بسم الله الرحمن الرحيم المحطة الاولى :- اعادة تقييم أهمية الاثار: يحق للسودان ان يفخر انه مهد للجضارات ، ولكن ان تفخر : لا يكفى لان الافتخار فى فراغ ماله التحول الى رثاء ، نسمع عن بعثات اثار اجنبية تجى وتروح ، وتكتشف وتعيد الاكتشاف ، وترمم وتعيد الترميم ، ولا يدرى الانسان هل يحق له ان يفتخر بان فى اراضيه الشاسعه ..اماكن اثارية منذ العصر الحجرى مرورا بالعصور كلها حتى العصر التركى ،هل يحق له الافتخار وهو يحس بان كل ما يسمع عنها ما هى الا بقايا حفائر، ومبان قديمة ، اضحت فى منظور السكان مناطق مهجورة يسكنها الجن ليحكى عنه الاساطير. فعلى سبيل المثال ، وكنموذج لمناطق اخرى ، ناخذ مثلا جزيرة صاى ، ففيها بعثات اثارية تاتى وتروح تحفر وتنقب وتبحث منذ عهد بعيد ، حتى اصبح الجزء الاكبر من الجزيرة الواعدة منطقة محظورة الزراعة فيها ، وهاجر معظم سكانها للخارج ولوسط السودان لانعدام وسائل الحياة في منطقتهم .وتظل بعثات التنقيب توالى ابحاثها وسفرياتها ، وبقية المواطنين الذين ظلوا فى مناطقتهم يكافجون شظف العيش ، لا يرون فيما نحكى عن عظمة الاثار ما يعود عليهم بفائدة . ما يتطلع اليه الناس ان تعاد كل المكتشفات الاثرية الى اماكنها ، وان تفعل خطوات سياحة الاثار ، بالتفكير الجدى والبدء بانشاء البنى التحتية المشجعه لهذه السياحة ، ويا ليتنا نوظف القرض القطرى الاخير لتطوير مناطق الاثار لتكون رافدا هاما من روافد الاقتصاد الوطنى . المحطة الثانية : يلا عبد الرحمن نقد الله يلا :- منذ سنوات وعزيزنا عبد الرحمن عبد الله نقد الله طريح الفراش بعد حادث مروع ،ووسط الزحام تغيب سيرة عبد الرحمن عن الاذهان ، وهو الشاب الذى وهب حياته للوطن ، تماما كوالده الشهم الراحل عبد الله ، ظل الوطن فى وجدانه ، وكعديد من الصادقين ، عانى الكثير فى مستهل التسعينات من القرن الماضى ، وقبل ان يكمل المشوار اصبح طريحا للفراش ، وفى صرخة صادقة صدح شاعر الشعب محجوب شريف : يلا يا نقد الله يلا نحن شعبنا مدرستنا عليه دوما هلا هلا يلا يا نقد الله يلا زى عمود النور لقيتك هب نقوم نفتح كتاب نرفع مجله نرمى بذرة حق تفرهد الى ان يقول ياتو زولا بابو فاتح حتى باب ما فيهو واقف الاكيد النصر قادم مش اظن وعسى ولعل ومنزل نقد الله فى ود نوباوى :لا باب له ، بتوصية من الاب الراحل ، ويا ليت الاعلام يهتم بسيرة عبد الرحمن ويدخل من الباب المفتوح : ليلقى الضوء عن احوال الرجل الشهم الذى ظل يقاوم المرض منذ زمن . المحظة الثالثة :- فى ذكرى استشهاد محمود: يوم القضاء المستقل :- أصدر الراحل محمود محمد طه منشورا بتاريخ الخامس والعشرين من ديسمبر عام الف وتسعمائة واربعة وثمانين تحت عنوان : ( هذا او الطوفان ) يطالب فيه بالغاء قوانين الحدود التى جاءت فى عهد الرئيس الراحل نميرى واتهم بالرده وحوكم عليه بالاعدام وهو الشيخ البالغ من العمر السادسة السبعين وفى اليوم الثامن عشرة من نوفمبر عام الف وتسعمائة وستة وثمانين ، اصدرت المحكمة العليا حكمها ببطلان حكم الرده الصادر ضده .ووقع علي حيثيات المحكمة القضاة الافاضل محمد ميرغنى مبروك قاضي المحكمة العليا ورئيس المحكمة الدستورية ، وفاروق احمد ابراهيم .وزكى عبد الرحمن ومحمد حمزة الصديق قضاةالمحكمة العليا واعضاء الدائرة الدستورية . افلا يحق للعدالة ان تحتفل بيوم الثامن عشرة من نوفمبر كل عام بيوم القضاء المستقل ، ثم اليس من حق هولا القضاة ان نحتفى بهم ، ونسجل اسماءهم من من مداد من ذهب . [email protected]