موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    عائشة الماجدي: (الحساب ولد)    تحرير الجزيرة (فك شفرة المليشيا!!)    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    واشنطن: دول في المنطقة تحاول صب الزيت على النار في السودان    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    شاهد بالصورة والفيديو.. نجم "التيك توك" السوداني وأحد مناصري قوات الدعم السريع نادر الهلباوي يخطف الأضواء بمقطع مثير مع حسناء "هندية" فائقة الجمال    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني الشهير "الشكري": (كنت بحب واحدة قريبتنا تشبه لوشي لمن كانت سمحة لكن شميتها وكرهتها بسبب هذا الموقف)    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    "الجنائية الدولية" و"العدل الدولية".. ما الفرق بين المحكمتين؟    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    لأول مرة منذ 10 أعوام.. اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإيران    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستقبل الاستقلال السياسي .. عرض : محمد علي خوجلي
نشر في سودانيل يوم 03 - 01 - 2016


مستقبل الاستقلال السياسي (3)
أثر الدول والأحزاب التابعة على السيادة
عرض : محمد علي خوجلي
عندما تفقد الدوله سيادتها وتصبح تابعه
للثورة العلمية التكنولوجية والمعلوماتية آثارها على الرأسمالية إذ تحولت المعرفةوالمعلومات الى شكل رئيسي لرأس المال وهذه من خصائص الرأسمالية الجديدةالتي تسعى من خلاله الشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات المالية الدوليةوالخزانة الفيدرالية الأمريكية لفرض نموذج واحد على الدول بأداة تقديمالاستثمارات المشروطة للدول ويقوم النموذج على:
التقشف، خفض النفقات، خصخصة المنشآت، تحرير الأسواق والتجارة والأسواقالمالية وإزالة كافة العقبات التي تقف في وجه المنافسة.. الخ
ويلعب البنك الدولي وصندق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية الأدوارالأساسية في الترويج للنموذج بكافة الأساليب (انظر: يناقش المجلس الوطنيالسوداني في ديسمبر 2015م مسألة انضمام السودان لمنظمة التجارة العالمية).
وصندوق النقد الدولي يقدم القروض للدول النامية (المستعمرات القديمة) بعدالموافقة على شروطه والتعاون معه بإنفاذ المبادئ التالية:
1/ البدء الفوري في تحسين المناخ العام للاستثمار الخاص المحلي والأجنبي.
2/ إبطال مفعول القوى السياسية القابلة للانفجار والتي غالباً ما يؤدي اليهانشاط الاستثمارات الأجنبية الخاصة.
3/ اتفاقيات ضمان وحماية الاستثمارات الأجنبية الخاصة وكفالة تعويضاتملائمة وحرية تحويلها الى الدولة حيثما تتعرض الاستثمارات الأجنبية لخطرتعديل أو تصفية نشاطها.
4 /حماية الشركات الأجنبية من الأثر الكلي للنظام الضريبي (الامتيازاتوالإعفاءات الضريبية)
5/ ضرورة العمل لتنفيذ دراسات اقتصادية لاكتشاف الفرص الاستثمارية فيالدول المختلفة.
6/ ضرورة تطوير قوانين الشركات والاستثمار.
7/ ضرورة السماح للشركات الأجنبية بالاقتراض من أسواق رأس المال المحلية.
8/ تصفية القطاع العام ونزع مضمونه الاجتماعي.
وإنفاذ الدولة للمبادئ المذكورة يعني خضوعها لهيمنة الشركات الأجنبية ويعني أنالدولة أصبحت (تابعة) وفقدت سيادتها، أما الوجه الثاني للنموذج فهو تعزيزالخلافات الإثنية والطائفية والتوترات التي تنجم عنها.
الاستعمار الجماعي الجديد
أوجز الأستاذ سمير أمين فكرته حول الاستعمار الجماعي كالآتي:
"نواجه اليوم الاستعمار وهو المتحكم على الصعيد العالمي والاستعمار الذينواجهه مختلف عن الاستعمار القديم (الموجه الأولي) فالاستعمار القديم لم يكنبصيغة الجمع الاستعماري، البريطاني، الفرنسي، الأمريكي، البلجيكي الى آخرالدول الاستعمارية التي كانت تتنافس فيما بينها، إن الاستعمار الذي نواجههحالياً هو الاستعمار الجماعي للثلاثية المكونة من الولايات المتحدة وأوروبا واليابانفي ظروف جديدة
والحقيقة أن مخططات الاستعمار الجماعي لم تبدأ مع العولمة الرأسمالية، بل بدأتمع ذهاب (الموجه الأولي)... فسياسات الاستعمار الجماعي الأوربي الرامية الىالمحافظة على نهب الموارد بأشكال جديدة حدثت في عدة مناطق في العالم ومنهانموذج مشروع السوق المشتركة الأفريقي في مطلع ستينيات القرن الماضي والذيوصفه قادة أفارقة بأنه (خطر جسيم) على القارة.. وقال عنه نهرو 1963م: "يمكنأن تبدو وسيلة أقدر للإشراف على الدول غير مكتملة النمو من تلك الوسائل التيكانت تستخدم وقت كان يشرف بلد واحد على مستعمراته.."
والسوق المشتركة كانت من بين خطط الاستعماريين الأوربيين لتحقيق المشروعالقديم (أوربا أفريقيا) في ظروف دولية جديدة وقد انضمت اليه وقتها ثمانيعشر دولة وكانت سياسة الدول الغربية توسيع نطاق السوق المشترك يشمل كلالدول الأفريقية، واستنكر المؤتمر الثالث للشعوب الأفريقية (القاهرة 1961م) ضمالدول الأفريقية الى الكتل الاقتصادية الاستعمارية الساعية للإبقاء على الاقتصادالأفريقي في وضع ضعيف".
إن جذور التخلف الاقتصادي والاجتماعي للدول النامية تمتد الى ماضيها عندماكانت مستعمرة، حيث ظلت لعشرات السنين مصدر الثراء للدول المستعمرة لها ونموالرأسمالية والسوق العالمية قامت أصلاً على استغلال المستعمرات ونهب ثرواتهاومواردها وأغلبية الدول النامية تدخل في نظام الاقتصاد الرأسمالي العالمي.
ولا تزال الكثير منها دولاً زراعية من حيث الهيكل الاقتصادي حيث توجد أغلبيةالسكان في الريف ففي أفقر 35 دولة منها يعمل حوالي 75% من السكانالناشطين اقتصادياً في الزراعة.
وغالبية الدول النامية متعددة الأنماط من حيث طابع التكوين الاجتماعيالاقتصادي إذ توجد فيها أنماط رأسمالية وما قبل الرأسمالية وليست من النادر أنتتشابك فيما بينها بأوثق الأشكال وهذا ما يخلق تنوعاً كبيراً في جغرافيةالاقتصاد والسكان. والعلاقات العشائرية القبلية ما زالت باقية في عدد من دولأفريقيا وهنا ما يعيق تكوين الأمم وتقدم القوى المنتجة فيها وتميزت دول أمريكااللاتينية بمستوى أكثر ارتفاعاً نسبياً لتطور الرأسمالية وكأنها شغلت حالة تتوسطالدول النامية والرأسمالية المتطورة ووصلت أعداد منها الى مستوى مرتفع بما فيهالكفاية من تطور الرأسمالية ونشأت فيها استثمارات رأسمالية محلية ضخمة ذاتارتباط قوي بالاحتكارات المتعددة الجنسيات.
توافق السوقيين مع الامبرياليه
وفي حقبة العولمة الرأسمالية فإن الولايات المتحدة تعتمد على ذات استراتيجيةالحقب الماضية، ومن ذلك حماية نظم حكم غير ديموقراطية وإمداد دول بالسلاحوفتح قواعد عسكرية جديدة وتشجيع النزاعات المسلحة والاحلاف العسكريةوغيرها.
ومن المهم الاشارة الى موقع الاتحاد السوفيتي السابق، خاصة وقد كان من حولهدول (تابعة) وأحزاب (تابعة) في كثير من دول العالم. ونجد بالتجربة السوفيتية أنسياسة التعايش السلمي التي اختطتها قبل الوفاق والانفراجة كان نتيجتهاالوحيدة تعزيز الرأسمالية الدولية ومواقع الدول الاستعمارية واستشراء الخلافاتبين المتعايشين. فحلف (وارسو) وهو حلف السوفيت والدول التابعة لهم جعل مهمتهالاساسية حماية الدولة السوفيتية حتى إذا اقتضى الامر التدخل في شؤون دولالحلف الداخلية بما في ذلك التدخل العسكري وتغيير قيادات الأحزاب التابعةوحكوماتها. ولم يسجل لذلك الحلف توظيفاً فعلياً لصالح (عمال العالم) وفي مراتقليلة كان يحذر ويهدد!!
وبسبب ذلت السياسات، والتعاون مع الولايات المتحدة عجز السوفيت والدولالتابعة من فعل أي شيء عندما تأجج الصراع بين(الثوريين) وانظمة الحكمالديكتاتورية في امريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا. ففي فيتنام اتخذ السوفيتموقف (الحياد) رغم توقيعه لاتفاقية دفاع مشترك، لان قيادة الحزب الشيوعيالفيتنامي لم تكن (تابعة) وهكذا كان الحال عندما خاض ثوار لاوس معاركهموحتى بعد انتصارهم لم يقدم لهم السوفيت أي دعم معنوي أو غيره.
وبسبب سياسات الوفاق والتعاون مع الامبريالية امر السوفيت الحزب الشيوعيالكوبي بالوقوف ضد الثورة لأن السوفيت لم يكونوا راغبين في مشاكل مع امريكا. وشارك في مسيرة الثورة الكوبية (شيوعيون خارج الحزب الكوبي) المعارض للثورةوالذي انضم اليها عند اقتراب ساعة النصر بتنظيم اضرابات واعتصامات عمالية. لكن قواعد الحزب ضغطت على القيادة الرسمية التابعة حتى سلمت للثوار وقامكاسترو بعزل قيادة جهاز الحزب الرسمي ونشأت قيادة جديدة ثورية من الشباب.
أن سياسات السوفيت كانت وسيلة لتحقيق مصالح دولتهم ومصالح الطبقةالحاكمة من الفئات الاجتماعية الطفيلية التي هيمنت على الحزب والدولة. وتلكالسياسات قدمت خدمات جليلة للدول الاستعمارية الغربية. وكل الذين عارضواأو وقفوا ضد سياسات السوفيت من الشيوعيين وغيرهم من القوى الديموقراطية تمدمغهم بالاكليشيهات (أعداء الحزب) و(عملاء) و(امبرياليين) و(اعداءالشيوعية)....الخ والحقيقة كانت بعكس ذلك.
وتعاون السوفيت مع الامبريالية طال الأحزاب الشيوعية في معظم الدول بما فيذلك الأحزاب في دول منطقة الشرق الأوسط والتي نفذت بتبعيتها كل أهدافالسياسة الخارجية للدولة السوفيتية التي جعلت الحكومات الوطنية التي قد تخدممصالحها بديلاً للأحزاب الشيوعية التابعة فعقدت معها (اتفاقيات الصداقة)و(اتفاقيات الدفاع العسكري) ودعمت نظم الحزب الواحد التي تبطش بالشيوعيينالمحليين وكانت (تعليمات) السوفيت يطلقون عليها (النصح) للتلطيف ومن النماذج:
- حل الحزب الشيوعي المصري لنفسه في 1964 والاندماج في الاتحادالاشتراكي.
- وقف نضال الحزب الشيوعي العراقي ضد حكومة عارف ثم حل الحزب الشيوعيالعراقي نفسه والاندماج في الجبهة الوطنيه.
- في 1967 قامت قيادة مؤقتة اعادت بناء الحزب الشيوعي العراقي الذي نصحهالسوفيت بعدم الاستيلاء على السلطة 1971 وهو ذات الحزب الذي وافقالأمريكان على احتلال وطنهم بالضربة العسكرية الشاملة.
لكن افظع التدخلات كانت في ايران عندما قررت الاغلبية في حزب توده (الحزبالشيوعي الايراني): اسقاط نظام الشاه. وهو الاتجاه الثوري الذي عارضه(السكرتير العام) في حزب توده وتيار أقلية. فلم يعترف السوفيت بالتيار الثوريوأغلبيته في اللجنة المركزية بل اشرفوا على اقامة حزب شيوعي جديد للسكرتيرالعام باسم (الحزب الشرعي) وأسسوا لهم صحيفة.
الحقيقة:
ان الحزب الشيوعي (الثاني) حزب السكرتير وأتباعه قاموا بعد ذلك بدور الواشيوأصبحوا تحت خدمة جهاز الأمن (السافاك) لكن الماركسيين الثوريين أعدوا عدتهموشاركو رغم كل ذلك في النضال المسلح عن طريق (فدائي خلق) و(منظمةالماركسيين) ضد نظام الشاه وقدموا ميثاق الشهداء ونجحوا في اشراك النساء فيالنضال.
الحقيقة:
أنه عندما اشتد نضال الثوريين تدخلت الامبريالية لصالح رجال الدين الذيناستلموا السلطة تحت رايات الديموقراطية. وحاق ما حاق بحزب توده حتى ظهورالسكرتير العام للحزب (حزب السوفيت التابع) في مناظرة تلفزيونية اعترف فيهابعمالته وبطلان مبادئه ثم اعلان توبته.
هل تم كل ذلك دون علم السوفيت وموافقتهم؟
وهناك عشرات النماذج في اندونيسيا والعراق وتشيلي والسودان وغيرها.. انالحزب الشيوعي السوفيتي (الرسمي) القديم، انتهى به المطاف للتحول الى حزبرأسمالي معادي للشيوعية أقام بناؤه الموظفون والمتفرغون الحزبيين وقياداتاجهزة المخابرات السوفيتية والأمريكية في اللجنة المركزية وبعض وزراء في حكومةالحزب الشيوعي السابق (بوتين الحاكم اليوم والمعادي للشيوعية، هو ذات بوتينعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي وممثل المخابرات واجهزة الرقابةفي تلك اللجنة. وحزب بوتين اليوم صورة طبق الأصل من حزب المؤتمر الوطني فيالسودان) رغم ذلك قام حزب شيوعي صغير ومطارد في روسيا والذين يطاردونههم ذات قيادات جهاز الحزب الذي تحول..
ونواصل..
مستقبل الاستقلال السياسي (4)
الاراضي المحتلة.. والسيادة المستعارة
عرض: محمد علي خوجلي
انهيار مفهوم السيادة الوطنية
من أشكال التدخل في شؤون الدول الاخرى، قيام دولة تعسفاً بمد نطاق تطبيققانونها الداخلي على اوضاع تَدخُل اساساً في اختصاص دولة اخرى. وكان مشروعالمعونة الامريكية 1957 اول اختبار حقيقي لقدرة السودان على مقاومة التدخلاتالاجنبية والذي كان في صورة دعم اقتصادي بشروط سياسية وعسكرية (من بينهااقامة قاعدة عسكرية في حلايب). ومن نماذج التوظيف الامريكي للعولمة الرأسماليةفي الالفية الثالثة سياسياً:
انهيار مفهوم السيادة الوطنية للدول الاضعف لصالح الولايات المتحدةالامريكية، حيث اصبحت حكومات هذه الدول تتنافس على نيل رضاالادارة الامريكية وتقبل باذعان، التدخل الامريكي في شؤونها، اضافةالى خضوع القانون الدولي والمؤسسات الدولية للمشيئة الامريكية. وعلىذلك اصبحت أمريكا فوق القانون الدولي وفوق المؤسسات الدولية التياصبحت منفذة لتوجهاتها.
تقليص الدور الاقتصادي للدولة الوطنية من خلال الخضوع لشروطمنظمة التجارة العالمية والمؤسسات المالية والنقدية الدولية للاندماج فيالرأسمال الدولي. وتمكنت امريكا من وضع يدها بالكامل على مواردواسواق دول وبالذات التي تعرضت للغزو الامريكي مثل افغانستانوالعراق.
ان العولمة الرأسمالية تتجاهل اوضاع الافراد والمنشآت والاستقلال السياسي للدولونوع الانظمة السياسية وتختزل الانتاج الاجتماعي في سلع وخدمات تغدو معهاالحياة الاجتماعية هوامش للسوق لا يمكن الاستغناء عنها. وهي تشكل قطيعةاقتصادية وسياسية كبيرة حيث تضع المنشآت الاقتصادية والمواطنين أمام واقعمفروض هو التكيف بمعنى الاستسلام لأوامر السوق المالية. وكل انتقاد يوجهلسياسات العولمة الرأسمالية يصفه المستفيدون بأنه من أنواع (الجمود) و(التحجر)فهم يهتمون بالمنتقدين بأكثر من موضوع الانتقاد...
السيادة المستعارة..
عمود زهير السراج الصحفي بصحيفة الجريدة 14 ديسمبر 2015 عرض فكرة خبيرسوداني لحل مشكلة التنمية في السودان وبالذات أقاليم الهامش وكذلك سد الفجوةالغذائية في الدول العربية التي تتجاوز 76 مليار دولار امريكي بالزراعة والتصنيعالزراعي في أماكن حددها. والفكرة: ان يتخلى السودان عن سيادته على تلك المناطقلدول الخليج الغنية لتديرها بنفسها تفادياً للمشاكل السياسية والاقتصادية والاداريةوالدولية الكثيرة التي يواجهها السودان وفق اتفاق واضح المعالم بين السودانوالاطراف الاخرى بما يطلق عليه (السيادة المستعارة). ومنذ سبعينيات القرن الماضيكثيراً ما شهدنا ان السودنا لا يملك ما ينتج جزئياً او كلياً عن طريق الشراكة معأطراف اخرى او عن طريق التهريب (المنظم) والشراكة كانت مع عرب أو آسيويين أوغيرهم بنماذج صناعة السكر، واستكشاف واستخراج النفط والمعادن والحديد وغيرذلك واحياناً ايجار الاراضي الزراعية او السياحية لقرن من الزمان.. فهل السيادةالمستعارة أو السيادة المحدودة لصالح التنمية هو تطوير للواقع؟ ان القضية فيالاصل سياسية لا اقتصادية ولا فنية والانتقاص المتعمد للسيادة هو من الآثارالمباشرة للعولمة الرأسمالية والاستعمار الجماعي الجديد والمستفيدين من الوطنيين. الاستثمارات الخليجية وتهديد الأمن القومي الأمريكي..
خلال الفترة 2002-2007 بحسب(معهد التمويل الدولي بواشنطن): ان الأموالالخليجية التي اتجهت صوب الاقتصاد الامريكي والدول الاخرى بلغت 600 ملياردولار امريكي. نصفها للاقتصاد الامريكي (شراء اصول شركات كبرى وتمويلمشروعات عقارية وصناديق استثمار) و250 مليار دولار لدول الاتحاد الاوربي. وتدخلالاموال الخليجية ساعد النظام المالي الامريكي والاوربي ومن ثم النظام الماليالعالمي على عدم الانهيار. وعلى الرغم من ان الاقتصاد الخليجي سيكون المتضررعلى المدى البعيد الا ان مراكز قوى في امريكا نظرت الى الاستثمارات الخليجيةكتهديد للأمن القومي الامريكي..
الاراضي السودانية المحتلة...
الأراضي السودانية المحتلة منذ عشرات السنين مسكوت عن جزء منها (!) وهي مننتائج النزاعات الحدودية. وكل النزاعات الحدودية في أفريقيا وغيرها، وما يتبعها مننزاعات مسلحة وحروبات أهلية أو حروبات بين الدول والدعوات الاقتصادية تعود الىدول الاستعمار القديم. فالمجتمعات ما قبل الاستعمار في افريقيا قامت على القبائلالتي اسست لها ممالك وسلطنات ودول، لذلك تصدت القبائل للغزو الاستعماريالاوربي دفاعاً عن اراضيها وحدودها القبلية. ومن الضروري ان يدرس الشباب مقاومةالقبائل السودانية للحكم التركي وثورات القبائل ضد الحكم الثنائي المصري/البريطاني. وكل تقسيمات الدول التي قام بها المستعمرون لم تراع حقيقة تكوينالمجتمعات او قصدت ان يكون ترسيم الحدود من اسباب اشتعال النزاعات فيالمستقبل بقسمة القبيلة الواحدة بين دولتين او حتى ثلاث دول. والحدود بين السودانوجنوب السودان لم يتم الاتفاق عليها بالكامل، ومنطقة ابيي لا تزال معلقة. ومعروف اناتفاقية السلام الشامل 2005 ألزمت الطرفين بترسيم الحدود قبل اجراء الاستفتاءعلى تقرير المصير ضمن قضايا اخرى، اطلق عليها قبل الاستفتاء (القضايا العالقةبين الطرفين) وجرى الاستفتاء دون تنفيذ الاتفاق. والحقيقة: ان النخب الحاكمةوالمعارضة والمشاركة قبلت الاستفتاء على دولة لم يتم الاتفاق على حدودها.
الفشقة الكبرى والصغرى ...
ومن اراضي السودان المحتلة (الفشقة الكبرى) و(الفشقة الصغرى) ومنطقة شرق نهرستيت ويقوم المزارعون من اثيوبيا بالزراعة داخل الاراضي السودانية لسنوات طويلة. وكشف تقرير صادر من مجلس ولاية القضارف في ديسمبر 2005 عن التقرير الذيأعدته ثلاث لجان لاستجلاء الحقائق حول تعدي الطرف الاثيوبي على المشاريعالزراعية السودانية في منطقة الفشقة، نهر عطبرة ونهر الرهد. وأبان التقرير ان هناكنشاطاً محموماً ووجوداً كبيراً للاثيوبيين حيث يمارسون الزراعة والاستيطان داخلالاراضي السودانية بدعم من الحكومة الاثيوبية وبعض المليشيات الاثيوبية وجاء فياخبار الجمعة 25 ديسمبر 2015 (صحيفة السوداني) وصول الوفد الاثيوبي المشاركفي اعمال الدورة رقم (17) لمؤتمر تنمية وتطوير العلاقات الحدودية بين السودانوأثيوبيا بولاية النيل الأزرق (الرصيرص) بمشاركة وفود الأقاليم الاثيوبية: بنيشنقول، التقراي والامهرا الحدودية مع ولايات السودان: القضارف، كسلا وسنار.
وفي ذات التاريخ وبحسب وكالة (الأناضول) خاطب رئيس الوزراء الأثيوبي البرلمانالأثيوبي في جلسة استثنائية وكانت اجاباته على اسئلة النواب كما يلي:
1/ لا توجد أية مفاوضات سرية بين أثيوبيا والسودان حول القضايا الحدودية بينالبلدين.
2/ ليس صحيحاً أن السودان ضم أراضي أثيوبية.
3/ لم يتم تنفيذ ترسيم الحدود مع السودان بعد.
4/ استمرار أعمال اللجان الأثيوبية السودانية لمعالجة قضايا الحدود وترسيمها وبعدانتهاء اعمال اللجنة سيتم طرح نتائجها على الشعب الأثيوبي.
5/ اراضي الفشقة المتنازع عليها بين مزارعي البلدين على الحدود تُقدر مساحتهاب(250) كيلو متر مربع.
مثلث اليمي...
في الأصل كان مثلث اليمي سودانياً، فالحدود بين السودان ويوغندا قامت علىالخط المستقيم المعروف بخط يوغندا 1914 حتى تم نقل » مديرية التركانا« منيوغندا الى كينيا بمقتضى قرار وزير المستعمرات البريطاني. والمثلث توجد به قبائلكينية واثيوبية الى جانب قبائل (التبوسا) السودانية »لم تخضع للحكم الاستعماريإلا في 1926« ولصعوبة الاتصال بين المنطقة وأقرب نقطة ادارة لحكومة السودانلم يكن للسودان ادارة ثابتة للمثلث.
ووافقت حكومة السودان في 1931 على ان تقوم الادارة الكينية بادارة هذا المثلثنيابة عنها على ان تتحمل حكومة السودان جزءاً من النفقات المالية المترتبة على ذلك.
وضمت كينيا مثلث اليمي بفرضها للامر الواقع في 1984 ودفعت بقبائل التركاناالكينية تجاه السودان للاستيلاء على أراضي جديدة.
أنظر:
تصريحات الصادق المهدي الى شبكة CNN في سبتمبر 1988 والتي أكد فيهاملكية السودان لمثلث اليمي.
فهل المثلث أرض سودانية تحت الاحتلال أم تحول الى السيادة الكينية عن طريقالتقادم المكسب للسياده؟
أم دافوق..
في اغسطس 1960 قسمت أفريقيا الوسطى الى دولتين تشاد في الشمال وأفريقياالوسطى في الجنوب. وأصبح بروتكول 1924هو المنظم للحدود بين السودانوأفريقيا الوسطى (خط تقسيم المياه بين حوض نهر النيل ونهر الكنغو وبعضالوديان الكبيرة على الجانبين) لذلك لم تضع لجنة الحدود المشتركة علامات علىالحد نفسه بل نقاط ارشاد على شكل حجارة اندثرت مع مرور الزمن.
إن غياب العلامات وعدم وضوح الحدود نتجت عنه نزاعات حول احقية القبائلالسودانية في السقيا من بركة ام دافوق أدى لاشتباكات قتل فيها بعض الرعاة منقبيلة التعايشة 1933 على يد قوات الاحتلال الفرنسي على الرغم من ان بروتكول1924 نص على الحفاظ على الحقوق المكتسبة لمواطني البلدين في مشارب المياهالحدودية. وعقد اول اجتماع بين الدولتين للنظر في المشاكل الحدودية 1966 وفييناير 1967 تم الاتفاق على تنظيم دخول وخروج رعايا البلدين.
مثلث ساره:
في سبتمبر 1935 قامت لجنة من المساحين البريطانيين والايطاليين بوضع 12زاوية حديدية على خط الحدود 25 درجة على مسافة 12 كيلو متراً والتي تقع عليهاالدروب التي تربط بين السودان وليبيا. ولم تتمكن اللجنة من وضع علامة بداية نسبة لانها تقع داخل الحدود من جبل عوينات وقامت بتعيين نقطة البداية وصفاً وبذلكاصبح النصف الغربي من جبل العوينات تابعاً الى ليبيا.
ونتج عن الاتفاق البريطاني/الايطالي/المصري اقتطاع مثلث سارة السودانيواضافته الى ليبيا وتبلغ مساحته 7700 كيلو متر مربع. فالمثلث وهو مستودع ضخمللنفط من اراضي السودان المحتلة..!!
منطقة حلايب المحتلة...
طالبت لجنة العلاقات الخارجية بالحوار الوطني بحسب سعاد الخضر وهالة قمرالدولة واخرين 22/ديسمبر 2015 بأخذ قضية حلايب مأخذ الجد مشيرة الىضعف الوجود الحكومي بالمنطقة وقدمت اللجنة ثلاثة مقترحات لحل قضية المنطقةوهي:
1- ) الحل الودي (2- ) الانسحاب المصري (3- ) التحكيم الدولي)
وأصل المسألة نوجزه في الاتي:
1/ اعترفت مصر بالسودان عند الاستقلال بحدوده عند انسحاب بريطانيا منمستعمرتها مصر(1822-1914) ومحميتها (1914-1922) ومن السودان بحقالغزو. وحلايب أرض سودانية. ويتجدد الخلاف بين السودان ومصر حول السيادةعلى مثلث حلايب الحدودي الغني بالمعادن والنفط بين فترة وأخرى.
2/ وعند تقسيم السودان الى مديريات اثناء الحكم المصري/الانجليزي كانت حلايبجزءاً من مديرية بربر (1902-1923) ثم ضمت الى البحر الاحمر عند اعادةالتنظيم في 1923 وظلت بها. وبعد الاستقلال نقلت الى مديرية كسلا الى اناصبحت مديرية قائمة بذاتها في 1991 ضمن الاقليم الشرقي.. وحلايب ارضسودانية.
3/ ومعلوم ان انتخابات 1953 هي من نتائج اتفاقية تقرير المصير 1952 حيثقسم السودان الى 92 دائرة جغرافية. ووافقت مصر وبريطانيا على قانونالانتخابات ومثلت منطقة حلايب بدائرتين1- (حلفا) و2-) الامراروالبشاريون) وهكذافي جميع الانتخابات العامة التي جرت في السودان قبل النزاع وبعده فحلايبأرض سودانية.
4/ وأول نزاع حول منطقة حلايب كان في يناير 1958 إثر مذكرة الحكومة المصريةالتي احتجت فيها على الدوائر الانتخابية المعلنة بقانون الانتخابات السوداني.
وهي جيب فرس والمنطقة المحيطة بحلايب وشلاتين على البحر الاحمر. وطالبت مصربتسليمها الأراضي شمال خط 22 درجة شمالاً وأنها في نفس الوقت ستقوم بتسليمكل الاراضي جنوب خط 22 شمالاً للسودان (وضعت تحت ادارة الحكومة المصرية1902)
5/ وجاء تصعيد يناير 1992 على خلفية منح حكومة السودان شركة كندية حقالتنقيب عن النفط في المنطقة. وبدأت الحكومة المصرية تطبيق خطتها للوصول الى(تقادم مكسب للسيادة) بالتدخل العسكري المباشر حيث قامت فصيلة من القواتالمسلحة المصرية بالهجوم على نقطة (ابو رماد) واطلاق النار على أفرادهاواستشهد الرقيب/ محمد أحمد جابر والعريف/ صبري حامد عيسى.. فحلايبسودانية
6/ منذ ذلك الوقت بدأت مصر في تكريس احتلالها بتنفيذ حملات إبعاد قسريةللسودانيين والبدء في مشروعات توطين واستمالة السكان والبناء والتعمير والتمصيرحتى ممارسة السيادة بفرض الامر الواقع على المبدى البعيد.. وحلايب سودانية
والخلافات على الحدود هي خلافات في وجهات نظر دولتين أو أكثر حول مسائلقانونية أو موضوعية في إطار العلاقات الدولية. والقانون الدولي يلزم الأطرافالمتنازعة بضرورة الحل السلمي للنزاع بالوساطة أو التحكيم أو اللجوء الى محكمةالعدل الدولية.
ونواصل..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.