المدينة الفاضلة من ضلع العاصمة السودانية المثلثة مدينة الخرطوم بحري وفي موقع يرقد فيه الصالحون ، فكانت أسمائهم عنواناً لهم في حي على بداية مسار ملتقى النيلين (حلة حمد) التي ولد فيها ابن السودان البار وترعرع ليعود اليها في مثواه الأخير مخلفاً ورائه حقبة من تاريخ السودان السياسي والاقتصادي والاجتماعي،، نعم رحل عنا الدكتور العالم جعفر كرار في ذمة الله وليجعله الله مع الصالحين والصدقين وحسن أولئك رفيقاً، ولا أخالني مدوناً لسير حياته العامرة ، فهي مرسومة في مخطوطات في تاريخ السودان يتحدث عنها الزمان ،،وكانت البداية مشوار الفخر والاعتزاز في محراب العلم من جامعة الخرطوم الى مناهل العلم في أوربا بنيل درجة الدكتواره والزمالة ومشواره الأكاديمي حتى وصل الى عميد الكلية وتدرجه في الوظائف المدنية حتى وصل لوكيل وزارة الثروة الحيوانية ثم وزيراً لها ولم تشغله الوظائف عن نقل العلم والمعرفة لأبنائه من طلاب الجامعات والدراسات العليا،،، بل هو المناضل الجسور الذي كان سهماً قاتلاً على الاستعمار البريطاني وهو في ريعان شبابه قي الجامعة واتحاد الطلاب السودانيين في لندن ، ولعل ما شاهدناه بالعين المجردة قيادته الجسورة أبان ثورة أتوبر 1964 وقيادته للانتفاضة والعصيان المدني الذي أطاح بالحكم العسكري وفي أيام ونضاله المستمر على الاحتفاظ بمكتسبات الثورة عن طريق جبهة الهيئات بينما تساقط الكثيرون في الطريق وسطى عليها تجار السياسة. جعفر كرار كان واعياً لقضايا شعبه ومتعطشاً ليرى يوم تحريره من الانعتاق والتخلف وواجه الانقاذ قولاً وعملاً بالمذكرة الشهيرة لعودة الحياة الكريمة لشعبنا وظل مناصراً لقضاياه حتى وهو على سرير المرض وعندما تلتقيه لفترات متقطعة كان متشبعاً بالتفاؤل والأمل القريب لعودة الديمقراطية والآمان لشعب السودان . كان وديعاً وسط أهله وأسرته الممتدة ويحرص على لقائهم دوما في حنان دافق كان يعاوده شقيقي ( زكريا) ( صهره) كل يوم ليطمئن منه على أهله وأخبارهم وأهل السودان جميعهم وينقل له المشاعر الصادقة من حنانه الدافق على معاناة شعب السودان ويصبح اللقاء معه ومع غيره رؤى صادقة لمستقبل السودان وفيضاً جاذباً للجميع لارتياد داره العامرة وحرصنا على التشرف باللقاء به والتزود بأفكاره وونصا ئحه الغالية. كان على الرغم من تفاؤله يعتصر قلبه حزناً على فقد الأرحام ورفقاء دربه في الحياة السياسية والاجتماعية فينهمر الدمع غزيراً يوم وفاة عدد من النخب السودانية رحمهم الله عبدالكريم ميرغني وبشير البكري والطيب صالح ونقد وغيرهم من من الصفوة الخالدة. ألا رحم الله الدكتور جعفر كرار وأسكنه فسيح جناته . Ismail Shams Aldeen [[email protected]]