النقطة البالغة الاهمية التي اشار لها تقريرلجنة تاج السر الذي ازاحت عنه الستار إحدي الصحف السياسية مؤخراً وهي تزوير توقيع النائب الاول لرئيس الجمهورية أنذاك سلفاكير ميارديت المتعلقة الموافقة علي خصخصة مشروع الجزيرة والمناقل وبيع المنازل وأصوله. لكن التقرير لم يكتفي بذلك بل أوصي بتكوين لجان عدلية للتحقيق والمساءلة عن التجاوزات المالية والقانونية والادارية التي حدثت في عمليات التصفية.وأوصي التقرير ايضا بفترة انتقالية في المشروع والتي بدورها تعطل كافة النصوص التي طبقت والمعمول بها في المشروع والغاء قانون 2005.وطالب التقرير بتقوية الجانب الاداري وانتقد بشدة اللجنة الفنية للتصرف في المرافق العامه بسبب تجاوزات عمليات التصفية وانتقد تمليك المحالج باعتبارها عقارات دولة وأوضح التقرير انه بحسب القانون لايمكن تمليك عقارات الدولة لاي جهة ونص التقرير بوضوح علي ان ما حدث في مشروع الجزيرة هو عمليات نهب وسرقة. وطالب التقرير بانشاء ادارة منفصلة للري وكشف التقريرعن تورط جهات عديدة وشخصيات نافذة وكبيرة بما حدث بالمشروع ووصف التقريرما تم بالكارثة. وقال ان فريق اللجنة اصطدم بواقع خطير في جولاته الميداينة التي قام بها الي المشروع واقسامه المختلفة حيث وقف الفريق علي حجم الدمار الذي لحق بالبنيات التحتية. وتضمن التقرير تجاوزات كبيرة في بيع الاصول من عربات وسرايات ومنازل المشروع بابخس الاثمان. شمل قضية أصحاب الملك الحر والعاملين.وعقب الكشف عن تلك التسريبات الصحفية عن محتوي تقرير لجنة تاج السر عقد تحالف المزارعين مؤتمرا صحفيا له بالخرطوم وحذر من خلاله التحالف من التراجع والتملص من تنفيذ التقرير الذي اصدرته اللجنة وطالب بتنفيذ التقرير ونشره للراي العام وشدد علي ضرورة محاسبة المجرمين والضالعين في تدمير وخراب المشروع وارجاع كافة اصوله وممتلكاته التي تم نهبها.لكن القيادي بالتحالف حسبو ابراهيم اعتبر ازمة الجزيرة بانها تجسد ازمة فشل النظام وقال موقفنا في التحالف واضح من هذه السياسات الممنهجة التي دمرت المشروع وقال حسبو سلاحنا هو جماهيرنا المنتشرة بكافة تفاتيش واقسام المشروع وسنلجاء لهم ونملكهم الحقائق حول المشروع.وفي المقابل كشف الاستاذ الجامعي الدكتور محمد يوسف أحمد المصطفي عن ضغوط مورست على اللجنة من قبل قيادي كبير بالدولة لتعديل التقرير وقال ان المجموعة التي صاغت التقرير ربما لصحوة ضمير مهني لذلك إختارت الجهر بالحقيقة او لتصفية حسابات لصراعات داخلية وتابع(لازم نتمسك بهذا التقرير وتوصليه للناس )وردد(لدينا معلومات تقول بان طه رفض التقرير وطالب بمراجعته لكن لصراعات داخلية صدر توجيه من الرئيس في الشهر الماضي قضي بعدم مراجعه التقرير). وحذر من التراجع عن تنفيذ التقرير وقال ان نذر التراجع واضحة واشار الي ان الرئيس وجه بتشكيل لجنة لتنفيذ التقرير علي ان تتكون هذه اللجنة من حكومة الجزيرة والمالية والداخلية والامن في مطلع يوينو الماضي لكن حكومة الولاية تحركت بعد مرور ثلاثة أسابيع لتشكيل اللجنة وقال هذا مؤشر للتراجع وشدد يوسف لابد من قطع التقرير علي كافة محالاوت التملص من تنفيذ التقرير وقال ان الهدف من عدم الالتزام بتنفيذ التقرير هي التغطية علي جرائم الفساد وتوفير مخرج أمن للمجرمين وقال ان التقرير شمل معلومات وحقائق كبيرة وطالب بارجاع كافة اصول المشروع ومحاكمة المجرمين الذين قال انهم معروفين (زول زول ونفر نفر) وفي ذات الاتجاه طالبت قوي الاجماع الوطني بالاسراع في تنفيذ تقرير اللجنة وشددت علي ضرورة محاسبة ومحاكمة المتورطين في تدمير المشروع ونهب ممتلكاته واصوله. وقال رئيس لجنة الاعلام بقوي الاجماع الوطني المحامي كمال عمر ان الحكومة دمرت مشروع الجزيرة الذي كان الداعم الاساسي لاقتصاد السودان دمرته بشكل ممنهج _علي حد قوله _ونبه الي وجود عمليات نهب واسعة لاصول وممتلكات المشروع واوضح عمر ان التلكوء في تنفيذ تقرير لجنة تاج السر هو محاولة لحماية منسوبي النظام الفاسدين الذين تلاعبوا بالمال العام والذين كشفهم التقرير،وطالب بتمليك محتويات التقرير للراي العام ومحاسبة الضالعين في تدمير مشروع الجزيرة الذي قال انه جريمة ضد الانسانية لاتقل عن التطهيرالعرقي والابادة الجماعية.وفي بيانه الاخيرالصادر في يوليو الحالي بعنوان (البقاءاو الفناء) قال التحالف ان المشروع تم توزيعه إلى شركات يديرها المحاسيب والنافذين فتصاعدت تكلفة الإنتاج وتحول المشروع للري بالطلمبات، وشهد المشروع التلاعب في مدخلات الإنتاج- حيث ظهرت التقاوي والأسمدة والمبيدات الفاسدة- كما تم إجازة قانون تنظيمات اصحاب الإنتاج الزراعي والحيوانى لسنة 2010م لطمس جرائم مجلس إدارة المشروع وإتحاد مزارعى الجزيرة والمناقل التى ارتكبت في حق مشروعنا العملاق. واعتبر التحالف أزمة المشروع بانها بلغت قمتها وأصبح الحصول على الماء (الرى) حلماً. واوضح التحالف انه بالرغم من أن القرار جاء متأخراً أكثر من ثماني سنوات إلا أن ذلك يؤكد أن دفاعنا عن المشروع ومقاومتنا لقانون 2005م قد انتصرت وان هذا القرار يدفعنا إلى مزيد من المقاومة وتوحيد الصفوف لان بقائنا بالمشروع رهين بإلغاء قانون 2005م.وبالرغم من أن تنفيذ القرار 189 لسنة 2013م تجاهل دور المزارعين أصحاب المصلحة إلا أننا في التحالف ندعو كل المزارعين والعاملين والملاك وأبناء الجزيرة وكل من يمتلك معلومة عن ما تم من فساد وسرقة ونهب ليتقدم بها ,لأننا نعلم أن ما حدث من نهب و تخريب في مشروع بحجم مشروعنا يحتاج إلى تضافر الجهود من أجل محاسبة كل الذين ساهموا في تدميره واسترداد حقنا المنهوب. وقال التحالف لقد بدانا موسمنا الزراعي ونحن نواجه عجزاً تاماً في مياه الرى على إمتداد المشروع , وقد تمت زراعة الفول والذرة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع- الا ان المياه لم تنزل الترع –وحتى التى نزلت فهنالك تدنى في مناسيبها خاصة في أقسام الجزيرة المسلمية وودحبوبة ووادى شعير والشمالى والشمالى الغربى وابوقوتة و بعض أقسام المناقل وبهذا –تكون فترة الزراعة للعروة الصيفية قد انتهت حسب توجيهات هيئة البحوث الزراعية وهذا يؤكد ان مشكلة الرى تهدد الموسم الزراعي كما تؤكد الادارة الزراعية ان هنالك نقصاً يصل إلى أكثر من (12)مليون متر مكعب من الخزان بالاضافة إلى ارتفاع غير مسبوق في تكاليف الإنتاج بدأ من تحضير الأرض والتقاوى والمبيدات وخير شاهد على ذلك الأسمدة.وفي تعليقها طالبت الحركة الشعبية شمال بولاية الجزيرة بمحاسبة المتورطين في تدمير المشروع ونهب ممتلكاته وأصوله ووصفت ما تم بالجزيرة بإنه جريمة إنسانية لاتقل عن جريمة التطهير العرقي والابادة الجماعية. وحذرت من التملص من تنفيذ واعلنت الحركة الشعبية مساندتها ودعمها القاطع لمطالب تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل.وقال الناطق الرسمي للحركة الشعبية بالجزيرة ان الاوضاع بالولاية باتت طاردة بسبب سياسات الحكومة الفاشلة واصرارها علي تنفيذ قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005الذي رفضته الحركة الشعبية وحذرت من اجازته وتمريره.واوضح ان غالبية مزارعي الجزيرة هجروا الزراعة بسبب غياب الرؤية الزراعية الواضحة والتمويل وتأخير التحضير عن ميقاته وفساد التقاوي أسعار الاسمدة والتكلفة الفلاحية التي ادخلت العديد من المزارعين الي السجون.وذكر ان الحركة الشعبية ترصد وتتابع كل صغيرة وكبيرة تحدث بالمشروع ولن نترك فاسد او متلاعب بالمال العام بدون حساب. وطالب الناطق الرسمي الحكومة بالانحيازالي مطالب اهل الجزيرة الذين يطالبون بأيلولة المشروع الي الولاية والغاء قانون 2005 وحل اتحاد المزارعيين الحالي وإرجاع الري الي وزارة الري وإلغاء البرنامج الاسعافي ومراجعة علاقات الانتاج وأكد الناطق الرسمي اهتمام الحركة الشعبية بقضايا سكان الكنابي بالجزيرة وقال لابد ان تشمل الرؤية الاصلاحية أهل الكنابي باعتبارهم شريحة فعالة واساسية بالمشروع.وحذر الناطق الرسمي من الاستجابة للاصوات العالية المطالبة بتقسيم المشروع وقال نحن مع بقاء المشروع كتلة واحد وقال ان الحركة الشعبية تتابع بارتياح مجهودات تحالف المزارعين الراميه لاصلاح الاوضاع بالجزيرة بالرغم من العراقيل التي تضعها الحكومة أمام التحالف الذي أصبح ممثلا شرعيًا للمزارعين ورقماً لايمكن تجاوزه بالجزيرة. اذن الدرس المستفاد من تجربة تحالف المزارعين بالجزيرة خلال مسيرته منذ تكوينه وحتي اليوم وفي ظل الظروف القاهرة التي تناضل فيها سكرتارية التحالف كانت النتيجة هي نضالات مشرفه للحركة الجماهيرية وللعمال والمزارعين ولا احد ينكر الدور المتعاظم الذي لعبه وظل يلعبه التحالف في عكس قضايا أهل الجزيرة لكن الصفعة القوية كانت في وجه كل الذين حاولوا التقليل من تحالف المزارعين وتصنيفهم بانهم مجموعة من الشيوعيين او الحركة الشعبية او المؤتمر الشعبي وانهم لا وجود لهم وانهم بضعة اشخاص لاحول ولاقوة لهم حديث مردود عليه وكذبته الايام التي تداول الله بين عباده فهاهو التحالف ظل يمضي في عمله بثبات لا يعرف التثاؤب واليأس محققا يوميا انتصارات بالغة للحركة الجماهيرية والعمالية التي التفت حول جسمها الشرعي الذي يدافع عنها ويحمل همومها ويمكن ان نشير الي واحد من النمازج الرائعه لاعمال التحالف وهي طوافه وعقده لمؤتمرات قاعدية بكل من (مناقزا وحاج النوروالعقدة وطابت والكاملين والحداحيد) مشاركا في تلك المؤتمرات المزارعين في مناطقهم الاوضاع بالجزيرة والي اين مضت المناقشات بالعاصمة الخرطوم وعاصمة الولاية واطمئن التحالف علي تمسك قطاعاته بقرارات مؤتمر تنوب(تمويل كامل أو إضراب شامل) التحالف لم يكتفي بذلك بل دعا اهل الولاية بكافة تنظيماتهم مزارعين وعمال وملاك اراضي ونساء وطلاب وشباب للعمل من اجل بناء جبهة عريضة من اجل لغد أفضل. وفي الختام يبقي الدرس البليغ للحكومة ولكل الذين يتلاعبون بمصير بلادنا طوال ربع قرن من الزمان هاهم جماهير الجزيرة بمدنها وقراها وكنابيها وبقناطرها وترعها (قرية قرية وكمبو كبمو)بكافة سحناتهم واعراقهم التي وحدها المشروع يقفون سداً منيعاً امام (خرخرة الحكومة)ومعهم طلابهم وشبابهم احفاد البطل ودحبوبة (الاسد النتر وسيفو للفقر قلام)قد هيئوا انفسهم وحرضوا قواعدهم متمسكين بتنفيذ توصيات لجنة تاج السر التي جعلوها قضية رأي عام لاتقبل القسمة علي أثنين اذن ليس امام الحكومة الا الانصياع لرغبة الجماهيروتنفيذ التقرير ومحاسبة المتورطين الذين كشفهم التقرير والا ان اي محاولة للتملص ستكون مكشوفة وخيانة لاهل الجزيرة و للمزارعين الذين الذين تعرفهم ساحات النضال منذ ستينات القرن الماضي وهم ساعة الوغي بأس يتجلي. Hussein Saad [[email protected]]