السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منظومة شعرية عن رحلة حج عبر أرض السودان .. تقديم وشرح وتعليق: د. خالد محمد فرح
نشر في سودانيل يوم 06 - 12 - 2014


منظومة شعرية عن رحلة حج عبر أرض السودان
للعالم الموريتاني الشيخ: " عبد الودود ولد سيدي عبد الله "
تقديم وشرح وتعليق: د. خالد محمد فرح
[email protected]
حجّ عالمٌ وفقيه وشاعرٌ موريتاني يُدعى: " عبد الودود ولد سيدي عبد الله " إلى بيت الله الحرام في عام 1924م ، أي قبل نحو تسعين عاماً من الآن ، انطلاقاً من مدينة (داكار) عاصمة السنغال ، التي كانت وقتئذٍ بمثابة العاصمة لسائر ما كانت تُعرف يإفريقيا الغربية الفرنسية ، بما في ذلك موريتانيا ذاتها ، بلد ذلك العالم والشاعر نفسه.
مرّ الشيخ ولد سيدي عبد الله في رحلته تلك ، بعدد من بلدان غرب ووسط إفريقيا ، حيث استغل طائرة من داكار أوصلته إلى " فورلامي وقتئذ ، انجمينا الآن " عاصمة تشاد ، ومن هناك سافر على متن الشاحنات حتى وصل إلى مدينة " الجنينة " السودانية ، حاضرة " دار مساليت " ، وعاصمة ولاية غرب دار فور الحالية ، ثم واصل رحلته منها عبر أراضي السودان ، بالشاحنات حيناً ، وبالقطار حيناً آخر ، حتى انتهت به الرحلة في جزئها الإفريقي إلى مدينة " سواكن " الميناء السوداني الشهير ، التي أبحر منها بعد ذلك إلي ميناء " جدة " الحجازي المعروف ، ميمماً وجهه شطر الأراضي المشاعر المقدسة.
ولما كان ذلك الشيخ الفقيه والعالم الموريتاني ، شأنه شأن معظم أبناء جيله من الشناقطة الذين تلقوا ذلك النوع من التعليم التقليدي الجيد والصارم في المدارس القرءانية والدينية ، أو ما تُعرف عندهم ب " المَحاضر " ، ممن مرنوا على نظم الشعر ، بل إن كثيرين منهم قد صحت عندهم ملكات إبداعية حقيقية في مضماره ، حتى لقد شاع وصف موريتانيا بأنها " بلد المليون شاعر " فقد عمد الشيخ " عبد الودود " إلى نظم مسار تلك الرحلة ، ومشاهداته فيها ، نظماً دقيقاً ، اشتمل على وصف الأمكنة والأشخاص والظروف ، والبيئات الطبيعية بما فيها من أنواع التضاريس والنباتات ، فضلاً عن الاجراءات الرسمية: من إلزام الحجاج بأخذ صور فوتغرافية ، وبالتطعيم باللقاحات ضد الأمراض المعدية ، وسوى ذلك من إجراءت الجوازات والمعاملات الهجرية ، فضلاً عن بيان أنواع المركبات التي استخدمها الشاعر في رحلته تلك من طائرات ، وسيارات ، وقطارات ، وبواخر. ولم ينس حتى إجراء تغيير العملة في ( الجنينة ) من الفرنك الإفريقي أو ال CFA إلى الجنيه المصري الذي كان هو عملة السودان آنئذ ، بالإضافة إلى اجراءات التعامل مع سلطات الجوازات والجمارك وغيرها.
وكان السفير: " باباه ولد سيدي عبد الله " ، حفيد الحاج عبد الودود المذكور ، قد أهدى نسخة من هذه المنظومة إلى السيد الرئيس " عمر البشير " ، عندما جاء إلى الخرطوم مرافقاً لصاحبة المعالي السيدة " الناها بنت مكناس " وزيرة الخارجية الموريتانية السابقة ، إبان زيارتها للسودان في شهر نوفمبر 2009م.
وبدوره ، أثبت صديقنا وزميلنا الدكتور " أحمد التجاني سوار " ، نص هذه المنظومة التاريخية في متن أطروحته للدكتوراه التي جاءت بعنوان:" العلاقات الثقافية والاجتماعية والسياسية بين السودان الغربي والنيلي: " الحالة السودانية الموريتانية " ، التي نال بموجبها تلك الشهادة في عام 2012م ، وكان لكاتب هذه السطور شرف مساعدة السيد السفير الدكتور " عمر عبد الماجد " في الإشراف عليها.
وفيما يلي نص المنظومة ، يتلوه شرحنا لبعض ألفاظها وإشاراتها ، وتعليقنا على بعض ما ورد فيها من صور ومشاهد:
الحمدُ لله مُنزلِ الكتابِ وغافرِ الذنبِ وقابلِ المتابِ
سبحانه قال ( ولله على) (1) وقال (يأتوك رجالاً وعلى) (2)
صلى على من حج حجتبن حج وعمرتين ثم عمرتين (3)
وآله وصحبه الأولي معه حجوا وقاتلوا من منعه
وإذ رأيت المال والأعمارا ضاعا ولا حج ولا اعتمارا
سألتُ ربي ذا الغنى والمنة حجاً جزاؤه يكون الجنة
(لا رفثاًفيه ولا فسوقا ) (4) ولا جدال خالصاً مسوقا
حجاً ملبيَ الحديث والكتاب طوبى لهم وحسن يبتغى مئاب
فقلت يا الله يا معين أياك نعبد ونستعين
لا حول إلاك ولا قوة قط فالحول والقوة لله فقط
وإذ رآني (موسى) فرد المسألة قام معي في الأمر حتى سهّله
لا أبطل الله لموسى عمله ونال مثىً ورُباعاً أمله
وما لدى أسلافه تبدّدا حلماً وعلماً وتُقىً وسؤددا
في يوم الاثنين لسبعة عشر من شهر شوال خلت كان السفر (5)
بعد صلاة الصبح في (دكارا) (6) دخلت طيار الهوا فطارا (7)
معي رفيقان سُدانيان (8)في لغة العُربِ أميان
ولغتي عندهما سيان فناب الأصبعُ عن اللسان (9)
يمسكنا في الطيران والسكون بقوله سبحانه ( كن فيكون)
وقد أتى ( بَمكُ ) (10) من قبل الزوال وعند قرية تسمى ( بوب ) قال
وبات في (غوغو) (11) وظهراً سكنوا بالقرية التي تسمى ب (كنو ) (12)
وسيرنا فيه انتهى ب (فرلمين) (13) بمغربٍ إياك ربي أستعين
بسرعة يسِّرْ وصول الحرمين واغفر وبر الذنب والحج أمين
لذينك اليومين قدرُ الأجرة خمسة آلاف ثلاثمائة
لكنها على كثرتها حقيرة في جنب سير المدة اليسيرة
وكلُّ طيارٍ إذا كان كذا عليكمُ به فما فيه أذى
ما فيه ما يصدُّ عن دخوله لا في ارتحاله ولا نزوله
فلا روائحَ ولا حرَّ ولا يا ويح من عنه هنا تحولا
وصوته يشتد في الآذان لكنها تُسدُّ بالكتان
وفي المقيل والمبيت مسكنُ ومطعمُ الراكب فيه حسن
وبين فرلمينَوالأبيّضِ خوف السحاب الوتَ (14) ما لها مُضي
كذاك بينه وبين ( بمكو ) بالما تسد ذا الأوان السككُ
فالحذر الحذر من بدء السفرْ براً على الوتات إبان المطر (15)
وبعد عصرٍ بعد عشرين مضتْ ب (فرلمين) الوتَ لجنينة مضت (16)
والأجر ستمائة ريالا (17) تُدفع قبل المسير حالا
ومن هنا إلى وقوف عرفه الرَّكْبُ ( بَمبرا ) و ( هوصَ ) العجرفه (18)
بتنا وظلنا أول النهارِ بالقرب والمطر طوراً جاري
وآخر النهار ساروا في وحل وبعد مغربٍ أتوا إلى محل
وعندما اشتد الهجير رحلوا وفي (دكان) الاصفرار نزلوا
وارتحلوا صبحاً وحلّوا ظهرا (بحر غزال) (19) قريةُ لا بحرا
وفي الصباح سيرهم قد جَمعا في طوله الوعثاء والضيق معا
وقد علونا عثعث الطريق (20) والطين بالأسفل والمضيق
ثيابنا مزّقها القتادُ (21) ومُزّقتْ من تحتها الأجسادُ
ومن طلوع الشمس نحن هكذا إلى صلاة العصر بين ذا وذا
عنّا انتهى الرمال والقتادُ والطّلحُ والسِّدرُ معاً يزدادُ (22)
وبعدَ لأيٍ سَهُلَ الطريقُ وسارَ سيراً حسناً يروقُ
وسار صُبحاً والضحى (أم حجرْ) (23) كان لهم بها قليلٌ من مقرْ
والركبُ ساعةَ الغروب هَشّا وبَشَّ أن بدتْ لهم ( أبشَّا ) (24)
ظلنا بها متاعنا يُفتَّشُ صنادقٌ وكتبٌ وفُرُشُ
وبعد عصرِ سيرنا عنها استمرْ حتى رأينا بدر تسعة عشرْ
بتنا قليلاً ثم عدنا نسري إلى قريبٍ من دياِر (أدري) (25)
منعنا الله بها من ضُرِّ لمّا دعونا دعوةَ المضطرِّ
ظلنا وبتنا وضحىً مشينا إلى ديار لبطان ( جنينا ) (26)
محطةُ بها الغريب يُعرضُ على الطبيب هل لديه مرضُ
والفصدُ في الذراع الأيسر هنا ولو لغير عِلّةِ تعيّنا (27)
وسِكّةَ الفرانس اليوم اجعلا مصريةً إذ غيرُها لن يعملا (28)
والأجرُ منها ل (الأبيّضِ ) كما لها من الإجار قد تقدما
سرنا ثماناً بين ليلِ ونهارْ لم نضّجعْ للنوم لا ولا قرارْ
حتى وصلنا بالضُّحى (الأُبيّضا) (29) وقلَّ جسمٌ عندنا لم يمرضا
والكلُّ من أكبرنا والأصغرِ قد فصدوه في الذراعِ الأيسرِ
ظلنا وبتنا فيه واسترحنا وبعد مغربٍ قليلاً رُحنا
نسيرُ في مُجوَّفِ الحَيزومِ (30) في ليلتين جاء ل (الخرطومِ)
ظلنا وبتنا وظللنا للصُورْ لكل واحدٍ منا ثلاثٌ من صُورْ
وبعد مغرب بساعتينْ بالسير نادى نوتيُّ السفينْ (31)
يوماً وليلةً إلى أماكنْ ديار (سلوم) إلى ( سواكن )
والفصدُ في ( جنينَ ) وفي (الأبيّضِ) وفي (سواكن) به أمر فُضي
وهذه الطريق زادها على ظهر الطريق لبناً ومأكلا
بتنا وظلنا ثم بتنا والمسيرْ لجدّةٍ في البحر بالضحى الكبيرْ
ظلنا وبتنا والضحى بجدة جئنا وبتنا بإزاءِ مكة
ظلنا وبتنا في منىً وعرفه ظلنا بها وبتنَ قي المزدلفه
ليلة الأضحى والضحى لجمرَه رمينَ أعني جمرَ العقبه
وبعد أيام منىً طوافُ إفاضةٍ تمَّ بها الطوافُ
والحمدُ للميسِّر المعينِ أداء حجةِ وعُمرتينِ
والمُكثُ في طيبةَ ستة عشرْ يردُّ لي السلامَ أفضلُ البشرْ
بحضرة الصدِّيق والبرِّ الأغرْ أبي الفتوح نور الإسلام عمرْ
خيرُ صلاةٍ وسلامٍ دائرْ ما طاف طائفٌ وزائرْ
عليه والآلِ والأصحابِ معا ما جمع البيتُ الحجيجَ أجمعا
الهوامش:
(1) اقتبسها الشاعر من قوله تعالى " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " ، سورة آل عمران ، الآية رقم 97.
(2) أخذه من قوله تعالى " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فجٍ عميق " ، سورة الحج ، الآية رقم 27.
(3) المرات التي حج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتمر ، حجة واحدة هي حجة الوداع ، وأربع عمرات. ففي صحيح الترمذي عن قتادة قال: قلت لأنس بن مالك كم حج النبي صلى الله عليه وسلم وكم اعتمر؟ قال: حجة واحدة واعتمر أربع عُمر: عمرة في ذي القعدة ، وعمرة الحُديبية ، وعمرة مع حجته ، وعمرة الجعرانة إذ قسم غنيمة حُنين.
(4) اقتبسه من قوله تعالى في الآية رقم 197 من سورة البقرة: " الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الباب ".
(5) أي أن رحلة الشاعر قد انطلقت يوم الاثنين 17 شوال عام 1343 هجرية ، الموافق ليوم 10 مايو 1924م.
(6) هكذا رسمها الناظم (دكار) بدون ألف بين الدال والكاف كما هو الرسم والنطق الشائع حالياً . ويبدو أنها كانت تكتب وتنطق على النحو الذي اثبتها بها الناظم ، إذ يقال إنها مشتقة من كلمة " دَخار " بلغة " ولوف " السنغالية ومعناها " شجرة التمر هندي " أو ما يعرف ب " العرديب " في عامية أهل السودان. ومما يعضد مذهب الشيخ عبد الودود في رسم هذا الاسم ، قول الشاعر: المختارالحامد الديمانيالشنقيطي ، وكان بيته الآتي مما ودعني به صديقي الشاعر " إبراهيم الدلال " عام نُقلت إلى داكار:
برقٌ أطار فاستطار أطارا أم هاج شوقك فادكرتَ دكارا
(7) يقصد بقوله " طيار الهوا " : الطائرة ، وقد كان الناس في بوادي السودان وأريافه حتى إلى زمان قريب ،يسمون الطائرة " طيّار " على التذكير. ومنه قول البقارية ، ثم المطرب الراحل " إبراهيم موسى أبّا " في أغنية " العجكو ":
عندي الصغار وعندي الكبار ماسكين قلم وراكبين طيّار
(8) سُدانيان اختزال ل " سودانيان " ، والمقصود هو أن مرافقيْ الشاعر في الطائرة ، قد كانا من بلاد السودان بالمعنى الواسع ، ومن غير الناطقين بالعربية. والشاهد هو قوله: " في لغة العرب أمّيان ".
(9) أي أنهم اضطروا لاستخدام لغة الإشلرة لتعذر التخاطب بينهم.
(10) ( بمَكُ ) على الترخيم والاختصار ،هي " باماكو " عاصمة جمهورية مالي.
(11) ربما كان المقصود ب " غوغو " هذه ، مدينة " واغادوغو " عاصمة " فولتا العليا " سابقاً ، وبوركينافاسو حاليا.
(12) كنو هي قصبة بلاد هوسا بشمال نيجيريا ، وواحدة من كبريات حواضر الإسلام في إفريقيا والعالم.
(13) فرلمين يعني بها فورلامي أي: حصن لامي ، وهي عاصمة تشاد سابقاً التي صارت تعرف منذ عام 1973 باسم: " انجمينا ".
(14) الوتَ: اختصار لكلمة " الوتير " وهي تعريب في تشاد وربما في موريتانيا ، لكلمة Voiture الفرنسية التي معناها: سيارة.
(15) يعني أن مياه الأمطار والسيول قد قطعت طريق السفر بالنسبة للشاحنات بين فورلامي بتشاد والأبيض بالسودان ، مثلما أنها قد سدت السكك بين فورلامي وباماكو عاصمة مالي. وقد حذر غيره من السفر بالبر بين تلك البلاد في أثناء فصل الأمطار كمال فعل هو. ثم لاحظ التغيير المناخي الذي حدث في بلدان الساحل الإفريقي التي عبرها الشاعر منذ ذلك الحين اي عام 1924 ، مقارناً مع الوضع المناخي السائد الآن في تلك المنطقة ، حيث كانت معدلات هطول الأمطار عالية حتى في شهري مايو ويونيو التي سافر فيهما.
(16) وصلت الشاحنة التي كانت تقل الشاعر إلى مدينة " الجنينة " السودانية في يوم 20 شوال من ذلك العام.
(17) الريال: تسمية تشادية محلية وغير رسمية ، إذ أن العملة الرسمية لتشاد ولسائر المستعمرات الفرنسية في وسط وغرب إفريقيا هي الفرنك الإفريقي أو " السيفا ". والريال التشادي هو عبارة عن خمسة فرنكات سيفا CFA. فالستمائة ريال تساوي إذن ، ثلاثة آلاف فرنك إفريقي.
(18) يقول إن رفاقه في السفر ابتداءً من فورلامي وحتى موقف عرفات الطاهر ، كانوا من قبائل " البامبارا " المالية ، و " الهوسا " النيجرية ثم النيجيرية. ووصف الناظم الأخيرين بالعجرفة ، لا ندري لماذا.
(19) بحر الغزال منطقة وبلدة بإقليم " كانم " بشمال غرب تشاد ، وهو كما يُلاخظ ، اسم مطابق لاسم النهر والاقليم اللذين يحملان هذا الاسم بجنوب السودان.
(20) عثعث الطريق: الجزء المرتفع من الطريق الذي يكون في شكل كثيب من الرمال المنهالة والسهلة.
(21) القتاد: يقصد به الأشجار الشوكية الكثيفة التي تكتنف الطريق الذي كانت تسير فيه الشاحنة المقلة للشاعر ورفاقه في الرحلة ، وكانت أغصانها تنشب أشواكها في ثياب الركاب.
والقتاد هو ما يسميه السودانيون في عاميتهم: " الكداد " ومنه قول المغنية في أغنية الحماسة (حجر الزلط مين بقيسوا ):
شوف عينيا جريتو جري السواد
وكسرتوا شجر الكداد
وقايلنوا قصب البلاد
(22) يلاحظ الشاعر التغيير الذي طرأ على البيئة الطبيعية وخصوصا تركيبة الغطاء النباتي أو ما يسمى بال Flora، كلما توغل في السفر بحسب طبيعة الأرض.
(23) أم حجر بلدة تقع في وسط تشاد غربي مدينة " أبشي " عاصمة إقليم " وداي ".
(24) أبشا ( ويقال أبشي أيضا ): عاصمة سلطنة " وداي " إحدى ممالك بلاد السودان الأوسط في السابق ، وهي عاصمة محافظة " وداي " بشرق جمهورية تشاد حاليا.
(25) أدري مدينة تقع بأقصى شرق تشاد على مقربة من حدودها مع السودان ، وتبعد عن مدينة الجنينة بحوالي ثلاثين كيلومتراً فقط.
(26) لبطان: بفتح اللام وسكون الباء: تعريب لكلمة hospital الفرنسية بمعنى مستشفى. أما " جنينا " فالمقصود بها مدينة " الجنينة " السودانية.
(27) يبدو أن مستشفى الجنينة كان بمثابة مركز الحجر الصحي او " الكورينتينة " التي كان يتم فيها تطعيم سائر حجيج وسط وغرب إفريقيا من الأمراض المعدية ، قبل عبورهم أراضي السودان ، وهم قي طريقهم نحو الأراضي المقدسة.
(28) يوصي بوجوب تبديل عملة الفرنك الفرنسية في الجنينة ، بالجنيه المصري الذي هو عملة السودان حينئذٍ ، إذ كان يُعرف في ذلك الوقت بالسودان " الإنجليزي المصري ".
(29) الأبيض عاصمة مديرية كردفان ، وكبرى حواضر غرب السودان.
(30) مجوف الحيزوم: كناية عن القطار لأنه مجوف من الداخل. والحيزوم لغةً هو الصدر. قال طرفة بن العبد في المعلقة يصف سفينة:
يشقُّ حبابَ الماء حيزومُها بها كما قسم التربَ المفايلُ باليدِ
(31) من الغريب أن يذكر الناظم النوتيوالسفينة في معرض الحديث عن السفر من الخرطوم إلى سواكن. فهل ذكر ذلك من قبيل المجاز وهو يعني القطار أيضاً ؟ ذلك بأن القطار كان في عشرينيات القرن الماضي ، أكثر وسائل السفر أماناً وانتظاما بين الخرطوم وبورتسودان. وقد ذكره المادح " حياتي الحاج حمد " وهو من أعلام تلك الفترة في إحدى أماديحه ، وذلك حين يقول:
قائد الرسلِ سيد إدريس ناوي امشيلو في اكسبريس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.