف التجاري في مواعيده هو وراء الذي جرى. وإن صحت هذه الرواية، فهذا يعني استهداف للولاية في نشاطها الاقتصادي والتجاري، واستهداف لاستقرارها. ان تبادل إطلاق النار بالاسلحة كان بين اطراف حكومية كما اعلنت حكومة ولاية جنوب دارفور التي فرضت حظر التجوُّل بالمدينة، ولكن ما تبعها من عمليات سلب ونهب للمنظمات الأجنبية وسرقة سياراتها، ونهب سوق الملجة أكبر سوق للخضر والفاكهة بنيالا، ونهب للمتاجر بالأحياء، لأمر مقلق حقاً، ومثير للتساؤل: من هم هؤلاء الناهبين والسارقين؟ وأين ذهبت المسروقات؟ ولماذا نُهبت البنوك بالمدينة في وقت سابق؟! كأن هذه الأحداث الغرض منها إخراج جنوب دارفور من الحراك الاقتصادي، والاستثماري، والتجاري، وهروب رؤوس الأموال القليلة المستثمرة في المنطقة، وإحداث تعقيدات في العملية التنموية، بعد إقامة مناشط اقتصادية ناجحة في الفترة الأخيره، وهي مدينة قابلة للازدهار الاستثماري والتجاري. فاعتبروا يا أهل الولاية. anwar shambal [[email protected]]