بسم الله الرحمن الرحيم جدير بالذكر [email protected] * معظمنا –للأسف- يعتنق نظرية "اكتفاء الأنا" -والتي لا تكتفي ابداً- وهي ذات قسمة ضيزى سواءً أكان مادياً، أم معنوياً؛ ب"معني" إذا توفرت حاجاتي، واكتملت احتياجاتي؛ ف"كأنما" الأخرون ليسوا ب"أصحاب" حاجة، أو التوهم بلا تفقد لهم؛ أنهم مثلنا تماماً، أو أنهم لا يستحقون مصداقاً لقوله تعالي: ((أهم يقسمون رحمة ربك... الآية)). * بل قد يعتنقها البعض من باب الحسد ب"حقد"، والتمني ب"غل" أن لا يقتني غيره مثقال ذرة من خير يشابه ما يملكه هو، وهذه الانانية البشعة لا تشبه الا من يطلقون علي أنفسهم افتراءً؛ بأنهم "شعب" الله المختار، و(المتتبعون نحن ل"سننهم" حذو القذة بالقذة، حتي لو دخلوا جحر ضب لدخلناه)، أو كما قال عليه الصلاة والسلام. * فلم نعد جسداً واحداً إذا اشتكي منه عضواً يتداعى له سائر الجسد بالسهر والحمي، إذ صار همنا التفكير ب"نهم أناني ب"ذواتنا" فقط علي طريقة أنا أفكر في نفسي إذاً أنا موجود، فيما العكس إذا فكرت في الآخرين فأنت غير موجود، مخالفة –عياذاً بالله- لنهج النبوة الشريف: ((لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه)). * وما يحسب في باب المعنوي تطبيقاً لهذه النظرية؛ فقد صار غالبنا يستمع ل"نفسه"، ويقضي ل"صالح" صوتها، وهواها، ورؤيتها؛ ل"يهوي" دائماً بلا روية وبلا تعقل ب"سوط" الإقصاء جلداً ل"رؤي" الآخرين تشفياً فيها؛ وليس لها جريرة سوي خطيئة ما يعده اعتراضاً ليس الا؛ دون أن يكلف نفسه حتي عناء الاستماع لها؛ في حين أن أساس العدل في الحكم علي مثل هذا يستوجب -علي الأقل- الإصغاء للطرف الآخر. * أما مادياً ف"افتقاد" المعاني يورث قبح المباني لأن فاقد الشيء لا يعطيه؛ ل"يكون" العطاء هو القشة التي تقصم ظهر بعير الشحيحون؛ ف"يمنون" ويستكثرون ولو بشق التمرة التي يتقي بها النار، بل حتي وإن كبر عطاؤهم أحياناً ففي الغالب الاعم فهو "شوفونية" ورياء يحبونه يري، ومداهنة يهدونها، ويريدون منها وبها الجزاء والشكورا لهذا اليوم؛ لا وقاية من شر ذلك اليوم العبوس القمطرير. * واعمالاً ل"مبدأ" تزكية النفس ب"التذكير" تحضرني من باب المسح علي رأس يتمها - رحمة بها- الزيارات الثلاث للسجن، والمستشفى، والمقابر كي ما تحس ب"نعم" الحرية الحمراء التي يدق بابها بكل يد مضرجة بالدماء، والصحة التي هي تاج علي رؤوس الإصحاء والذي لا يراه الا المرضي، واغتنام الحياة قبل الموت ل"عمل" الخيرات: ((فمن أراد أن يزور القبور فليزر فإنها تذكرة للأخرة)) * ف"حرّى" ب"أغلال" السجّان أن تنزع قيود الخير المكبل في دواخلها، كما أن أمراضها قد تشفي وتتعافي ب"آهات" وتأوهات المرضي ومن لم تتعاف بهاتين فأخر علاجها الكي ب"نار" المقابر -موعظة الموت- ل"تتحرر" وتشفي من سجن وسقام طينيتها لتتسامى علواً بأنوار روحها؛ فحقاً كفي بالموت واعظاً؛ مزهداً في الدنيا، ومرغباً في الأخرة؛ فإن لم يعظها الموت فلا واعظ لها.