1. *بعكس نظرية المؤامرة فان التاريخ في خطه العام وصيرورته هو نتاج لعمليات موضوعية وذاتية الا انه وبالرغم من ذلك لا يمكن اغفال دور المؤامرات والدسائس في تشكيل بعض احداثه والتاثير علي مسيرته. *كما وان لكل اسرة رب ومحافظ ووالي لكل محافظة وولاية ورئيس وملك لكل دولة او مملكة فانه وبنفس المنطق ومن باب الادارة وتطبيق القانون وحفظ الامن العالمي يفترض ان يكون للعالم رئاسة وقيادة *الصراع حول المصالح والهيمنة كان وما زال وسيظل وراء كل حرب او نزاع محلي او اقليمي او دولي .ونتيجة لذلك اندلعت كل من الحرب العالمية الاولي والثانية وغيرها من الحروب والنزاعات الكبري الاخري من اجل تقسيم واعادة تقسيم العالم. *صحيح انه ولتفادي ماسي الحروب وخوفا من الاثار التدميرية للاسلحة النووية والجرثومية اتفق الكبار علي تقسيم العالم الي مناطق نفوذ و انشاء عصبة الامم والتي تطورت الي هيئة الامم المتحدة بشقيها الجمعية العامة ومجلس الامن ,الا ان القوة التي تسير العالم وتظبط حركته تتمثل في تحالف قوي الراسمالية العالمية والصهيونية. *الولايات المتحدة مركز وقيادة الامبريالية العالمية وكدولة عظمي هي دولة مؤسسات وتعتمد علي البحث العلمي وعلوم المستقبليات في صياغة استراتيجياتها ورسم سياساتها هذا من ناحية, ومن الناحية الثانية ليست في السياسة صداقات دائمة او عداوات دائمه انما المصالح هي الدائمة. 2. كمدخل دعونا نتفق في البداية حول بعض الحقائق البديهية الشئ الذي سيساعد في فهم الملامح الاساسية للمشروع الامبريالي الامريكي الصهيوني تجاه السودان حاليا وفي المستقبل . *فالامبريالية كانت قد غضت الطرف علي انفلات النازية والفاشية حتي تقضيا علي روسيا الاشتراكية الا انها اضطرت للتحالف ضدهما وشن الحرب عليهما عند استفحال الامر. *واسرائيل كانت وراء ظهور حماس كقوة في المسرح الفلسطيني كمنافس لمنظمة التحرير الفلسطينية الا انها اضطرت لمحاصرتها وتصفية قياداتها .*وامريكاهي التي اوجدت بن لادن ولما انتهي دوره كان لابد مطاردته والتخلص من جثته طعاما لاسماك القرش.* والقوي الامبريالية هي التي مهدت السبيل لكل من السادات ومبارك لحكم مصر ومصيرهما معروف للكل .*ومع انها شجعت الاخوان للتقدم لحكم مصر الا انها تخلت عنهم في اخر المطاف.*وقصة جعفر نميري والذي قام بما قام به بما في ذلك ترحيل الفلاشا انتهت بمحادثة تلفونية لايواء الرجل في مصر.*صحيح ان الامبريالية كانت وراء قيام اسرائيل والتزمت بالدفاع عنها ومساندة كل مخططاتها العدوانية والتوسعية الا ان عملية دمجها في المنطقة تطلبت الانسحاب من غزة واقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع. 1.(عند بحثي في الماسونية استلفت نظري ان التنظيم الماسوني يشبه من حيث البناء التنظيمي جماعة الأخوان , حتى درجات الانتماء للجماعة وطريقة البيعة واسلوبها وعباراتها وجدتها واحدة في التنظيمين .وأنا أستدرج الشيخ احمد أبو غالي كان رد الشيخ: لتريح وتستريح، هناك صلة نسب بين كل الجمعيات السرية في العالم، طريقتها واحدة حتى ولو اختلفت الأفكار والتوجهات). ويضيف الخرباوي( انه وجد في أحد كتب الشيخ محمد الغزالي "ملامح الحق" أن المرشد الثاني حسن الهضيبي كان ماسونياً . ثم "وقعت تحت يدي مقالات كان سيد قطب قد كتبها في جريدة "التاج المصري" ... عرفت أن هذه الجريدة كانت لسان المحفل الماسوني المصري وكانت لا تسمح لأحد أن يكتب فيها من خارج جمعية الماسون . .. الشيخ الغزالي يقول في كتابه: ان سيد قطب انحرف بالجماعة وانه قد تم دسه في الجماعة بعد أن عاد من أمريكا مباشرة ... استقدموا في ذات الوقت حسن الهضيبي الماسوني والذي كان غريباً على الجماعة ليتولى قيادتها , وأن "أصابع" هيئات سرية عالمية اخترقت الأخوان المسلمين بحسن الهضيبي وسيد قطب . .... مصطفى السباعي الذي كان مراقب الأخوان في سوريا كان ماسونياً هو الآخر) وذلك نقلا عن مقالاته وايضا الكتاب الذي اصدره باسم سر المعبد. 2.في حوار جريدة المجهر مع د.حسن مكي قال (الحركة الإسلامية كانت تتكون من ثلاثة مكونات، واجهة تسمى الجبهة الإسلامية القومية، وحركة داخلية تسمى الحركة الإسلامية، والحركة الإسلامية نفسها كانت تتكون من مكونين، مكون علني معروف للأعضاء يتكون من مجلس الشورى والمكتب التنفيذي والأمين العام، ومكون داخلي يتكون من النظام الخاص). وحول حل تلك الاجهزة مع قدوم الانقاذ ذكر انه قد تم حل المكونين الاولين واضاف( - الجزء الثاني لم يتم حله أصلاً. النظام الخاص ويمثل المجموعة التي تشرف وتسهر على الأمن، وجهاز القوات المسلحة، والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، وإذا كان دور الجهة الإسلامية أو الحركة الإسلامية التبشير بالحكم الإسلامي والتمهيد للانقلاب وتهيئة القواعد الجماهيرية لذلك، كما حدث في الانتخابات التي نالت فيها الجبهة الإسلامية (51) مقعداً، فإن النظام الخاص أو التكوين الخاص كانت مهمته إعداد الشوكة ... ولهذا السبب - أيوه.. أصبح قابضاً على السلطة، وأصبحت السلطة في يد الأمين العام يمارس بعضها مباشرة وبعضها عن طريق الجهاز الخاص. والمشكلة أن الحركات الإسلامية فيها الظاهر والباطن والتدابير السرية، 3. يمكن مطالعة المزيد عن الماسونية والسودان في مقالات د.احمد حمودة حامد ومولانا عوض سيداحمد http://www.hurriyatsudan.com/?p=139504 http://www.hurriyatsudan.com/?p=131539 http://www.hurriyatsudan.com/?p=95785 http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-133415.htm http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-133702.htm http://sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/168-2009-02-23-20-25-59 1.ورد في الخطاب المفتوح لمولانا عوض سيداحمد إلى كل من:فضيلة مولانا الشيخ البر وف/ مستشار رئيس الجمهورية لشئون التأصيل ورئيس مجمع الفقه الإسلامي.فضيلة مولانا الشيخ البر وف/ الأمين العام لهيئة علماء السودان وموضوعه الماسونية العالمية الاتي(في لقاء جماهيري عام فجّر السيد/ رئيس الجمهورية قضية من أخطر القضايا في تاريخ هذه الأمة , ......لأنها تمس فيما تمس أغلى ما تملك وهو عقيدتها ومستقبل وجودها وقد مر على تفجيرها ما يقرب من سنة كاملة والامة منتظرة من علمائها الإجلاء وكافة مرجعياتها الدينية صدور بيان يوضح الحقيقة كاملة للناس مما يكشف أبعاد هذه القضية إلا أننا لم نسمع شئ من ذلك حتى تاريخه والقضية هي:كما تعلمون أنه في لقاء جماهيري حاشد-( السبت 25/9/2004 بمنطقة قرى )- وجه السيد/ الرئيس عمر البشير هجوما عنيفا اتهم فيه زعيمه وشيخه الدكتور حسن الترابي بأنه:" ماسوني " . قيل هذا بمناسبة المحاولة التخريبية التى تم إحباطها بواسطة الأجهزة الأمنية والتي اتهم فيها الرئيس البشير جماعة الترابي بالتخطيط لها إذ نعتهم بأنهم وزعيمهم الترابي ماهم إلا: " عصابات ماسونية صهيونية " 2.الاستاذ الصادق عبدالله عبدالماجد كان يداوم حتي اواخر التسعينات علي كتابة عمود يومي باخبار اليوم باسم ما قل ودل الا انه منع من الكتابة لاتهامه الصريح لعبد الرحيم حمدي في ذلك العمود الذي اوقف بسببه بانه ماسوني. وقبل سنوات نشر صحافي فرنسي حوارا مطولا مع الترابي 3. الشرق الاوسط " الكاتب مير طا، قام بترجمته وعرضه في صحيفة الشرق الاوسط الكاتب امير طاهري" جاء فيه علي لسان الترابي انه لم يحصل علي درجة الدكتوراه من جامعة السوربون كما يجري الاعتقاد العام بل حصل علي شهادة اقل درجة لا تخوّل لحاملها اللقب، و ان الناس هم الذين احبوا من تلقاء انفسهم ان يطلقوا عليه الدكتور..غير ان كاتب المقال مصطفي البطل الذي اورد تلك المعلومة يرجّح (ان الترابي لم يحصل في واقع الامر علي درجة الدكتوراه الكاملة المعروفة باسم دكتوراه الدولة، بل مُنح في اغلب الظن الدرجة الاخري التي يطلق عليها في النظام الفرنسي شهادة الدورة الثالثة التي سبقت اليها الاشارة و التي لا تجيز لصاحبها حمل اللقب الدالي الا علي سبيل الترخص و التجاوز، و الله و رسوله اعلم. و مهما يكن فإن درجة الدكتوراه الكاملة، نالها الترابي او لم ينلها، لا تقدم في ظني ولا تؤخر في مقام رجل دُلقت في انجازاته الفكرية و السياسية جِرار من الاحبار و روكمت ارتال من الاطروحات العلمية).هذا ولان دكتوراة الدرجة الثالثة الفرنسية تعادل درجة الماجستير الانجليزية فالسؤال بالضرورة هو حول كيف جاز لجامعة الخرطوم تعيينه محاضرا وترقيته فيما بعد عميدا لكلية القانون ,وهذا سؤال اداري بحت .والسؤال الثاني من باب المنطق هو حول انتقال الترابي من بريطانيا الي فرنسا لمواصلة دراسته بدلا من اتمامها في بريطانيا خاصة وان في عهد الخمسينات كانت جامعة الخرطوم تحت الاشراف الاكاديمي والاداري والماليلبريطانيا ولم تكن للسودان علاقات ثقافية مع فرنسا في ذلك الوقت . 4.يذكر الكاتب مصطفي البطل في مقالة حديثة له باسم التمكين والتركين(وقد استمتعت غاية الاستمتاع بالتعرف عن قرب على رمز الحركة الاسلاموية الشامخ الدكتور حسن الترابي ومجاورته ردحاً من الزمان. وكنت كلما أزددت قرباً منه استرسخ عندي اليقين بأنه هو نفسه ليس اسلاموياً، ولا حتي اسلامياً. وأن الحق من أمره هو أنه، تحت الجلد، تماماً كما وصف هو نفسه وغاياته في الحياة في تلك الرسالة الخاصة التي كان قد بعث بها لصديقه الحميم القديم المرحوم على ابوسن في مفتتح ستينات القرن الماضي.) وفي مقال اخر باسم بعيدا عن الادب وقلته يقول( فقد سبق ان قام ابو سن بنشر كتاب آخر، أطلق عليه عنوان "مراسلات الترابى"، ضمّنه مكاتيب دارت فى الزمن القديم بينه وبين الدكتور حسن الترابى. ثم الحق أبوسن كتابه بمقال شهير اشتمل على "رسالة مفتوحة للترابى".. وكان الترابى الذى شغل وقتها منصب النائب العام قد مارس نفوذه مباشرةً وقام بحظر الكتاب عن التداول داخل السودان، كما تولت جهاتٌ - لا يصعب استكناه هويتها - مهمة الطواف على الاسواق وشراء واعدام العدد المحدود من النسخ التي كانت قد وجدت طريقها بالفعل الى مراكز التوزيع.وكتاب "مراسلات الترابى" لعلى ابي سن قصيدة أولها ايمان وآخرها كفر. نقول ان مبادرة ابى سن بنشر تلك الرسائل الحقت بالشيخ الترابى أفدح الاضرار اذ القت بظلال سالبة على مصداقيته الشخصية وكفاءته الخلقية واستقامته الفكرية) http://sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/61-2008-12-04-08-34-48/15263-----1-2 1. الكاتب شوقي ابراهيم يقول في احد مقالاته :(استدار حزب الأمة والوطني الاتحادي وتنظيم الإسلامويين الناشئ وقتها 1965م على الليبرالية الديمقراطية استدارة كاملة مفاجئة ليس لها مقدمات ولا تفسرها سوى رشوة الملك فيصل المالية الضخمة لحزب الأمة، والوطني الاتحادي وما سمى جبهة الميثاق الإسلامي وقتها!! فجأة عام 1965م أصبح الجميع يرفع راية "الدستور الإسلامي"!! ولهذا السبب عجز السودانيون منذ 1965 أن يضعوا دستورا دائما للبلاد، تقاتلوا على الغنيمة السعودية، بعد أن وضع آل سعود لعنة الله عليهم إصبعهم في السودان - إنه الملك فيصل اللعين الذي شحن القيادات السودانية بشحنة شيطانية مفاجئة,) ويواصل (استخدمت الرؤوس الثلاثة (الهادي وربيبه المحجوب، وعلي الميرغني، والترابي بطل أكتوبر الذي وصل لتوه من فرنسا) حادثة "شوقي" المصنوعة في الغالب وقاموا بهدم المعبد الليبرالي!! فصلوا ممثلين الحزب الشيوعي الأحد عشرة عضوا من البرلمان بالتصويت، وقرر الهادي وربيبه المحجوب حل الحزب الشيوعي – وذلك في ديسمبر من عام 1965م!! ورفعوا في هذه المحرقة فجأة شعار "دستور إسلامي" وابرقوا الفيصل مهنئين ويحثونه على زيارتهم... لقد فعلناها).هذا ومن المعلوم ان الملك شخصيا هو الذي وراء فكرة تحويل المعهد العلمي الي جامعة امدرمان الاسلامية وتمويل قيامها وتوفير اساتذتها من عناصر الاخوان المسلمين خاصة المصريين وذلك في محاولة منه لمناهضة الوعي الثوري بعد ثورة اكتوبر وكترياق مضاد لجامعة الخرطوم كحاضنه للتغيير الثوري لدورطلابها في الثورة وخريجيها في انتخاب اربعة عشر اشتراكيا من خمسة عشر مرشحا في انتخابات الدوائر التي كانت مخصصة للخريجي الجامعات . !! 2.اما البروفيسور ناصر السيد الأمين العام لجبهة الدستور الإسلامي فقد جزم في مقابلاته التلفزيونية مع الطاهر, بأن الحركة الإسلامية السودانية ظلت مخترقة من قبل المخابرات الأمريكية لزمن طويل وأضاف في حواره مع (الوطن) أن الحركة الإسلامية كانت تخدم الأجندة الأمريكية في محاربة الشيوعية وأشار الى أن المخطط كان للمخابرات الأمريكية وتم التمويل من السعودية وقال أن بنك فيصل والأموال والسلاح كلها جاءت للترابي من السعودية وأعتبر ناصر السيد أن هناك الكثير من الشهود والأدلة على حديثه. (- هم الامريكان لا يفعلوا ذلك، بل يضعوا المخطط والاستراتيجية ويبحثوا عن جهة تمولها، وهذه طبعاً شطارة الرأسماليين، واستمرت المسألة، وهناك شهود واعترافات كثيرة على ذلك والحركة الإسلامية التي كان يقودها حسن الترابي هي التي تملك بنك فيصل الإسلامي بتمويل سعودي, ماكان في حزب في السودان عنده بنك .إذن هو الحزب الذي يملك مصرف وأسسوه ناس موجودين على رأسهم علي عبدالله يعقوب والجماعة ديل كانوا في السعودية، بعدين أنظر للذين ذهبوا الى امريكا ونالوا الدكتوراة من منسوبي الحركة الإسلامية ما كان في الوقت داك ممكن واحد من الاقاليم يمشي امريكا يعمل دكتوراة على حسابه الخاص.- وأنا بقول ليك الكلام ده ما تحليل بل توثيق وأنا بقولو في الأول كنظرية.. ولكن في كل مرة تثبت الأدلة والاحداث الارتباطات الوثيقة جداً التي كانت تربط السياسة الامريكية في المنطقة والانظمة الموالية لها، والحركة الإسلامية كانت ترتبط بها بصورة من الصور. 3.في كتابه الذي صدر في 2005"لعبة الشيطان : كيف ساعدت الولايات المتحده فى فك عقال الاسلام المتطرف "Devil's Game: How the United States Helped Unleash Fundamentalist Islam." يستعرض روبرت درايفس , الجنرال المتقاعد فى وكالة الاستخبارات الأمريكيهCIA والذي عمل لفترات طويلة فى الشرق الاوسط , النتائج والتوصيات التي طرحتها مراكز الدراسات بالولايات المتحدة لاستيعاب حركات الاسلام السياسى فى السياسة العالمية واتاحة مساحة واسعة لها فى بلادها للدخول فى العملية السياسية والوصول الى السلطة كوسيلة لمكافحة التطرف الاسلامى ودرء ارهابه عن الغرب، . http://www.kropfpolisci.com/iran.war.dreyfuss.pdf *** من باب استفزاز التفكير دعونا نلفت النظر الا ان نظام النميري والذي بدا قوميا عربيا واعتمد علي القوي اليسارية والانحياز للدول الاشتراكية قد انتهي به المقام للمصالحة مع القوي التقليدية وتنظيم الاخوان وارتمي في احضانالامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية .والنظام لم يكتف فقط بان ينشط في الحلف المعادي لما كان يعرف بمحور عدن واثيوبيا المدعوم من قبل الاتحاد السوفيتي سابقا بل لعب دورا معلوما في التعاون مع اسرائيل وترحيل الفلاشا بتهريبهم من اثيوبيا عبر الحدود الي السودان وترحيلهم من مطار الخرطوم عبر بروكسل الي اسرائيل. هذا وبسبب الحقيقة الاولي ولتحقيق الهدف الثاني لم تكن كل الاجهزة الامنية والعسكرية للنميري مخترقة فقط من قبل اجهزة استخبارات الدول الغربية خاصة امريكا واسرائيل (وايضا مصر لدواعي امنها القومي وخصوصية السودان بالنسبة لها) بل كانت تحت الوصاية الكاملة لها . 1.بناءا علي ما سبق فان السؤال بالضرورة هنا: هل انقلاب الانقاذ تم دون علم الامريكان وان مصرانخدعت فيه؟!؟!؟!؟.خاصة وان مبارك هو من قام ببيع الانقلاب وبالتلفون لكل من ليبيا والدول العربية وضمن تاييدها ,والترويج له داخليا وخارجيا عبر مكرم محمد احمد نقيب الصحفيين المصريين وتسويق عملية المفاصلة فيما بعد بين الترابي والبشير.وفي هذا الصدد فقد ورد علي لسان هيكل( وأذكر بالمناسبة عندما حدث انقلاب الجبهة الإسلامية إنني تحدثت مع الدكتور أسامة الباز بالتليفون، والباز كما تعلمون كان يعمل معي في وقت سابق، وسألته عن الانقلاب.. قلت له أنتم تتحدثون وكأنكم أنتم الذين أحدثتم التغيير، إذ كانت الصور والمقالات التي تملأ الصحف تكاد توحي بذلك) ويضيف: (فأخر مرة رأيت فيها السودان عام 1997 عند عقد القمة العربية بالخرطوم، بينما المرات المؤثرة كانت عام 1956، الأوطان عندي ليست جغرافيا، إنما بشر، ومن هنا ولأهمية الموضوع وحساسيته وحيويته ومواقف وسياسات القوي والجبهات المتباينة، لا بد وأن تكون لدي معلومات، فمثلا لا أتصور مقابلة مبارك للبشير إلا أن كان يعلم أن هذا النظام ليس منتهيا،) وعلي ما يبدو أن الجملة الأخيرة في حديث هيكل كانت مفاجأة انتهي بعدها الكلام المباح وغير المباح.. وإذ الأيام تؤكد علي صدق نبوءة الأستاذ محمد حسنين هيكل هيكل .هكذا كتب الصحفي حسن احمد الحسن عن اللقاء مع هيكل وشارك فيه كل من عمر نورالدائم وابوسن ود.حيدر ابراهيم وفضل الله محمد . 2.ذكر المرحوم حسن ساتي في احد الندوات في لندن ان ردهم وباجماع كامل كمجموعة من الصحفيين السودانيين علي سؤال المسئؤل الامريكي لهم ابان زيارتهم بدعوة امريكية بعد الانتفاضة حول امكانية حكم الترابي للسودان هو استبعاد هذا الاحتمال بناءا علي القوة التصويتية للحزب وجماهيريته في ذلك الوقت,واضاف انه لم يستوعب مغزي ذلك السؤال الا بعد حدوث انقلاب1989 وسيطرة الترابي علي الحكم. ما حدث في القرن الافريقي من سقوط لنظام منقستو في اثيوبيا وتقسيمها واقامة دولة ارتريا هل تم مصادفة ام انه جزء من مخطط مدروس لم يكن سيكتب له النجاح ان لم يكن السودان وحكومته راس رمحه.هذا فقد بات معروفا الان ان مانقستو سقط بدعم عسكري وقوات سودانية والي درجة نقل زناوي بطائرة عسكرية وبصحبة صلاح قوش الي اديس ابابا وان سقوط اسمرا وانفصال ارتريا كان بدعم سوداني مباشروان تمويل ميزانيتها بما في ذلك العربة الرئاسية لاسياس كانت من السودان.ومن المعلوم بالضرورة ان التغيير الذي حدث في اثيوبيا وارتريا ما كان له ان ينجح الا بوجود نظام عسكري في السلطة في البلاد ومشاركة السودان في احداث ذلك التغيير. 3.القراءة اللاحقة للاحداث تبين ان فصل الجنوب وسماح الامريكان باستخراج البترول لم يتم بالصدفة وانه كان ضمن استراتيجية مدروسة ومحدده.فاتفاقية نيفاشا والتي حوت حق تقرير المصير هي التي مهدت للانفصال وان البترول المستخرج جله في الجنوب كان البنية الاقتصادية الاساسية لقيام الدولة ومقابلة نفقاتها ولولاه لما عقدت نيفاشا ولا قامت الدولة في الجنوب.وتكثيف الحملة الاعلامية بشان دارفور وما صاحبها من تحركات سياسية ودبلوماسية ابان فترة المحادثات لم يكن سوي وسيلة للضغط علي حكومة السودان للموافقة علي كل محتويات الاتفاقية كما وان اختفاء قرنق بفعل فاعل او قدرا له القدح المعلي في انفصل وقيام دولة الجنوب . .وبينما اقر جهلي هنا لا اعلم ماذا تضمر الدول الغربية واسرائيل لدارفور الا اننيلكن ما استنتجته من نشاط المعونة الامريكية والمنظمات الاخري في زيارة لي للدمازين وسعيم الحثيث لجمع كم هائل من المعلومات ومن مصادرها المباشرة في كل من النيل الازرق وجنوب كردفان لا يمكن تفسيره الا بان في الجعبة الكثير والمثير والله يكضب الشينة في المستقبل . 4.باستخراج البترول تحولت البلاد الي دولة ريعية وتوفر الاموال في يد الحكومة ادي بها الي تشجيع الانماط الاستهلاكية لالهاء الناس عن شئون الحكم واستخدام الرشوة وغض الطرف عن الفساد لدعم الحكم وكسر عظم المعارضة وتوسيع دائرة الولاء.وهنا يحق لنا طرح تلك الاسئلة: هل تدمير الخدمة المدنية وانهيار البنيات التحتية وفشل المؤسسات والمشاريع الانتاجية وتصفية بعضها كان قدرا؟! هل ما حدث في اطراف البلاد واقاليمها واقاصيها البعيدة كان عملا محليا خالصا؟!؟! والنتيجة هي ان السودان غدا دولة فاشلة في كل المجالات وبكل المقاييس . 5.يحسب لنظام الانقاذ النجاح التام في تطبيق وصفات صندوق النقد الدولي دون دعم مالي منه وبطريقة وحشية ادهشت خبراءه كما يفتخر قادة الانقاذ والتي استحال او تعثر تطبيقها منذ الاستقلال. وايضا في خلق طبقة راسمالية من تحالف الطبقة الطفيلية المايوية والفئات الامنية والعسكرية ودعاة الاسلام السياسي وتجار الحروب وبيروقراطية جهاز الدولة لتسيطر وتحافظ علي النظام الراسمالي في الداخل ومن ثم تنخرط في النظام الراسمالي العالمي من باب التبعية لا اكثر!. وهل تريد الامبريالية والصهيونية اكثر من ذلك؟! وفي الختام الا يحق لي الاستنتاج بان الانقاذ هي صنيعة امريكية وصهيونية وانها كانت بمثابة بروفة لادماج الاسلام السياسي في اللعبة والمجتمع السياسي وايضا لاختبار قدرتهم في احتواء والقضاء علي العناصر والجماعات المتطرفة والارهابية وخدمة المشاريع الامريكية والصهيونية في المنطقة.هذا واجابتي لمن يتحجج بمعادة امريكا لنظام الانقاذ هي انها تكمن في الاجابة علي السؤال عن لماذا ومن قتل الرئيس الامريكي جون كينيدي.وقد كان من السهل رد السؤال الي السائل بسؤال اخر عن الخلاف بين امريكا والنظام. *** في مقابلة صحفية له مع مجلة روز اليوسف وصف اسامة بن لادن نظام الانقاذ بأنه (خليط بين الدين و الجريمة المنظمة) [email protected]