لا أخفي سرا إن قلت أنني شخصيا من المحبين لدكتور المتعافي ، تأسرني ابتسامته الغامضة ، و التي أعتبرها تفوق إبتسامة الموناليزا أسرارا . و لكن هذا لا يعني بأنه و في أحيان كثيرة يتذاكي علينا لدرجة الاستفزاز . فقد سمعته قبل أيام في أحد اللقاءات التلفزيونية يصرح ، و بمنتهي الثقة المفرطة ، و هو يتكلم مدافعا عن رفع الدعم عن المحروقات و القمح ، بأن الغرض من رفع الدعم ليس لدعم الميزانية و إنما الغرض الرئيسي هو دفع زيادات الرواتب للعاملين ؟؟!! عافاك الله يا دكتور المتعافي ؟؟!! هل تظن أن للناس ( قنابير) !! أي زيادة هذه التي تتحدث عنها ؟؟!! هل هي المائة جنيه ؟ أم شئ آخر ؟ هل يعقل يا دكتور أن تخاطر الحكومة لدرجة التهديد بزوالها لخاطر أن تدفع الزيادة للعاملين ؟ و ماذا سيستفيد العاملون من الزيادة إن رفع الدعم ، ألا تعلم يا دكتور أن رفع الدعم سيؤدي اوتوماتيكيا لرفع الاسعار بنسبة قد تصل الي 50 % ، و أن رفع الرواتب سيؤدي أيضا لرفع الاسعار بنفس هذه النسبة ؟ أي أن الاسعار سترتفع مرتين في هذه الحالة ، بينما في حالة عدم رفع الدعم و عدم زيادة الرواتب سترتفع الاسعار علي الاقل بالمعدل العادي الذي نشهده يوميا . مما لا شك فيه أن دكتور المتعافي رجل شديد الذكاء و لا يحتاج لكل هذا الشرح الذي أوردناه لفهم هذه المسألة ، فالمسألة أصلا لا تحتاج ( لدرس عصر ) كما يقولون ، فهي أوضح من الشمس في رابعة النهار ، ولكن دكتور المتعافي و كافة عباقرة النظام يحاولون بذكاء شديد تمرير مسألة رفع الدعم ، ويستغلون كما هو الحال دائما مسألة ( الوقت ) ، ويعرفون جيدا أن الشعب السوداني ينسي بسرعة البرق ، ويكون انفعاله دائما مؤقتا ، و مع الوقت ينخفض هذا الانفعال لتصبح الامور أكثر من عادية . فمن الملاحظ أن النظام لم يعلن حتي الان قرار رفع الدعم ، فقد تم اتخاذ القرار بواسطة المكتب القيادي للمؤتمر الوطني ، و أعلن هذا القرار رسميا ، و قد مر عليه الان حوالي اسبوع كامل ، ثم بدأ السيد وزير المالية اجتماعاته مع الاحزاب و المنظمات المعنية ، و سيستمر الموضوع لاسبوع آخر ، ثم يعرض علي البرلمان ، ويستغرق الامر أياما ، و في هذا الاثناء سينسي كثير من الناس موضوع رفع الدعم هذا ، و سيساعد علي ذلك أن بعض الجهات ستعمل علي تنفيذ الزيادة قبل الاعلان الرسمي ، و هذا ما حدث فعلا ، بل أن الناس سينقسمون لقسمين ، قسم يعتقد أن الدعم قد رفع فعلا ، و قسم يعتقد أنه لم يرفع بعد ، و هذا ما يحدث ألان ، اذا سألت اثنين عن صدور قرار رفع الدعم ، لن تجد أجابة موحدة ، فواحد يعتقد انه صدر ، والاخر لا ، و بمضي الزمن ، و عند صدور القرار رسميا ، سيتعامل معه الناس بشكل طبيعي ، كأمر واقع ، وكحدث قديم . الانقاذيون أذكياء لا شك في ذلك ، ساعدهم في ذلك طبيعة الشعب السوداني الطيب ، اضافة الي الضعف المشين المتمثل في المعارضة السياسية وكافة طوائف المجتمع المدني ، فهم لا يبذلون أي جهد لكشف مثل هذه الحيل الانقاذية ، فهم مثلهم و مثل كافة قطاعات الشعب ينفعلون مؤقتا ، كإنفعال ( المائة يوم ) وانفعال ( تذكرة التحرير ) ، ثم يهدأ الانفعال ، لانه ليس مقرونا بخطط محددة ، ولا بفعل مساند ، و انما هي إنفعالات وقتيه ، الغرض منها كسب مؤقت ، ولكنهم لا يعلمون أن ضررها أكثر من نفعها ، فهي كقصة ( هجم النمر ، هجم النمر ) ، لن يصدقها الناس في نهاية المطاف ، وإلا فما حصاد ( المائة يوم ) أو ( تذكرة التحرير ) ؟؟؟ مع فائق احترامي وتقديري و محبتي للسيد الامام الذي عشقته كثيرا ، كما يعلم كل الاحباب علاء الدين زين العابدين مستشار قانوني ينبع الصناعية جوال 00966551731989 Othman, Allauddin Z. [[email protected]]