ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    تحالف "صمود": استمرار الحرب أدى إلى كارثة حقيقية    شاهد بالفيديو.. لاعب المريخ السابق بلة جابر: (أكلت اللاعب العالمي ريبيري مع الكورة وقلت ليهو اتخارج وشك المشرط دا)    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    "صمود" يدعو لتصنيف حزب المؤتمر الوطني "المحلول"، والحركة الإسلامية وواجهاتهما ك "منظومة إرهابية"    شاهد بالفيديو.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تدعم الفنان عثمان بشة بالترويج لأغنيته الجديدة بفاصل من الرقص المثير    صحة الخرطوم تبحث خطة لإعادة إعمار المرافق الصحية بالتعاون مع الهيئة الشبابية    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    كمين في جنوب السودان    كوليبَالِي.. "شَدولو وركب"!!    دبابيس ودالشريف    إتحاد الكرة يكمل التحضيرات لمهرجان ختام الموسم الرياضي بالقضارف    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    ارتفاع احتياطيات نيجيريا من النقد الأجنبي بأكثر من ملياري دولار في يوليو    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    شهادة من أهل الصندوق الأسود عن كيكل    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    بنك أمدرمان الوطني .. استئناف العمل في 80% من الفروع بالخرطوم    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    «ملكة القطن» للمخرجة السودانية سوزانا ميرغني يشارك في مهرجان فينيسيا    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من مذابح السودان القديمة .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 11 - 01 - 2015

اتاني الايميل المرفق من الاستاذ معاوية يس ، له الشكر. ولقد اتفقنا ان انشر كلامه ، وان اتبعه بتعليق .
Beskrivning: Beskrivning: Meddelanden https://dub121.mail.live.com/ol/
أخي العزيز شوقي بدري،
تحية طيبة، وبعد؛
فإني أستأذنك لأني أكتب إليك من دون معرفة شخصية سالفة. لكني قطعاً أعرفك من كتاباتك الممتعة، وقصصك الواقعية التي جسدت شخوصاً وأماكن وحياة بأكملها، خصوصاً لمن لا يعرفون أم درمان وناس أم درمان، ومن لم يتسن لهم أن يدركوا ذلك العهد الجميل. وأرجو أن تواصل نشر أفكارك التنويرية التي نحن في السودان وفي الشتات أحوج ما نكون إليها، بعدما زاد انحراف الشخصية السودانية، وتضعضعت أخلاق الرجال والنساء، ومُسخت كل الأشياء الجميلة، حتى أصبح العاقل يتساءل أين هو السودان الذي عرفناه؟ وحتى أضحى يبدو لي أن الواشجة التي تربط أجيال جميع الأمم بعضها ببعض لم تعد متاحة في جيناتنا نحن معشر السودانيين.
والحديث في مثل هذه الأمور مما يطول.
فأكتب لك عن شيئين:
أولاً: أراك ذكرت في مقال لك أخيرٍ "كتلة التيارة". وهي بلدة مهجورة في الطريق بين أم روابة والأبيض، أقرب إلى الرهد (أبو دكنة) منها إلى أم روابة. وقد تسنت لي زيارتها العام 1967، وكنت في الحادية عشرة من عمري. وقد زرتها برفقة والدي المرحوم حسن أحمد يس. والحقيقة أن مرد المسألة برمتها هو أن والدي ينتمي إلى قبيلة المغاربة. وهي قبيلة انتشرت في السودان الغربي والأوسط، خصوصاً كردفان ودارفور والجزيرة. وقرأت للمرحوم الطيب محمد الطيب، في مقال نشرته صحيفة "الصحافة"، أن 50 في المئة من أهل السودان مغاربة. وهو ما قاله، وليس من قبيل تضخيم الذات.
وكانت التيارة- وتكتبها بعض المراجع، ككتاب الأستاذ ضرار صالح ضرار "تاريخ السودان الحديث"، بالطاء (الطيارة)- لفظاً ثابتاً في كل الحكايات التي كنت أسمعها من عمتي الحاجة مبروكة أحمد يس، وعمي يس أحمد يس، وعمتنا ستنا بت الماحي، وغيرهم وغيرهن من العمات والحبوبات.
وبالطبع فإنك ربما كنت تعرف في هذا الشأن أكثر وأغزر مما أعرف. فأما ما أعرفه فقد كتنت التيارة مركزاً إدارياً وتجارياً كبيراً. وكان أهلنا المغاربة يقيمون هناك، وغالبية العائلات التي تعود جذورها إلى صعيد مصر. وكان هناك أكراد، فضلاً عن الأتراك والمصريين والشوام.
حين جاء مبعوث المهدي منذراً المدينة بالتسليم للإمام محمد أحمد المهدي، قرر المغاربة مقاومة الثائر الزاحف إلى قدير. ولا بد أنه كان قرار كثير من قبائل "أولاد الريف". وعلى ذلك استعد المدافعون عن البلدة لمقاومة المهدي يحفر خندق كبير، والخندق في كل أرجاء السودان يسمى القيقر، وأنت بذلك أدرى.
في تلك المعركة ألحق المهدي هزيمة كبيرة بالمدافعين. وقتل غالبية الذكور، وبقيت النساء والأطفال ومنهم أجدادنا الذين خيرهم الامام المنتصر بين أن يذهبن طليقات، أو إن شن يرافقنه في زحفه صوب البقعة. وانشقت عائلتنا نصفين. ذهب بعض جداتنا إلى أن هذا القائد الذي ضمن للحرائر أمنهن وشرفهن لحريٌّ بهن أن يرافقنه حتى لو أفضى ذلك إلى الموت. وهذا هو شق عائلتنا التي تقيم في حي مكي بأم درمان، وكان باب دارها المطل على الشارع العام باب سنط حتى نهاية ستينات القرن الماضي. أما النصف الآخر فقد أقسمن ألا يتبعن من قتل آباءهن وأزواجهن. ومكثن في التيارة إلى أن حان وقت "تصفيتها" نهائياً بعد الاحتلال البريطاني، بعدما قرر البريطانيون إنشاء محطة أم روابة في عام 1912، فخيروا سكان التيارة بين الانتقال إما إلى الرهد، أو أم روابة، أو شركيلا أو الأبيض. فانتقل ذلك الفرع من التيارة إلى الرهد. واختار عدد من أسر التيارة الانتقال إلى شركيلا التي تبعد نحو 48 كيلومتراً إلى الجنوب من أم روابة، ومنهم عائلة عبد الحفيظ أبو علوان وأولاده. وجاءت عائلات كبيرة وكثيرة إلى أم روابة، أشهرها آل عبد المجيد حتيلة، وآل عوض الكريم صالح، وآل إبراهيم الياس.
غير أني لما زرت التيارة في عام 1967 أدركتها أطلالاً، بل دون ذلك بكثير. ولم يفتح الله علي بزيارة ثانية لها حتى اليوم! وإذا وضعنا في الاعتبار عامل الزحف الصحراوي الذي يتسم به ذلك الجزء من السافنا السودانية، فإني قمين بالزعم بأن تلك الجدر وبقايا هياكل الغرف لم تكن تتعدَّ ذراعاً (ضُراعاً) أو اثنين، لا بد أن الرمال المتوحشة التهمتها. ولا شك في أن البحث عن موقعها يتطلب استعانة بالخبراء المحليين الذين بقيت قلة فحسب منهم على قيد الحياة، كعمنا الياس الكوباني، أطال الله عمره. ولا شك في أن ذلك ممكن من خلال ما أضحى متاحاً من تقنيات غوغل ايرث وتحديد المواقع وما إليهما.
لا أعتقد أن للدولة المهدية دخل في ما آلت إليه التيارة، إذ لا بد أنها عاد إليها نشاطها التجاري طوال عهد الخليفة عبد الله. وظلت كذلك عقداً بعد الاحتلال البريطاني للسودان، إلى أن قرر البريطانيون أن يتم تهجير أهلها من التجار والصنائعية والمتعلمين إلى مدن تقع على خط السكة الحديد.
وأعتقد أن شركيلا، وهي بالمناسبة عمودية كبيرة للهبانية، ومنها عائلة العمدة سُلُم التي ينحدر منها الإعلامي السوداني البارز الفاتح التجاني عليه رحمة الله، أعتقد بأنها وردت ضمن الخيارات الإنجليزية لسكان التيارة، لأنها على رغم بعدها عن خط السكة الحديد بنحو 24 كيلومتراً (أقرب محطة قطار إليها هي الغبشة التي كان رجل الأعمال العظيم المرحوم الشيخ مصطفى الأمين أحد أبرز رجالاتها التجاريين والصناعيين)، إلا أنها مركز تجاري كبير، وسوق محاصيل كبير وعامر، وتفد إليها وفود التجار والأهالي من العباسية تقلي جنوباً، حتى أم عِشْ شرقاً، وود عشاناً شمالاً. وربما لذلك حرصت الإدارة البريطانية بتحديث البلدة القديمة، مركز النظارة المهم، وأحد مراكز الثروة الحيوانية المهمة، وذلك بتزويدها بشفخانة، وعيادة بيطرية، ونقطة للشرطة، واستراحة للإداريين الزائرين، ومدرستين أوليتين للبنين والبنات. وهو نشاط اقتصادي استقطب جميع قبائل السودان، دناقلة ومحس وشايقية وجعليون ورباطاب وهوسا وفولاني وهبانية، وبقارة، ونوير، وشلك، ودينكا.
بالنسبة إلى أم روابة فقد تعهدتها الإدارة البريطانية بالتغيير السريع، لتلائم إقامة المفتش البريطاني، ومن يساعده من الموظفين السودانيين. وأنت تعرف أن الشاعر الفذ المرحوم توفيق صالح جبريل عمل فيها، وكتب فيها، وشاغب الاستعمار فيها. وعلى ذلك فقد تمت إقامة سوق المحصول في زريبة واسعة جداً، وتم الترخيص فيها ببناء دار للسينما، يملكها التاجر الأديب المرحوم محمد الحسن شاع الدين، والد الأكاديمي المرموق الدكتور عمر محمد الحسن شاع الدين الذي خلف أستاذنا الراحل عون الشريف قاسم في العناية بمعاني وأصول عاميتنا وأمثالنا. وهو أمتداد لاهتمامات سبق إليها أستاذ الأجيال المرحوم بابكر بدري بسفره الكبير عن الأمثال السودانية.
وأضحت أم روابة عامرة بالرجال والتجار، وتقاطب إليها الشايقية (وقيع الله سيد أحمد، حسن علام، آل الكاروري، عبد الله محمد طه)، والرباطاب، والمحس (عمر محمد عثمان والوزير أبو بكر عثمان محمد صالح)، والجعليون، والبقارة، والشنابلة، والفور (خصوصاً أن البريطانيين نقلوا إليها قسماً من بنات السلطان علي دينار، وإحداهن والدة السيد مامون بحيري الذي ولد هناك). ونبغت فيها مواهب الجوامعة الذين اختارها ناظرهم المرحوم الطيب هرون مقراً رسمياً للنظارة، بحكم أنها مقر مجلس ريفي شرق كردفان.
الرهد التي تكنى "أبو دَكَنة" أعرق من أم روابة، فقد اتخذها المهدي معسكراً في رحلة زحفه صوب أم درمان. وكانت شركيلا معروفة من قبل أن تتوقف فيها جحافل المهدية في المسار نفسه. على النقيض من أم روابة الحديثة العهد بالوجود كمدينة. ولا أعرف هل تم اختيار أم روابة من قبل البريطانيين بناء على دراسات لجيولوجية المنطقة، وطبيعة التربة، وآفاق الزراعة المطرية. إذ لم يكن ثمة ما تمتاز به المواقع الأخرى سوى أن خور أبو حيل الماكر يمر بها في طريقه من جبال النوبة إلى شركيلا، ثم إلى تندلتي، وصولاً إلى بحر أبيض في كوستي. وقد عرفنا بعد اختلافنا إلى المدارس أن أم روابة تكثر فيها التكوينات الجيولوجية المعروفة عملياً ب "رسوبيات أم روابة". واشتهرت آبارها الارتوازية المبكرة بإنتاج ماء عذب، قيل إن الحاكم العام كان يرتوي منه بعدد من "الفناطيس" التي تتم تعبئتها في محطة أم روابة.
لذلك تجدني متشوقاً لمعرفة ما تعرفه عن "كتلة التيارة". وقطعاً لديكم أهل من الرباطاب في تلك النواحي. أرجو أن أجد عندك ما أتطلع إليه.
ثانياً: أرجو أن تتفضل عليّ بتزويدي بعنوانك البريدي لأني أريد أن أبعث إليك بنسخة من كتاب أنشأته في تدوين تاريخ الغناء والموسيقى في السودان، وصدر منه جزآن على نفقة الراحل المقيم محمود صالح عثمان صالح.
وتفضل بقيول شكري وتقديري.
معاوية يس
المعلومات التي في خطاب الاستاذ معاوية قيمة , وهي اكثر من ما اعرف انا عن المنطقة . والمنطفة كانت ولا تزال من اغني مناطق السودان انتاجا . ولهذا كانوا يقولون كردفان الغرة الخيرة جوا وبرة . وكان من اهلنا في تلك المنطقة آل النقر وآل قمبور . وارتبط بها العم علي عبد اللطيف وقيع الله من رفاعة . وكان من متمركزا في ود عشانا . وبالرغم من انه من المتعلمين الا انه كان تاجرا . ومن اول السودانيين الذين امتلكو سيارة في العشرينات . ولقد رثي السيارة التي تحطمت في حادث الشاعر توفيق صالح جبريل في قصيدة تحطمت سيارة الخل .
توفيق كان نائب المامور . واحرقت الاستعدادات للاحتفال بالملك جورج . ولم يستطع نوفيق من القبض علي المجرم . لانه هو الذي احرقها في الليل . وله قصيدة اسمها عيث ام روابة
التيارة او الطيارة . تعرضت لمذبحة شنيعة . وصار يضرب بها المثل في سوء المصير , واجبر النساء علي الانتحار . وكن يسقطن علي السيوف لكي يتفادين الاغتصاب . ولقد استهدفت الطيارة لان سكانها كانوا من الاغنياء . وكانوا من جنسيات كثيره . وكان بعض تجارها من الاوربيين . وللكثير من السودانيين ولع بالنساء فاتحات اللون . ومن العادة ان يتزوج الاثرياء الي اليوم من فاتحات اللون . ولهذا تكالب المقاتلون علي التيارة . والذين هجموا علي التيارة لم يكونوا من جيش المهدي الرئيسي الذي تدفق من الشرق ولكن البعض استبق الاحداث . ولقد تحرك الكثيرون تحت راية المهدية في اماكن كثيرة في السودان . ولم يكن الجميع علي اقتناع بالمهدية ولكن كانت هنالك فرصة للانتقام من ممثلي الحكومة الذين مارسوا الظلم ضد السكان . وكان هنال المغامرون والطامعون في الغنائم والاسلاب .
وتعرضت ,,ابو ديس ,,لمذبحة كبيرة وهي الي الغرب . وكانت مركزا تجاريا كبيرا. ولكن بعض اهل ابو ديس قد علموا بالهجوم وفروا نحو الابيض التي كانت حصينة ويحكمها محمد سعيد الملقب بجراب الفول . وبعد المذبحة طارد الانصار الفارين من ابي ديس بالخيول . ولكن تعرض لهم عبد الرحيم ابو ضقل وهو من الحمر وكان من قواد الحكومة . واوقف المطاردين باطلاق النار علي الخيل . لانه يعرف ان اهل كردفان يحبون خيولهم . وتوقف المطاردون . وسمي كسار الخيل . ولقد انضم ابو ضقل للمهدي فيما بعد . وكان السبب في منع الانصار من قتل القسسه والرهبان في مدينة قوندر عاصمة اثيوبيا القديمة التي اوقع فيها الانصار مجاذر فظيعة . واغنصبت النساء . ونهبت البلاد .
الانجليز عندما سقطت امدرمان سمحوا بالنهب . ولكن لم يتعرض الجيش ابدا للنساء . ولقد هوجم ووبخ كتشنر علي تبشه قبر المهدي واخذ جمجمته لصنع دواية . واضطر الي دفنها في حلفا . وكان حاكن سيواكنر قد اعلن عن جائزة قدرها خالف ريال لرأس ابي دقنة , واتي تلغراف بمنعة للان البرلمان يري في ذالك تصرفا بربريا . وكانت قوانين الحرب قد وضعت . وتكون الصليب الاحمر .
نفس السبب الذي جعل ابو ديس تختفي كمركز نجاري كبير، سبب في اندثار الطبارة . وقد يكون بعدها من الخط السكك الحديدية قد اثر في انتقال البقية . ولكن اختفاء الطبقة الوسطي والحرفيين والتجار خاصة الاجانب هوما ساعد في اندثار الطيارة . والبعد عن الجط لعشرين كيلوميتر لا يمكن ان يكون السبب . لان كثير من البلدان قد اذدهرت بعيدا عن خط السكك الحيدية .
لقد كان هنالك كثبر من المغاربة مع اسماعيل باشا عندما اتي الي السودان ولقد تعرض لهم مورهيد في كتاباته . ولقد سكنوا في فريق المغاربة في امدرمان , وهذا الحي كان جنوب مكي ود عروسة وشمال فريق ازحف . ومن سكانه كيلوة وهو شقيق الفنان ترباس ووالدتهم الخالة بارد النسمة وهم يمتون بالصلة لجعلي امدرمان منهم التاجر الكبيرمحمد عبد الله عبد السلام . والاستاذ حسين خوجلي من سكان هذا الحي . وكان به بعض الاقباط منهم العم جريس وآل جرجس والقاضي رزق الله .
لقد تطرق لمذبحة الطيارة المقدم يوسف ميخائيل . ولقد كتب تاريخ حياته في الثلاثينات وحقق الكتاب المورج الدكتور ابو شوك. والمقدم يوسف كان مقدم الاقباط في امدرمان وهو مولود في الابيض . وشارك في موقعة كرري واصيب برصاصة غير قاتلة . وكنا نسمع الكبار يتكلمون بتحسر عن مذبحة الطيارة وتعرضها للخراب بعد ان اشتهرت بمبانيها ومنازلها وسوقها العامر . ويمكن مقارنة الطيارة لحد كبير بسواكن . وان كان خراب سواكن هو ان اهلها هجروها اختياريا لبورسودان . بسبب الشعب المرجانية ، والحوجة لميناء عميق .
تعرض الاستاذ معاوية للعمدة سلوم في شركيلا . العم محمد التجاني سلوم كان بمثابة الوالد لنا . فلقد كنا جيرانا في امدرمان . وعندما انتقلت الاسره الي انزارا في جنوب السودان حيث عمل الوالد محمد التجاني في مصتع النسيج مع اكبر ابنائه عبد اللطيف, تقرر رحيل التجاني المعروف بتجنر ولاعب كرة السلة في فريق الموردة الي فريق الضناقلة في بحري . ورفضنا انتقاله وكان هو علي وشك الجلوس لامتحان الدخول الي الجامعة . وفي الاجازة ذهب شقيقي الشنقيطي مع التجاني والفاتح وصلاح . وبعد رجوعهم سكن معنا التجاني وصلاح والتحق الفاتح طيب الله ثراه الي المعهد الفني . والفاتح هو الاعلامي الشهير . وكنا اخوة بمعني الكلمة .
وفي التسعينات اتصل بي صلاح طالبا مني مطالبة الفاتح في ايجاد وظيفة له في الامارات . وكان الفاتح يقول لي عندما اشتد عليه ان صلاح مناسب لرعاية الوالد محمد التجاني سلوم . وصلاح رجل محبوب بشكل خرافي . كان الوحيد في منزلنا الذي اكل مع والدي رحمة الله عليه لانه يأكل فقط مع اصدقائه ويعطينا حرية الاكل مع اصدقائنا. وعندما فال لي الفاتح بانه عائد الي السودان طلبت منه ان يجد عملا لصلاح وكنت ارفض ان اتقبل اعذارالفاتح رحمة الله علية . ولم اكن اعرف ان الفاتح مريض . وانتقل الي جوار ربه بعد فترة قصيرة بعد عودته .وطلبت منه ان يكلف احد اصدقائه بايجاذ عمل لصلاح . فضحك وقال لي ,, انت ياشوقي فاكر الدنيا ذي زمان ذي خوتكم مع صلاح والتجاني ؟؟. اذكر انني بعدها كتبت موضوعا تجت عنوان خوة زمان ويمكن قوقلته ,, شوقي بدري خوة زمان .
لقد قال لي العم شعيب عديل عبد الله خليل . ان العم عبد الله خليل اسلم الروح علي يدي صديقه الشيخ مصطفي الامين . فالعادة ان يكون رفيق الدرب في الطهور ووزيرا في العرس وفي الموت والدفن . وقام العم الشبخ مصطفي الامين بتقبيل يدي رفيق دربه . والشيخ من فرسان السودان . وبعدها عرف العم شعيب من الشيخ ان راس المال الذي تحصل عليه الشيخ لاقامة المعاصر في الغبشة . وكان الشيج قد عجز من تدبير مبلغ 20 الف جنيه سوداني او 60 الف دولار . وكان الشبخ قد اقترح علي عبد الله جليل تدبير المبلغ والدخول معه شريكا . ولكن عبد اللخليل دبر المبلغ ورقض ان يدخل شريكا مع الشبخ . هكذا كان الرجال قديما .
العم محمد التجاني من شركيلة وزوجته من برام وهي من اسرة الامير حمودة اذا لم تخني الذاكرة . والاخ حمودة حفيد الامير حمودة كان زميلي في مدرسة ملكال . وعندما تفارقنا بعد نهاية الدراسة امام الباخرة . قال لي اننا سنتقابل في امدرمان . وحسبته يمزح . ولكن عندما حضرت الي امدرمان كان يجلس علي عتبة دكان اليماني مع صلاح والفاتح التجاني في ذالك الزمن السمح .
هذه دعوة لكي يكتب الجميع ما بعرفون عن مذبحة الطيارة والاحداث الاخري حتي تعرف الاجيال القادمة . فمذبحة المتمة معروفة جدا . ولكن مذبحة الزيداب بالرغم من انها محصورة الا انها كانت بالغة الوحشية . وكان القائد علي فرفار . ولكن المتمة غطت علي الزيداب .
والانتصار الرائع علي الجيش البريطاني بواسطة عثمان دقنة في التيب كان في نفس زمان معركة شيكان . وجرح كتشنر جرحا بليغا اضطر لترك السودان لتلقي العلاج . وكانت تلك اول مرة ينكسر فيها المربع الانجليزي . وخلد تلك الحادثة اللورد كيبلينق في قصيدة رائعة .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.