ظللت و لفترة طويلة من المعجبين بالدكتور عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم ، ربما جاء هذا الاعجاب من تلك الطيبة التي تطل علي وجهه ، و بالرغم من الانجازات البائسة التي احرزها في إدارة الولاية خلال الاربع سنوات الماضية ، إلا أن بعض الاعجاب ظل كامنا في النفس ؟؟!! حتي ظهرت فضيحة ما عرف ب ( مكتب الوالي ) و ما ارتبط بها من أرقام خرافية ، و تخيلت بعد ثبوت الواقعة ، و ما صاحبها من تحلل ، و التحلل هنا يقوم مقام البينة القاطعة conclusive evidence)) ، أن الوالي لا بد مستقيل من منصبه ، و ظللت منتظرا الاستقالة ، فلا يمكن ان رجلا بكل تلك الطيبة سيقبل علي نفسه ما سيترتب علي الفضيحة من شرور ، و كذلك لأن الاستقالة اصبحت سلوكا طبيعيا و راقيا في كل الدنيا لمن يقصر في المحافظة علي واجبات وظيفته ، فما بالك بمن تأتي الفضيحة من داخل مكتبه ؟؟؟!! و لكن و كما يغني ابن البادية ( طال انتظاري ) لليلة ( الاستقالة ) ؟؟؟!! ، و هنا تغيرت نظرتي للسيد الوالي ، و اصبحت انظر في وجهه كلما طل في التلفاز و أتساءل : ألا يستحي هذا الرجل ؟؟؟!!!! ثم تحولت النظرة الي شفقة ، اصبحت أشفق علي الرجل و اتساءل : هل المحافظة علي المنصب يمكن أن يكون ثمنا لتجرد الانسان من أي إحساس بالعزة و الكرامة ؟؟!! ثم تطورت المسألة لتصبح شعرا يكتب ، و غناء يلحن في شأن الوالي ، ولا أعلم إن كان السيد الوالي يسمع بذلك ؟؟!! أم انه يعيش في واد آخر ؟؟! آخر الاناشيد الوطنية التي ذكرتنا بأناشيد فنان الشعب الراحل محمد وردي هو نشيد ( والي الغفله ) ، التي تبادلها الناس في كل ارجاء الدنيا ، والتي تشكك حتي في ( دكترة ) الوالي ، و كلما سمعت هذا النشيد زاد حزني علي السيد الوالي ، و كبر التساؤل في داخلي : هل تستحق الوظيفة السلطوية كل هذا الثمن الغالي ؟؟؟!! ألا يكفي السيد الوالي السنوات الطوال التي قضاها في كنف السلطة ؟؟! أكاد اتخيل ابتسامته لو قدر له أن يقرأ هذا المقال و هو يردد ( هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه ) . هل تستطيع سيدي الوالي حقا ، و بعد مرور ربع قرن من الزمان ، أن تقنع طفلا غريرا بصحة هذا الشعار ؟ أشك في ذلك ، ولا أملك من باب المحبة إلا أن أرجوك بتقديم استقالتك فورا ، فقد أصبح منظرك مش و لا بد ؟؟؟!! علاء الدين زين العابدين مستشار قانوني ينبع الصناعية E [email protected]