صدر عن دار الدليل للنشر برلين كتاب جديد للصحفي والأديب د. أمير حمد بعنوان "هجرة عكس الريح"، الكتاب هو بحث أدبي في رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للأديب السوداني الطيب صالح وهي رواية مهمة من حيث الفكرة ، واختيار الشخوص وفضاء البيئة ودلالتهما في حياة الفرد والمجتمع معا. وهي رواية مهمة لأنها من ناحية الفكرة ناقشت صراع الحضارات ومرحلة الاستعمار وما بعدها بقليل ، كما جسدت عبر الشخوص واختيارهم الدقيق الصور المتعددة لهذا الصدام، وكذلك إيجابيات و دلالات وتأثير البيئة (المكان الطبيعي والمجتمع والأسرة) على سلوكيات الإنسان وتعاملاته السليمة مع الحياة، وعليه يحاول البحث توضيح أثر البيئة في حياة الأفراد والسعادة التي يمكن أن تمنحها لهم أو المأساة التي تنجم بانتفاء العلاقة السوية بينهما. لقد شرح الكاتب واقع الشخوص من خلال بيئتهم (القرية، والسودان الوطن الام) وكذلك الأوروبية في عهد الاستعمار ليكتشف عبر التقاء الغرب بالشرق المتمثل أصلا في شخصية الراوي كقروي والبطل كأوروبي الأحاسيس والأفكار والسلوكيات. لقد اهتم البحث هنا بالجانب التحليلي وذلك من ناحية الكشف وتفكيك دقائق الأحداث والشخصيات منطلقا من أثر البيئة (الزمان والمكان) في تطور حياتهم وسلوكياتهم، بهذا تكون كيفية التحليل مفتاحا من منطلق البيئة لرسم الشخصيات وأدائها في مسرح الحياة. يمكن القول أن الأهمية القصوى لتحليل ودراسة هذه الرواية تكمن في طرحها "لأزمة الأجيال" التي كانت ولم تزل تعيش ازدواجية وتناقضات في تعاملاتها مع الغرب، إذ تقبله كعالم صناعي من ناحية، وترفضه كفكر وثقافة ولا تزال تعيد نظرية التآمر إلى أذهانها كاستعمار حديث باطن. إن الكاتب معني بالغربة والبحث عن الذات بين ابطال قصصه وبحوثة، الذين ينتصرون للحب والتسامح والفضيلة. DALIL MAGAZINE الغلاف الأخير تسلَّمْتُ بفرح وبحالة مُتسائلة ما الذي كتبه وأعدَّه للنشر صديقي وأخي الكاتب السوداني أمير ناصر ، قرأته لأول مرة قراءة نبهة ومتأمِّلة . ازددتُ فرحا وإعجابا بما أجراه صاحب الكتاب من بحث شامل لرواية رائعة للكاتب السوداني الطيب صالح ، طاب ذكره . كشف العمل عن بحث أدبيٍّ ، واسع المعرفة الأدبية والفنية وواسع الثقافة ، بحث لفضاءات ، واحدةٍ من أجمل الروايات العربية الجميلة فنيا من ناحية الحوار والسرد واللغة الشعرية والاختيار الصادق لشخصيات وأحداث بيئة محددة زمانا ومكانا والتوثيق الأدبي المتخيل والواقعي لتلك البيئة . كتاب الأستاذ الأديب أمير ناصر هو بحثٌ منقِّبٌ عن فضاءات الرواية ، أحداثها وشخوصها وما يريد الكاتب الراوي ، كاتب الرواية ،أن يقوله إيحاء وتفكيرا ويوصله إلى قارئيه . لشدَّ ما شغل ذهني الفصل الذي تناول فيه الكاتب مسألة فلسفة الجسد عند كاتب الرواية : الطيب صالح وعند الروائي الإنجليزي الشهير : لورانس . شعرتُ وأنا أقرأ هذا الفصل ، وكأنني أقرأ بحثا رائعا في أدَبِ مقارن . وأكثر ما لفت انتباهي المتأمل حين خلُصَ في نهاية البحث – الكتاب – إلى وصف حالة عاشها السودان وربما لا يزال يعيشها ، حالة ذكرتني بما كانت فلسطين ذات يوم في نهاية القرن التاسع عشر ولم تزل المجتمعات الفلسطينية تعيشها . في هذه الخاتمة لبحثه كتب الأديب أمير ناصر عن رواية الأديب السوداني : الطيب صالح ، كتب يقول : " لم تزل هذه الرواية معاصرة تعكس مأساة الأفراد في نقدهم للذّات وتكتمهم على واقع تعيس لا تجد إلاّ قلَّة تسعى إلى تغييره .... " إبراهيم مالك رئيس تحرير مجلة وموقع ميس للثقافة الصور : الفنان أمير ابراهيم عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.