يحكى أنّ تصريحا خطيرا – بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى – أطلقه مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم، مفاده إقرار بأن مخازن الهيئة (المياه) استقبلت بالفعل وخزنت مواد تنقية للمياه مسرطنة، مشيراً بعد ذلك إلى أنه لم يتم استخدامها، ما يوحي بانتهاء الخطر وألا خوف من وجودها داخل المخازن ضمن مواد أخرى لم يذكرها، فاطمئنوا! قال الراوي: هذا التصريح الصادم، الذي يمكن الإشارة إليه فقط من خلال الأيقونة القرصانية أو الكهربائية المعروفة (عظمان وجمجمة)، دلالة على الخطر والهلاك والموت الزؤام (العاجل جدا جدا)، فأن يتسرب مجرد الشك بأن مياه الشرب في العاصمة الخرطوم (كرش الفيل)، يمكن أن تكون ملوثة بمواد مسرطنة فهذا يكفي لنشر كل تفاصيل الرعب المرغوبة لدى منتجي وطالبي أبشع أفلام الرعب السينمائية.. وللا كيف؟ قال الراوي: مياه (مواسير) ولاية الخرطوم هذه الأيام ومن دون الإشارة حتى إلى احتمالية تلوثها بأي قدر من الممرضات على خفيف ناهيك عن المسرطنات؛ هذه المياه في هذه الأيام الرمضانية المباركة (ذات العطش) تدعو بحق للرثاء على إنسان هذه الولاية وهو يشرب الماء (كدرا وطينا) ويتحول إلى مادة تندرية في مواقع التواصل الاجتماعي وهي تتداول أكواب الماء (الغبشاء). قال الراوي: وبعد هذا الكدر والطين يأتي من يقول للناس إن هناك مواد تنقية؟ ثم يضيف أنها مسرطنة؟ لكنها دخلت وما خرجت؟ يا رجل لنأخذ الأشياء ب(لطف) نسأل أولا هل أنت جادي في أنكم بالفعل توفرون مواد لتنقية المياه، وقبلها هل توفرون أصلا هذه المياه؟ إذا كانت الإجابات بنعم فنحيلك إلى صور (أكواب العرديب) المنتشرة سخرية في كل مكان من مياهكم، ثانيا مسرطنة هذه كيف تفسرها، وكيف تحتمل قولها، كيف دخلت، من فحصها ومن صدقها، وهل أنت متأكد أنها لم تستخدم أو تتسرب؟ ختم الراوي؛ قال: نتمنى أن تكون هذه (الدقسة) السرطانية بعيدة عن الانتشار المفزع لهذا المرض. استدرك الراوي؛ قال: (عظمان وجمجمة) وكوب ماء ملوث.. كَع كَع بَرِد جوفك. *زاوية يومية بصحيفة (اليوم التالي) mansour em [[email protected]] ///////////