هنالك بعض التصريحات التي تطلق من بعض المسئولين فلا تملك إلا أن تندهش حيالها ، وتتساءل عن جدية هذا التصريح ، فبعض التصريحات تبدو وكأنها ( نكته ) ، ومن هذه التصريحات التصريح الذي أطلقه بالأمس السيد وزير المالية و الذي يقول فيه بجدية متناهية ( الجنيه السوداني ركع الدولار الامريكي ) ، و يلاحظ هنا انه استعمل الفعل الماضي ( ركع ) وليس الفعل المضارع ( سيركع) ، فلو استعمل المضارع لقلنا ربما ( في الجراب يا حاوي ) ، فهو كوزير مالية ربما يكون مطلعا علي بعض المعلومات التي لا نعرفها نحن العامة ، وسيفاجئنا بها لتركيع الدولار ، ولكن ما دام الصيغة قد جاءت في الماضي فالأمر مختلف بل مضحك ، لان جميع أهل السودان أصبحوا لا يتكلمون إلا بلغة الدولار ، فصاحب البقالة ، وبائع الخضار ، وبائع اللبن ، و عموم الباعة اذا سألتهم عن سبب ارتفاع السعر ، أجابوك ( بسبب إرتفاع الدولار ) ، يعني مسألة ارتفاع الدولار و انخفاضه لم يصبح أمرا اقتصاديا مقتصرا علي الخاصة فقط وانما أمرا عاما يخص الكبير و الصغير ، و العالم و الجاهل ، لهذا فإن مسألة تركيع الجنيه السوداني له تبدو كنكتة يجوز أن يقولها ناس ( الهيلاهوب) ليضحك الناس كثيرا ، أما أن يصرح بذلك السيد وزير المالية فالمسألة تبدو غريبة ؟؟!! كيف يكون ذلك و الدولار الواحد قد بلغ سعره ما يفوق السبعة جنيهات ؟؟!! و ( سمير لسه ماشي) زي ما قال عمنا المرحوم طه حمدتو ؟؟!! اللهم إلا إذا كان السيد وزير المالية يري أن السبعة جنيهات قليلة و كان من المفترض أن يصل الي عشرة أو أكثر ، هنا يكون السيد الوزير محقا في أن الجنيه قد ركع الدولار فلم يستطع تجاوز السبعة جنيهات . وفي نفس التصريح أعلن السيد وزير المالية إنخفاض التضخم في شهر اغسطس من 40 إلي 22 % ، شئ غريب ؟ أي تضخم هذا الذي يتحدث عنه السيد الوزير ؟؟!! فالتضخم حسبما تم تعريفه في الEncyclopedia هو اصطلاح يستخدم لوصف عدد من الحالات المختلفة مثل : 1- الارتفاع المفرط في المستوي العام للأسعار . 2- إرتفاع التكاليف 3- الافراط في إصدار العملة النقدية 4- التضخم في الائتمان فبنظرة عابرة علي الحالات الاربعة المذكورة أعلاه ، هل يقبل عقلا الادعاء بإنخفاض أي منها وهي ترتفع في كل ساعة و ليس كل يوم– خاصة الاسعار - حتي أصبح التنبوء بسعر أي منتج هو ضرب من الخيال ، فالمسألة كما هو الحال في مسألة الدولار أصبحت لا تحتاج لتخصص ، بل سل عنها حتي الطفل الصغير ، فسيضحك قبل الاجابة لانه سيعتبرها نكته ، بل نكتة سخيفة ، لا يستسيغها العقل أو المنطق . الشئ الغريب أن السيد الوزير يعلم قطعا علم اليقين بأن مثل هذه التصريحات هي تصريحات مضحكة ، فلماذا إذن يصرح بها ؟؟؟!!!! علاء الدين زين العابدين مستشار قانوني ينبع الصناعية جوال 00966551731989 Othman, Allauddin Z. [[email protected]]