[email protected] هدد بروفسير غندور قبل أيام المعارضة السياسية بالدخول في الحوار او اجراء الانتخابات في 2015 ؟؟ و ضحكنا نحن كالعادة من هذا التهديد العجيب ؟؟!! و لكن يبدو بأن الحكومة اكثر علما منا بنجاعة مثل هذا التهديد الرهيب .، الذي بدأت تظهر نتائجه سريعا ، باستجابة الاحزاب المعارضة للنداء ، و كان أول المستجيبين د. غازي و حزبه ( الاصلاح الان ) ، و الذي علل استجابته علي استحياء بأنها نزولا لرغبة الحلفاء ، ثم بدأت المغازلة من الحبيب السيد الامام بشروط خجولة ، من نوعية مشاركة الستة الكبار فقط ، و هو يعلم استحالة الشرط ، فالتسعون الذي شهدوا اللقاء الاول مع الرئيس من احزاب الفكة سيكونوا هم سادة الحوار و المهيمنين عليه ( ديمقراطيا) ، فلكل واحد منهم ( صوت) ، و (اصواتهم) هي التي ستحسم الحوار حسبما يخطط و (يتكتك) المؤتمر الوطني . و حتي نكون اكثر واقعية فإن التهديد بالانتخابات يعتبر اخطر تهديد يمكن أن يطلقه المؤتمر الوطني ضد الاحزاب المعارضة . فالانتخابات كما شهدنا عام 2010 محسومة سلفا لصالح المؤتمر الوطني بنسبة 99 % ، و هذا يعني ابعاد المعارضة عن الممارسة السياسية الايجابية و بشكل كامل لمدة خمس سنوات أي حتي عام 2020 م، و لااحد يعلم ماذا سيحدث من متغيرات ايجابية خلال هذه الفترة ، فالانقاذ ظلت دائما تلعب علي نظرية ( شراء الوقت ) ( Buying Time ) ، و ظلت دائما تكسب ، و ان كان كسبا سلبيا في نظرنا وايجابيا في نظرهم ، فهو ما يمكن أن نطلق عليه ( كسب التمكين ) ، و التمكين عند كل أهل الانقاذ هو الغاية . أما الاحزاب المعارضة ( الفكة منها و الكبري) فإن كل المؤشرات المنطقية تؤكد بأنها و بهذا الضعف التنظيمي و المادي لن تستطيع تحقيق ما ظلت تحلم به خلال الربع قرن الماضي من الزمان من اقتلاع النظام . لهذا نري أن عين العقل ما تفعله احزاب المعارضة من تراجع تكتيكي نحو الحوار ، فالمعارضة أدري يقدراتها البائسة منا و حتما ما ستناله من الحوار ( الناعم) هو اثمن مما قد تحرزه او مما احرزته بالمعارضة ، او ما ستحرزه بالانتخابات ( المضروبة ) . ان الشئ المفجع و المبكي و المضحك في آن واحد أن المؤتمر الوطني في هذه المرحلة الحالية في أضعف حالاته سياسيا و اقتصاديا و امنيا ، و لو كانت المعارضة تتمتع بنسبة 25 % من الفعالية و النجاعة السياسية المطلوبة لنجحت في ازالة هذا النظام بلا تعب او نصب ، و لكنها للاسف لا تملك شيئا الا تكتيكات بالية و اساليب ضعيفة و مناورات مكشوفة مضحكة ، اصبح النظام يحفظها عن ظهر قلب ، و يبني عليها ردود افعاله ، لهذا و الحال كذلك ، فأولي للمعارضة المشاركة في الحوار ، لعل و عسي أن تنال نصيبا من النجاح بدلا من السير في هذا النفق المظلم الذي لا نري بصيص ضوء في نهايته ، و الشعب المسكين هو الوحيد الذي يدفع الثمن . علاء الدين زين العابدين مستشار قانوني شركة سابك